9 نصائح لتعيش حياة مفعمة بالسعادة

تقول هيلين كيلر (Helen Keller): "عندما يُغلَق أحد أبواب السعادة، يُفتَح باب آخر؛ لكن غالباً ما نطيل النظر في الباب المغلق بحيث لا نرى الباب الذي فُتِح لنا"، ويقول مهاتما غاندي (Mahatma Gandhi): "تأتي السعادة عندما ينسجم ما تؤمن به مع ما تقوله وتفعله".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب هينريك إيدبرك (Henrik Edberg)، والذي يحدثنا فيه عن تجربته مع عدد من العادات السيئة التي أثرت في حياته وسعادته في الماضي، ويقدم عدداً من النصائح للتخلص من هذه العادات، وبعض الحلول للتغلب على التفكير السلبي واستبداله بالتفكير الإيجابي.

لا يتعلق عيشك حياة أكثر سعادة ولطفاً تجاه نفسك بما يمكنك القيام به فحسب، ولكن أيضاً بما تفعله بالفعل، خاصة تلك العادات التي لها تأثير سلبي ومحبِط في حياتك؛ لذا أود مشاركة 9 نصائح تساعدك على العيش بسعادة، ومعاملة نفسك بلطف:

1. لا تفرط في التفكير:

يمكن أن يجعل الإفراط في التفكير أي مشكلة تبدو أكبر وأكثر ترويعاً ممَّا هي عليه في الواقع، حيث يعيقك ويمنعك من اتخاذ الإجراءات في حياتك.

ماذا تفعل بدلاً من ذلك؟

1. 1. حدد زمناً قصيراً لاتخاذ القرارات:

على سبيل المثال: بالنسبة إلى القرارات الصغيرة -ككتابة مقال جديد أو التمرن- فعادة ما أمنح نفسي 30 ثانية أو أقل لاتخاذ القرار؛ أمَّا بالنسبة إلى القرارات الأكبر، فقد كنت أستغرق أياماً أو أسابيع للتفكير فيها في الماضي، بينما أحدد الآن موعداً نهائياً لمدة 30 دقيقة أو حتى نهاية يوم العمل.

1. 2. احتفظ بتذكير بسيط في مكان تراه كل يوم:

ساعدتني الملاحظة التي تقول "اجعل الأمور تبدو بسيطة للغاية" التي كتبتها على سبورة بيضاء وكنت أراها عدة مرات كل يوم على تقليل تفكيري الزائد.

2. ابتعد عن الناس السلبيين، وعن كل ما هو سلبي في محيطك:

تتأثر سعادتنا إلى حد كبير بالناس والمصادر الأخرى من حولنا؛ فإن كنت تحيط نفسك بالناس والمصادر السلبية، سيدفعك ذلك إلى الشعور بالخوف والإحباط والعجز، ممَّا يحد من خياراتك في الحياة.

ماذا تفعل بدلاً من ذلك؟

اكتشف ما هي أكبر مصادر إهدار وقتك واستنزاف طاقتك من بين كل تلك الأمور التي تؤثر فيك؛ فهل هي أشخاص، أم مصادر إلهاء كوسائل التواصل الاجتماعي والبرامج التلفزيونية، أم منتديات وكتب ومجلات معينة؟   

دوِّن تلك الإجابات، ثمَّ فكر في الأشخاص والمصادر التي تُشعِرك بسعادة أكبر تجاه نفسك وحياتك، واتخذ قراراً لقضاء وقت أقل مع الأشخاص السلبيين، وقضاء الوقت الذي وفرته مع تلك المحفزات الإيجابية التي ذكرتها.

إقرأ أيضاً: 7 طرق لتحمي نفسك من الأشخاص السلبيين

3. توقف عن التعلق بالماضي أو المستقبل:

يؤدي قضاء الكثير من الوقت في التفكير في الماضي إلى استدعاء الأخطاء أو الإخفاقات القديمة، والتفكير فيها مراراً وتكراراً، والرغبة في العودة إلى الماضي والقيام بأمر ما إزاء كل تلك الأخطاء. وكذلك الأمر، حيث يؤدي قضاء الكثير من الوقت في التفكير في المستقبل إلى القلق وتكدس الهموم والسيناريوهات المرعبة في عقلك.

ماذا تفعل بدلاً من ذلك؟

حاول عيش اللحظة الحالية بكل أبعادها، وستشعر بذلك بالراحة، وتصبح الأمور أسهل، وتكون أكثر تقديراً للهبات الصغيرة في الحياة اليومية.

اتصل مجدداً بالحاضر وبما يحدث الآن من خلال الجلوس والبقاء ساكناً، ثمَّ:

  • تنفَّس فحسب؛ واقضِ دقيقتين في التركيز على أنفاسك وهي تدخل وتخرج من صدرك.
  • ركِّز على ما يدور حولك الآن، وافعل ذلك بكل حواسك؛ فاستمع، وانظر، واشعر بما يحدث في الجزء الصغير من عالمك في هذه اللحظة.

4. توقف عن وضع معايير عالية جداً للسعادة:

كان الخطأ الشائع الذي اعتدت ارتكابه هو وضع معايير عالية لسعادتي؛ لذلك كنت أشعر بالسعادة فقط عندما أحقق إنجازاً كبيراً، أو عندما أفعل أمراً بصورة مثالية، أو عندما يحدث أمر ما غير متوقع ورائع؛ ولكن ليس عليك انتظار تلك المناسبات النادرة الحدوث حتى تشعر بالسعادة.

ماذا تفعل بدلاً من ذلك؟

أخبر نفسك بهذا عندما تنهض من الفراش في الصباح: "سيكون معيار السعادة لديَّ منخفضاً قليلاً هذا اليوم"؛ وكي تتذكر ذلك، اكتب هذه العبارة على ورقة أو في هاتفك الذكي حتى تكون أول ما تراه في الصباح.

ستصبح الأمور التي تعتبرها من المسلَّمات أقل من خلال القيام بذلك، وتعزز انتباهك أكثر على ما يحدث في حياتك اليومية، وتكون أكثر امتناناً للأمور التي تمتلكها في حياتك في هذه اللحظة؛ مثل: الطعام، والطقس، وقضاء الوقت مع صديق أو حيوان أليف، والإيماءات الصغيرة واللطيفة، واللحظات القصيرة التي تمر بسرعة.

كانت هذه على الأقل تجربتي مع هذه العادة، ولكن لم يُضعِف ذلك من عزيمتي لتحقيق الإنجازات الكبيرة، وإنَّما جعلت هذه العادة حياتي اليومية أبسط، والطريق إلى ما أريد تحقيقه ملؤه السعادة.

5. توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين:

يمكن أن تصبح مقارنة نفسك بالآخرين عادة يومية مدمرة ومحبطة، فأنت تقارن كل شيء تملكه مع ما لدى الآخرين، وسيؤثر ذلك في تقديرك لذاتك، وتشعر بالفشل.

ماذا تفعل بدلاً من ذلك؟

قارن نفسك مع نفسك، واهتم بالأمور التالية:

  • مقدار نموك الذي حققته.   
  • المدى الذي وصلت إليه.   
  • مقدار التقدم الذي أحرزته نحو أهدافك وأحلامك.   

ولا تنسَ الاحتفال بالنجاحات الصغيرة والخطوات التي تتخذها إلى الأمام أيضاً.

ستساعدك هذه العادة على رؤية نفسك من منظور أكثر لطفاً وإفادة، حيث ستشعر بالحيوية وأنت تقدِّر الخطوات التي اتخذتها في مسيرة حياتك، بدلاً من الشعور بالإرهاق والعجز عن الاستمرار في النمو وتحقيق ما تريده من الحياة.

إقرأ أيضاً: المقارنة لص يسرق السعادة من حياتك

6. توقف عن إنجاز الأمور بسرعة كبيرة:

عندما تنجز الأمور بسرعة طوال الوقت كالسير أو التحدث أو القيادة أو العمل؛ تشعر بمزيد من التوتر، ويؤدي ذلك أيضاً إلى تشتيت تركيزك بسهولة أكبر ومنعك من التفكير بوضوح.

ماذا تفعل بدلاً من ذلك؟

تمهَّل في السير والتحدث والتحرك والقيادة والعمل، وبذلك:

  • يتلاشى التوتر من جسمك وعقلك.
  • تعيش اللحظة الحالية.
  • تستمتع أكثر بكل الروائح والمناظر والأصوات والتجارب في الحياة.

7. توقف عن إنكار ما تشعر به في أعماقك:

إنَّ التركيز على ما هو إيجابي في الحياة أمر، ومحاولة التخلص من شعورك العميق تجاه شيء ما أمر آخر؛ إذ لن تحصل على السعادة حتى لو حاولت رسم الابتسامة على وجهك وفرض الإيجابية على نفسك.

ماذا تفعل بدلاً من ذلك؟

اكتب هذه المشاعر أو تحدث عنها، ولا تفرض التفكير الإيجابي على نفسك؛ فإن كانت لديك مشاعر أو أفكار سلبية تظهر بين الفينة والأخرى، فاجلس مع نفسك للتفكير فيها ملياً. يمكن أن يساعدك تدوين ما تفكر فيه في دفتر يوميات أو على جهاز الكمبيوتر على التفكير بوضوح، أو يمكنك التحدث عن ذلك مع شخص قريب منك.

ضع خطة صغيرة:

بعد أن تتقبل الأمر وتعالج طريقة تفكيرك وشعورك إزاء ذلك، اكتب خطة صغيرة يمكنك من خلالها اتخاذ إجراء لإخراج نفسك من هذه الحالة إلى حالة أفضل؛ ثم انطلق بعد ذلك، وابدأ اتخاذ الخطوة الأولى والمضي قدماً إلى الأمام.

8. توقف عن صرف القليل من الطاقة والاهتمام على ما يهمك حقاً:

إنَّه لمن السهل أن تتوه وتضيِّع الكثير من وقتك سدى، فقد تضيِّع أسابيع على الأمور التي تفعلها بدافع العادة، أو لأنَّك تشعر أنَّه ينبغي عليك فعلها؛ سواء كان ذلك على يوم حافل بالعمل، أم على أمور لا تحسبها هامة في أعماق نفسك.

ماذا تفعل بدلاً من ذلك:

تحقق من أولوياتك، وركز على ما يهمك حقاً، واسأل نفسك: "ما هي أهم 4 أمور في حياتي هذا العام؟".

قد تكون هذه الأمور هي عائلتك، أو هوايتك، أو صحتك ولياقتك البدنية، أو مشروعاً هاماً في العمل، أو عملك الخاص.

اجلس، وفكر في الأمر بجدية، واختصر ما يهمك إلى الأساسيات فحسب، ثم دوِّن أهم 4 أولويات لهذا العام، وضَع هذه الملاحظة حيث يمكنك رؤيتها كل يوم؛ سواء على مكتبك في العمل، أم بجانب مرآة الحمام، أم على الثلاجة؛ حيث سيساعدك هذا في الحفاظ على تركيزك والبقاء على المسار الصحيح كل يوم.

شاهد بالفيديو: 5 أسئلة تساعدُكَ على تحديد الأولويات

9. لا تنتظر السعادة من الآخرين:

لا ترتكب هذا الخطأ الشائع وتنتظر من يخطط ويرسم لك حياتك بالنيابة عنك؛ فقد يؤدي هذا عادة إلى الكثير من الانتظار والإحباط.

ماذا تفعل بدلاً من ذلك؟

كن سبَّاقاً، وابدأ اتخاذ الخطوة الأولى وإجراء التغييرات التي تحتاجها لعيش الحياة التي تريدها؛ فمثلاً:

  • حدد موعداً لتناول القهوة أو قضاء أمسية مع الأشخاص الأكثر إيجابية في حياتك.   
  • ضع الحد الأدنى للسعادةعندما تستيقظ في الصباح، وابدأ اليوم ببطء.
  • اجلس الليلة، واكتببعض الأمور الأكثر أهمية بالنسبة إليك هذا العام.

وإذا شعرت بصعوبة تنفيذ ذلك وبدأت المماطلة، فتذكر أنَّه يمكنك دائماً اتخاذ خطوات أصغر للمضي قدماً، وافعل كل ما هو مطلوب كي تكسر هذا الحاجز الذهني وتخطو نحو تحقيق السعادة في حياتك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة