دليلك الشامل للتخلص من التسويف

إنَّ سبب التسويف ليس كما تعتقده؛ إذ إنَّه من خلال القيام بخطوتين سهلتين، يمكنك الحد من حدوثه، أو الأفضل من ذلك، التغلب عليه تماماً، ومع ذلك، فإنَّ الكثيرين منا يلومون وينتقدون أنفسهم عندما يماطلون في إنجاز شيء ما؛ إذ إنَّنا نشعر كأنَّنا فقدنا السيطرة، أو قد نشعر بالتوتر والوحدة بسبب ذلك.



لكنَّ الحقيقة هي أنَّ الجميع يماطل في إنجاز مهامه، على سبيل المثال: فكر في الأعمال المنزلية التي عليك إنجازها، واسأل نفسك: مَن الذي لم يماطل في القيام بالأعمال المنزلية؟ في معظم الأحيان، لا يُعَدُّ التسويف في إنجاز الأمور مشكلة كبيرة؛ وذلك لأنَّك تعلم أنَّ بعض التسويف أمرٌ مفيد لك.

وفي الواقع، إنَّه أمرٌ صحيح؛ إذ إنَّ هناك بعض الفوائد للتسويف، وفقط النوع السيئ منه هو مشكلة حقيقية، وكما تعلم، فإنَّ هذا النوع له عواقب وخيمة على الأمد الطويل؛ إذ إنَّه يقلل من ثقتك بنفسك.

في هذا المقال، سوف تتعلم كل ما تحتاج إلى معرفته للتغلُّب على التسويف؛ لذا إذا أردت التخلص من عادة التسويف، فلنبدأ الآن.

ما هو المعنى الدقيق للتسويف؟

التسويف هو فعل سهل تقوم فيه بتأجيل إنجاز شيء ما عن قصد، وكلمة "عن قصد" هي الكلمة الأساسية في هذا التعريف؛ وهذا يعني أنَّك تتخذ قراراً واعياً لتأجيل إنجاز شيء ما حتى وقت لاحق.

ربما تكون قد فعلت ذلك بالفعل اليوم، على سبيل المثال: هل قمت بالضغط على خيار الغفوة في المنبه هذا الصباح؟ أم أنَّك أجَّلت إنجاز شيء ما اليوم وأخبرت نفسك أنَّك ستفعله غداً؟ التسويف شيء طبيعي يفعله الجميع، والمثير للدهشة أنَّ له فوائد تشعر بها من وقتٍ لآخر.

ما هي فوائد التسويف؟

يمكن أن يكون التسويف أمراً جيداً عند مواجهة قرارات كبيرة، مثل تلك التي تغيِّر الحياة؛ فربما ما زلتَ بحاجة إلى بعض المعلومات، أو قد تحتاج إلى بعض الوقت للتفكير في الأمر لاتخاذ القرار النهائي، كما أنَّ الميزة الإضافية للتسويف هي أنَّ عقلك الباطن يقوم دائماً بمعالجة المعلومات، حتى عندما لا تفكر في الأمر تفكيراً إدراكياً.

هناك أيضاً فائدة أخرى للتسويف عند العمل على إنجاز مهمَّة كبيرة؛ إذ إنَّه في الكثير من الأحيان ننشغل في التفكير وننسى التفاصيل، ومع ذلك، فإنَّ التركيز في التفاصيل أحياناً فكرة جيدة؛ إذ إنَّ الأمور تتوضح أكثر بطريقة تحسُّن عملك من نواحٍ كثيرة؛ فالوضوح يساعدك على تجنُّب الفشل، وإكمال المشاريع بسرعة.

إحدى الفوائد الأخرى للتسويف هي أنَّه يمكن أن يحسِّن الإبداع، على سبيل المثال: قد لا تستطيع أحياناً أن تفكر عندما تكتب مقالاً، وإذا واصلتَ الكتابة على أي حال، فإنَّ هذا يسبب الكثير من الإحباط، ومع ذلك، عندما تتوقف عن متابعة كتابة المقال، فإنَّ هذا الأمر بطريقة ما يعيد شحن طاقتك الإبداعية، وفي الكثير من الأحيان، عندما تعود إلى الكتابة بعد أخذ فترة راحة، تشعر بطاقة الإبداع تتدفق من جديد.

دعونا نلخِّص فوائد التسويف:

  • يولِّد الوضوح.
  • يحفِّز الإبداع.
  • يحسِّن كفاءة المهام.
  • يمكن أن يساعد على اتخاذ قرارات كبيرة.

إذاً، متى يكون التسويف أمراً مضراً لك؟

إنَّ التسويف يصبح مشكلة عندما يكون له عواقب في المستقبل؛ ويحدث هذا الأمر عندما تؤجل إنجاز مهمة ما من أجل القيام بشيء أكثر متعة بدلاً من ذلك؛ فالمشكلة تكمن في أنَّك تعلم أنَّ تأجيل إنجاز المهمة سيؤدي إلى مشكلات في المستقبل، وغالباً ما يؤدي هذا إلى الشعور بالذنب.

إنَّ التسويف لمرة أو مرتين قد لا يسبب لك أذىً كثيراً، ولكن عندما يصبح هذا السلوك عادة، فإنَّ له عواقب وخيمة؛ فالقيام بالتمرينات البدنية هو مثال حيٌّ على ذلك؛ فالكثير منا لا يحب دائماً ممارسة التمرينات ويفضِّل عدم القيام بذلك، ومع ذلك، ما زلنا نمارس التمرينات الرياضية لفوائدها العديدة، ولنكن صادقين، فهذا يجعلك أيضاً تشعر بالراحة عند الانتهاء منها.

لنفترض الآن أنَّك ستهمل جلسة التمرين لأنَّك لا تشعر بالرغبة في القيام بها، سوف تعتقد أنَّ ذلك ليس مشكلة، وبالطبع هذه ليست مشكلة كبيرة؛ لكن لنفترض أنَّك ستهمل الذهاب إلى جلسة تمرين رياضية في اليوم التالي أيضاً؛ ومن ثم باقي الأسبوع، ويلي ذلك أشهر من عدم ممارسة التمرينات الرياضية، عندئذٍ فإنَّك تعاني من مشكلة التسويف.

عندما تقوم بالتسويف باستمرار، تزداد صعوبة البدء بإنجاز المهمة مرة أخرى، ومع مرور الوقت، فإنَّ هذا الأمر يقلل من احترامك لذاتك ويزيد من التوتر، وفي الواقع، لن تشعر بالرضى إذا اخترت أن تتغيَّب عن التمرين بحثاً عن شيء أكثر متعة.

بالطبع، هناك عواقب أخرى أيضاً للتسويف، على سبيل المثال: البقاء لوقت متأخر في العمل لإنهاء مشروع، وإذا تأخَّرت أكثر، فقد تضطر إلى إمضاء يوم واحد إضافي لتفي بالمواعيد النهائية؛ وكلما أجَّلت وقت إنجاز المشروع أكثر، أصبح الأمر أصعب؛ فتسويف الأمور المتكرر مشكلة وله عواقب وخيمة.

ما هو سبب التسويف؟

إنَّ السبب الذي يدفعنا إلى التسويف هو تجنُّب إنجاز المهام التي نعدُّها غير ممتعة، لكن ما الذي يجعل المهمة غير ممتعة؟ غالباً ما تتسبب العديد من العوامل في جعل المهمة غير ممتعة، ومن بينها:

  • أهداف غامضة.
  • خطط غير واضحة.
  • الإرباك.
  • نفاد الصبر.
  • التشتت.
  • التحديات.
  • الإنهاك.

ربما تكون قد قرأت هذه الأسباب في القائمة المذكورة آنفاً بسرعة، لكن أريد أن تعود إلى القائمة وتحاول معرفة ما إذا كان في إمكانك أن تحدد أياً من هذه الأسباب تدفعك إلى التسويف؛ وذلك لأنَّ الوعي الذاتي هو الخطوة الأولى لإحداث التغيير.

شيء آخر يجب فهمه هو أنَّ التسويف يشبه كرة الثلج؛ فكر فيما يحدث لكرة الثلج التي تتدحرج إلى أسفل الجبل؛ في البداية، تبدأ بالقليل من الزخم، ويمكنك بسهولة منعها من التدحرج، ولكن عندما تبدأ باكتساب الزخم، فإنَّها تكبر بسرعة وتصبح شيئاً لا يمكن إيقافه؛ إنَّ التسويف أمرٌ مشابه لكرة الثلج؛ إذ يبدأ شيئاً صغيراً، مثل التغيب عن تمرين واحد على سبيل المثال، وبعد ذلك، فإنَّ كل انتكاسة أو إلهاء أو تحدٍّ تتعرض له يجعل من الصعب عليك العودة مرة أخرى.

إنَّك تقول في قرارة نفسك هذا ليس الأسبوع المناسب كي أبدأ بهذه المهمة، أو سأبدأ القيام بذلك في المرة القادمة، إلا أنَّك بهذه الطريقة تواجه المزيد من المقاومة والعقبات، ولحسن الحظ، فإنَّ الاعتراف باتباع هذا النمط يُعَدُّ خطوة رائعة نحو التغلب على التسويف.

شاهد بالفديو: 10 أخطاء شائعة في إدارة الوقت

6 خطوات سهلة للتغلب على التسويف:

لديك الآن الأدوات اللازمة لتتعرَّف التسويف، والخطوة التالية هي التغلب عليه؛ إذ يمكنك فعل ذلك بطريقة سهلة وتدريجية مقترنة بمبدأ المتعة؛ وهذا المبدأ يقول إنَّنا نسعى غريزياً إلى الشعور بالمتعة في أثناء القيام بالمهام، ونحاول تجنُّب الشعور بالألم.

لكن ما الذي يجعل شيئاً ما ممتعاً ومؤلماً؟ إنَّ الإجابة عن هذا السؤال تكمن في العقل، وفي القصص التي ترويها لنفسك، فإنَّ هذا الأمر يحدث طوال الوقت، سواء لاحظت ذلك أم لا، فأنت تختلق قصصاً عما تجده ممتعاً، وتقوم أيضاً بتكوين قصص عن الأشياء التي تريد تجنبها، مع العلم أنَّه في إمكانك تغيير القصة التي ترويها لنفسك كي تتمكن من إنهاء التسويف.

إنَّ هذا الأمر لا يعني أنَّ المهمة أصبحت أقل صعوبة، لكن يمكنك بالتأكيد تغيير معناها، وفي الأساس، ستغيِّر واقعك؛ إذ إنَّ الفكرة من هذا التغيير هي أن تشعر بمتعة أكثر عند القيام بالمهمة، وأيضاً أن ينتابك مباشرة شعور بالمزيد من الألم إذا لم تقم بذلك.

فيما يأتي الخطوات التي سوف تساعدك على التغلب على التسويف:

1. الوضوح:

إنَّ الخطوة الأولى تتمثل في التخلص من جزء من طريقة تفكيرك التي تَحُول دون اتخاذ أي إجراءات فعلية؛ فربما تكون قد حددت بعض الأهداف لنفسك، وقد تكون هناك بعض الأهداف التي تجد سهولة في تحقيقها أكثر من غيرها.

لماذا تعتقد أنَّ التسويف يحدث؟ تبيَّن أنَّ هناك عنصراً رئيساً واحداً يجعل الأهداف غير واضحة؛ ألا وهو عدم الوضوح؛ إذ إنَّ أسرع طريقة تسبب التسويف هي عدم معرفة ما يجب القيام به، لكن لتجنب حدوث ذلك، عليك أن تعرف ما هو الشيء الذي تفعله ولماذا تفعله، ودون هذه المعلومات، يصبح من الصعب حقاً العمل على إنجاز مهمة في الوقت الذي يمكنك فيه القيام بشيء أكثر متعة بدلاً من ذلك.

إنَّ الوضوح غالباً ما يغير قواعد اللعبة، على سبيل المثال: تستطيع تخصيص يومين على الأقل في السنة للذهاب وحدك إلى الطبيعة كي تتمكن من التفكير بوضوح، واستغلال ذلك الوقت للتفكير في أهدافك وأحلامك والخطة التي ينبغي عليك وضعها لتحقيق ذلك؛ إنَّه أحد أفضل القرارات التي قد تتخذها.

لذلك إذا قمت بالتسويف في إنجاز أمر ما الآن، فإنَّ الخطوة الأولى هي توضيح ما الذي عليك القيام به بالضبط، وتوضيح لماذا القيام به هو أمرٌ هام بالنسبة إليك.

2. التسهيل:

إنَّ مواجهة المهام الكبيرة قد تجعلك تشعر بالقلق والإرهاق، إلا أنَّ هناك حل سهل للغاية لمنع حدوث ذلك؛ ألا وهو تسهيل المهام الكبيرة؛ إذ يمكنك تقسيم المهام الكبيرة إلى أقسام صغيرة جداً؛ وبهذه الطريقة، يصبح اتخاذ الإجراءات أمراً أكثر متعة إذا كنت تعرف بالضبط ما عليك القيام به، ولكن هناك فائدة أخرى لتقسيم المهام الكبيرة إلى أقسام صغيرة؛ إذ تشعر أيضاً بالتحسُّن عند الانتهاء من إنجاز مهمة ما مهما كانت صغيرة.

ونتيجة تلك الانتصارات الصغيرة تتراكم المشاعر الممتعة؛ الأمر الذي يساعدك على الاستمرار في بناء زخم إيجابي؛ لذلك، قسِّم مهامك الكبيرة إلى أجزاء سهلة لتسهيل اتخاذ الإجراءات وجعلها أكثر متعة.

3. اختلاق ضرورة مُلِحَّة:

يمكنك أن اختلاق سبباً ضرورياً لإنجاز العمل كي تقلل من فرص التسويف، ويمكنك القيام بذلك من خلال ربط الشعور بالألم ربطاً تلقائياً بفعل التسويف، ومن ناحية أخرى، يجب عليك أن تربط الشعور بالمتعة ربطاً مباشراً بالقيام بالمهمة الآن، وإليك كيفية القيام بذلك من خلال طرح سؤالين سهلين:

  1. ما هي الفرحة التي ستشعر بها إذا أنهيت المهمة؟
  2. ما هي العواقب طويلة الأمد التي قد تترتب على عدم القيام بذلك؟

خذ القيام بممارسة التمرينات البدنية مثالاً على ذلك؛ إذ إنَّ أحد الأشياء الممتعة هو أنَّ ممارسة التمرينات الرياضية تجعلك تشعر بالرضى عن نفسك، ومع مرور الوقت، فإنَّ القيام بهذه التمرينات باستمرار سوف يجعلك تشعر بحالة أفضل أيضاً.

ما هي نتيجة عدم القيام بذلك؟ حسناً، سوف تندم على ذلك وتشعر بالسوء تجاه نفسك؛ والنتيجة على الأمد البعيد أنَّ هذا الأمر يقلل من احترامك لذاتك وثقتك بنفسك، بالإضافة إلى أنَّك تفقد لياقتك.

عندما تفكر في هذه العواقب، ألا تفكر على الأقل مرتين قبل التغيب عن التمرين؟

إقرأ أيضاً: طرق هامة تساعد في إنجاز أعمالك في وقتها المحدّد

4. خطة المكافآت:

الحوافز الإيجابية هي واحدة من أفضل الأساليب التي أثبتت جدواها لتحفيز العمل، لكن ما هو الشيء الذي يُمثل الحافز الجيد؟ الجواب عن هذا السؤال هو أنَّ الأمر نسبي.

لنفترض أنَّه عليك القيام بمهمة لا تحبها في يوم السبت، ومع ذلك، فأنت تشعر برغبة أكبر في مشاهدة مسلسل على موقع "نيتفلكس" (Netflix) كنت قد بدأتَ بمشاهدته في وقت سابق من هذا الأسبوع؛ عندئذٍ يمكنك جعل مشاهدة المسلسل مكافأة لك عند إنجاز هذه المهمة.

إذا أنهيت المهمة أولاً، فيمكنك حينئذٍ السماح لنفسك بمشاهدة المحتوى الذي تريده فيما تبقَّى من يومك، ألا تبدو هذه صفقة جيدة؟ إنَّ أفضل المكافآت هي التي تعود بفائدة كبيرة عليك.

أمرٌ آخر هام يجب ذكره هو أنَّه يجب أن تكافئ نفسك بسرعة؛ لذلك إذا كنت تواجه مهمة كبيرة، فتأكد من إضافة العديد من المكافآت الصغيرة؛ وبهذه الطريقة، يصبح من السهل عليك أن تحافظ على تحفيزك، على سبيل المثال: كافئ نفسك بلعبة شطرنج في كل مرة تُنهي فيها كتابة جزء من مقال جديد؛ لذا استعمل المكافآت بدلاً من العقاب لتحفيز نفسك وإنجاز المهام.

5. إعداد بيئة محفزة:

إنَّ أسوأ شيء يمكن أن يحدث عندما تقوم بالخطوة الأخيرة هو أن يضيء هاتفك؛ ففي هذه الحالة، تنتابك الرغبة في معرفة ما هو الأمر؛ ومن ثم تتحقق منه، فربما تجد خبراً عاجلاً عن فيروس كورونا، وبدافع الفضول، تقرأ مقالاً كاملاً عن هذا الموضوع؛ ومن ثم تقرأ مقالين، وتشاهد ثلاثة مقاطع فيديو عن القطط فيما بعد، ثم تعود إلى مهمتك، ولكن سرعان ما يضيء هاتفك مرة أخرى، في هذه المرة تتلقى رسالة من شخصٍ يهمك، وبالطبع، لا يمكنك تركه ينتظر.

أنت فهمت هذه الفكرة، لكن هل تعرف أيضاً كم يستغرق الأمر لاستعادة تركيزك على ما كنت تقوم به؟ في الواقع، إنَّ الأمر يستغرق 23 دقيقة و15 ثانية؛ إذ تُعَدُّ عوامل التشتيت حاجزاً كبيراً إذا كنت ترغب في الاستفادة من قدرتك الإبداعية وتصبح أكثر إنتاجية، كما أنَّها تمثل عائقاً رئيساً أمام تجربة ما يُعرَف بحالة التدفق الذهني، والتي تُعرَف أيضاً بالتركيز في الهدف، وهذه هي الحالة التي تجعل عملك أكثر متعة.

بمعنى آخر، إنَّ مصادر التشتيت تكبح فقط مشاعر الفرح وتمنعك من إطلاق العنان لعبقريتك الإبداعية، كما أنَّها تسبب الشعور بالألم؛ وذلك لأنَّها تقطع المتعة التي تشعر بها عندما تمرُّ بتجربة التدفق الذهني، وعلاوة على ذلك، فإنَّك تحتاج إلى استجماع طاقتك لبدء المهمة مرة أخرى.

وإنَّه ليس بالأمر المفيد جداً إذا كنت تريد التوقف عن التسويف؛ فتهيئة بيئة العمل المحيطة بك تؤدي دوراً هاماً في التغلب على التسويف، وهناك طريقة جيدة تتمثل في العثور على مكان حيث يمكنك القيام بالعمل دون مشتتات وتوقف، ثم إزالة أي شيء يمكن أن يسبب توقفك عن العمل، مثل استعمال هاتفك؛ إذ إنَّ إنشاء بيئة جيدة للعمل يساعدك على التغلب على التسويف.

إقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع التسويف؟

6. تنفيذ خطوات التغلُّب على التسويف:

لقد أعددت نفسك حتى الآن للتغلب على التسويف؛ فقد وضحَّتَ الأمور ووضعتَ خطة واضحة لما تريد أن تقوم به، كما أنَّك ربطتَ أيضاً بين الشعور بالمتعة واتخاذ الإجراءات مباشرة، وبين الألم الذي سوف تشعر به إذا قمت بالمزيد من التسويف.

بالاقتران مع البيئة المناسبة والخالية من عوامل التشتيت، فقد حان الوقت لاتخاذ إجراءٍ والتغلب على بعض الأمور، وفي هذه المرحلة، عليك فقط القيام بذلك، وعليك أن تعمل بجد، ولا تنسَ أن تكافئ نفسك عندما تنتهي من العمل كما كنت تخطط للقيام به.

نصائح وحيل إضافية:

يجب أن تنجح الخطوات الست المذكورة آنفاً لمكافحة التسويف في معظم المواقف، لكن بالطبع، كل شخص فريد من نوعه، وينبغي على الجميع التغلب على التحديات المختلفة، فربما تبحث عن شيء مختلف بعض الشيء، وقد توفر لك النصائح والحيل الآتية ذلك؛ لذا جرِّبها بنفسك لتقرر ما يناسبك:

1. توقَّف عن معاقبة نفسك:

مع أنَّه يمكنك استغلال فكرة الشعور بالألم للتوقف عن التسويف، فإنَّ معاقبة نفسك ليست إحدى الطرائق لفعل ذلك؛ إذ إنَّ الانزعاج من نفسك يقلل من احترامك لذاتك بدرجة أكبر، وإذا كنت تقرأ هذا الدليل لأنَّك من الأشخاص الذين يسوِّفون أعمالهم كثيراً، فلديك بالفعل سبب يدفعك للشعور بالتفاؤل؛ وذلك لأنَّ حقيقة أنَّك تقرأ هذا الدليل يعني أنَّك تسعى إلى التغيير.

وهذا شيء يستحق القيام به؛ لذلك دعونا نقبل الماضي على ما هو عليه، وبدلاً من ذلك، ابدأ التركيز في الأشياء الجيدة والمسار الذي أمامك.

2. ابدأ بأصعب مهمة لديك:

إنَّ قوة الإرادة هي مورد محدود يُستنزَف طوال اليوم؛ ولهذا السبب، فإنَّ المسوقين يتصلون بك عبر الهاتف اتصالات متكررة في المساء، كما أنَّه السبب أيضاً في أنَّ معظم الناس يميلون إلى تأجيل ممارسة التمرينات الرياضية؛ بمعنى آخر، كلما انتظرت لفترة أطول، زادت احتمالية التسويف.

إنَّ الاستراتيجية الجيدة للتغلب على ذلك هي القيام بأصعب مهمة في الصباح الباكر؛ إذ إنَّ الميزة الإضافية لذلك أنَّك ستشعر بالرضى عن نفسك طوال اليوم.

إقرأ أيضاً: ملخص كتاب "ابدأ بالأهم ولو كان صعباً" لبرايان تريسي (التهم هذا الضفدع)

3. اكتشف الخطوات الخمس التالية:

إنَّ الوضوح والبساطة هما خطوتان هامتان للتغلب على التسويف، ومن طرائق الحصول على الوضوح معرفةُ خطواتك التالية التي تريد القيام بها، لكن ما هي الخطوات الخمس التي يجب عليك اتخاذها لتحقيق مهمتك أو هدفك؟

بمجرد كتابة خطواتك الخمس، فكر في الأسئلة الآتية:

  1. ما هو مقدار دقة كل خطوة من الخطوات التي تقوم بها؟
  2. هل توفِّر لك هذه الخطوات المزيد من الوضوح؟

إذا لم تكن خطواتك محددة أو لم تكن واضحة، فيجب حينها أن تكرر العملية، ويجب أن تكتشف الخطوات الخمس التالية لكل خطوة من الخطوات التي حددتَها؛ وبهذه الطريقة، تقسِّمها حتى تحصل على خطوات صغيرة، وفوائد القيام بذلك هي الوضوح والحد من الشعور بالإرهاق.

4. استعمل تقنية بومودورو:

إنَّ تقنية بومودورو هي طريقة سهلة وفعالة للتغلب على التسويف؛ ركِّز على إنجاز مهمة واحدة وأزِل كل مصادر التشتيت، وبعد ذلك، اضبط عداد الوقت لمدة 25 دقيقة وابدأ بالعمل على إنجاز هذه المهمة لمدة 25 دقيقة دون أخذ فترات راحة، وعند انتهاء الـ 25 دقيقة، خذ استراحة من 5 إلى 10 دقائق.

ثم اضبط عداد الوقت مرة أخرى لإنجاز مهمة أخرى، وكرر ذلك حتى المهمة الثالثة، ثم خذ استراحة أطول لنحو نصف ساعة.

إنَّ تقنية بومودورو لها فوائد عدة؛ إذ ينبغي أن تفكر في الفوائد المتمثلة بإدارة الذات إدارةً أفضل، وتعزيز التحفيز، وتحسين مهارات التخطيط لديك أيضاً، وبالإضافة إلى ذلك، فإنَّ العمل لمدة قصيرة يجعلك نادراً ما تشعر بالإرهاق في أثناء أداء مهمتك.

وتذكَّر كيف تحدَّثنا عن المكافآت؛ إذ إنَّ هذه الطريقة تحتوي على نظام مكافأة مدمج بسبب فترات الراحة الصغيرة التي تحصل عليها، لكن تذكَّر أيضاً تجربة هذه الطريقة.

ومع أنَّ تقنية بومودورو تتبع نظام العمل لفترة زمنية مدتها 25 دقيقة، فإنَّها تشجع على تجربة بعض الفترات الزمنية المختلفة، على سبيل المثال: إنَّ مؤلف الإعلانات "يوجين شوارتز" (Eugene Schwartz) كان يعمل لمدة 33 دقيقة و33 ثانية لكل مهمة.

5. أحط نفسك بأشخاص رائعين:

قال المتحدِّث التحفيزي "جيم رون" (Jim Rohn) أنت مزيج ​​الأشخاص الخمسة الذين تقضي معظم الوقت معهم، لكنَّ هذا لا يعني أنَّه يجب عليك التخلي عن أصدقائك؛ بل يعني أنَّه لن يضرك أن تجد أشخاصاً لديهم أحلام مماثلة لما تحلم به، أو على الأقل، مَن يتشابهون معك إلى حد ما في التفكير بهذه الطريقة.

قد تتساءل كيف يساعدك هذا على التغلب على التسويف؛ فأن تكون مع أشخاص مثلك يحسِّن مبدأ المتعة الكامل الذي تحدَّثنا عنه آنفاً، كما أنَّ رؤية الآخرين ينجحون تجعل فكرة التغلُّب على التسويف أمراً حقيقياً، كما أنَّه من الملهم والمحفز أن تحيط نفسك بأشخاص لديهم أهداف وأحلام مماثلة لأهدافك وأحلامك.

كما أنَّ وجود مجموعة من الأشخاص المتشابهين معك في التفكير يجعلك أقل عرضة للقيام بالتسويف، وبعد كل شيء، من المزعج الاعتراف بأنَّك كنت تماطل بينما يحرز الآخرون تقدُّماً؛ ومن ثمَّ من المرجح أن تتخذ إجراء ما لتغيير ما أنت عليه؛ إذ إنَّ إحاطة نفسك بالأشخاص المناسبين سيكون له تأثير إيجابي فيك.

إقرأ أيضاً: كيف تصبح من الأشخاص الناجحين؟

6. ابحث عن صديق:

إنَّ إحدى الطرائق الأخرى لاستعمال التأثير الاجتماعي للتغلب على التسويف هي الحصول على صديق؛ شخصٌ ما يقوم بالرحلة نفسها مثلك؛ فعندما يكون لديك شخص يحاسبك، فمن المرجح أن تثبت له العكس وتؤدي العمل، والعكس صحيح؛ إنَّه مثال رائع على 1 + 1 = 3؛ علاوة على ذلك، فإنَّ القيام بالأشياء معاً يمكن أن يجعل رحلتك أكثر متعة أيضاً، ومَن يدري ما هي الفرص الأخرى التي قد تستفيد فيها منه.

في الختام:

إنَّ التسويف شيء يحدث للجميع وله فوائده، ولكن إذا أصبح أمراً معتاداً وله عواقب طويلة الأمد، فعليك معالجته، والآن لقد تعلَّمتَ كيفية القيام بذلك باستعمال نهج مفصَّل وتدريجي صُمِّم ليشمل مبادئ المتعة.

المصدر




مقالات مرتبطة