أفضل عادات الناس السعداء
واجهنا جميعاً صعوبات في إيجاد ما يسعدنا طوال فترة جائحة "كوفيد-19" (COVID-19)، وهو أمرٌ طبيعي فقد عانينا من الفقدان وكثرة الأخبار السيئة وندرة التواصل الاجتماعي خوفاً من انتقال الفيروس.
تقول الدكتورة "لورا بارك" (Dr. Lora Park) البروفيسورة المساعدة في قسم علم النفس في جامعة "بوفالو" (Buffalo) التابعة لـ "جامعة ولاية نيويورك" (SUNY): "البشر كائنات اجتماعية، ويُعَدُّ شعورها بالانتماء وحاجتها إلى التواصل مع الآخرين من الحاجات النفسية الأساسية؛ إذ كل ما نفعله لتقوية علاقاتنا الاجتماعية يمكنه تعزيز سعادتنا".
يمكننا فعل الكثير لنبادر إلى بحثنا عن السعادة؛ إذ تقول الأستاذة "بارك" (Park): "كتبت الأستاذة "سونجا ليوبوميرسكي" (Sonja Lyubomirsky) المتخصصة في علم النفس أنَّ الفروقات الفردية المتعلقة بالسعادة محكومة بنسبة 50% بالعوامل الوراثية، وبنسبة 10% بالظروف الحياتية، وأنَّ نسبة 40% المتبقية متعلقة بسلوكنا وآلية تفكيرنا".
تشكل آلية تفكيرنا بالأحداث التي نعيشها في حياتنا اليومية، وقراراتنا التي نضعها على أساسٍ يومي نسبة 40% من سعادتنا؛ لذا فنحن قادرون على التحكم بأنفسنا أكثر مما نعتقد، ويمكننا تعزيز سعادتنا بشكل موثوق عبر إجراء بعض التغييرات الصغيرة كل يوم".
عادات أسعد الناس في العالم:
1. يتدربون على الامتنان:
تقول "ديانا كوزومانو" (Diana Cusumano) الاستشارية المُعتمَدة في مجال الصحة النفسية: "فكر أو اكتب كل يوم شيئاً تشعر بالامتنان لوجوده في حياتك؛ إذ ليس من الضروري أن يكون أمراً عظيماً، اختر ما يُشعِرك بالسعادة في أيامك الصعبة، ومارسه بانتظام لتنمِّي شعور البهجة لديك، ومواظبتك على أدائه لمدة شهر ستساعدك على تغيير منظورك للحياة اليومية".
2. يعبرون عن التقدير:
تقول الأستاذة "بارك": "قدِّم أمام الناس الشكر لشخص لم تفكر في شكره من قبل".
3. يمضون أوقاتهم في أحضان الطبيعة:
تُعَدُّ "فنلندا" (Finland) البلد الأسعد في العالم بناءً على العديد من الدراسات والاستطلاعات البحثية، وتكشف الدراسات الحديثة التي أجرتها "جامعة هلسنكي" (University of Helsinki) عن سبب جوهري لشعور الشباب الفنلندي بالرضى الشديد، فهم يقضون أوقاتاً خاصة للاستمتاع بالأماكن الطبيعية الرائعة. ومن المثير للاهتمام أنَّ إحدى أكثر النشاطات التي تجلب أكبر قدر من السعادة هي قطف ثمار التوت والفطر، إضافة إلى أنَّ ممارستك للنشاطات الخارجية التي تحبها تعمل على تحسين مزاجك.
4. يقضون أوقاتاً ممتعة مع أسرهم وأصدقائهم:
تقول الأستاذة "بارك": "سواءً كنت تُجري اجتماعاً على منصة "زووم" (Zoom) الافتراضية أم ترسل رسالة نصية أو إلكترونية أم تُجري اتصالاً مع أحدهم، فأنت تحافظ على تواصلك الاجتماعي مع الآخرين، وتُعزِّز شعور الناس بالسعادة عبر تذكيرهم بأهميتهم عندك".
5. يحافظون على التوازن بين عملهم وحياتهم:
لا يعمل الموظفون ساعات إضافية في "الدنمارك" (Denmark) التي تُعَدُّ دولة أخرى مليئة بالأشخاص السعيدين، ووفقاً للبيانات المأخوذة من العاصمة "كوبنهاغن" (Copenhagen)؛ يعمل الدنماركيون عموماً ما يقارب 37 ساعة في الأسبوع على مدار 5 أيام؛ لذا فإنَّ إيجاد طرائق لتقليل الأعمال على جدولك، من خلال العمل من المنزل أو مشاركة العمل أو التبديل إلى مهنة أكثر مرونة من عملك الحالي، يمكن أن يعود عليك بمردود أكبر من راتبك الحالي؛ إذ يمنحك راحة البال.
6. يمارسون التعاطف الذاتي:
تقول "كوزومانو" (Cusumano): "يَخلقُ لطف الإنسان مع نفسه مزيداً من التعاطف"؛ هذا يعني حاجتك إلى تخصيص وقتٍ للتحدث مع نفسك، واستعمال لغة لطيفة للتواصل، ومعرفة الأشياء التي تساعدك على الشعور بالراحة والهدوء".
7. يعلقون زينة الأعياد باكراً:
وجدت دراسة حديثة أجرتها "جامعة يوتاه" (Utah University) و"جامعة تيمبل" (Temple University) أنَّ تزيين منزلك في المناسبات يساعدك على إنشاء الروابط مع جيرانك؛ وذلك لأنَّهم سيرونك شخصاً اجتماعياً وأكثر مرحاً.
شاهد أيضاً: 7 نصائح لتكون ذكيّاً في التعامل مع الناس
8. يكتبون عن أفراحهم:
تقترح الأستاذة "بارك" أنَّ تسجيل الذكريات التي تبعث على التفاؤل وكتابة الأمور التي تُشعرك بالرضى، سواءً كانت أغنية جديدة سمعتها للتو أم أزهاراً اعتنيت بها بنفسك أم حتى كعكة استمتعت بتناولها عند الظهيرة؛ إذ ستعيد إليك الذكرى التي أسعدتك ذلك اليوم شعور السعادة من جديد.
9. لا يجرون المقارنات:
تقول الأستاذة "بارك": "لا تقارن نفسك اجتماعياً مع الآخرين"، ولا تبالغ في التفكير في الأمور واجترارها؛ بل احصر تركيزك في الأشياء الإيجابية التي تعيشها في حياتك.
10. يخرجون في نزهات طويلة سيراً على الأقدام:
تتميز دولة "سويسرا" (Switzerland) بمواطنيها السعداء، وغناها بالأماكن المناسبة لنزهات السير الطويلة؛ اتبع خطى شريحة واسعة من المواطنين السويسريين لتعزيز صحتك النفسية والجسدية عبر الانطلاق سيراً على الأقدام إلى الغابات الرائعة، وستشعر بصفاءِ ذهنك وارتفاع مزاجك، وسيتحسَّن جسدك بكل تأكيد.
11. يفتحون الأبواب للآخرين:
تؤكد الأستاذة "بارك" على أهمية التدرب على التصرفات اللطيفة، جرِّب شراء كوب من القهوة للزبون الذي يقف خلفك على الطابور، أو اسأل كبار السن من جيرانك عمَّ يلزمهم من متجر البقالة؛ إذ إنَّ قيامك بالأعمال الخيِّرة سيشعرك بروعة نفسك.
12. يفاجئون أصدقاءهم بالهدايا دون مناسبة:
تقول الأستاذة "بارك": "إنَّ إنفاق أموالنا على الآخرين وليس على أنفسنا يزيد من سعادتنا؛ إذ إنَّ جزءاً من السبب هو أنَّ مشاركتنا في نشاط معيَّن تعزز من تواصلنا الاجتماعي مع الآخرين"، إضافة إلى أنَّ رؤية علامات الفرح على وجوه الآخرين تمنحك سعادة لا مثيل لها.
13. يراجعون إنجازاتهم:
تقترح الأستاذة "بارك" أنَّك تحتاج إلى استعادة اللحظات الإيجابية في تجاربك السابقة والشعور بها مجدداً، فيمنحك تذكير نفسك بلحظات النجاح حافزاً هائلاً وأسلوباً سريعاً لتحسين المزاج.
14. يسعون إلى تحقيق إنجازات جديدة:
تقول الأستاذة "بارك": "التزم بأهدافك وكرِّس وقتاً وجهداً يومياً لإحراز التقدم في واحد أو اثنين أو ثلاثة من تلك الأهداف"، ولا بأس من إعادة تقييمها من حينٍ إلى آخر، وفي إمكانك استبدالها بالسعي إلى نجاحاتٍ جديدة إن لم تَعُد أهدافك السابقة تخدم مصلحتك.
15. يرحبون بالآخرين:
يرى الباحثون أنَّ التحدث إلى الغرباء في أثناء تنقلاتك اليومية في القطارات على سبيل المثال، يزيد سعادتك حتى لو لم تكن مقتنعاً بذلك حسب رأي الأستاذة "بارك"، ويمكن لمجاملة عابرة قدمتَها لشخص أحببت ملابسه أن تجعل كلاً منكما سعيداً على حدٍ سواء.
16. لا يضمرون الضغائن:
"تعلَّم أن تسامح"؛ وهذا ما تؤكد عليه الأستاذة "بارك"، فالغفران يزيل الهموم ويريح النفس ويمنحك الرضى أكثر بكثير من التعلق بالأحزان.
17. يزورون أطبَّاءهم:
تؤكد الأستاذة "بارك" على ضرورة اعتنائك بصحتك الجسدية والنفسية معاً؛ لذا واظب على حضور مواعيد الفحوصات الجسدية أو الصحية أو الجلسات العلاجية؛ إذ إنَّ الحفاظ على صحة جسمك وعقلك أمر ضروري للشعور بالرضى.
18. يرسلون رسائل تشجيعية:
خذ دقيقة إضافية خلال اليوم وتواصل مع الشريك، وامنحه الشجاعة والدعم دون سبب لذلك؛ إذ تقول الأستاذة "كوزومانو" (Cusumano): "تخلق هذه التواصلات في حياتك نوعاً من مشاعر الالتزام والأمان والاستقرار والتفاهم".
19. يبتسمون:
وجد الباحثون في "جامعة كارديف" (Cardiff University) في ولاية "ويلز" (Wales) أنَّ الأشخاص الذين حقنوا مادة البوتوكس ولم يتمكنوا من العبوس، يشعرون بسعادة أكبر من الناحية الفيزيولوجية، ويُعتَقد أنَّ قمع المشاعر السلبية مع رسم ابتسامة على وجهك يعمل على رفع مزاجك.
20. يرسلون رسائل حب:
قد تكون موجهة إلى شخص هام في حياتك أو إلى والديك أو قريبك أو صديقك أو إلى مَن تود التعبير له عن إخلاصك، وتقول الأستاذة "كوزمانو" (Cusumano): "يمكن أن تعزِّز رسالة أرسلتها عبر البريد الإلكتروني إلى شخص تحبه التواصلَ، وتُذكِّرك بأنَّك لست وحيداً وبأنَّك تملك دعمهم أيضاً".
21. يقرؤون:
تستمر "أيسلندا" بالحصول على اعتراف كواحدة من أكثر البلدان سعادة على وجه الأرض حسب تقرير السعادة السنوي للأمم المتحدة (UN)، ويُعَدُّ حب الأيسلنديين للمطالعة أحد أهم الأسباب وفقاً للبيانات المحلية، كما تجد منظمة "اليونيسكو" (UNISCO) العاصمة "ريكيافيك" (Reykjavik) مدينة الأدب. اتبع هذا المثال وأَعِد مطالعة روايتك المفضلة أو ابحث عن كتب جديدة تثير فضولك.
22. يعيشون اللحظة:
لا حاجة إلى الانتظار طويلاً حتى تتمكن من الذهاب في رحلة أو حضور حفل زفاف صديقك المفضل، ومن الهام أن تبحث عن بعض المتع الصغيرة كل يوم وفقاً لبيانات كلية الطب في "جامعة هارفارد" (Harvard University).
جرِّب الاستمتاع عند احتساء قهوتك الصباحية أو عند ملاعبة كلبك الأليف أو عند مشاهدة فيلم مشوق.
23. يمارسون التأمل:
وجد باحثون إسبان مؤخراً أنَّ اليقظة الذهنية مرتبطة بكل من الإحساس بهدفك في الحياة ومشاركتك في النشاطات، وهي متعلقة أيضاً بالنتائج الإيجابية؛ إذ إنَّ وجود هدف في الحياة يرتبط بمستويات أعلى من التنشيط السلوكي.
24. يسألون أنفسهم عن رغباتهم الحقيقية:
يمكن أن يقضي هذا السؤال السهل على شكوكك ويزيل سوء الفهم الذي يمنعك باستمرار من السعي إلى الحصول على ما يسعدك، فلا تُضِع وقتك في الأمور التي لا تجلب لك السعادة الحقيقية، وركز طاقتك في الحصول على ما تريده حقاً.
25. يتعاملون بمرونة:
أظهرَ بحث جديد لـ "جامعة خنت" (Ghent University) في "بلجيكا" (Belgium) أنَّه من الهام بناء إمكانات إيجابية في ذهنك حتى لو كنت تواجه موقفاً سلبياً، فهي تساعدك على تحسين حالتك المزاجية، وتتيح لك التفكير بحرية أكبر للتعامل مع أي غموض أو ارتباك تواجهه.
26. يتناولون الخضروات:
أظهرت دراسة ألمانية أنَّ الأشخاص الذين يتناولون الخضروات يحظون بسعادة أكبر.
27. يحصرون خياراتهم:
وفقاً لبيانات كلية الطب "بجامعة هارفارد" (Harvard University)، كلَّما كان اتخاذ القرارات الواجبة عليك أقل، قلَّ توترك. سهِّل خياراتك من خلال تحديد الأمور الهامة حقاً، وتجاهل الأمور غير الضرورية على الأمد الطويل.
28. يرون الصورة الكبيرة للأمور:
ذكِّر نفسك عندما تشعر بالإحباط أنَّ الأوقات العصيبة ستمضي، وبأنَّه من المسموح لك أن تشعر بالسعادة وتستمتع بلحظات الفرح حسب رأي الأستاذة "كوزومانو" (Cusumano).
أنت أكبر من مشكلاتك؛ لذا تنعَّم بقوَّتك وتذكَّر أنَّك قادر على إيجاد السعادة في الحياة أينما كانت.