كيف تترك انطباعاً إيجابياً في أول يوم عمل؟
نحن نسعى جميعاً في أوَّل يوم عمل إلى ترك انطباع إيجابي عنَّا، ففي كثير من الأحيان يحدد هذا الانطباع نظرة الزملاء إلينا لفترة طويلة، وقد يبدو الأمر صعباً ويحتاج إلى جهد كبير، لكن في الحقيقة هو ليس كذلك على الإطلاق.
كيف نترك إذاً انطباعاً إيجابياً في أوَّل يوم عمل؟ وما هي النقاط التي يجب أن نضعها في بالنا لتحقيق ذلك؟ هذا ما ستتعرَّف إليه عند قراءة هذا المقال.
أولاً: ما هو الانطباع الأوَّل؟
الانطباع الأوَّل حسب علم النفس هو الصورة الذهنية التي نكوِّنها عن شخص ما عند لقائنا به لأوَّل مرَّة، طبعاً هذه الصورة ليست دقيقة تماماً؛ بل ستختلف دقتها تبعاً لعدد من العوامل منها الشخص المراقب والهدف.
الانطباع الأول حسب العديد من المصادر من شأنه التأثير في كيفية معاملة الشخص في الكثير من أمور الحياة ومنها العمل، وهذا ما يجعلنا نطرح على أنفسنا السؤال الآتي:
ما هي أهمية الانطباع الأول في العمل؟
الانطباع الأول في غاية الأهمية بالنسبة إلى أمور الحياة كلها وخاصَّة العمل، والكثير من قرارات التوظيف قد تعتمد على الانطباع الأوَّلي الذي يتركه الشخص لدى صاحب العمل، وما يزيد الأمر صعوبة هو أنَّ هذا الانطباع قد يصعب تغييره؛ لذلك يجب استغلال الوقت المُتاح بإظهار أكثر ما يميزنا بمهنيَّة عالية، ويجب علينا ألَّا ننسى أيضاً أنَّ الانطباع الأول الذي يكوِّنه المديرون والزملاء عنَّا قد يغير مسارنا المهني بشكل كامل في الأيام القادمة، إضافةً إلى تأثيره في طريقة تعاملهم معنا؛ لأنَّ هذا الانطباع هو المسؤول عن تشكيل تصورات الآخرين التي يحكمون من خلالها علينا.
ثلاثة أرباع الأشخاص البالغين يكوِّنون نظرتهم عنك خلال دقيقة واحدة كما أشارت إحدى الدراسات؛ لذلك احرص على كونها دقيقة مثالية.
ثانياً: كيف تترك انطباعاً إيجابياً أوَّل يوم عمل؟
الانطباع الأول في العمل كما بات واضحاً هو أمر في غاية الأهمية، ولتترك انطباعاً أوَّلاً إيجابياً في أول يوم عمل لك إليك النصائح الآتية:
- كن واثقاً بنفسك فالثقة بالنفس تجعل منك شخصاً متَّزناً قادراً على التصرُّف والتعامل مع الآخرين بشكل لائق ومناسب، كما أنَّ الثقة بالنفس ستجنِّبك التوتر والخوف اللذين يجعلان منك شخصاً انفعالياً وهذا ما يسبب نفور الآخرين منك.
- كن شخصاً نظيفاً؛ فلا يمكنك ترك انطباع إيجابي أوَّل يوم عمل إذا لم تكن نظيفاً؛ لذلك خذ حماماً قبل الذهاب إلى العمل، واهتم بنظافة أسنانك، ولا تنسَ أنَّ النظافة الشخصية ستنعكس على الثقة بالنفس فتزيدها وتعززها.
- اختر ملابسك بعناية، لا يكفي أن تكون الملابس نظيفة؛ بل يجب أيضاً أن تكون أنيقة ومرتبة ومتناسبة مع طبيعة عملك.
- كن بشوشاً وابتسم في وجه الجميع؛ لأنَّ الابتسامة تجعل وجهك قريباً من الناس، وتساعد كثيراً على كسر الحاجز بينك وبين الزملاء الجدد، لكن بالطبع لا نقصد هنا تلك الابتسامة الصفراء غير الحقيقية؛ بل نقصد الابتسامة العفوية الصادقة، ولتجعل ابتسامتك أكثر صدقاً انظر إلى الشخص لمدَّة خمس ثوانٍ ثم ابتسم له.
- ألقِ التحيَّة ولا تكن فظاً، عرِّف الزملاء بنفسك وتعرَّف إليهم.
- لغة الجسد هامة أيضاً في الانطباع الأول؛ لذلك ضع هذه النقطة في بالك لتترك انطباعاً إيجابياً في أول يوم عمل لك، وانتبه عندما يُحدِّثك أحدهم فلا تشِح نظرك عنه، وابتسم تحبباً، أومِئ برأسك دلالة على الاهتمام بالحديث، وتجنَّب القيام بحركات القلق كطقطقة الأصابع أو اللعب بالشعر أو لمس الوجه والرقبة.
- ابتعد قدر الإمكان عن الحديث عن أمورك الشخصية، ولا تسأل زملاءك أيضاً عن أمورهم الشخصيَّة، فهذه التصرفات تجعلك تبدو بمظهر الفضولي كثير الكلام.
هل الانطباع الأول يدوم؟
أوضح الكثيرون من علماء النفس أنَّ الانطباع الأول له تأثير طويل الأمد، على الرغم من أنَّ هذا الانطباع هو في أكثر الأحيان ليس قائماً على مزايا وصفات الشخص الحقيقية؛ وإنَّما على لغة جسده وإيماءاته وطريقة تصرفه.
شاهد: 10 نصائح لليوم الأول في العمل الجديد
ثالثاً: بعض النقاط التي تساهم في ترك انطباع أول إيجابي:
توجد العديد من النقاط التي تساهم أيضاً في ترك انطباع إيجابي في أول يوم عمل، سنتعرَّف إليها فيما يأتي:
- عدم إطالة التحديق في أثناء حديثك مع الآخرين؛ وذلك لأنَّ إطالة التحديق في الآخرين تجعلك تظهر عدوانياً، وهذا التصرُّف لا يساهم أبداً في ترك انطباع أول إيجابي عنك.
- رفع كتفيك وانظر أمامك وإيَّاك والنظر إلى الأسفل؛ لأنَّ مثل هذه السلوكات تساهم في ترك انطباع إيجابي عن شخصيتك، وفكِّر في شخصياتك المشهورة المفضلة من السياسيين أو الرياضيين أو الفنانين، هل رأيتهم يمشون مطأطئي الرأس وأكتافهم مرخية؟ على العكس تماماً.
- من النقاط الهامة أيضاً والتي تساهم في ترك انطباع إيجابي عنك، وإظهار اهتمامك بالآخرين من خلال لغة الجسد غير المحكيَّة، ابتسم لهم، استمع لأحاديثهم ولا تقاطعهم وتنتقدهم كل الوقت.
- إظهار التعاطف والتصرُّف كأنَّك تحب الشخص الموجود أمامك بالفعل حتى ولو كان اللقاء الأوَّل بينكما، يُقال إذا تصرَّفت كأنَّك تحب شخصاً ما؛ ستحبه في النهاية، وتذكَّر التعاطف من النقاط الهامة التي تساهم في ترك انطباع أوَّل إيجابي عنك.
- التدرُّب على اللقاء الأول؛ أي على طريقة كلامك ومشيتك وجلوسك؛ إذ إنَّ هذا التدريب البسيط سيجعلك أكثر ثقة بنفسك ويخفف من توترك.
- الابتعاد عن السوداوية؛ إذ إنَّ اللقاء الأول ليس المكان المناسب لطرح أفكارك السوداوية وصراعاتك الوجودية، والتكلُّم بإيجابية وتفاؤل.
- الابتعاد عن انتقاد الآخرين وتوجيه الملاحظات بشكل مستمر في اللقاء الأول.
- التهذيب من أهم النقاط التي تساهم في ترك انطباع إيجابي عنك؛ لذلك كن مهذباً ولبقاً في طريقة تصرُّفك وكلامك.
- بذل الجهد للتعلُّم والتركيز في الأشياء التي تتعلمها؛ إذ إنَّ سرعة الاستيعاب من شأنها أن تترك انطباعاً أولاً إيجابياً.
- إحضار جميع الأوراق التي تحتاج إليها وخاصةً عندما يكون اللقاء لقاء عمل، حتى لا تبدو شخصاً مستهتراً.
- من أهمِّ النقاط التي يجب أن تضعها أيضاً في بالك لترك انطباعٍ أوَّل إيجابي هي الوصول على الموعد، وحاول ألَّا تصل مبكراً جداً ولا تتأخر، وتقيَّد بالموعد، وفي حال لقاء العمل يمكنك الوصول مبكراً لإظهار الحماسة لمديرك.
رابعاً: ما هي النقاط التي تدمِّر الانطباع الأول الإيجابي؟
كما توجد نقاط تجعل من الانطباع الأول عنك إيجابياً؛ فتوجد أيضاً نقاط تقتل هذا الانطباع الأول الإيجابي، وسنذكر أهم هذه النقاط فيما يأتي:
- المصافحة بشكل خاطئ: المصافحة الضعيفة تُظهِرك خجولاً وقلقاً وأقل انفتاحاً، والنقيض من ذلك أيضاً مزعج، فلا يجب أن تحتفظ بيد من تصافحه لمدَّة طويلة، فاحرص على مصافحة مناسبة.
- وضعية اليدين الخاطئة في أثناء الجلوس: وضعية يديك في أثناء الجلوس لها أهمية كبيرة وتحمل دلالات مختلفة، فلا تضع يديك في حضنك مثلاً حتى لا تظهر وكأنَّك تخفي شيئاً طوال الوقت.
- وضع العلكة في الفم: وضع العلكة من النقاط التي لا تساهم في ترك انطباع أول إيجابي عنك وخاصةً عندما يكون اللقاء لقاء عمل، العلكة تجعلك تبدو غير ناضج.
- طأطأة الرأس والنظر إلى الأرض: تظهر بهذه الطريقة كأنَّك أقل صدقاً وأكثر قلقاً، وأيضاً هذه العادة تُفقدك جاذبيتك وتجعلك تبدو أقل ذكاءً.
- اللعب بالشعر: إحدى العادات التي ترسل إشارة خاطئة عنك، فهذه العادة تعبِّر عن القلق وانخفاض تقدير الذات والتوتر.
- أحاديث خاطئة: فتح أحاديث خاصَّة أو أحاديث عن الدين والسياسة تترك انطباعاً سلبياً عنك.
- الاقتراب أكثر من اللازم: لا يجب أن تقترب جسدياً من شخص عرفته للتو؛ إذ يجب أن تكون المسافة بينكما حوالي 4 إلى 12 قدماً، ولا تبتعد كثيراً لتظهر كأنَّك غير مهتم، ولا تقترب لتبدو عدوانياً وفضولياً.
- صنع الضجيج: قد تقوم بحركات عفوية كالنقر بأصابعك أو قدمك، هذه الأصوات حقيقة مزعجة جداً للآخرين حولك وتُثير غضبهم، وتدلُّ أيضاً على توترك، وبعض الأشخاص يعتقدون أنَّها إشارة على أنَّك تكذب، وقرقعة الأصابع من أكثر الأصوات التي تثير الإزعاج حسب مسح قامت به صحيفة نيويورك تايمز؛ لذلك إذا أردتَ ترك انطباع أول إيجابي تجنَّبها.
- النظر إلى الساعة: النظر إلى الساعة بشكل مستمر هو سلوك غير مهذَّب ويدل على شعورك بالملل؛ لذلك من الضروري أخذ هذا الأمر في الحسبان، والنظر بشكل معقول إلى الساعة دون مبالغة.
- النسيان: إذا كنتَ شخصاً ينسى بسرعة؛ احتفظ بورقة وقلم ودوِّن الأسماء الهامة حتى لا تنساها؛ لأنَّ نسيان الأسماء يسبب الكثير من الإحراج.
- التأخير: إذا أردتَ ترك انطباع أوَّل إيجابي، فلا تتأخر فليس من اللائق أن تصل متأخراً إلى أوَّل لقاء أو اجتماع لك، وهذا التصرُّف يدل على الفوضوية وقلَّة المسؤولية.
- ملابس سيِّئة: 55% من الانطباع الأوَّل يعود إلى الملابس؛ لذلك اختيار الملابس المناسبة لطبيعة المكان أو طبيعة العمل الذي ستقوم به، هو أمر هام جداً، وأيضاً لا تبالغ في وضع العطور.
في الختام:
نرى بوضوح أنَّ ترك انطباع أوَّل إيجابي رغم أهميته على الأمد الطويل ليس أمراً صعباً، والالتزام بالنقاط والتقنيات والطرائق التي ذكرناها في هذا المقال كافٍ لترك الانطباع الأول الذي ترغب فيه.