ما هي آداب الحوار؟
آداب الحوار هي مجموعة القواعد والبروتوكولات التي يجب على المتحاورين الالتزام بها، والتي من شأنها رفع سوية الحوار وجدواه، وتجعل منه فعَّالاً وإيجابيَّاً. إنَّ الالتزام بآداب الحوار بين المتحدثين يجعله هادفاً، ويمنح الطرفان المتحاوران كلاهما القدرة على طرح رأيه بوضوح، والاستماع للرأي الآخر، وفهم قصده فهماً دقيقاً دون أي لبس.
إنَّ عدم الالتزام بآداب الحوار، يحوِّل الحديث إلى "حوار الطرشان" كما يقول المصطلح الشعبي؛ والمقصود به هو اللغو أو الحديث الذي لا فائدة منه. وفيما يأتي بعض آداب الحوار التي يجب على المتحاورين الالتزام بها من أجل حوار إيجابي وهادف:
1. الانتباه لنبرة الصوت:
من الضروري الانتباه لنبرة الصوت في الحوارات المباشرة بين طرفين أو أكثر، وتجنُّب الانقياد خلف الانفعال ورفع الصوت على المستمعين، ومن جهة أخرى، فإنَّ الصوت المنخفض جداً الذي بالكاد يمكن سماعه يُعَدُّ من معرقلات الحوار الناجح، ويُسبب عدم فهم في معظم كلمات الحوار بالنسبة إلى السامعين.
لذا، يجب علينا إذا أردنا الحصول على حوار جيد يسمع أطرافه جميع ما جاء فيه، التحدُّث بنبرة جهورة مسموعة وغير مزعجة للآخرين؛ وذلك لأنَّ الصوت المرتفع - الذي قد نصل إليه في بعض مراحل الاندفاع والحماسة - من شأنه أن ينفر المستمعين من الكلام ويؤثر في جودة الحوار.
2. حسن الاستماع:
إنَّ الاستماع والإنصات الجيد هما من العوامل التي تؤثر إيجاباً في عملية الحوار، ويُشعران المتحدِّث بأهمية ما يقول. ويجب الانتباه إلى أهمية التعبير عن الإنصات إلى المتحدث عن طريق الإيماء بالرأس، والتفاعل معه بلغة الجسد، كما يجب التواصل المباشر معه بالعينين والإنصات إلى لغة جسده إضافة إلى لغة حديثه.
ولا بُدَّ أن نؤكد أهمية الاستماع الجيد الذي سيحصد المنصت نتائجه عندما يحين دوره بالحديث، ويتلقى من المستمعين الإنصات الذي قدَّمه عندما كان دورهم في الحديث. إنَّ الاستماع هو طريقة فعالة تسمح للمستمعين بفهم معلومات الحديث فهماً سلساً وموثوقاً.
3. تجنُّب المقاطعة:
تُعَدُّ مقاطعة الشخص المتحدث أكثر ما يمكن أن يسيء إلى الحوار ويضيِّع معلوماته. وهي أمر مرفوض سواء كانت نابعة عن انفعال أم حماسة، أم عن إعجاب بحديث المتكلم أم عدم اتفاق معه. وتتسبَّب المقاطعة في إضاعة سياق حديث، وتشتيت أفكاره، وقد ينسى المتحدث ما كان يريد قوله بسبب مقاطعة الآخرين له؛ لذا يجب على الأشخاص المستمعين تأجيل مداخلاتهم وأسئلتهم حتى انتهاء المتحدث من حديثه، لتجنُّب ضياع بعض المعلومات من الحديث وانقطاع سلسلتها.
4. تجنُّب تسخيف الحديث والسخرية منه:
إنَّ السخرية من حديث الشخص المتكلم والتهكم مما يقول يُعَدُّ من أساليب الاستهزاء بالحديث والتقليل من قيمة المتحدث، وهذا الأمر يدفعه إلى التوقف عن عرض أفكاره والإضراب عن الكلام. وإنَّ هذه التصرفات من شأنها أن تؤدي إلى وجود هوَّةً بين المُتحدِّث والمُنصِت، وخاصة إذا ما استُعمِلَت بين الأهل وأبنائهم المراهقين.
ومن جهة أخرى، فإنَّ التحدُّث بجديَّة في حوار مَرِحٍ بين العائلة والأصدقاء يوازي في أثره التحدث بسخرية في أثناء حوار جدي؛ لذا فإنَّ اتباع المثل: "لكل مقام مقال" هو أنجح سياسية في الحوارات.
5. التفكير قبل نطق الكلام:
لا بُدَّ من التفكير في الكلمة وأبعادها وتأثيراتها قبل التفوه بها، ومن المؤكَّد أنَّنا سمعنا كثيراً عن خلافات ومشكلات كانت أسبابها تسرُّع أحد المتحدثين في لفظ كلماته دون التفكير مليَّاً فيها. وفي حديث منقول عن "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه يؤكد أهمية التفكير في الكلام قبل نطقه يقول: "ليت لي رقبة كرقبة البعير، لأزن الكلام قبل خروجه".
6. الانتباه للغة جسد المستمعين:
إنَّ الانتباه للغة الجسد الخاصة بالمستمعين يساعد على استقراء مواقفهم وشعورهم تجاه الحديث، فإذا بدا عليهم الملل لا بُدَّ من الاختصار قدر الإمكان أو إفساح مجال لمشاركات الآخرين في الحوار أو تغيير الموضوع المطروح؛ وذلك حسب صفة المتحدِّث.
إنَّ التثاؤب، والتراجع للخلف في أثناء الجلسة، وفقدان التواصل البصري هي من دلالات عدم انسجام المستمعين مع المتحدِّث ومللهم من الحديث.
7. تحضير قائمة بالنقاط الأساسية للحوار:
إذا كان الحوار ذا صفة رسمية، تساعد هذه النقطة على تجهيز عناوين مثيرة للمستمعين، وتحضير أسئلة تفاعلية معهم؛ وهذا يُغني الحوار ويعزز المشاركات فيه.
8. الالتزام بالحدود:
إنَّ التطرق للموضوعات الخاصة غير مقبول في الحوارات، نستثني منها الحوارات بين الأطباء والمرضى وبعض الحالات الخاصة. ويُعَدُّ التطرق للأسئلة الشخصية من منفرات الحوار مع شخص ما، كما يُعَدُّ السؤال عن الآراء الدينية والسياسية أيضاً أمراً غير مستحب في الحوارات. كما أنَّه من غير المستحب سؤال الآخر عن راتبه الشهري وتفاصيل أخرى تعنيه وحده فقط.
9. التواضع في أثناء الحديث:
ما من أحد يعرف كل شيء؛ لذا لا داعي لنبرة التعجرف في أثناء الحديث مع الآخرين عن موضوع لا يعرفون عنه الكثير؛ وذلك لأنَّه ربما وبكل سهولة ليس من دائرة اهتماماتهم، ولأنَّهم وبالتأكيد يمتلكون معلومات عن موضوعات لا يملك المتعجرف أدنى فكرة عنها.
10. احترام المتحدِّث:
ويكون ذلك عن طريق التفرُّغ التام للحوار معه، دون الانشغال بالهاتف المحمول، أو التقليب في محطات التلفاز، أو تغيير الحديث فجأة.
تعريف الحوار:
الحوار هو نقاش مباشر يدور بين طرفين على الأقل، يتبادل فيه المتحدثون الآراء ووجهات النظر عن موضوع معين أو موضوعات مختلفة. ويستعمل الحوار اللغة بوصفها أداة تفاهُم بين المتحدثين، وتضيف لغة الجسد لمساتها وتوكيداتها، فتشرح ما لا يمكن للحروف شرحه.
فإذا كان الحوار عن موضوع بنَّاء وهادف يكون إيجابياً. ويشترط لوصف الحوار بالجيد الخروج منه بأفكار جديدة أو معلومات جدية، أو إحداث تغيير ولو صغير في معتقدات الأفراد، أما إذا خرج الإنسان من الحوار كما خرج منه، فإنَّ هذا الحوار يدخل تحت تصنيف اللغو وإضاعة الوقت.
ولا بُدَّ من دخول الفرد إلى الحوار بعقل منفتح، وقدرة على تقبُّل الرأي الآخر على اختلافه؛ وذلك لأنَّه إذا أصرَّ الطرفان المتحاوران كلاهما على رأييهما، يتحول الحوار إلى جدال.
ولا نشترط هنا للحوارات أن تكون علمية بحتة، ولا نقصد بالفائدة المعلومات فقط؛ بل إنَّ أي تأثير إيجابي في الفرد بسبب الحوار يجعل هذا الحوار إيجابياً، فالفضفضة فائدة من فوائد الحوار، والضحك وقضاء وقت ممتع، ومشاركة الأفكار مع الآخرين هي أيضاً فوائد للحوار بسبب آثارها الإيجابية في الصحة النفسية للإنسان.
أهمية وفوائد الحوار:
تتجلى أهمية الحوار في كونه الطريقة الأفضل في التواصل وحلِّ النزاعات، والوصول إلى حل يناسب جميع الأطراف. وإنَّ لغة الحوار هي اللغة التي يستعملها الناس في تعارفهم إلى بعضهم بعضاً، وإقناع طرف بوجهة نظره للطرف الآخر، والتواصل بين المعلمين والطلبة، وبين الأهل والأبناء، وهو أداة الإصلاح والدعوة في المجتمع.
هو لغة التربية وأداة التعليم. وإنَّ الدعوة إلى الحوار يُرمَز لها في البروتوكولات الدولية بالدعوة إلى الطاولة المستديرة، التي يجلس جميع الأطراف حولها بأبعاد متساوية عن مركزها ترمز إلى المساواة وعدم الانحياز.
ما هي آداب الحوار في الإسلام؟
إنَّ الدين الإسلامي هو دين الحوار والنقاش، وإنَّ الطريقة التي أدى بها نبي الإسلام محمد عليه أفضل الصلاة والسلام رسالته ما هي إلا عبرة للاحقين عن كيفية الحوار مع الناس. وكان صلى الله عليه وسلم يحاور الكبير والصغير، الجاهل والعارف، بغرض إقناعه بكل حب ولطف ولين.
واتسم حواره بالسهولة ليوصل المراد إلى أذهان الناس، والتواضع ليكون محبباً لهم فيتقبلوا كلامه. قال تعالى: (وَلَوْ كُنْتَ فَظَّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ). [سورة: آل عمران الآية: 159].
كما اتَّبع النبي الكريم أسلوب الحجج المنطقية والعقلية، التي تثبت صدق دعوته وحقيقة قوله. ويمكن تلخيص آداب الحوار التي نص عليها دين الإسلام بما يأتي:
- إخلاص النية لله عز وجل وطلب العون منه في حوار الغرض منه هو الحق.
- الاتصاف بالأخلاق الحميدة من تواضع وإنصات للآخرين ورحمة ورفق ولين.
- الالتزام بآداب الإنصات والإصغاء إلى المتحدث.
- الاستناد إلى المنهج العلمي، واتباع طريق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحقيقة.
- عدم التمسك بالخطأ، والاعتراف بالصواب ولو صدر عن طرف آخر.
- عدم التعصب والابتعاد عن التشبث الأعمى بالرأي، والدخول إلى الحوار بعقلية منفتحة.
أحاديث للنبي الكريم عن آداب الحوار:
كثيرة هي الأحاديث النبوية الشريفة التي تحثُّ الناس على الالتزام بآداب الحوار، وهذه بعض منها:
- روي عند الترمذي وغيره أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ في الْجَنَّةِ غُرَفاً تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا» فَقَامَ أعرابي فَقَالَ: لِمَنْ هي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لِمَنْ أَطَابَ الْكَلاَمَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَدَامَ الصِّيَامَ وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ».
- وفي حديث آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ العبدَ ليتكلم بالكلمةِ، ما يتبيَّنُ فيها، يَزِلُّ بها إلى النارِ أبعدَ ما بينَ المشرقِ والمغربِ".
- وقد روى الترمذي عن جابر أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِساً يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقاً، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِساً يَوْمَ القِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيْهِقُونَ".
- وقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ يَبْغَضُ البَلِيغَ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي يَتَخَلَّلُ بِلِسَانِهِ كَمَا تَتَخَلَّلُ البَقَرَةُ".
- وقد روى البخاريُّ عن علي رضي الله عنه قال: "حَدِّثُوا النَّاسَ، بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ".
- وروى أبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كَانَ كَلَامُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَلَاماً فَصْلاً يَفْهَمُهُ كُلُّ مَنْ سَمِعَهُ".
- وروى عن جابر قال: "كَانَ فِي كَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرْتِيلٌ، أَوْ تَرْسِيلٌ".
- قال صلى الله عليه وسلم: "إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ بِالْحَدِيثِ ثُمَّ الْتَفَتَ فَهِيَ أَمَانَةٌ".
- وقال صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً، فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ".
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَستقيمُ إيمانُ عبدٍ حتى يستقيمَ قلبُه، ولا يَستقيمُ قلبُه حتى يستقيمَ لسانُه".
- وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "إذا أصبح ابن آدم فإنَّ الأعضاءَ كلَّها تُكَفِّرُ اللِّسَانَ؛ تقول: اتق الله فينا، فإنَّما نحن بك؛ فإنَّ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا؛ وإنَّ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا".
شاهد بالفديو: 20 نصيحة لإتقان فن الحديث والحوار مع الآخرين
آداب الحوار مع الزوج:
إنَّ الحوار بين الزوجين هو نقاش يجب أن تسوده المودة والرحمة التي تسود العلاقة بينهما، ويتم ذلك عن طريق اتباع هذه الخطوات:
- اختيار الوقت المناسب للحوار، ويُفضَّل أن يكون فيه الطرفان مرتاحَين، وأن يكونا منفردَين بعيدَين عن الأطفال لتجنُّب تشتت الحديث أو احتدام النقاش أمامهم.
- تجنُّب استفزاز الزوج تجنُّباً لتحول الحوار إلى شجار.
- في حال كان الزوج منفعلاً أو غاضباً يجب على الزوجة الإنصات إليه ريثما يهدأ وامتصاص غضبه بحكمة، قبل البدء بموضوع الحوار.
- الإنصات إلى الزوج حتى ينهي حديثه وتجنُّب مقاطعته.
- عدم السخرية والاستهزاء بكلام الزوج أو أفكاره.
- الاعتذار عند الخطأ والتراجع عنه، وعدم التشبُّث بالرأي.
- التسامح مع الهفوات وزلات اللسان التي قد تصدر عن المُتحدِّث وفهم الأمور بنية حسنة.
آداب الحوار بين شخصين:
تُستعمَل آداب الحوار بين شخصين لتساعد كلاً منهما على التعبير عن نفسه وأفكاره، وتضمن له القبول عند الطرف الآخر، والفهم الصحيح والبعيد عن اللبس، ومن هذه الآداب:
- الإنصات إلى الطرف المتكلم والنظر في عينيه مباشرة.
- عدم مقاطعة المتكلم، أو الانشغال عن حديثه بأمور جانبية.
- عدم السخرية أو الاستهزاء بأفكار المتحدث وكلامه.
- الإنصات للمتكلم حتى نهاية حديثه وعدم إطلاق الاتهامات والأحكام قبل ذلك.
- التحدث بصوت مسموع واستعمال لغة مفهومة ومصطلحات يدركها الشخص المستمِع.
- عدم الاستئثار بالحديث وإفساح المجال للآخر بمشاركة آرائه وأفكاره.
- تجنُّب رفع الصوت واستعمال الكلمات النابية خلال الحوار.
- عدم مناداة المخاطب بألقاب لا يحبها.
- تدعيم الحوار العلمي بالأدلة والبراهين.
آداب الحوار مع الوالدين:
إنَّ آداب الحوار مع الوالدين تتمثل في اتباع القواعد الآتية:
- الإنصات لحديثهما وعدم مقاطعته.
- عدم الجدال معهما.
- عدم التأفف من كلامهما.
- النظر إليهما في أثناء حديثهما بتواضع وطاعة.
- عدم رفع الصوت عليهما.
- عدم الاستهزاء بأفكارهما ونعتها بالتخلف والقِدَم.
- عدم الجلوس في أثناء حديثهما وهما واقفان.
- الجلوس بأدب في مجلسهما.
- اختيار الألفاظ الحسنة في الحوار معهما.
آداب الحديث مع الأطفال:
إنَّ آداب الحديث مع الأطفال هي ذاتها آداب الحديث مع الكبار؛ وذلك لأنَّ الأطفال - مع حداثة سنِّهم - كائنات مستقلة وشخصيات كاملة المشاعر لكنَّها ناقصة التجارب.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ الأطفال يتعلمون آداب الحديث بالقدوة من ذويهم ومعلميهم، فإنَّ حديث الولي أو المعلم معهم بصوت هادئ أبلغ ألف مرة من تلقينهم عبارة "تحدثوا بصوت منخفض". وهنالك بعض الخطوات الواجب اتباعها ليكون الحوار مع الأطفال فعَّالاً هي:
- الانحناء حتى يصبح مستوى نظر المتحدث بمستوى نظر الطفل نفسه، فيخلق بينهما تواصلاً بصرياً.
- التحدث بصوت هادئ منخفض.
- استعمال كلمات سهلة ومختصرة؛ وذلك لأنَّ الأطفال سريعو التشتت.
- التحدث بإيجابية، دون المساس بشخصية الطفل. مثال نقول: نرمي الأوراق في سلة المهملات، ولا نقول: لا ترمِ الأوراق على الأرض، أو ما هذه الأرض المليئة بالأوراق.
- عدم تلقيب الطفل بألقاب لا يحبها أو تضعف ثقته بنفسه.
- تجنُّب توجيه الطفل وتأنيبه أمام الآخرين.
- الإنصات لحديث الطفل، وعدم تسخيفه أو تجاهله.
وإنَّ الطفل سيطبِّق جميع هذه الخطوات في حديثه مع الآخرين؛ وذلك لأنَّه تربَّى على هذه الأساليب في الحوار.
إنَّ آداب الحوار هي مجموعة من الأساسيات التي تضمن سير النقاش بودية وإيجابية، وتحرص على إيصال الأفكار والأهداف عبر كلمات سهلة، دون انفعالات من شأنها أن تغيِّر مجرى الحديث وتحيده عن هدفه؛ لذا فإنَّ اتباع هذه الآداب سيساعد الناس على التواصل والتفاعل والتعبير بطريقة أفضل، تضمن لهم ولأحاديثهم الفائدة والمتعة.
أضف تعليقاً