ويُقال أيضاً: "إذا كان عليك أكل ضفدعين، فابدأ بالأبشع؛ أي بمعنى أنَّه إذا كان لديك واجبان هامَّان، فابدأ بالأكبر والأصعب والأهم أولاً، واضبط نفسك على أن تبدأ مباشرةً وتتابع المَهمَّة إلى أن تنهيها قبل أن تبدأ بالأخرى".
لذا نقدِّم إليكم في مقالنا هذا ملخصاً لأهم الأفكار التي وردت في كتاب برايان تريسي "ابدأ بالأهم ولو كان صعباً"؛ فتابعوا معنا.
مقدمة:
يكمن المفتاح للوصول إلى أعلى مستويات الإنجاز والإنتاجية في التطوير المطول لعادة مزاولة الواجب الهام أولاً كلّ صباح، وتبنِّي روتين "أكل ضفدعتك" قبل أن تفعل أيَّ شيءٍ آخر دون أن تسرف في التفكير؛ فالناجحون والمؤثرون هم الذين يتوجهون مباشرة نحو واجباتهم الرئيسة، ويضبطون أنفسهم ليعملوا بثبات وتفكيرٍ موحّدٍ إلى أن يكملوا مَهمَّاتِهم.
إنَّ عادة ترتيب الأولويات والتغلب على المماطلة والوصول إلى أهم واجباتك مهارة ذهنية؛ لذا فإنَّنا نستطيع تعلم هذه العادة عن طريق الممارسة والتكرار، إلى أن تُخزَّن في عقلنا اللاواعي وتصبح جزءاً دائماً من سلوكنا؛ وعندما تصبح عادة، تصبح عملية آلية وسهلة.
طرق القضاء على التسويف وإنجاز العمل بأقصر وقت:
1. هيِّئ الطاولة:
قبل أن تحدد "هدفك" وتباشر العمل عليه، عليك أن تقرر تماماً ما تريد إنجازه في كلِّ مرحلةٍ من حياتك؛ فالوضوح هو أهم معتقد في الإنجاز الشخصي، والسبب الأول في أنَّ بعض الناس ينجزون أعمالهم أسرع من غيرهم هو أنَّهم واضحون تماماً تجاه أهدافهم ولا يحيدون عنها.
كلَّما كنَّا واضحين تجاه ما نريده وما علينا إنجازه، سهُلَ علينا التغلب على المماطلة، وأكل ضفدعتنا، والمضي قدماً لإنهاء واجباتنا.
هناك قانون رائع للنجاح يتمثَّل في "التفكير على الورق"؛ إذ إنَّ هناك 3% من البالغين فقط لديهم أهداف مكتوبة وواضحة، وينجز هؤلاء أكثر بخمس أو عشر مرات ممَّن لم يكن لديهم وقت ليكتبوا ما يريدونه لأيّ سببٍ كان.
إليك سبع خطوات بسيطة لإنجاز الأهداف ومضاعفة إنتاجيتك:
- الخطوة الأولى: قرر ما تريده بدقة لوحدك، أو اجلس مع مديرك وناقش معه أهدافك ومشاريعك إلى أن يتضح لك تماماً ما تتوقعه وما هي أولوياتك.
- الخطوة الثانية: اكتب هدفك (فكِّر على الورق)؛ فعندما تسجل هدفك، فإنَّك تبلوره وتعطيه شكلاً ملموساً؛ في حين تقودك الأهداف غير المكتوبة إلى التشويش والغموض والتشتت والأخطاء العديدة.
- الخطوة الثالثة: ضع حداً زمنياً نهائياً لإنجاز أهدافك، إذ إنَّ الهدف أو القرار بلا نهاية لا أهمية له؛ ذلك لأنَّك ستماطل من غير نهاية محددة، ولن تنجز أهدافك.
- الخطوة الرابعة: ضع قائمةً بكلِّ شيءٍ تفكر في فعله لتنجز هدفك؛ وعندما تفكر في نشاطات جديدة، حاول أن تضيفها إلى قائمتك؛ فهي تعطيك صورةً مرئيّةً للمَهمَّات والأهداف الأوسع، وتمنحك دافعاً لملاحقتها، وتزيد من احتمال إنجاز هدفك في الموعد المحدد.
- الخطوة الخامسة: نظِّم قائمتك كخطة عمل وحسب الأولوية والتتابع، وتمهَّل بضع دقائق لتقرر ما تحتاج إلى فعله أولاً، وما ستفعله فيما بعد؛ ثمَّ قرر ما الذي يجب فعله قبل غيره. نظِّم وخطط بصورة مرئية (مكتوبة) على شكل سلسلة من الإطارات والدوائر المرسومة على الورق، وستُدهَش من سهولة إنجاز هدفك عندما تقسِّمه إلى مهمات منفردة.
- الخطوة السادسة: نفِّذ خطتك على الفور؛ إذ إنَّ خطةً تُنفَّذ بنشاط أفضل بكثير من خطة لامعة لا تُنفَّذ.
- الخطوة السابعة: وطِّد العزم لفعل شيءٍ ما كلّ يومٍ باتجاه هدفك الرئيس، وسجل نشاطك في مفكرتك اليومية، واقرأ عدداً من الصفحات في مفتاح عملك، وانخرط لفترةٍ بنشاطٍ جسديٍّ أو تعلَّم بعض الكلمات الجديدة باللغة الأجنبية، واندفع إلى الأمام باستمرار؛ وعندما تبدأ بالحركة، استمر بها ولا تتوقف.
شاهد بالفيديو: كيف تضع خطة وتصل إلى أهدافك في الحياة؟
2. خطط لكل يوم مسبقاً:
يقول ألكس ماكيزي: "العمل دون تخطيط سبب كل فشل"؛ إذ إنَّ قدرتك على التخطيط جيداً مقياس منافستك الكلية؛ وكلَّما كانت خطتك أفضل، سَهُل عليك التغلب على المماطلة، والبدء بأكل ضفدعتك، والاستمرار بعدها؛ حيث توفر عليك كل دقيقة تمضيها في التخطيط عشر دقائق عند التنفيذ، ولن يستغرق الأمر منك أكثر من عشر دقائق أو اثنتي عشر دقيقة لتخطط فيها ليومك؛ ويمكنك أن تزيد إنتاجيتك بنسبة 25% وأكثر منذ أول يوم تبدأ فيه العمل بحسب القائمة.
التخطيط عمل بسيط، فكلُّ ما تحتاج إليه هو قطعة من الورق وقلم يحتوي على حبر؛ لذا اجلس ونظِّم قائمةً بكلّ شيءٍ تودُّ فعله قبل أن تبدأ، واعمل دائماً من خلال قائمة؛ وعندما يطرأ شيءٌ ما، أضِفه إلى القائمة قبل الشروع بالعمل.
جهِّز قائمتك في مساء اليوم الفائت بعد الانتهاء من أعمالك، وانقل كلّ شيءٍ لم تنهه في قائمتك إلى اليوم التالي، ثمَّ أضف بعدها كلّ شيءٍ تودُّ القيام به؛ وكلَّما احتجت وقتاً أطول في كتابة كلّ شيءٍ تودُّ فعله مسبقاً، كان إنجازك أكثر تأثيراً وفاعلية.
تحتاج إلى قوائم مختلفة لأغراض مختلفة:
- يجب أن توجد لنفسك قائمة أساسية تكتب فيها كل شيء تفكر في فعله مستقبلاً، وهو المكان الذي "تقبض فيه" على كل فكرة تخطر على بالك، وكل واجب جديد أو مسؤولية جديدة تعترضك؛ ثمَّ يمكنك فرز البنود فيما بعد.
- يجب أن تجهز قائمة شهرية في نهاية كل شهر من أجل الشهر الذي يليه، على أن تحتوي على مشروعات تتفرع عن القائمة الرئيسة.
- يجب أن يكون لديك قائمة أسبوعية تخطط فيها لكل أسبوع مسبقاً.
- أخيراً، عليك أن تنقل بعض الفقرات من قوائمك الشهرية والأسبوعية إلى قائمتك اليومية، وهي النشاطات المحددة التي عليك إنجازها في اليوم التالي؛ كما عليك وضع علامة على الفقرات التي أنهيتها في قائمتك في أثناء عملك طوال النهار، حيث يمدك هذا النشاط بصورة مرئية عن إنجازك، ويُولِّد لديك شعوراً بالنجاح والتقدُّم.
هناك قاعدة تُدعَى (90/10)، والتي تقول أنَّ 10% من الوقت الذي تمضيه وأنت تخطط وتنظِّم عملك قبل أن تبدأ به، يوفر عليك على الأغلب 90% من الوقت الذي ستمضيه حال البدء بالعمل.
لذا عليك أن تجرب هذه القاعدة لتثبت لنفسك صحة ذلك.
3. طبِّق قاعدة 20/80 في كل شيء:
إنَّ قاعدة 20/80 واحدةٌ من أهمّ المعتقدات في إدارة الوقت والحياة، وفحوى هذه القاعدة أنَّ الناس ينقسمون طبيعياً إلى "القلة الحيوية"، وهم قمة الـ 20% في مجال النفوذ والمال؛ وإلى الـ "الكثرة التافهة"، والتي تشكل 80% من القاع.
تعني هذه القاعدة أنَّه إذا كان لديك قائمة بعشر فقرات عليك أداؤها، فسيكون لاثنتين منها قيمة أكثر بكثير من الفقرات الثمانية مجتمعة، وتعدُّ هاتان المَهمَّتان الضفدعة التي عليك أكلها أولاً.
يماطل أغلب الأشخاص بتنفيذ الـ 10 أو 20% من الفقرات التي هي أكثر قيمة وأهمية، ويشغلون أنفسهم عوضاً عن ذلك بـ 80% من المهمات الأقل أهمية (الكثير التافه) التي تساهم مساهمةً طفيفةً في النتائج؛ لهذا عليك أن ترفض -وبعناد- العمل بمهمات في أسفل الـ 80% في الوقت الذي يكون فيه لديك مهمات في قمة الـ 20% التي عليك إنجازها.
قاعدة: قاوم إغراء أداء الأشياء الصغيرة أولاً، وتذكر أنَّ ما تختار أداءه مراراً يصبح بالنتيجة عادة من الصعب التخلي عنها، فلا يُعدُّ اختيار البدء بالمهمات ذات القيمة المنخفضة نوع العادة التي من مصلحتك تطويرها أو الاستمرار فيها.
يُلزِم الناس المنتجون والمؤثرون أنفسهم بالبدء بالعمل الهام قبل غيره؛ ونتيجة لذلك، ينجزون أسرع من الشخص العادي، ويكونون في النهاية أكثر سعادة وفخراً ورضاً عن النفس عند إنهاء شيءٍ هامٍّ وقيِّم.
4. ضع في عين الاعتبار نتائج الأمور:
تكمن علامة المفكر المتفوق في قدرته على التنبؤ بدقة بنتائج الأمور التي أُنجِزت أو التي لم تُنجَز؛ فنتائج الأمور المقدَّرة لأي مَهمَّة أو نشاط هي مفتاح تحديد مدى أهميته لك أو لشركتك، وتكمن طريقة تقدير أهمية المَهمَّة هذه في تحديد ضفدعتك القادمة بالفعل.
يتخذ الأشخاص الذين لديهم رؤية بعيدة المدى لحياتهم وسيرتهم المهنية دوماً قرارات حول وقتهم ونشاطاتهم أفضل بكثير من الأشخاص الذين لديهم تفكير ضئيل حول المستقبل.
قاعدة: يحسِّن التفكير المُطوَّل من صنع قرار قصير الأمد؛ فلدى الناجحين توجه مستقبلي واضح، ويفكرون لمدة طويلة فيما يتعلق بمستقبلهم، ويحللون اختياراتهم وسلوكاتهم في الوقت الحاضر ليتأكدوا من أنَّهم يتلاءمون مع مستقبلهم البعيد الأمد الذي يرغبون فيه؛ لذلك وقبل أن تبدأ بأيِّ شيء، عليك أن تسأل نفسك دوماً: "ما هي النتائج العملية لفعل هذه المَهمَّة أو عدم فعلها؟".
يعدُّ التفكير باستمرار حول نتائج الأمور الكامنة وراء اختياراتك وقراراتك وسلوكك من أهمِّ طرائق تحديد أولوياتك بصدق في عملك وحياتك الشخصية.
5. مارس طريقة (أ، ب، ج، د) على التوالي:
إنَّ طريقة (أ، ب، ج، د) أسلوب ناجع في ترتيب الأولويات تستطيع استخدامه كل يوم ليجعلك من أكثر الأشخاص فاعلية وتأثيراً في مجالك، وهذا الأسلوب بسيط وفعَّال للغاية، وينص على أن تجهز قائمة بكل الأشياء التي عليك إنجازها في اليوم التالي؛ لذا فكر على الورق، وضع بعدها (أ، ب، ج، د، هـ) أمام كل عبارة قبل أن تبدأ بأول مَهمَّة:
- تمثل عبارة (أ) شيئاً هاماً جداً عليك أداؤه، وإلَّا ستتحمل عواقب وخيمة؛ فمثلاً: زيارة زبون هام، أو إنجاز تقرير لمديرك يحتاج إليه في الاجتماع القادم لمجلس الإدارة. إذا كان لديك أكثر من مَهمَّة في خانة (أ)، فعليك أن ترتبها كأولويات، وذلك بكتابة (أ - 1، أ - 2، أ - 3،) أمام كل عبارة.
- تمثل عبارة (ب) مَهمَّةً ما عليك فعلها، غير أن نتائجها عادية؛ فمثلاً: استعادة رسالة غير هامة، أو إعادة النظر في البريد الإلكتروني. القاعدة هي ألَّا تبدأ بالمَهمَّة (ب) طالما أنَّ المَهمَّة (أ) لم تنتهِ بعد.
- تمثل المَهمَّة (ج) شيئاً يُستحسَن أن تؤديه، لكن ليس له نتائج على الإطلاق، سواءً فعلته أم لم تفعله؛ فمثلاً: محادثة هاتفية مع صديق، أو احتساء فنجان قهوة، أو تناول غداء عمل مع زميل. هذا النوع من النشاط ليس له أيُّ تأثير على الإطلاق في مجال عملك.
- تمثل المَهمَّة (د) شيئاً يمكن أن تفوضه إلى شخصٍ آخر. القاعدة هي أن تفوض كلَّ شيءٍ من هذا النوع إلى شخصٍ يستطيع أداءه، حتى تستطيع أن تتفرغ للمهممات في خانة (أ)، والتي لا يستطيع غيرك أن يؤديها.
- تمثل المَهمَّة (هـ) شيئاً يمكن أن تحذفه كلياً دون أن يُحدِث أيَّ فارق، وهي مَهمَّة كانت هامة في وقتٍ ما غير أنَّها لم تَعُد مناسبةً لك أو لغيرك على الإطلاق.
أخيراً، تعدُّ قدرتك على التفكير بعمق وتحليل قائمة عملك وتحديد المَهمَّة (أ - 1) بمثابة الحافز لمستويات عالية من الإنجاز وتقدير الذات واحترام النفس والاعتزاز الشخصي.
6. استعد تماماً قبل أن تبدأ:
تتمثل أفضل الطرائق للتغلب على المماطلة وأداء الأشياء بشكل أسرع في جعل كل شيء تحتاجه في متناول يديك قبل أن تبدأ؛ فعندما تستعد تماماً، تصبح مثل البندقية المحشوة التي تحتاج إلى دفعة صغيرة لتنطلق.
ابدأ تنظيف مكتبك ورتبه بحيث يصبح مريحاً وجذاباً، وتأكَّد من أنَّ الكرسي مريح ويدعم ظهرك ويسمح لقدميك بحرية الحركة والثبات على الأرض؛ ثمَّ اجمع كلَّ المعلومات والتقارير والأوراق وأدوات العمل التي عليك إنهاؤها، وضعها في متناول يديك بحيث تستطيع أن تصل إليها من غير أن تنهض أو تتحرك كثيراً.
كلَّما كان مكتبك نظيفاً ومرتباً قبل أن تبدأ، سهُلَ عليك أن تبدأ وتستمر في العمل؛ فعندما تجلس وأمامك كل شيء تحتاجه، يعمل دماغك على تحقيق أعلى مستويات الإنجاز.
7. أدِّ واجباتك المنزلية:
يعدُّ أداء واجبك المنزلي من أهم مبادئ الإنتاج الشخصية على الإطلاق؛ لذا تعلَّم ما تريد أن تتعلمه حتى تستطيع أن تؤدي عملك بصورة ممتازة، وارتقِ دوماً بمهاراتك في مواقع الإنتاج، وتذكر أنَّك إذا لم تكن أفضل اليوم، فستكون معرفتك ومهاراتك مهملة بوتيرة سريعة.
أحد أكثر الأساليب فائدة في إدارة الوقت هو أن تتحسَّن في موقعك الأساسي؛ فكلَّما كنت أفضل فيه، ازدادت طاقتك وحماستك لتتغلب على المماطلة وتؤدي العمل بشكل أسرع وأفضل تحت ضغط أي ظرف كان.
يمكن أن تُحدِث معلومة صغيرة أو مهارة واحدة إضافية فارقاً في قدرتك على أداء العمل بطريقةٍ جيدة؛ لذا تعرَّف على أهم الأشياء التي تفعلها، وضع بعدها خطة لترتقي باستمرار بمهاراتك في هذا الموقع.
قاعدة: إنَّ التعلم المستمر هو مفتاح النجاح في أيّ مجالٍ كان.
ارفض أن تسمح لأيّ ضعفٍ أو نقصٍ في القدرة في أيِّ مجال أن يرجعا بك إلى الوراء، فكلُّ شيءٍ بالعمل قابلٌ للتعلُّم، ويمكنك أن تتعلَّم كل ما يتعلمه الآخرون.
اقرأ في مجالك لمدة ساعة على الأقل يومياً، وانهض مبكراً كل صباح، واقرأ لمدة ثلاثين إلى ستين دقيقة في كتاب أو صحيفة تتضمن معلومات تساعدك لتكون أكثر فاعلية وإنتاجاً فيما تفعله؛ فكلَّما تعلمت، ازدادت ثقتك بنفسك وشعرت بالحماسة؛ وكلَّما أصبحت أفضل، ازدادت قدرتك على أداء الأكثر في مجال عملك؛ ومثلما تبني عضلاتك الجسدية من خلال التمرينات، يمكنك بناء عضلات دماغك بالتدريب العقلي.
8. قدِّر مواهبك الخاصة:
أنت بارع، ولديك مواهب وقدرات تجعلك مختلفاً عن أي شخص آخر، وهناك أشياء محددة يمكنك فعلها أو تعلُّم فعلها بحيث تجعلك ذا قيمة هامة لنفسك وللآخرين؛ لذا تعرَّف على مواطن تفردك، واجعل نفسك جيداً فيها.
خذ حصيلة مواهبك وقدراتك المنفردة على أسس منتظمة، واسأل نفسك:
- ما الشيء الذي تؤديه جيداً؟
- وما الشيء الذي تؤديه بسهولة وجودة ويصعب على الأشخاص الآخرين فعله؟
- وما هو أهم شيء يساهم في نجاحك في الحياة والعمل؟
- وما هي أهم الضفادع التي أكلتها فيما مضى؟
أنت مُصمَّم بشكلٍ يجعلك تستمتع بفعل الأشياء نفسها التي تؤديها بمهارة كبيرة؛ فالحقيقة هي أنَّك عندما تستمتع بشيء ما، فيعني هذا أنَّه من المحتمل أن تكون لديك قدرة ذاتية لتكون ممتازاً في هذا المجال.
الناجحون هم الذين يستغلون الوقت في معرفة ما يفعلونه تماماً وبأقصى متعة، ويعرفون أنَّ ما يفعلونه يُحدِث تغييراً حقيقياً في عملهم، ويركزون بعدها على المَهمَّة أو مجال النشاط حصراً.
ركِّز دائماً على أفضل طاقاتك وقدراتك للبدء وإنهاء المهمات الرئيسة، حيث تمكِّنك مواهبك وقدراتك المتفردة من أدائها بشكل جيد وخلق إسهام هام.
شاهد بالفيديو: 7 أمور تشير إلى أنّك شخص فريد من نوعه
9. احمل برميلاً واحداً فقط كل مرة:
يقول الكاتب: "اجتزت منذ سنوات خلت قلب الصحراء الكبرى، وقد كانت في ذاك الوقت محتلة من قِبَل الفرنسيين لسنوات طويلة، وكانت محطات الوقود الأصلية فارغة ومهملة، وقد هلك في السنوات الخالية أكثر من ألف وثلاثمئة شخص عندما عبروا غياهب الصحراء، حيث كان يؤدي تراكم الرمال إلى طمس معالم الطريق وضياع المسافرين؛ لذلك علَّم الفرنسيون الطريق باللون الأسود، مستخدمين خمسة وخمسين برميل نفط صغير؛ وبسبب هذا، سترى أينما كنت في أثناء النهار برميلين من النفط، واحد تمرُّ به حالياً، والآخر بعده مباشرة على بعد خمسة كيلو مترات؛ وكان هذا كافياً.
هكذا اجتزنا الصحراء الكبرى بطريقةٍ بسيطة، ألا وهي: (برميل واحد فقط في كلّ مرة)؛ وتستطيع بالطريقة نفسها أن تُنجِز أكبر مَهمَّة في حياتك عن طريق ضبط نفسك وتطبيق مبدأ خطوة واحدة كل مرة، وستشقُّ بذلك طريقك أبعد ممَّا تتصور".
تُبنَى الحياة العظيمة والسيرة المهنية العظيمة بإنجاز مَهمَّة واحدة كل مرة بسرعة وجودة، ثمَّ الانتقال منها إلى المَهمَّة التالية؛ كما وتُنجَز الاستقلالية المادية بادخار القليل من المال كل شهر على حدة، وسنة بعد سنة؛ ونحصل على الصحة والرشاقة بتناول القليل من الطعام وأداء تمرينات الرياضية أكثر يوماً بعد يوم، وشهراً بعد شهر.
تستطيع التغلب على المماطلة وإنجاز الأشياء الخارقة عندما تبادر بالخطوة الأولى عن طريق البدء تجاه الهدف، وتتقدم بعدها خطوة واحدة (برميلاً واحداً فقط في كل مرة).
10. اضغط على نفسك:
العالم مليء بالأشخاص الذين ينتظرون من يأخذ بأيديهم ويوجههم نحو النوع الذي يتمنونه، والمشكلة هي أنَّ ذلك لا يمكن أن يتحقق، وسينتهي المطاف بهؤلاء إلى الانتظار على الدوام إذا لم يحملوا على عاتقهم المسؤولية ويضغطوا على أنفسهم، وهذا ما يحصل لأغلبية الناس.
يعمل 2% فقط من الأشخاص بلا إشراف، وندعو هؤلاء الأشخاص بـ "القادة"، وهذا هو النوع الذي يجب أن تنتمي إليه؛ إذ يجب أن تكون المعايير التي ستحددها في عملك وسلوكك أعلى من تلك التي يحددها شخصٌ ما لك.
يضغط الناجحون على أنفسهم باستمرار لإنجاز أعلى المستويات، في حين يتلقى الفاشلون التعليمات والإشراف والضغط من قبل أناس آخرين، ولعلَّ إحدى أهم طرائق التغلب على المماطلة "العمل وكأنَّ لديك يوماً واحداً لإنهاء أهم أعمالك قبل أن تغادر لمدة شهر أو تذهب في عطلة"؛ إذ ستنجز بذلك مهمَّات أكثر وأفضل بالضغط على نفسك، وتصبح شخصاً عالي الأداء وفائق الإنجاز، وتشعر بالروعة حيال نفسك، وتؤسس عادة إنهاء المَهمَّة بسرعة؛ وسيخدمك هذا لبقية حياتك.
11. حفِّز نفسك على العمل:
اضبط أفكارك، وتذكر أنَّك ستصبح ما تفكر فيه، واحرص على أن تفكر وتتكلم حول الأشياء التي تريدها أكثر من الأشياء التي لا تريدها.
أبقِ تفكيرك إيجابياً من خلال تحمُّل المسؤولية كاملة عن أيِّ شيء يحدث لك، وارفض أن تنتقد أو تلوم الآخرين حول أيِّ شيء، وقرر أن تتقدم أكثر من تقديم الاعتذارات، واجعل أفكارك وطاقتك مركَّزتين نحو المستقبل والأشياء التي تودُّ فعلها لتحسين نفسك، ودع الباقي ليذهب.
عندما توضح أغراضك وأهدافك باستمرار، وتحدِّث نفسك بطريقةٍ إيجابيّةٍ مرّةً تلو الأخرى؛ ستشعر بتركيز وهمة أكبر، وتكون أكثر إبداعاً وثقة بالنفس، وتختبر إحساساً أعظم في السيطرة والقوة الشخصية.
كلَّما شعرت أنَّك أكثر إيجابية وتحفزاً، تحمست للبدء، وازددت تصميماً على الاستمرار والتقدم.
12. مارس التأجيل الإيجابي:
إنَّ المماطلة الإيجابية من أكثر أساليب الإنجاز الشخصي تأثيراً، ويمكنها أن تغير حياتك؛ فالحقيقة هي أنَّك لا تستطيع أداء كلّ شيءٍ تودُّ فعله، ولابدَّ أن تؤجل شيئاً ما؛ لذا أجِّل أكل الضفادع الأصغر، وكُل الضفادع الأكبر والأقبح قبل أيِّ شيءٍ آخر.
قرر اليوم أن تماطل في النشاطات ذات القيمة المنخفضة، وأن تُخرِج وتحيل وتحذف النشاطات التي لا تساهم إسهاماً كبيراً في حياتك على أيّ حال.
يوهمك معظم الناس بالمماطلة السلبية اللاواعية؛ فهم يماطلون بالمهمَّات الكبيرة والصعبة والقيِّمة التي لها نتائج هامَّة على الأمد الطويل في حياتهم وسيرتهم المهنية؛ لذا عليك أن تتحاشى هذا الاتجاه الشائع مهما كلَّف الأمر، فعملك هو أن تماطل بتروٍّ في المهمات ذات القيمة الضئيلة بشكل يجعلك تُمضِي وقتاً أكبر على المهمَّات التي تغير حياتك وعملك.
أعِد النظر في نشاطاتك خارج المكتب لتقرر أيُّها غير هام، فمثلاً: أوقِف مشاهدة التلفاز واقضِ وقتك المدخَر مع العائلة أو في القراءة والتمرن أو أداء أي شيءٍ يعزز حياتك؛ أو انظر إلى نشاطاتك في العمل، وتعرَّف على المهمات التي يمكنك إحالتها أو حذفها لتحرر وقتاً أكبر للعمل المنتِج؛ وأخيراً، ضع قراراً باتباع هذه المبادئ كلّ يومٍ إلى أن تصبح اعتياديةً بالنسبة إليك، حيث سيصبح مستقبلك بلا حدود بهذه العادات في الإدارة الشخصية.
افعلها فحسب، وابدأ بالأهم ولو كان صعباً.
أضف تعليقاً