أثر الرياضة في الصحة النفسية

يقول الرسول صلَّى الله عليه وسلم: "علموا أبناءكم السباحة والرمي، والمرأة المغزل"، حيث حثَّ الرسول -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- على ممارسة الرياضة من خلال حديثه الشريف، لما فيها من فائدة على المستوى النفسي والجسدي.



ممَّا لا شك فيه أنَّ الرياضة مفيدة للجسم، فهي تحافظ عليه من خلال حرق الدهون وبناء العضلات والتخلص من الخمول الجسدي، والكثير من الفوائد النفسية الأخرى التي من شأنها أن تعزز العناصر الإيجابية وتخفض السلبيات كالقلق والاكتئاب والتوتر النفسي، وتُشعِر من يمارسها بالسعادة والأمل.  

لماذا الرياضة؟

للرياضة فوائد كثيرة للجسم، فهي تُحافظ عليه وتقيه الأمراض، وينصح الأطباء بممارستها على الدوام ولو لنصف ساعة يومياً؛ فهي تساعد في معالجة الاكتئاب والقلق والتوتر وقلة التركيز، وتجدد الروح، وتبعث الطمأنينة في النفس.

يقول آدم تشيكرود، باحث في الطب النفسي بجامعة ييل بولاية كونيتيكت الأمريكية: "يتحلى من يمارسون الرياضة بصحة نفسية أفضل ممَّن لا يفعلون، خاصة من يتمرنون بين ثلاث إلى خمس مرات أسبوعياً لمدة 45 دقيقة؛ إذ تؤكد دراسة أُجرِيت على عدد من الرياضيين على المنافع الصحية المتعددة لممارسة الرياضة بغض النظر عن السن أو العرق أو النوع أو الدخل أو الحالة الجسمانية".

ما هي فوائد الرياضة على الصحة النفسية؟

للرياضة فوائد جمة على الصحة النفسية أهمها:

1. تحسين المزاج:

 تساعد الرياضة على تحسين المزاج من خلال تنشيط المواد الكيميائية المتواجدة في الدماغ؛ لذا عندما تشعر بالإحباط والملل، كل ما عليك فعله هو أن تمارس الرياضة كي تخفف من الشعور السلبي الذي يُلازمك.

2. زيادة نسبة التركيز:

ينصح الكثير من الأطباء بممارسة الرياضة عندما يقل تركيز المرء أو يُشوَّش، كما ينصحون بالاستمرار في ممارسة الرياضة لثلاث مرات في الاسبوع على الأقل، ولمدة لا تتجاوز بالضرورة نصف ساعة؛ حيث إنَّها تُنشط العقل وتساعد على إنجاز المهمات بكل تركيز.

إقرأ أيضاً: كيف ترفع مستوى انتباهك وتركيزك؟

3. علاج التوتر والقلق:

تسهم ممارسة الرياضة في علاج التوتر والقلق، وليس المقصود هنا ممارستها أغلب ساعات اليوم، بل يمكن لنصف ساعة يومياً أن تفي بالغرض.

4. التفكير المنطقي والعقلاني:

تسهم الرياضة في جعل التفكير منطقياً وسليماً، لكون المرء يشعر بالراحة وينشط الدماغ، والذي يساعد بدوره على التفكير المنطقي.

5. القدرة على حل المشكلات:

يتصف الشخص الذي يمارس الرياضة بأنَّه صبور، ويستطيع حل المشكلات المختلفة التي تعترضه في الحياة.

6. التمتع بالطاقة الإيجابية:

 تساعد الرياضة على بث الأمل والطاقة الإيجابية من خلال التخلص من ضغوطات الحياة، وتفريغ الشحنة السلبية، والنظر إلى الحياة بمنظور مختلف.

7. تحسين النوم:

تُفيد الرياضة في تحسين جودة النوم من خلال المساعدة على الاسترخاء، وتسريع عملية الدخول في مرحلة النوم العميق.

8. زيادة الثقة بالنفس:

لعلَّ من إيجابيات الرياضة أنَّها تزيد من ثقة المرء بنفسه من خلال الطاقة المستمدة من التمرينات التي تُمارس، والتي تعزز التفكير المنطقي والسليم، والذي يعزز بدوره الثقة بالنفس.

9. الوقاية من الأمراض:

لا ينصح الأطباء بالرياضة من أجل العلاج فحسب، إذ تُفيد أيضاً في الوقاية من الأمراض.

10. الوقاية من ألزهايمر:

يقول الأطباء أنَّ الأشخاص الذين يمارسون الرياضة أقل عرضة إلى الإصابة بألزهايمر.

إقرأ أيضاً: 3 تدابير هامة تحميك من الإصابة بمرض الزهايمر

11. توطيد العلاقات الاجتماعية:

من الأمور التي لا يشعر بها الفرد عند ممارسة الرياضة أنَّه يصبح اجتماعياً أكثر، وتُعرَف هذه العلاقات بأنَّها الأنجح لكونها تخلو من المصالح.

12. تنظيم الوقت:

تجعل ممارسة الرياضة الفرد أكثر تنظيماً في تناوله وجبات الطعام، والنوم، والعمل، وإدارة الوقت بمنهجية؛ حيث تخفف كل هذه الأمور من الضغط النفسي على من يمارس الرياضة بانتظام.

ما هو أثر الرياضة في الصحة النفسية؟

إذا قسمنا الآثار الإيجابية للرياضة على الصحة النفسية، نجد أنَّ هناك آثاراً قصيرة الأمد وأخرى طويلة الأمد؛ ولعلَّ من الآثار الإيجابية على نفسية من يمارس الرياضة: تخفيف الضغط النفسي.

عندما يحدث الضغط النفسي، تشتد العضلات، ويشعر الفرد بالألم والضيق وتذبذب نبضات القلب، وهذه أمور يُمكن تخفيفها من خلال ممارسة الرياضة وتفجير الطاقة السلبية.

ما هي أنواع الرياضة التي تسهم إيجاباً في تعزيز الصحة النفسية؟

يُمكن القول أنَّ مُجمل أنواع الرياضة مفيدة للصحة النفسية، ولكن سنذكر أهم الأنواع التي يجب التركيز عليها:

1. رياضة الجري والمشي:

تعدُّ من الرياضات الهامة جداً على الصحة النفسية، فهي تفيد في استنشاق الهواء الطلق الذي يُحسِّن مزاج ونفسية الفرد، ويساعد على التفكير بروية ومعالجة الاكتئاب.

شاهد بالفيديو: 9 فوائد تجعل من المشي أفضل نشاط يومي

2. الملاكمة:

تساعد الملاكمة على تفريغ الشحنات السلبية.

3. اليوجا:

تعدُّ من الرياضات التأملية التي تُساعد الإنسان على التركيز والتأمل، وهي من الرياضات الفكرية التي تفيد النفسيه جداً من خلال التركيز على حل المشكلات والتخلص من الضغوط النفسية.

4. رفع الأثقال:

تعدُّ رياضة رفع الأثقال مفيدة جداً لجسم الإنسان ونفسيته، فهي تبني العضلات وتحافظ على رشاقة الجسم واللياقة من الناحية الجسدية، وتعدُّ مريحة جداً من الناحية النفسية من خلال تخليص الجسم الطاقة السلبية؛ كما أنَّ لها دوراً كبيراً في معالجة الاكتئاب من خلال الترفيه عن النفس وإشغالها بما هو مفيد.

5. ركوب الدراجة الهوائية:

يعدُّ من الرياضات التي يستغلها الكثير من الأشخاص، وهو رياضة ممتعة ومفيدة في وقت الانشغال أيضاً؛ فقد لاحظنا أنَّ رجال الأعمال وكبار السياسيين يذهبون الى مكاتبهم بواسطة الدراجات الهوائية؛ نظراً إلى انشغالهم بأعمالهم وضيق وقتهم، بحيث لا يستطيعون ممارسة الرياضة في كل وقت، فتراهم يركبون دراجاتهم الهوائية ويذهبون إلى العمل أو لقضاء حاجاتهم أيضاً.

6. الركمجة:

تعدُّ إحدى الرياضات الموسمية التي يستغلها الكثير من الأشخاص، وهي مفيدة جداً في تخليص الجسم من التوتر والقلق.لنفسية

شاهد: فوائد الرياضة النفسية

بعض النصائح المحفزة من أجل ممارسة الرياضة:

نرى أنَّ الكثير من الأشخاص لا يستمرون في ممارسة الرياضة كونها تحتاج صبراً وعزيمة؛ لذلك توجد بعض الأمور التي تحفز المرء من أجل ممارسة الرياضة والاستفادة منها جسدياً ونفسياً:

1. اعثر على أصدقاء يمارسون الرياضة نفسها:

تعدُّ رفقة الأصدقاء من الأمور المحفزة للاستمرار في ممارسة الرياضة، حيث يتشجع المرء عندما يكون له شركاء لديهم الميول نفسه، ويقضون معظم وقتهم في ممارسة أشياء يحبونها.

2. تحدَّ ذاتك:

عليك أن تتحدى نفسك في ممارسة الرياضة كل يوم.

إقرأ أيضاً: كيف تبدأ ممارسة الرياضة وتلتزم بها؟

3. ضع أهدافاً:

لا شيء ممكن دون أهداف؛ لذا ضع هدفاً ولو بسيطاً كي تستمر في السعي إلى تحقيقه.

4. تفاعل مع ما تمارسه:

استمتع وتفاعل مع ما تؤديه، إذ تسهل محبة الشيء القيام به؛ حيث يزيد التفاعل مع ما تمارسه من رياضة من حبك لها، ويحفزك على الاستمرار فيها.

5. الابتعاد عن المُلهيات:

من الأمور التي تقتل الاستمرارية في أداء الرياضة بالشكل الأمثل هي الملهيات، وهي كثيرة مثل: جلسة مع الأصحاب، وأجهزة الهاتف، والإنترنت.

6. ضع مشرفاً عليك:

من الأمور التي قد تحفزك على ممارسة الرياضة التسجيل في أحد النوادي، بحيث يشرف عليك فيها مدرب متخصص، وينظم تمريناتك، ويضع مهمات يومية لك من شأنها أن تجعلك أكثر إلتزاماً.

تُظهِر الأبحاث الطبية علاقة الاكتئاب والقلق بممارسة الرياضة، حيث تتحسن أعراض الاكتئاب والقلق غالباً مع الالتزام بممارستها؛ فهي تساعد على تحسين المزاج ومنع عودة الشعور بالكآبة والقلق.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة