تعريف التطوع ودليلك الإرشادي للتطوع في المكان الصحيح

ما هو التطوع؟ وما هي أهدافه؟ وكيف يمكنك التطوع؟ حضَّرنا لك مرجعاً شاملاً عن العمل التطوعي وأهم منصات التطوع في السعودية ليكون دليلك الشامل في المجال التطوعي.



مفهوم العمل التطوعي:

يتجسد مفهوم العمل التطوعي بالمبادرة الذاتية للإنسان في تقديم المساعدة إلى الآخرين ومد يد العون لهم؛ إذ يُسمَّى العمل تطوعياً لأنَّ الرغبة في القيام به تكون نابعة من داخل الفرد، ومن دون أن يُطلَب منه أو يتم إرغامه من قبل أشخاص آخرين أو مؤسسات، ويهدف العمل التطوعي إلى نشر المبادرات الإيجابية في المجتمع وتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي؛ لأنَّ الدافع الرئيس نحوه هي رغبة الفرد في تقديم الخير والمنفعة إلى الآخرين، من دون انتظار المقابل والأجر منهم أو من غيرهم من أفراد أو مؤسسات.

ما هو العمل التطوعي؟

يُعرَف العمل التطوعي على أنَّه كل جهد جسدي أو عقلي يقوم به الإنسان طواعية من أجل مساعدة غيره من الناس، من دون أجر أو مقابل مادي لذلك.

والعمل التطوعي في جوهره هو انتصار للجانب الخيِّر في النفس البشرية والرغبة النابعة منها في تطوير المجتمع والارتقاء به، وذلك عن طريق مد يد العون البيضاء نحو أفراده، وقد سمي العمل التطوعي بذلك؛ لأنَّ الإرادة الداخلية للإنسان وحبه للخير ومساعدة الناس هي الدافع الوحيد تجاه القيام به، فهو يقوم به طواعيةً من دون ضغط أو إجبار.

تعريف التطوع:

يُعرَّف التطوع بأنَّه تسخير الوقت والجهد الذاتي البشري في خدمة الآخرين، ومساعدتهم في قضاء احتياجاتهم وتلبية متطلباتهم من دون انتظار المقابل منهم أو من أيَّة جهة أخرى.

والتطوع في جوهره عمل سامٍ لأنَّه يتغلب على الأنانية في النفس، فضلاً عن تفضيل تقديم المساعدة المجانية إلى الآخرين على الراحة والكسل، في حين أنَّ المكسب الوحيد الذي يحققه المتطوعون جزاء تطوعهم هو الشعور باحترام الذات والإنسانية والسلام الداخلي الذي يتولد في النفس بعد قيامها بالأعمال الخيِّرة.

إقرأ أيضاً: العمل التطوعي: أهميته وفوائده على الفرد والمجتمع

أهمية وفوائد التطوع:

للتطوع فوائد كثيرة وعديدة سواءً أكان على صعيد الفرد أم على صعيد المجتمع، وفيما يأتي بعضٌ من هذه الفوائد:

  1. ملء أوقات الفراغ لدى المتطوعين بما فيه الخير والمنفعة لأنفسهم وللناس والمجتمع.
  2. تقوية قدرات المتطوعين على التواصل مع الناس والتعامل مع الآخرين الذين يختلفون عنهم في ثقافتهم ومعتقداتهم، فيكتسبون بذلك خبرات حياتية وخبرات في التواصل.
  3. اكتساب خبرات تفيد في تعزيز السير الذاتية الخاصة بالمتطوعين، وتزيد من فرص قبولهم في الوظائف التي يتقدمون إليها.
  4. تكوين المتطوعين لشبكة من المعارف والعلاقات التي تساعدهم في تسهيل أمور حياتهم الشخصية.
  5. الحفاظ على تطور المجتمعات عن طريق تعاون المتطوعين للقيام بأعمال تفيد المجتمع وترتقي به.
  6. التخفيف من المشكلات التي تؤثر في المجتمع والأفراد.

شاهد بالفديو: فوائد العمل التطوعي

مَن الجهة المستفيدة من العمل التطوعي؟

قد يبدو العمل التطوعي في مفهومه الخارجي مجانياً، إلا أنَّ له فوائد تعود على جميع الأطراف المرتبطة به؛ إذ يجني الأفراد المتطوعون فوائد عديدة من جراء تطوعهم، وقد أتينا على ذكر بعضها آنفاً.

كما أنَّ الأفراد الذين تتم مساعدتهم من قبل المتطوعين يحصلون على المكاسب أيضاً؛ وذلك بفضل تعاطف الآخرين معهم ومساعدتهم على قضاء بعض احتياجاتهم.

ثم إنَّ المجتمع هو المستفيد الأكبر من كل أعمال التطوع التي تحدث فيه؛ لأنَّ هذه الأعمال من شأنها تنمية بذرة الحب والخير الموجودة في نفوس أفراده من متطوعين أو أفراد حصلوا على المساعدة، فيسود فيه جو من الوئام والتعاون الذي يرتقي به إلى مراتب سامية من التآلف والإخاء.

أهداف التطوع:

يهدف التطوع إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، نذكر منها:

  1. منح المتطوع الفرصة لتجربة شيء جديد ومختلف عمَّا يعرفه؛ وهذا يكسبه ثقةً بنفسه ويمنحه شعور الإنجاز عند إتمام هذا العمل.
  2. إحداث اختلاف وتطور إيجابي في حياة الأفراد والمجتمعات.
  3. تعريف المتطوع بأناس جدد، فتتسع دائرة معارفه الاجتماعية.
  4. التدريب على مواجهة التحديات المختلفة والتغلب عليها.
  5. صقل المهارات الموجودة لدى المتطوعين، ومساعدتهم على اكتشاف مهارات جديدة وإمكانات خفية كامنة في أنفسهم.

أنواع العمل التطوعي:

يُقسَم العمل التطوعي إلى عديد من الفروع والتشعبات، ونذكر منها:

1- تطوع تنمية المهارات:

في هذا النوع من التطوع، يقوم شخص يمتلك مهارة معيَّنة بالتطوع بتعليم هذه المهارة للآخرين، ومن الأمثلة عن ذلك، أن يقوم طبيب بتعليم بعض الأفراد كيفية إجراء الإسعافات الأولية.

2- تطوع الحالات الطارئة:

يقوم الأفراد في هذه الحالات الطارئة بالتطوع بشكل فردي أو جماعي من أجل مساعدة الأشخاص الذي تعرضوا لظروف طارئة، ومن الأمثلة عن ذلك، قيام مجموعة من الشباب والأهالي بإخماد حريق اشتعل فجأة في أرض مجاورة.

3- التطوع في المنظمات:

في هذه الحالة، يقوم الأفراد المتطوعون بالانطواء تحت جناح منظمة تقوم بتقديم المساعدات والأعمال الخيرية إلى الناس، وقد تكون هذه المنظمات حكومية أو تابعة للمجتمع المدني، ومن الأمثلة عن ذلك، التطوع في منظمة الهلال الأحمر.

4- التطوع في الدول المتضررة أو النامية:

يكون أغلب المتطوعين في هذه الحالات من أصحاب المهن كالأطباء والمعلمين، الذين يملي عليهم ضميرهم المهني الذهاب إلى الدول المتضررة من الحروب والمجاعات وتقديم خدماتهم بشكل تطوعي.

5- التطوع الشامل:

وهو التطوع الذي يتطلب من المتطوع التفرغ التام لأداء الأعمال الخيرية طيلة أيام الأسبوع.

6- التطوع محدود الأمد:

وهو التطوع الذي لا يتطلب من المتطوع تفرغاً كاملاً؛ إنَّما تُحدد له أيام معيَّنة للقيام بالأعمال الخيرية، كالفترات قبل الأعياد، وفي شهر رمضان، وفي فصل الشتاء، وغيرها من الأوقات الاستثنائية.

7- التطوع عن بعد أو التطوع الإلكتروني:

وهو التطوع الذي يقوم المتطوع من خلاله بتقديم خدماته عبر شبكة الإنترنت، مثل إدارة الصفحات الخاصة بالمنظمات الخيرية، وتسهيل جمع التبرعات عن طريق الدفع الإلكتروني، وكتابة المحتوى الرقمي الخاص بالجمعيات الخيرية والترويج للتطوع ضمنها عبر المنصات الإلكترونية.

إقرأ أيضاً: 40 عملاً لطيفاً يجعل العالم مكاناً أفضل

مجالات التطوع:

يمكن تقديم الخدمات والأعمال التطوعية في الكثير من المجالات، ونذكر من مجالات التطوع ما يأتي:

1- مساعدة الفقراء والمحتاجين:

يندرج ضمن هذه المساعدة جمع التبرعات وتأمين الطعام واللباس والدواء لهم، ومساعدتهم في ترميم بعض أجزاء المكان الذي يسكنون فيه، ويكون ذلك عن طريق الجمعيات والمنظمات أو بجهود فردية تطوعية.

2- التطوع في الأماكن العامة:

مثل التطوع من أجل تنظيف الحدائق والنوادي والمتنزهات العامة والشوارع وإنارتها بشكل روتيني.

3- خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة:

يُعَدُّ ذوو الاحتياجات الخاصة والعجزة من أكثر الفئات المجتمعية التي تحتاج إلى المساعدة؛ لذا فإنَّ التطوع من أجل تقديم العون إليهم ومساندتهم من شأنه أن يكون فعلاً إنسانياً نبيلاً وعظيماً؛ إذ يمكن تقديم العون إليهم عن طريق شراء احتياجاتهم من السوق، أو القيام ببعض المهام لهم من دون أيِّ أجر أو مقابل.

4- رعاية دور العبادة:

نقصد بدور العبادة؛ الأماكن المقدسة وبيوت الله التي يلجأ إليها الناس لرفع أدعيتهم وابتهالاتهم؛ إذ تشتمل دور العبادة على الكنائس والجوامع والمساجد التي يرتادها المصلون، وتترتب على هذا الارتياد بعض المستلزمات التي يمكن للمتطوعين تأمينها أو جمع الأموال من أجل شرائها، كما تشتمل رعاية دور العبادة على تنظيفها وتبخيرها والعناية بأثاثها وبنائها.

5- تقديم العون إلى المحتاجين إليه في الأماكن العامة:

وذلك عن طريق مساعدة الأطفال وكبار السن في عبور الشارع، وحمل الأغراض الثقيلة عنهم، وكذلك مساعدتهم على صعود الدرج أو نزوله في الأماكن العامة.

6- التطوع المجتمعي:

هو التطوع الذي يقوم به الأفراد بأداء خدمات تصب في صالح المجتمع؛ إذ يُعَدُّ هذا النوع من التطوع واحداً من أهم عناصر التنمية بأركانها البيئية والاقتصادية والاجتماعية؛ ذلك لأنَّ الخدمات المجانية التي تُقدَّم إلى الأفراد أو المنشآت وحتى الكائنات غير الحية (مثل سقاية النباتات في الحديقة وتقليمها) تندرج ضمن التطوع المجتمعي الذي يكون سبباً في ارتقاء المجتمع وانتشار التعاضد بين أبنائه.

7- التطوع في القطاع الصحي:

يشتمل التطوع ضمن القطاع الصحي على الانضمام إلى المنظمات والمؤسسات التي تقدم الخدمات الصحية إلى الأفراد، ويتطلب هذا من المتطوع الإلمام ببعض التفاصيل الطبية والتمريضية التي تؤهله لتقديم المساعدات الصحية إلى الأشخاص المحتاجين إليها.

يمكن للمتطوعين في القطاع الصحي العمل في دور العزل والمحاجر والمستشفيات والمراكز الصحية، وتقديم الاستشارات الطبية عن بعد، والقيام ببعض الخدمات الطبية والتمريضية للمرضى في منازلهم، مثل قياس الضغط ومنسوب السكر في الدم وإعطاء الحقن.

8- التطوع في اليونيسيف:

تُعرَف منظمة اليونيسيف بأنَّها إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة والمعنية بشؤون الطفولة، وتهتم بتقديم الرعاية إلى الأطفال بأشكالها المختلفة من صحة وتغذية وتعليم، وخاصة في البلدان النامية أو التي تعرضت للكوارث والحروب.

تمتلك اليونيسيف برنامجاً خاصاً للتطوع اسمه "UNV"، أي (United Nation Volunteers)، وهو أحد البرامج التي أطلقَتها اليونيسيف للتركيز على مفهوم السلام والتنمية عن طريق العمل التطوعي، ويعتمد على التشارك مع العديد من الجهات التي تعدها اليونيسيف شريكاً في استقطاب الأشخاص المتحمسين لأداء الأعمال التطوعية والذين ينتمون إلى جنسيات مختلفة؛ إذ يمكن التقديم إلى التطوع في اليونيسف عن طريق التقديم إلى الموقع الإلكتروني الخاص بهذه المنظمة.

منصات التطوع في السعودية:

توجد الكثير من المنصات التطوعية في المملكة العربية السعودية، ونذكر من هذه المنصات:

  • المنصة الوطنية للعمل التطوعي.
  • منصة التطوع الصحي (الهلال الأحمر السعودي).
  • مسك التطوع.
  • منصة التطوع الخاصة بجمعية كنف الخيرية.
  • منصة حائل للعمل التطوعي.

منصة التطوع في الهلال الأحمر السعودي:

هي عبارة عن خدمة إلكترونية مقدمة من هيئة الهلال الأحمر السعودي، تمكِّن المستفيد منها من الانضمام إلى الفريق التطوعي ضمن أحد اختصاصاته المختلفة.

يمكن التقديم إلى منصة التطوع في الهلال الأحمر السعودي عبر الدخول إلى الصفحة الإلكترونية لهيئة الهلال الأحمر السعودي والمصادقة على الشروط الخاصة بها، ثم إدخال بيانات المتطوع وبريده الإلكتروني ضمن النموذج المحدد، بعد ذلك، يجري التواصل مع المتطوع لإجراء مقابلة شخصية معه؛ إذ يُقبَل المتقدمون الذين اجتازوا المقابلة الشخصية كمتطوعين.

منصة التطوع الوطني (منصة التطوع في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية):

هي موقع إلكتروني ومنصة وحاضنة سعودية لمبدأ العمل التطوعي، مهمتها تأمين وسط آمن وتقديم الخدمات وترتيب العلاقات بين المتطوعين والجهات المؤمنة للفرص التطوعية في المملكة العربية السعودية.

تمتلك هذه المنصة تطبيقاً خاصاً بها يمكن تحميله على الأجهزة الذكية ومشاهدة الفرص التطوعية من أجل التقدم إلى ما يناسب مهارات المتطوع واهتماماته، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمتطوعين إدراج خبراتهم التطوعية التي حصلوا عليها عبر المنصة ضمن سيرهم الذاتية، كما يمكنهم الحصول على شهادات تثبت تطوعهم.

اليوم العالمي للتطوع:

إيماناً بأهمية التطوع ودوره الفعَّال وأثره الإيجابي في المجتمعات والعالم بأسره، تم تخصيص اليوم الخامس من ديسمبر يوماً عالمياً للتطوع من قبل الأمم المتحدة، وبدأ الاحتفال به منذ عام 1985، وهو تعبير عن شكرٍ للمتطوعين في جميع أنحاء العالم على جهودهم التي يبذلونها في جعل هذا العالم مكاناً أفضل، فضلاً عن زيادة وعي الجمهور بالإنجازات التي يقدمونها إلى مجتمعاتهم.

في الختام:

لا يوجد عمل أنبل يقوم به الإنسان أكثر من تقديم المساعدة إلى أخيه الإنسان بشكل طوعي ومن دون انتظار المقابل، وبغضِّ النظر عن كل الاختلافات بينه وبين من يسدي له الخدمة؛ إذ إنَّ التطوع عمل إنساني نبيل يزرع بذرة الحب والخير في قلوب البشر.

صور من التطوع:

صور تطوع 4

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة