القولون العصبي: أعراضه، أسبابه، وطرق علاجه

يعتبر القولون العصبي من الحالات الشائعة التي يعاني منها الكثيرون في مختلف أنحاء العالم، حيث يتسبب في اختبار أعراض مزعجة تشمل الألم والانتفاخ وتغيرات في نمط الجهاز الهضمي. يعود سبب هذا المرض إلى عوامل متعددة بما في ذلك العوامل الوراثية والتغيرات في الحالة النفسية والعوامل البيئية. ومع ذلك، يمكن إدارة وعلاج القولون العصبي بفعالية من خلال تغييرات في نمط الحياة والتغذية، واستخدام بعض العلاجات الطبية والعلاجات البديلة. في هذا المقال، سنستكشف عن كثب أعراض القولون العصبي، وأسبابه المحتملة، وأبرز الطرق المستخدمة لعلاج هذا المرض المزعج.



ماهي متلازمة القولون العصبي؟

متلازمة القولون العصبي من أمرض القولون وهي اضطراب شائع يؤثر على الأمعاء الكبيرة ويسبب أعراضًا مثل الألم والتقلصات في البطن، الانتفاخ، الغازات، وكذلك الإسهال أو الإمساك أو كليهما. يمكن أن تكون الحالة مزمنة وتتطلب إدارة طويلة الأمد، حيث يمكن التحكم في الأعراض من خلال نظام غذائي ونمط حياة متوازن، وتجنب التوتر، بالإضافة إلى الأدوية والاستشارة الطبية في حالة الأعراض الشديدة. لا تغير متلازمة القولون العصبي من طبيعة أنسجة الأمعاء ولا تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

أسباب القولون العصبي:

أسباب القولون العصبي ليست مفهومة تماماً، ولكن يُعتقد أنها نتيجة لعدة عوامل متداخلة، وتشمل:

1. تقلصات عضلية في الأمعاء:

قد تؤدي الانقباضات القوية والمطولة إلى الإسهال والانتفاخ، بينما تؤدي الانقباضات الضعيفة إلى الإمساك.

2. الجهاز العصبي:

قد تسبب مشكلات الأعصاب الموجودة في الجهاز الهضمي الشعور بالألم عند تمدد البطن بالغازات أو البراز.

3. العدوى الشديدة:

يمكن أن تحدث متلازمة القولون العصبي بعد نوبة إسهال شديدة ناتجة عن بكتيريا أو فيروس.

4. ضغوط الحياة المبكرة:

قد تزيد الأحداث المثيرة للتوتر، خاصة في مرحلة الطفولة، من خطر الإصابة بمتلازمة القولون العصبي.

5. التغيرات في ميكروبات الأمعاء:

يمكن أن تكون الميكروبات لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة القولون العصبي مختلفة عن تلك الموجودة لدى الأشخاص غير المصابين.

يُنصح بزيارة الطبيب للحصول على تشخيص دقيق ومناقشة خيارات العلاج المناسبة.

أعراض القولون العصبي:

أعراض القولون العصبي تختلف من شخص لآخر، ولكنها تشمل عادةً ما يلي:

  • ألم البطن أو تقلصات.
  • انتفاخ متعلق بالتبرّز.
  • تغيرات في شكل التبرّز.
  • تغيرات في عدد مرات التبرّز.
  • الإحساس بالتبرُّز غير الكامل.
  • تزايد الغازات.
  • وجود مخاط في البراز.

وتشمل الأعراض الأكثر خطورة التي تستدعي استشارة الطبيب:

  • نقص الوزن غير المبرر.
  • الإسهال الليلي.
  • نزيف المستقيم.
  • فقر الدم الناتج عن نقص الحديد.
  • القيء مجهول السبب.
  • ألم لا يخف بعد إخراج الريح أو التبرز.

إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض، يُنصح بزيارة الطبيب للحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب.

شاهد بالفديو: 7 مهيجات للقولون العصبي عليك أن تبتعد عنها

أعراض القولون العصبي عند النساء:

هناك أعراض عامة شائعة بين الجنسين، مثل آلام البطن المزعجة التي تتحسن عادة بعد التبرز، والإمساك المزمن أو الإسهال المزمن، والانتفاخات الشديدة، والغثيان، وفقدان الشهية، والشعور برغبة متكررة في التبرز.

ولكن تختلف أعراض القولون العصبي بين النساء والرجال بعدة طرق. على سبيل المثال، تميل النساء إلى تجربة تفاقم الأعراض خلال فترات الحيض، وقد يعانين من آلام البطن والإسهال قبل وأثناء الحيض، ومن الانتفاخ والإمساك بعد حوالي 14 يوماً من الدورة الشهرية.

كما يمكن أن تشمل الأعراض التعب والأرق والحساسية تجاه الطعام، وآلام أثناء الحيض، وآلام الظهر، والمتلازمة السابقة للحيض.

أعراض القولون العصبي عند الرجال:

صحيح أن أعراض القولون العصبي معظمها متشابهة بين الرجال والنساء، لكن يميل الرجال إلى أن يكونوا أقل عرضة للإبلاغ عن أعراض متلازمة القولون العصبي وقد يكون لديهم قدرة أكبر على تحمل الأعراض بسبب الاختلافات الهرمونية التي قد تقلل من حساسية المعدة تجاه المرض. ومع ذلك، تؤثر أعراض متلازمة القولون العصبي سلبًا على حياة الرجال كما تؤثر على النساء.

أعراض القولون العصبي الحاد:

أعراض القولون العصبي الحاد تتنوع وتشمل ما يلي:

  • ألم البطن أو تقلصات.
  • انتفاخ وغازات.
  • إسهال أو إمساك، أو كليهما.
  • الشعور بالتبرُّز غير الكامل.
  • وجود مخاط في البراز.
  • نقص الوزن.
  • نزيف المستقيم الناتج عن الإمساك أو الإسهال الشديدين.
  • فقر الدم الناتج عن نقص الحديد.
  • ألم لا يخف بعد إخراج الريح أو التبرز.
  • القيء مجهول السبب.

شكل البراز في القولون العصبي:

شكل البراز في حالة القولون العصبي يمكن أن يتغير بشكل ملحوظ، حيث يعاني المريض من تعاقب الإمساك والإسهال. في حالة الإمساك، قد يكون البراز على شكل قطع صغيرة وجافة، بينما في حالة الإسهال، قد يكون البراز مائيًا أو يحتوي على مخاط. من المهم استشارة الطبيب إذا كانت هناك تغيرات مستمرة في شكل البراز أو إذا كانت هناك أعراض أخرى مقلقة.

تشخيص القولون العصبي:

تشخيص متلازمة القولون العصبي (IBS) يعتمد بشكل أساسي على الأعراض السريرية واستبعاد الحالات الأخرى ذات الأعراض المشابهة. لا يوجد اختبار محدد يمكنه تأكيد الإصابة بـ IBS بشكل قاطع، لكن الأطباء يستخدمون مجموعة من المعايير للمساعدة في التشخيص.

معايير روما هي الأكثر شيوعًا لتشخيص القولون العصبي IBS. تتضمن هذه المعايير الشعور بألم أو انزعاج في البطن لمدة يوم واحد على الأقل أسبوعيًا خلال الثلاثة أشهر الماضية، مع ارتباط الألم باثنين على الأقل من العوامل التالية: تغير في تواتر التبرز، تغير في قوام البراز، أو تحسن الألم بعد التبرز.

يبدأ الطبيب بمراجعة التاريخ الطبي الكامل للمريض وإجراء فحص بدني، وقد يطلب إجراء اختبارات مثل تحليل البراز لاستبعاد العدوى أو مشاكل الامتصاص، وقد يُجرى تنظير القولون أو التصوير المقطعي المحوسب لاستبعاد أمراض أخرى.

يُقيّم الطبيب أيضًا الأعراض الأخرى التي قد تشير إلى حالة أكثر خطورة، مثل فقدان الوزن غير المبرر، نزيف المستقيم، أو الأنيميا، والتي تتطلب فحوصات إضافية.

بعد استبعاد الأسباب الأخرى للأعراض، يمكن تصنيف متلازمة القولون العصبي IBS إلى ثلاثة أنواع حسب الأعراض السائدة: النوع السائد فيه الإمساك (IBS-C)، النوع السائد فيه الإسهال (IBS-D)، والنوع المختلط أو غير المصنّف. هذا التصنيف يساعد في تحديد العلاج الأنسب لكل مريض.

إقرأ أيضاً: مخاطر عدم علاج التهاب القولون التقرحي

كيف نستطيع علاج القولون العصبي؟

علاج القولون العصبي يعتمد على تغييرات في نمط الحياة والنظام الغذائي، وهنا بعض الطرق التي يمكن أن تساعد في التخفيف من أعراضه:

1. الالتزام بنظام غذائي مناسب:

يُنصح باتباع نظام غذائي منخفض الفودماب، والذي يقلل من تناول الأطعمة التي يصعب على الجسم امتصاصها مثل بعض أنواع الفواكه والخضار ومنتجات الألبان والأطعمة التي تحتوي على الجلوتين.

2. ممارسة الرياضة:

تساعد الرياضة في تحسين الحركة الطبيعية للأمعاء وتخفيف التوتر.

3. الراحة والاسترخاء:

تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوغا قد تساعد في التحكم بأعراض القولون العصبي.

4. تناول الألياف:

الألياف تساعد في تحسين حركة الأمعاء، لكن يجب زيادتها تدريجيًا لتجنب الغازات.

5. تناول البروبيوتيك:

قد يساعد في تحسين التوازن البكتيري في الأمعاء.

6. تناول الأعشاب الطبية:

مثل النعناع وزيت النعناع، عرق السوس، والبابونج.

من المهم استشارة الطبيب لتحديد العلاج المناسب والتأكد من أن الأعراض لا تنجم عن حالة طبية أخرى. ويُنصح بالاحتفاظ بمذكرة لتسجيل الأطعمة التي قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض لتجنبها.

شهر التوعية بالقولون العصبي:

شهر التوعية بالقولون العصبي هو شهر أبريل. خلال هذا الشهر، تُقام العديد من الفعاليات لزيادة الوعي حول متلازمة القولون العصبي وطرق التعامل معها. يُعد هذا الشهر فرصة لتثقيف الناس حول أعراض المرض وكيفية إدارته، وكذلك لدعم الأشخاص المصابين به.

اسئلة شائعة حول القولون العصبي:

فيما يلي بعض أكثر الأسئلة شيوعاً عن متلازمة القولون العصبي:

1. من هم الأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة بالقولون العصبي؟

الأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة بالقولون العصبي هم:

  • النساء، حيث يُعتقد أنهن يصبن بهذه الحالة أكثر من الرجال.
  • الأفراد الأقل من 50 عامًا.
  • الأشخاص الذين يتعرضون لضغوط نفسية، خاصةً في مرحلة الطفولة.
  • الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع القولون العصبي أو اضطرابات هضمية أخرى.
  • الأفراد الذين تعرضوا لعدوى معوية شديدة.

من المهم الانتباه إلى أن هذه العوامل تزيد من احتمالية الإصابة ولكن لا تضمن حدوثها، ويمكن لأي شخص أن يتطور لديه القولون العصبي حتى بدون هذه العوامل.

2. ماهي تأثيرات القولون العصبي على الحياة اليوميّة؟

تأثيرات القولون العصبي على الحياة اليومية يمكن أن تكون متنوعة وتؤثر بشكل كبير على نوعية الحياة للأشخاص المصابين به. من الأعراض الشائعة التي قد تؤثر على الحياة اليومية:

شاهد بالفديو: نصائح صحية لحياة أكثر حيوية

أولاً: الأعراض المُرتبطة بالقناة الهضمية

  • الإصابة بحرقة في المعدة.
  • الإسهال أو الإمساك.
  • ألم البطن.
  • الغثيان.
  • وجود مخاط في البراز.
  • الأعراض غير المُرتبطة بالقناة الهضمية:
  • ارتعاش اليدين وبرودتهما.
  • ألم في الظهر.
  • الإعياء والصداع.
  • اضطرابات في النوم.
  • الألم العضلي.
  • زيادة عدد مرات التبول.
  • رائحة كريهة للفم.
  • خفقان القلب والدوخة.

ثانياً: المُضاعفات

  • الجفاف، خاصةً في حالات الإسهال الشديد.
  • البواسير.
  • عدم تحمل الطعام.
  • سوء التغذية.
  • مشاكل المثانة.
  • الاكتئاب والقلق.

هذه الأعراض قد تجعل الأشخاص يجدون صعوبة في أداء أعمالهم أو السفر وقد تؤدي إلى الشعور بالإحراج في المواقف الاجتماعية. من المهم التشاور مع الطبيب لإدارة هذه الأعراض وتحسين نوعية الحياة.

3. هل يُسبب التوتر حدوث القولون العصبي؟

التوتر يُعتبر من العوامل التي يمكن أن تزيد من حدة أعراض القولون العصبي، ولكنه ليس السبب الرئيسي لحدوثه. يُشير الخبراء إلى أن التوتر قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض لدى الأشخاص الذين يعانون بالفعل من متلازمة القولون العصبي، مثل الألم والانتفاخ والتغيرات في عادات الأمعاء. ومع ذلك، يُنظر إلى التوتر على أنه مُحفز للأعراض وليس سببًا مباشرًا للإصابة بالقولون العصبي. من المهم إدارة التوتر بشكل فعال كجزء من العلاج والتحكم في أعراض القولون العصبي.

4. ما هي الالام التي يسببها القولون العصبي؟

تعد أبرز الالام التي يسببها القولون العصبي ما يلي:

  • ألم وتشنج في البطن، يزداد مع حركة الأمعاء السريعة في حال الإسهال.
  • ألم نتيجة النفخة وتراكم الغازات.
  • ألم نتيجة الالتهاب الذي يحدث في القولون.
  • ألم مزمن ينجم عن تنشيط جهاز المناعة وخلاياه على طول جدران القولون نتيجة التهاب القولون المزمن
  • زيادة حساسية القولون والبطن نتيجة ارتفاع مستوى السيروتونين وقلة نشاط الأمعاء.
  • صداع شديد.
  • ألم عضلي ليفي.
  • ألم راجع، وهو ألم في الظهر يحدث نتيجة تشنج القولون.
  • آلام في المفاصل بسبب الالتهابات.

5. ما هو اسرع علاج للقولون العصبي؟

تتضمن إدارة متلازمة القولون العصبي (IBS) عادةً مجموعة من استراتيجيات العلاج المصممة خصيصاً لأعراض الفرد ومحفزاته. فيما يلي بعض الأساليب العامة التي يمكن أن توفر الراحة بسرعة:

أولاً: الأدوية

يمكن أن تساعد الأدوية المضادة للإسهال المتاحة دون وصفة طبية، مثل لوبيراميد، في إدارة الإسهال. لعلاج الألم والانتفاخ، قد تكون مضادات التشنج مثل كبسولات ديسيكلومين أو زيت النعناع فعالة.

ثانياً: التعديلات الغذائية

يمكن أن يساعد تناول الأطعمة الغنية بالألياف، وتجنب الأطعمة المحفزة، وشرب الكثير من السوائل في إدارة الأعراض. يمكن أن تكون مكملات الألياف القابلة للذوبان مثل السيلليوم مفيدة أيضاً.

ثالثاً: التحكم في التوتر

يمكن أن تساعد تقنيات مثل التمارين الرياضية أو اليوجا أو التنفس العميق أو التأمل في تقليل التوتر، والذي من المعروف أنه يؤدي إلى تفاقم أعراض القولون العصبي.

رابعاً: العلاج بالحرارة

يمكن أن يؤدي وضع وسادة التدفئة على البطن إلى تهدئة التشنجات والألم.

ما الفرق بين آلام المعدة والقولون؟

الفرق بين ألم المعدة وألم القولون يكمن في موضع الألم والأعراض المصاحبة له. عادةً، يكون ألم المعدة في الجزء العلوي من البطن، تحت القفص الصدري، وقد يكون مرتبطًا بمشاكل مثل قرحة المعدة أو الارتجاع المريئي. أما ألم القولون، فغالبًا ما يكون في الجزء الأسفل من البطن، خاصةً ناحية اليسار، ويمكن أن يأتي مصحوبًا بأعراض مثل الإسهال أو الإمساك والتشنجات المعوية والانتفاخ.

من المهم زيارة الطبيب لتحديد السبب الدقيق للألم وتلقي العلاج المناسب.

إقرأ أيضاً: 6 أطعمة تحصنك ضد سرطان القولون

في الختام:

باختتامنا لهذا المقال، ندرك أن القولون العصبي يمكن أن يكون تحديًا حقيقيًا للعديد من الأشخاص، لكن من خلال فهم الأعراض والأسباب والطرق المختلفة للعلاج، يمكن تخفيف العبء الذي يفرضه هذا المرض. يجب على المرء البحث عن الدعم والمعلومات الصحيحة، والتعاون مع فريق الرعاية الصحية للعثور على النظام العلاجي الأمثل الذي يناسب حالته الفردية. بالتزامن مع ذلك، يجب علينا أيضًا العمل على إدارة التوتر والضغوطات النفسية، واتباع نمط حياة صحي لتحسين الجودة العامة للحياة والتخفيف من أعراض القولون العصبي.




مقالات مرتبطة