Annajah Logo Annajah Logo
الدخول التسجيل

تصفح مجالات النجاح

  • مهارات النجاح

  • المال والأعمال

  • الصحة النفسية

  • الإسلام

  • اسلوب حياة

  • التغذية

  • التطور المهني

  • طب وصحة

  • تكنولوجيا

  • الأسرة والمجتمع

  • أسرار المال

  1. الأسرة والمجتمع
  2. >
  3. علاقات

التسامح: تعريفه، وأنواعه، وأهميته في بناء القيم الإنسانية

التسامح: تعريفه، وأنواعه، وأهميته في بناء القيم الإنسانية
مهارات التواصل المسامحة
المؤلف
Author Photo نادين عثمان
آخر تحديث: 26/10/2025
clock icon 6 دقيقة علاقات
clock icon حفظ المقال

رابط المقال

نسخ إلى الحافظة

قال "جورج واشنطن": "قرّر أن تكون رقيقاً مع الصغار، رحيما مع الكبار، متعاطفاً مع المكافحين، ومتسامحاً مع الضعفاء والمخطئين، لأنك في مرحلة ما من حياتك ستكون كل هؤلاء".

المؤلف
Author Photo نادين عثمان
آخر تحديث: 26/10/2025
clock icon 6 دقيقة علاقات
clock icon حفظ المقال

رابط المقال

نسخ إلى الحافظة

فهرس +

تختصر هذه العبارة جوهر قيمة التسامح التي تمثل أحد أعمدة الأخلاق الإنسانية. فالتسامح ليس ضعفاً أو تنازلاً عن الحق، بل هو قوة داخلية وقوة تدفعنا إلى الفهم قبل الحكم، وإلى الرحمة قبل الإدانة. ففي حياتنا التي تمتلئ بالاختلافات، يصبح التسامح مهارةً ضروريةً لبناء جسور التواصل والسلام بين الناس، وتغذية روح التفاهم في المجتمع.

يقدم هذا المقال مفهوم التسامح من ناحية معناه الحقيقي، وأنواعه المختلفة، وأهميته في تنمية القيم الإنسانية التي تجعل من الإنسان أكثر نضجاً في تعامله مع ذاته والآخرين. فعلينا أن نتعلم كيف نتسامح بعضنا مع بعض، ونتقبّل أنّ هناك من سيقول أشياءً لا نحبها. فإما أن نتعلم المحبة والتسامح، أو أن نهلك معاً.

تعريف التسامح

يُعرَّف التسامح بأنّه موقف سلوكي وأخلاقي واجتماعي يقوم على احترام وقبول وتقدير التنوع في الثقافات والآراء والمعتقدات وطرائق التعبير الإنسانية، حتى عندما تختلف هذه المعتقدات أو الممارسات عما نؤمن به أو نفضّله. وهو لا يعني التساهل المطلق أو اللامبالاة، بل يعكس قدرة الإنسان على التعايش مع الاختلاف مع الحفاظ على الحقوق الأساسية واحترام كرامة الآخرين.

ووفقاً لتعريف منظمة اليونسكو والأمم المتحدة، فإنّ التسامح يقوم على الاحترام والقبول والتقدير للتنوع بوصفه سمةً أساسيةً للطبيعة البشرية، وهو ليس تنازلاً عن العدالة أو استسلاماً للظلم، بل تأكيد لحق كل إنسان في الاختلاف ضمن إطار من المساواة والإنصاف. ومن منظور علم النفس الاجتماعي، يُعد التسامح قدرة داخلية على ضبط الانفعالات والأحكام المسبقة تجاه الآخرين، والنظر إليهم كأفراد متساوين في القيمة والكرامة، رغم ما قد يميزهم من اختلافات فكرية أو ثقافية.

مفهوم التسامح

يشير مفهوم التسامح إلى الاستعداد لقبول الآخرين واحترام معتقداتهم وسلوكاتهم حتى لو اختلفت معنا أو لم نؤيدها، ويشمل التسامح الديني والثقافي والاجتماعي. كما يعني القدرة على التحمل والتعايش مع المواقف الصعبة أو المزعجة دون الانفعال أو التحيّز.

في العلوم الطبيعية والهندسة، يُشير التسامح إلى قدرة الكائنات الحية على التحمل أمام المواد الضارة أو السماح بتفاوت مقبول في القياسات دون التأثير في الجودة. باختصار، التسامح هو توازن بين احترام الاختلاف والتحكم بالانفعالات لضمان التعايش السلمي والاحترام المتبادل.

شاهد بالفيديو: أهمية التسامح للفرد والمجتمع

أهمية التسامح

تأتي أهمية التسامح من أنّه قيمة إنسانية أساسية لتحقيق التعايش السلمي بين الأفراد والجماعات، ويساهم في بناء مجتمعات متماسكة ومتقدمة. ويُعد التسامح ضرورةً لتحقيق السلام الاجتماعي؛ إذ يُسهم في تقليل التوترات والنزاعات الناتجة عن الاختلافات الدينية والثقافية والعرقية، ويُعزز من قبول الآخر واحترامه، ويؤدي إلى تقوية الروابط بين أفراد المجتمع.

من الناحية الفردية، يُسهم التسامح في تعزيز الصحة النفسية والتوازن الداخلي؛ إذ يُقلل من مشاعر الغضب والضغوط النفسية، ويعزز من قدرة الفرد على التعامل مع التحديات اليومية بروح إيجابية. كما يُعد التسامح من الصفات المحمودة التي حث عليها الإسلام؛ إذ يُعد وسيلة لتحقيق رضا الله، ويُسهم في تحسين العلاقات بين الناس.

على المستوى المجتمعي، يُعد التسامح ركيزةً أساسيةً لتحقيق التنمية المستدامة؛ إذ يُسهم في خلق بيئة من التعاون والاحترام المتبادل، مما يعزز من فرص الابتكار والإبداع، ويُسهم في تقدم المجتمع على مختلف الأصعدة.

قيمة التسامح

تتمثل قيمة التسامح في كونه أساساً للتربية على المواطنة والديمقراطية، وأداة لبناء التفاهم والاحترام المتبادل بين الأفراد المختلفين ثقافياً واجتماعياً. فهو لا يقتصر على مجرد قبول الآخرين، بل يتجسد في الاعتراف الواعي بالتنوع واحترامه، وتنمية القدرة على التعايش السلمي والمشاركة الإيجابية في المجتمع المتعدد الثقافات.

بمعنى آخر، قيمة التسامح هي قيمة إنسانية وتربوية تُعزز روح الانفتاح، وتُسهم في تكوين مواطن قادر على تقبّل الاختلاف وحماية مبادئ العدل والمساواة في بيئة يسودها الاحترام المتبادل.

أنواع التسامح

التسامح قيمة إنسانية تتجلى في صور متعددة تعبّر عن وعي الإنسان بضرورة التعايش السلمي واحترام الاختلاف. وتتنوع أنواع التسامح تبعاَ للمجالات التي يمارس فيها، فلكل مجتمع أو ثقافة أو دين صيغته الخاصة في فهم التسامح وتطبيقه. كما توضّح هذه الأنواع مدى اتساع مفهوم التسامح ليشمل العلاقات الشخصية، والممارسات الاجتماعية، والمواقف السياسية والدينية والثقافية، مما يجعل منه ركيزة أساسية لتحقيق التفاهم الإنساني وبناء مجتمعات قائمة على العدالة والاحترام المتبادل:

1. التسامح القانوني/السياسي

يعني قبولَ حريةَ المعتقد والتعبير كحقٍّ مدنيٍّ مؤسَّسيٍّ، مع وضع حدودٍ قانونية تحمي النظام العام وحقوق الآخرين (مثال: حظر خطاب التحريض على العنف أو الكراهية). يربط هذا النمط بين التسامح وسيادة القانون ويطرح سؤالاً عملياً عن أية حدودٍ يجب أن تُفرض للحفاظ على مجتمعٍ تعدديٍّ آمن.

2. التسامح الاجتماعي/الثقافي

يقصد به تقبّلُ الاختلافاتِ الثقافيةِ والعاداتِ والقِيَم بين مجموعات داخل المجتمع نفسه، ويظهر في السلوك اليومي: احترام العادات الأخرى، السماح بممارسات ثقافية مختلفة ما لم تُخلّ بالحقوق الأساسية. يُعد هذا النوع من أنواع التسامح محطة بناءِ التعايشِ بين جماعاتٍ متعددةِ الخلفيات.

3. التسامح الديني

وهو احترام حرية الآخرين في اعتناق دياناتهم وممارسة شعائرهم دون ازدراء أو تمييز. فمثلاً، عندما تعيش عائلات مسلمة ومسيحية ويهودية في حيّ واحد وتحتفل كل منها بمناسباتها الدينية بحرية واحترام متبادل فهي تعمل على حماية حرية المعتقد وبناء السلام المجتمعي.

4. التسامح بين المجموعات

تفرّق الأبحاث الحديثة بين تسامح نشِط (Active tolerance)؛ يُظهر فيه الفرد دعماً أو حماية لممارسات مجموعةٍ أخرى، وتسامح سلبي (Forbearance)؛ يَكبحُ الفردُ فيه رغبتهُ في التدخّل أو الإدانة لكنّه لا يؤيّد الممارسة.

5. التسامح النفسي/السلوكي (شخصي)

يتعلق بقدرة الفرد على ضبط الانفعالات وعدم إطلاق الأحكام المسبقة وقدرته على التسامح والغفران، والتحمّل النفسي تجاه ما يزعجه، وممارسة الاحترام لحقوق الآخرين واستقلالهم. ويُعد هذا النوع من أنواع التسامح هامّاً في التربية الأخلاقية وبناء النضج العاطفي.

6. التسامح الفكري

وهو قبول الأفكار المختلفة، حتى وإن كانت تتحدى قناعاتنا أو تقاليدنا الفكرية. من شأن هذا النوع تعزيز التفكير النقدي والابتكار والتنوع المعرفي.

7. التسامح الإنساني العالمي

هو قبول التنوع بين الشعوب في القيم والسلوكات، واحترام الطبيعة والموارد التي نتشاركها جميعاً كبشر. مثلاً، التعاون بين دول مختلفة ثقافياً لحماية المناخ أو معالجة قضايا الفقر والهجرة، وهو من أنواع التسامح الذي يقوم على أساس الإحساس بالمسؤولية المشتركة والإنسانية العالمية.

التسامح

البعد الفلسفي للتسامح: بين التسامح الإيجابي والتسامح السلبي ومفارقة التسامح

يُفرّق الفلاسفة بين نوعين من التسامح: التسامح الإيجابي هو الموقف الواعي الذي يقوم على القبول الحقيقي والاحترام الفعّال للآخر المختلف، حتى وإن كنّا لا نتفقّ معه في الرأي أو المعتقد. مثلاً، عندما يدافع شخص عن حق جماعة مخالفة له في التعبير عن آرائها، رغم أنّه لا يشاركها وجهة النظر. يعكس هذا الموقف إيماناً بحرية الإنسان وكرامته.

أما التسامح السلبي هو حالة من اللامبالاة أو التجاهل تجاه الاختلاف، دون سعيٍ لفهمه أو احترامه. مثلاً، يقول شخص: "ليعيشوا كما يشاؤون"، دون أن يهتم فعلاً بحقوق الآخرين أو يحترم وجودهم المختلف. قد يبدو هذا النوع من التسامح مقبولاً ظاهرياً، لكنّه لا يبني مجتمعاً متماسكاً.

إلى جانب ذلك، هناك ما يُعرف بـ "مفارقة التسامح"، التي قدّمها الفيلسوف "كارل بوبر" (Karl Popper)، وتقول: إنّ "التسامح اللامحدود، قد يؤدي إلى زوال التسامح نفسه". بمعنى آخر، إذا سمح المجتمع بحرية مطلقة حتى للمتعصبين الذين ينشرون الكراهية، فقد يستخدم هؤلاء الحرية لتدمير قيم التسامح وحقوق الآخرين. فمثلاً جماعات متطرفة تستغل حرية التعبير لنشر العنف أو التمييز.

إذاً، التسامح ليس مطلقاً؛ إذ تؤكد الدراسات التجريبية والأخلاقية ميل الناس إلى وضع حدود للتسامح عندما يُهدَّد العنف أو تُسقِط الأيديولوجيات المتعصبة حقوق الآخرين؛ لذلك، لا بدّ من سياسات تربوية وقانونية توضّح متى يُدافع المجتمع عن نفسه ضد الانتهاكات.

الفرق بين التسامح والتساهل

يختلط أحياناً على كثيرين فهم الفرق بين التسامح والتساهل، مع أنّ لكل منهما دلالته الخاصة وأثره المختلف في الفرد والمجتمع. فالتسامح قيمة أخلاقية واجتماعية تقوم على قبول واحترام الآخرين المختلفين عنك مع الحفاظ على الحقوق والقيم الأساسية، بينما يشير التساهل إلى التغاضي أو المرونة المفرطة أحياناً على حساب المبادئ أو القيم، دون تقدير للحدود الأخلاقية. يساعد فهم هذا الفرق الأفراد على ممارسة التسامح بطريقة بنّاءة، تدعم الانسجام الاجتماعي، وتجنب الانزلاق إلى سلوكات تضر بالفرد أو بالمجتمع:

 

التسامح

التساهل

التعريف

موقف أخلاقي واجتماعي يقوم على قبول واحترام الآخر المختلف دون التخلي عن القيم أو الحقوق الأساسية.

موقف يتّسم بالمرونة المفرطة أو التغاضي عن الأخطاء أو الانتهاكات، ويكون أحياناً على حساب القيم أو العدالة.

الأثر في الفرد

يعزز النضج النفسي، القدرة على التحكم في الانفعالات، والتفاهم مع الآخرين.

قد يؤدي إلى ضعف الضوابط الشخصية، والتسامح المفرط مع السلوكات الخاطئة.

الأثر في المجتمع

يبني مجتمعاً متماسكاً يحترم التنوع، ويعزز السلام الاجتماعي.

قد يخلق بيئة غير منظمة، تسمح بانتشار السلوكات السلبية أو الظلم.

المجال

 الأخلاقي

مرتبط بالعدالة، احترام حقوق الآخرين، والتحكم في الغضب والانفعالات.

أقل ارتباطاً بالعدالة الأخلاقية، وقد يتجاوز أحياناً حدود القيم والمبادئ.

المثال العملي

قبول زميل في العمل يعبّر عن رأي مخالف دون الجدال أو الإساءة.

التغاضي عن تأخير موظف متكرر في أداء مهامه رغم تأثير ذلك في الفريق.

إقرأ أيضاً: عبارات عن التسامح والغفران: 40 قولًا يُلهمك بالعفو والسلام

الأسئلة الشائعة

1. كيف نغرس التسامح في حياتنا اليومية؟

مارس الاستماع للآخر، تقبل الاختلاف، تحكم في ردود أفعالك، وابدأ بالتعامل مع الآخرين باحترام ومرونة.

2. ما هي فوائد التسامح بين الناس؟

يبني علاقات صحية، يقلل الصراعات، يعزز السلام الاجتماعي، ويزيد الاحترام المتبادل والتفاهم بين الأفراد والمجتمعات.

إقرأ أيضاً: آيات التسامح في القرآن: رسالة سماوية لبناء مجتمع متماسك

في الختام

التسامح قيمة أساسية لبناء المجتمعات الإنسانية المتماسكة وتحقيق التفاهم بين الناس. وكما يقال:"العين بالعين تجعل العالم كله أعمى، أما التسامح فيجعل العالم يرى النور".

لذلك، لنحرص جميعاً على تبني التسامح في حياتنا اليومية، في تعاملنا مع أنفسنا ومع الآخرين. شاركنا في التعليقات مفهومك الشخصي للتسامح وبعض المواقف التي طبقت فيها هذا المفهوم في حياتك.

المصادر +

  • Tolerance Quotes
  • tolerance
  • tolerance

تنويه: يمنع نقل هذا المقال كما هو أو استخدامه في أي مكان آخر تحت طائلة المساءلة القانونية، ويمكن استخدام فقرات أو أجزاء منه بعد الحصول على موافقة رسمية من إدارة موقع النجاح نت

أضف تعليقاً

Loading...

    اشترك بالنشرة الدورية

    اشترك

    مقالات مرتبطة

    Article image

    7 أمور تساعدك لكي تسامح الآخرين بصدق

    Article image

    تقبّل أخطاء الآخرين ومسامحتهم

    Article image

    مجالات التسامح: دليلك لفهم المفهوم والأنواع والأهمية

    Loading...

    مواقعنا

    Illaf train logo إيلاف ترين
    ITOT logo تدريب المدربين
    ICTM logo بوابة مدربو إيلاف ترين
    DALC logo مركز دبي للتعلم السريع
    ICTM logo عضوية المدرب المعتمد ICTM
    EDU logo موسوعة التعليم والتدريب
    PTF logo منتدى المدربين المحترفين

    النجاح نت

    > أحدث المقالات > مهارات النجاح > المال والأعمال > اسلوب حياة > التطور المهني > طب وصحة > الأسرة والمجتمع > فيديو > الاستشارات > الخبراء > الكتَاب > أدوات النجاح نت

    مشاريع النجاح نت

    > منحة غيّر

    خدمات وتواصل

    > أعلن معنا > النجاح بارتنر > اشترك في بذور النجاح > التسجيل في النجاح نت > الدخول إلى حسابي > الاتصال بنا

    النجاح نت دليلك الموثوق لتطوير نفسك والنجاح في تحقيق أهدافك.

    نرحب بانضمامك إلى فريق النجاح نت. ننتظر تواصلك معنا.

    للخدمات الإعلانية يمكنكم الكتابة لنا

    facebook icon twitter icon instagram icon youtube icon whatsapp icon telegram icon RSS icon
    حولنا | سياسة الخصوصية | سياسة الاستخدام
    Illaf train logo
    © 2025 ILLAFTrain