أشياء مثمرة تقوم بها في 10 دقائق - (الجزء الثاني)
تناولنا في مقالنا السابق الأشياء التي بإمكانك القيام بها في وقت قصير وتُحقِّق منها أقصى استفادة، وإن أردتَ التعرُّف أكثر على باقي الأمور التي تستثمر وقتك فيها لتطوير نفسك، فتابِع معنا القراءة.
أشياء تستطيع أن تفعلها في 10 دقائق لتحسِّن نفسك:
إن اعتقدتَ أنَّ 10 دقائق لن تكون كافية لتحسين نفسك فستكون على حق؛ ولكن مع الاستمرار في ذلك سيصبح مجموع هذه الدقائق العشر اليومية 5 ساعات في الشهر ثمَّ 60 ساعة في السنة، وهذا أفضل من لا شيء أليس كذلك؟ إليك بعض الأشياء النافعة التي يمكِنك أن تفعلها في 10 دقائق:
1. القراءة:
إنَّ الوقت الذي تقضيه في القراءة - سواء قرأتَ فيه مقالةً غنيَّةً بالمعلومات أم صفحتَين من كتاب - لن يذهب هباء، حيث تعمل القراءة على:
- إغناء المفردات الخاصة بك.
- تحفيز ذهنك.
- تعزيز التركيز.
- تحسين أسلوب كتابتك، فقبل أن تصبح كاتباً جيداً عليك أن تكون أولاً قارئاً جيداً.
- تحسين ذاكرتك.
- التقليل مِن التوتر.
تُظهِر الدراسات أيضاً أنَّ القراءة - إلى جانب حل مسائل الرياضيات - لها تأثيرات إيجابية على الوظائف المعرفية، دون أن نغفل حقيقة أنَّها ممتعة.
2. التنزه:
يكفي المشي لمدة عشر دقائق لاستنشاق الهواء العليل، وتحسين حالتك المزاجية، وتصفية ذهنك، حيث تُظهِر إحدى الدراسات أنَّ المشي يعزز أيضاً التفكير الإبداعي بعد فترةٍ وجيزةٍ من الممارسة، وخاصة المشي في الهواء الطلق، كما تذكُر الدراسة أنَّ "المشي يسمح للأفكار بالتدفق بحرية، وهو حل بسيط وفاعل لتعزيز الإبداع وزيادة النشاط البدني".
لتحقيق فائدة أكبر، حاوِل المشي لمدة أكثر مِن 10 دقائق فقط في اليوم، حيث يمنحك المشي لمدة 30 دقيقة يومياً مزيداً مِن الفوائد مثل: تعزيز وظائف المناعة، وحرقِ السعرات الحرارية، وتقوية عضلات الساقين والقلب، وتعزيز طاقتك وتحسين صحتك عموماً.
3. النشاط الجسدي:
إن لم يكن بمقدورك الخروج للتنزه؛ فيمكنك القيام بتمرينات المطمطة أو بعض التمرينات الرياضية، ولقد خُلِقت أجسادنا لتتحرك؛ لذا فإنَّ نمط الحياة قليل الحركة الذي يعيشه كثيرٌ منا ليس طبيعياً أو صحياً.
لهذا السبب من الضروري أخذ فترات استراحة مِن العمل وممارسة نوع من التمرينات الجسدية الخفيفة مثلِ: اليوغا أو تمرينات المطمطة؛ أو يمكِنك رفع مستوى الصعوبة عن طريق ممارسة تمرينات مثل: قفز الحبل أو تسلق الجبال أو غيرها.
لا شك أنَّ التمرُّن لمدة 30-40 دقيقة يمنحك نتائج أفضل من 10 دقائق؛ ولكن إن لم يكن لديك متسع كافٍ مِن الوقت؛ فلا بأس بعشر دقائق فقط، وعندما يتعلق الأمر بالصحة؛ فلا يمكِنك تطبيق مبدأ الكل أو لا شيء لأنَّ شيئاً أفضل دائماً من لا شيء.
4. التخطيط لوجبات الأسبوع:
يصبح تناول الطعام الصحي أسهل حينما تقرر مسبقاً ما الأطعمة التي ستتناولها، لا حينما تفعل ذلك عندما تجوع، كما يساعدك ذلك أيضاً في شراء المواد الغذائية بشكلٍ مدروس، عوضاً عن القيام بذلك بطريقةٍ عشوائية، ثمَّ البحث بعد ذلك عن طرائق لإعداد الطعام باستخدام المواد التي اشتريتها.
يرتكز التخطيط لتحضير الوجبات على التالي:
- معرفة ما الذي ستأكله في كلَّ وجبة: الإفطار والغداء والعشاء والوجبات الخفيفة، وإذا رغبتَ في تنظيم أدق؛ فصمِّم جدول بيانات.
- البحث عن وصفات إن أصابتك الحيرة.
- وضعُ قائمة تسوق.
- تحضير الطعام سلفاً.
طبعاً لن تستطيع فعلَ هذا كله في 10 دقائق؛ ولكن يمكِنك بالتأكيد القيام بالخطوة الأولى أو حتى الوصول إلى الخطوة الثالثة إذا عرفتَ مسبقاً ما الأطعمة التي ستطهوها خلال الأسبوع.
5. كتابة اليوميات:
أول ما يتبادر إلى أذهان كثيرين منَّا عندما يُذكر موضوع كتابة اليوميات؛ هي تلك اليوميات التي كنَّا نملكها كأطفال والمكتوبة بأقلام ملونة وذات أشكال لطيفة؛ بينما في الحقيقة؛ إنَّها ممارسة رائعة لليقظة الذهنية تناسب جميع الأعمار، فهي عملية تُصفِّي ذهنك وتحافظ على تنظيم أفكارك، كما تتيح لك التخلص مِن الأفكار السامة مِن ذهنك، مما يقلل مِن التوتر.
توجد فائدة أخرى لها، حيث تُعدُّ وسيلة ممتازة للتأمل الذاتي؛ فيجعلك تدوين أفكارك الشخصَ المتحدِّثَ والمتلقي في آنٍ واحد، فلا تستغرب هذا الأمر؛ بل جرِّبه وستفهم القصد.
عندما تستيقظ كلَّ صباح وقَبل النظر إلى هاتفك، أمسِك دفتر ملاحظاتك واكتب 3 صفحات عن أيِّ شيء يدور في ذهنك، فالقاعدة الوحيدة هي أنَّك ملزَم بكتابة 3 صفحات، ولك حرية الكتابة، حيث يمكِنك كتابتها كما تكتب المذكرات، أو بأسلوب سيل الوعي أو أيَّة طريقة تجدها مناسبة.
شاهد بالفيديو: 5 طرق تجعل من تدوين اليوميات عادة مكتسبة
6. مشاهدة مقاطع هادفة على اليوتيوب (Youtube):
يبلغ متوسط مدة مقطع فيديو على اليوتيوب (Youtube) حوالي 10 دقائق، وهذا زمن كافٍ لتجد له وقتاً ضمن جدول مهامك المزدحم وتتعلم أمراً جديداً، وليس مِن الضروري أن يكون موقع اليوتيوب (YouTube) ترفيهياً فقط، حيث يمكِنك مشاهدة مقطع فيديو حول موضوع يثير اهتمامك وتريد معرفة مزيدٍ عنه، فهناك كثيرٌ مِن مقاطع الفيديو التي تتحدث عن الإنتاجية، وعِلمِ النفس، وتعلُّم اللغة، والتحفيز، أو أي شيء آخر قد يَخطر ببالك، كما ستجد دروساً حول معظم الأشياء التي يمكِنك تخيُّلها - كوصفات الطعام وحتى تعليم حلِّ المسائل الرياضية - والخُطَب التي تُلقَى عبر منصة تيديكس (TEDx) وعبر المدوَّنات الصوتية البودكاست (podcasts) ومقابلاتٍ مع الخبراء، وغير ذلك.
7. إجراء اختبار الشخصية:
هناك كثيرٌ من الاختبارات التي يمكِنك إيجادها عَبْر الإنترنت والتي تُركِّز على أجزاء مختلفة من شخصيتك، وهي تختلف من حيث الدقة ولا يجب أخذها كثيراً على محمَل الجد؛ ولكنَّها قد تكون طريقة ممتعة لاكتشاف شيء جديد عنك والتعرف إلى نفسك أكثر.
8. القيام بمهام منزلية مثمرة:
توجد أمور كثيرة يمكِنك القيام بها في جميع أنحاء المنزل، سواء كان ذلك الغسيل أو التنظيف أو الطهي أو أي شيء آخر، وتغلُب الفوضى على منزلك عندما يكون لديك أطفال، فقد يستغرق الاهتمام بكلِّ شيء مِن حولك يوماً كاملاً؛ ومع ذلك تُحدِث حتى 10 دقائق من القيام بالأعمال المنزلية فَرقاً، وإذا كنتَ في المنزل، فإليك بعض الأشياء التي يمكِنك فعلُها:
- اغسِل الأطباق، أو أفرِغ غسالة الأطباق.
- نظِّف غرفة واحدة في المنزل.
- قُم بطيِّ الغسيل.
- رتِّب غرفة واحدة في المنزل.
- اطهُ وجبة صحية.
- اذهب لشراء البقالة.
- اسقِ النباتات.
الخلاصة:
هناك كثيرٌ من الأشياء التي يمكِنك القيام بها في 10 دقائق فقط، سواء كنتَ في المنزل أم في العمل، وكانت حالتك المزاجية تسمح لك بالتنظيف أو التخطيط أو توسيع نطاق معرفتك.
قدَّمنا لكم في هذا المقال مجموعةً غنية مِن الأفكار الفاعلة لتقوم بها كلَّ يوم، والتي سيكون لها تأثيرات إيجابية حتى لو قمتَ بها مرات عدَّة في الأسبوع أو كلما استطعتَ، فكلُّ دقيقة تستثمرها ستعود عليك بالفائدة لاحقاً.