اضطراب التشتت الذهني عند المراهقين: أسبابه وآثاره وكيفية علاجه

اليوم ومع تسارع حركة الحياة وتعقدها وتضخم المشكلات، يبقى عقل الإنسان مشغولاً بالتفكير في زحمة مسائل الحياة؛ مما يولِّد ضغطاً نفسياً على عاتق الإنسان قد يسبب له متاعب جسدية ونفسية ويصبح التخلص منها أمراً يحتاج إلى زيارة عيادة الطبيب النفسي، واضطراب التشتت الذهني عند البالغين هو أحد هذه الضغوطات التي تصيب الإنسان منذ طفولته وتؤدي إلى الهشاشة النفسية، التي قد تشكِّل له إعاقة في طريق طموحه ما لم يعالجها بالحبوب المهدِّئة أو الاستشارة النفسية.



تعريف اضطراب تشتت الانتباه عند المراهقين:

تشتت الانتباه عند المراهقين هو ما يسمى بنقص الانتباه وفرط الحركة، ويُعرَف بأنَّه مرحلة من مراحل اضطرابات النمو العصبية، ويبدأ منذ سن الطفولة ويشتد في زمن المراهقة؛ أي بعد البلوغ بقليل ويمتد إلى فترة الرشد، وهو مرض يصيب الصحة العقلية والنفسية بشكل أساسي، ويستهدف الجهاز العصبي المركزي وينتشر بين المراهقين بكثرة وخصوصاً مَن يعانون من الكبت والضغوطات الدراسية ومشكلات الحياة المعاصرة.

ما هي أسباب السرحان عند المراهقين؟

تعدد أسباب عدم التركيز أو قلة التركيز عند المراهقين وفيما يلي نتعرّف على أبرزها:

  1. كثرة التفكير والاستغراق في الشرود لساعات طويلة.
  2. وجود مشكلات عائلية كخلاف بين الوالدين أو تفكك وتشتت أسري؛ مما يؤثر سلباً في الصحة النفسية.
  3. فقدان الإحساس بالأمان.
  4. موت أحد الأقرباء.
  5. الحزن الشديد.
  6. النوم غير المنتظم.
  7. هشاشة نفسية.
  8. ضعف بالشخصية.
  9. وجود عقدة نفسية أو ما يسمى بعقدة النقص.
  10. اضطراب بالعلاقات العاطفية.
  11. عدم الاستقرار النفسي.
  12. الطاقة الجنسية الاندفاعية.
  13. عدم القدرة على إشباع الحاجة الجنسية.
  14. وجود صعوبات ومشكلات بالدراسة.
  15. ضعف التركيز وانعدامه.
  16. عدم القدرة على تنظيم المهام أو التركيز في مهمة واحدة.
  17. الخوف من المستقبل.
  18. الخوف من المجهول.
إقرأ أيضاً: 7 نصائح تساعدك على التعامل مع المراهق المكتئب

ما هي أعراض تشتت الانتباه عند المراهقين؟

  1. مواجهة صعوبات كبيرة في الانتباه والتركيز والصفاء الذهني والعقلي.
  2. فرط الحركة نتيجة اختزان طاقة رهيبة من التوتر.
  3. سلوك اندفاعي نتيجة الخوف الشديد والكبت المخيف وتشتت الانتباه بشكل لا إرادي.
  4. الشرود طيلة النهار وخطر الوقوع في حلقة مستمرة من الفراغ.
  5. الشعور بالملل وعدم القدرة على إنجاز النشاطات اليومية.
  6. انخفاض العزيمة والهمَّة والقدرة على العمل.
  7. عدم القدرة على السيطرة على الانفعالات وضبط المشاعر.
  8. تهيُّج مستمر.
  9. فقدان القدرة على تحسين المزاج.
  10. حالة نفسية سيئة.
  11. تشاؤم قد يصل لمرحلة اليأس.
  12. سوء تنظيم الوقت وعدم استثماره بما يفيد وينفع.
  13. الانعزالية ومجانبة الآخرين والابتعاد عن مخالطتهم.
  14. التأخُّر عن المواعيد أو إهمالها أو التهرُّب منها.
  15. الهروب من الحياة الاجتماعية واختيار الوحدة.
  16. الأرق الطويل وفقدان القدرة على النوم.
  17. اضطراب بالحركة وطريقة المشي.
  18. التململ والتهرُّب من أداء الواجبات المفروضة.
  19. فقدان الثقة بالنفس أو انعدامها.
  20. عدم تقدير أو حب الذات.
  21. عدم القدرة على التكلم بصوت هادئ ووتيرة منخفضة.
  22. الصراخ المستمر.
  23. نوبات الغضب المخيفة.
  24. نوبات الهلع.
  25. الرجفة والارتعاش والإحساس الدائم بالخوف أو الإحراج.

شاهد بالفيديو: أهم النصائح لحماية الطفل من المشاكل النفسية

علاج عدم التركيز وتشتت الانتباه للمراهقين:

يشكل البحث عن طرق فعّالة لعلاج عدم التركيز وتشتت الانتباه تحديًا هامًا للمراهقين وأولياء أمورهم. في هذه الفقرة، سنناقش بعض الاستراتيجيات والتقنيات التي يمكن أن تساعد في علاج التشتت الذهني عند المراهقين، وتسهم في تعزيز أدائهم الأكاديمي وتحقيق نجاحهم الشخصي:

  1. تشجيع المراهق على النوم المنتظم؛ إذ يأخذ قسطه الكافي من ساعات النوم اليومية، وعدم السهر لساعات طويلة أو لأيام وليال.
  2. تشجيعه على عدم القيام بأكثر من مهمة أو نشاط في نفس الوقت؛ بل تحفيزه على تنظيم المهام والواجبات المفروض القيام بها في اليوم الواحد أو في النهار الواحد.
  3. توعية المراهق ونصحه بأنَّ النسيان أمر طبيعي لكن له حدود؛ لذا يجب أن يعمل عقله باستمرار وألا يرتبك أو يخاف.
  4. إعداد جدول زمني من قِبَل الطالب ينظم فيه طريقة دراسته ونشاطاته وأوقات الراحة وممارسة الهوايات وصلة الرحم؛ فيعطي لكل شيء حقه ولا يقوم بنشاط على حساب الدراسة.
  5. يُعالَج الشرود الطويل عند المراهقين بالفنون؛ أي ممارسة الرسم أو الرقص أو كتابة الشعر أو الإنصات لموسيقى هادئة، فهذه الفنون تعطي الطفل فسحة من التأمُّل في الجماليات، وتبعده عن شروده وانغماسه في التفكير الذي لا فائدة منه.
  6. المشي في الطبيعة وفي الحدائق مع الأصدقاء؛ فذلك يطوِّر عقل المراهق ويوسِّع آفاقه، ويجعله يبذل طاقة حركية وفكرية ومجهود عضلي؛ فيحسن مزاجه ويقلل من شروده.
  7. ممارسة أنواع من الرياضة والتأمُّل كاليوغا فإنَّها تخلِّص الإنسان من التوتر المزعج والاكتئاب الحاد وتمنحه أفقاً واسعاً وذهناً صافياً وجسداً سليماً ونفسية مريحة مبهجة.
  8. الانخراط في العمل التطوعي، كمساعدة المشردين ودعم الأيتام والإسهام في تعليم المكفوفين وضعاف البصر وتسجيل الكتب الصوتية، فالعمل التطوعي هو خير وسيلة للهروب من الشرود، وتنظيم العقل والروح، وتقديم أشياء جميلة يتشارك بها الناس على المحبة والخير والتسامح ومد يد العون.

طرائق بسيطة لزيادة التركيز والقدرة على الحفظ:

  1. الاهتمام بالمعلومات.
  2. الدقة والتأنِّي عند حل الاختبار.
  3. عدم اتِّباع السرعة في الحل أو التنقُّل من معلومة إلى أخرى دون تركيز.
  4. التخلُّص من كل ما يشتت الذهن ويبعده عن جو الدراسة والمذاكرة والاختبار.
  5. تناول غذاء صحي متوازن.
  6. شرب كميات كبيرة من الماء في اليوم الواحد، فالماء يضبط توازن الجسم ويحافظ على توازن السوائل ويساهم في تدفُّق الدم إلى خلايا الدماغ؛ مما يحفز على التذكُّر والاستذكار الجيد للمعلومات.
  7. الإكثار من تناول الأطعمة التي تزيد من التركيز وتقتل النسيان، كالخضار بأنواعها والمكسرات بأنواعها والأسماك والبيض المسلوق.
  8. النوم المتوازن المنتظم.
  9. اتِّخاذ وضعية هادئة ومريحة في أثناء المذاكرة.
  10. الاستماع لموسيقى هادئة تريح العقل وتصفي الذهن في أثناء الدراسة، والابتعاد عن الموسيقى الصاخبة والضجيج المزعج، فإنَّه يشتت العقل ويضاعف الشرود ويكثر من النسيان.
  11. الانخراط في الحياة الاجتماعية والعملية.
  12. التفاعل الإيجابي مع الآخرين.
  13. الابتسامة الهادئة.
  14. الأعمال التطوعية.
  15. الحوار الهادِئ والفعال الذي يقلل التشتت ويساعد على التركيز.
  16. مناقشة الأهل باستمرار.
  17. طلب المساعدة أو الاستفسار.

شاهد بالفيديو: أسباب انخفاض الطاقة عند الشباب والمراهقين

ما هي الأطعمة التي تزيد التركيز والانتباه؟

  1. المكسرات بأنواعها: نذكر منها عين الجمل، فإنَّه منشط للمخ والذاكرة والتركيز، كما يحمي خلايا وجدار المخ من الاهتراء والتخريب بفعل التقدُّم بالسن.
  2. السمك: تُعَدُّ المأكولات البحرية - والسمك يأتي في مقدمتها - من أهم الأطعمة التي تساعد على التركيز وقتل النسيان؛ نظراً لغناه بمادة أوميغا W3، وهي حمض دسم دهني موجود في السمك بشكل رئيس يعمل على تنشيط الذاكرة والتركيز وزيادة مساحة الذكاء والقضاء على النسيان المتكرر.
  3. الشوكولا: بكل أنواعها مفيدة للجهاز العصبي المركزي؛ وذلك لأنَّها تحتوي على مادة الكافيين التي تعمل كمنبه للجملة العصبية ومنشط للذاكرة، وتقلل من الشعور بالنعاس والحاجة إلى النوم في أثناء الدراسة.
  4. الموز: مفيد جداً للتركيز لأنَّه غني بعنصر البوتاسيوم الذي يُعَدُّ مفيداً لخلايا المخ والجملة العصبية عموماً.
  5. الأفوكادو: يُعَدُّ من الفاكهة التي تزيد تدفق الدم وانسيابه في الأوعية الدموية وتسهل وصوله إلى خلايا الجسم خاصة للمخ، كما تساعد المخ على زيادة النشاط والقيام بوظائفه.
  6. الجزر: يحتوي على طليعة فيتامين A فهو يزيد التركيز ويقوي الذاكرة ويحمي العين.
  7. البيض: خاصة البيض المسلوق؛ وذلك نظراً لاحتوائه على مادة الكولين التي تساهم في زيادة نشاط المخ ورفع كفاءة التركيز.
  8. زيت الزيتون: من الممكن أن نضيف زيت الزيتون إلى الأغذية، فالأغذية التي تحتوي على زيت الزيتون بكثرة تُعَدُّ من أهم الأغذية التي تساعد على التركيز وتقلل من آثار النسيان، كما يزيد زيت الزيتون مساحة الذكاء ويقوي القدرة على الحفظ والفهم والاستيعاب.

ما هي مدَّة التركيز في المراحل العمرية المختلفة؟

  1. في عمر السنتين: تكون مدة التركيز قصيرة جداً تتراوح بين دقيقتين إلى أربع دقائق.
  2. في عمر الأربع سنوات: تزداد مدة التركيز قليلاً لتصبح بين 8 دقائق إلى 12 دقيقة.
  3. في عمر الـ 6 سنوات: تصل مدة التركيز إلى 18 دقيقة.
  4. في عمر الـ 8 سنوات: تتراوح مدة التركيز بين 16 دقيقة و24 دقيقة.
  5. في عمر الـ 10 سنوات: ترتفع مدة التركيز لتصل إلى حدود الـ 30 دقيقة أو نصف ساعة وقد تتجاوزها بقليل.
  6. في عمر الـ 12 سنة: تتراوح مدة الانتباه والتركيز بين 24 دقيقة و36 دقيقة.
  7. في عمر الـ 14 سنة: ترتفع مدة التركيز لتصل إلى 42 دقيقة، ويكون الإنسان عندها قد بدأ مرحلة جديدة هي المراهقة أو الشباب فيتضاعف تركيزه وقدرته على الانتباه.
  8. في عمر الـ 16 سنة: تتراوح فترة الانتباه بين 32 دقيقة و42 دقيقة.
إقرأ أيضاً: كيف تؤمن الرعاية النفسية للناشئين؟

في الختام:

إنَّ اضطراب فرط التشتت الذهني ليس بالأمر المرعب وليس مرضاً يصعب علاجه؛ بل هو حالة اضطراب يمكن أن تصيب أي إنسان يخوض ميادين العمل والدراسة ولديه ضغوطات وأفكار كثيرة تدور في رأسه، وهنا يأتي دور الإرشاد والوعي والاستشارة وطلب النصح والإرشاد كدواء وعلاج لهذه الأنواع من الاضطرابات النفسية والعقلية.

كل شخص لديه إرادة فولاذية يستطيع بكل ثقة أن يتحدى التشتت الذهني المخيف، ويقضي عليه بممارسة الهوايات والمشاركة بالعمل الطوعي وتنظيم وقت الدراسة والعمل والنوم والساعة البيولوجية، والانخراط في الحياة الاجتماعية والتفاعل الإيجابي مع الناس وقبول الآخر ومساعدة الآخر، فإنَّ ذلك خير علاج لأي مرض نفسي يهاجم الإنسان ويأخذ منه سعادته واستقراره وأمنه.




مقالات مرتبطة