9 أنواع من مصاصي الطاقة يجب أن تحمي نفسك منهم

ربَّما هذه هي المرة الأولى التي نسمع فيها عن "مصاصين" يمتصون الطاقة الإيجابية للناس بدلاً من دمائهم، إذ إنَّ كل ما نعرفه عن مصاصي الدماء (Vampires) هو ما شاهدناه في أفلام تويلايت (Twilight) أو دراكولا؛ لكنَّ هؤلاء مختلفون بعض الشيء؛ فهم يمتصون طاقتنا وحيوتينا ونشاطنا في الحياة، ويتركون بداخلنا تراكمات من الشعور بالتوتر والعجز والطاقة السلبية.



ليس كل هؤلاء أناس سيئون، فهم لا يدركون حتى ما يفعلونه في بعض الأحيان، وقد تدرك بعد قراءة هذا المقال أنَّك كنت واحداً منهم.

لا يعني هذا أنَّهم ليسوا انتقاميين أو قساة أحياناً، ولكن من الهامِّ دوماً ملاحظة أنَّهم مجرد بشر، وأنَّ البشر لديهم عيوب ويرتكبون الأخطاء، وهذا أمر لا بأس به؛ ولكنَّ الأهم هو أن تحمي نفسك منهم.

من هم مصاصو الطاقة؟

إذا كان في حياتك شخص مصاص للطاقة، فمن السهل التعرف عليه عندما تعرف ما الذي تبحث عنه؛ فإذا كنت تتفاعل مع شخص يُشعِرك بالقلق والتوتر والارتباك والترهيب والاكتئاب بشكل روتيني، فاعلم أنَّ في حياتك واحداً منهم.

يُطلَق عليهم هذا الاسم لأنَّهم يمتصون السعادة بداخلك، ثمَّ يرمونك بعيداً -بالمعنى المجازي- عندما تصبح مُحبَطاً؛ لذا فإنَّه لمن الهام أن تفهم أنَّك لن تكون كافياً أبداً لأناس مثل هؤلاء؛ فهم يحاولون ملء هوة لا قرار لها بداخلهم، ولن يكتفوا مهما امتصوا طاقتك؛ ذلك لأنَّ الشيء الذي يحتاجون إليه كي يشعروا بالتحسُّن ينبع من داخلهم، وليس من الآخرين.

ما هي علامات مصاصي الطاقة؟

هناك عدة طرائق للتعرف على الأشياء التي تفعلها عندما تتعامل مع واحد منهم؛ لكن أولاً، إليك 8 أمور يقوم بها مصاصو الطاقة الإيجابية:

  • لا يتحملون مسؤولية أفعالهم أبداً، ويعتبرون أنَّ المشكلة فيك دوماً.
  • يجب أن يكونوا الأفضل دوماً.
  • ينتقدون كل شيء.
  • لا يتخلون عن الدراما.
  • يستغلون شعورك بالذنب لتحقيق مآربهم الشخصية.
  • يتقمصون دور الضحية لاكتساب شفقة الناس.
  • يقللون من شأن مشكلاتك، في حين يتحدثون عن أنفسهم ومشكلاتهم باستمرار.
  • يثرثرون بتعليقات سلبية تسلبك الشعور بالراحة.

وبالإضافة إلى العلامات المذكورة أعلاه، هناك مجموعة من الأعراض الأخرى التي تدل على أنَّ الشخص مصاص للطاقة؛ وإذا كنت قد واجهت أيَّاً من الأعراض التالية، فمن المحتمل وجود واحد منهم في محيطك:

1. الشعور بالقلق أو التوتر أو الاكتئاب:

إذا شعرت بأيٍّ من هذه المشاعر بعد قضاء الوقت مع شخص ما، فقد تكون علامة تحذيرية كبيرة على أنَّ هذا الشخص واحد منهم؛ إذ يجب أن يساعد أي وقت تقضيه مع الأصدقاء على زيادة سعادتك، وتعزيز نظرتك الإيجابية للحياة؛ وإذا حدث العكس، فلا تدع الأمر يستمر.

إقرأ أيضاً: 5 طرق للتخلص من المشاعر السلبيّة التي تسيطر عليك

2. الشعور بالإحباط والازدراء:

إذا كان شخص ما يُشعِرك دائماً بأنَّك لست جيداً بما يكفي، وأنَّك ارتكبت خطاً ما عندما لم تفعل ما يراه خياراً صحيحاً؛ فقد يكون مصاص طاقة؛ والواقع أنَّ هناك شيئاً ما خاطئ بداخله، فيحاول إشعارك بالشعور نفسه.

3. يخبرك الناس أنَّ هذا الشخص سيئ:

أحياناً لا تستطيع إدراك متى يمتص شخص ما السعادة من حياتك، ولكنَّ الآخرين يستطيعون؛ لذا إذا أشار أكثر من شخص إلى أنَّ وجود شخص معين يؤثر سلباً في حياتك، فقد حان الوقت كي تنظر في الأمر ملياً.

4. دائماً ما تشكو من هذا الشخص:

إذا وجدت نفسك تتحدث باستمرار عن أمور سلبية عن شخص ما بعد قضاء الوقت معه، فهذا مؤشر كبير على أنَّ هذا الشخص يمتص طاقتك الإيجابية ويصيبك بالتعاسة؛ فعندما يكون الشخص جيداً بالنسبة إليك، ستجد صعوبة في تحديد أيِّ شيء خاطئ بشأنه.

إقرأ أيضاً: 8 طرق تساعد على التخلص من الطاقة السلبية

9 أنواع من مصاصي الطاقة الإيجابية وطريقة التعامل معهم:

أول شيء يجب أن تعرفه هو عدم قدرتك على التحكم بسلوك هؤلاء؛ إذ يجب أن تدرك هذه الحقيقة، وتعلم أنَّك لست مسؤولاً عن أفعالهم، وأنَّك مسؤول عن نفسك فقط.

الشيء الثاني الذي عليك القيام به هو إبعاد نفسك عنهم ما أمكنك ذلك؛ إذ ليس بوسعك تغييرهم، ولكن يمكنك حماية نفسك منهم؛ لكن للأسف، رغم بذل قصارى جهدك، إلَّا أنَّ بعضهم لا يمكن تجنبه؛ لذا، إليك قائمة بأنواع مصاصي الطاقة الإيجابية وكيفية حماية نفسك عندما يعترضون طريقك:

1. الشخص النرجسي:

يُعدُّ النرجسيون أخطر أنواع هؤلاء؛ فهم لا يتحلون بمزية التعاطف، ولا يهتمون بمشاعرك أيَّاً كانت.

عند التعامل مع شخص نرجسي، عليك أن تفهم أنَّه شخص ذو عاطفة محدودة، ولا يشعر بما تشعر به؛ لذا لا يمكنك أن تتوقع أنَّه شخص أفضل ممَّا هو عليه، وقد يرهقك هذا كثيراً.

خفِّض سقف توقعاتك منه، واعرف قيمتك الحقيقة، وابتعد عنه عاطفياً، واحرص على أن ينبع تقديرك لذاتك وقيمتك من داخلك، لا من إرضاء هذا الشخص؛ فبمجرد التركيز على إرضاء نفسك، ستضعف من سطوة النرجسي عليك.

شاهد بالفديو: 8 صفات يتفرَّد بها الشخص النرجسي

2. متقمِّص شخصية الضحية:

نعرف كلنا شخصاً يتقمص دور الضحية باستمرار، ويتحدث باستمرار عن كل الأشياء السيئة التي حدثت له؛ ومع ذلك، لا يهتم بحل مشكلاته عند تقديم النصيحة، بل قد يلومك أنت على مشكلاته الخاصة، حتى لو كانت تلك المشاكل عواقب أفعاله في حقيقتها.

الشيء الأساسي الذي يجب ملاحظته مع هذا النوع من البشر، هو أنَّك لن تتمكَّن من مساعدتهم على حل مشكلاتهم؛ لذا، تخلَّ عن فكرة مساعدتهم؛ إذ لن تستطيع ذلك، كما أنَّها ليست مسؤوليتك أو وظيفتك.

تتعلق حماية نفسك عند التعامل مع شخصية الضحية بوضع حدود واضحة بينك وبينه؛ فهو سيحاول دائماً التحدث إليك عن مشكلاته، ولكن يجب عليك قطع هذه المحادثات بشكل مفاجئ بعد بضع دقائق لتجنُّب الانغماس في سلبيته المستمرة.

3. المتحكم:

يريدك الشخص المتحكم أن تتصرف بطريقته، ويريد التحكم بكيفية قيامك بالأمور، وبما تقوله وتفعله، ويعلق على الأمور التي تقوم بها، ويقدِّم ملاحظات وتوجيهات يقول أنَّها تصب في مصلحتك.

ربَّما قد قابلت من قبل شخصاً يحاول تقديم اقتراحات دقيقة ويشجعك على تنفيذ الطرائق والخطوات التي يريدك أن تتخذها؛ ممَّا كان يُشعِرك بالتصنع والزيف.

عندما تتعامل مع شخص متحكم، يجب أن تكون حازماً معه؛ لذا اشكره على نصيحته، وأخبره أنَّك تتصرف بالطريقة التي تناسبك وتبدو أكثر واقعية بالنسبة إليك، ولا تخشَ من الوقوف في وجهه وقول: "شكراً لك، ولكن لن أفعل ما اقترحته"؛ فلا سلطان له عليك، وليس لديه الحق في إخبارك كيف تعيش حياتك.

إقرأ أيضاً: كيف يتعامل الناجحون مع الأشخاص السلبيين؟

4. الثرثار:

ربَّما قد صادفت ثرثاراً في مرحلة ما من حياتك، حيث يتحدث هذا الشخص عن نفسه باستمرار، وعن حياته ومشكلاته والدراما المحيطة به؛ وإذا حاولت التحدث عن نفسك، فسرعان ما يعيد توجيه المحادثة إلى نفسه.

لا يهتم الثرثار بك أو بمشاعرك؛ فأنت لست سوى مجرد جمهور يحكي له عن حياته حتى يشعر أنَّ هناك من يسمعه ويهتم لأمره؛ وللأسف، قد يُشعِرك هذا بأنَّ علاقتك من طرف واحد، وأنَّك مستنزَف، وغير هام، ومُهمَل بالنسبة إليه.

لذا، فأفضل طريقة لحماية نفسك من الثرثار هي التواصل المباشر معه؛ فهو لا يستجيب للتلميحات اللطيفة مثل محاولات تغيير المحادثة، بل يجب أن تعرب عن رغبتك في تغيير موضوع الحديث مباشرة -ولكن بأدب- إلى شيء أكثر إيجابية.

5. الشخصية الدرامية:

قابلنا جميعاً شخصاً درامياً في حياتنا، حيث يضخِّم هذا الشخص الأمور، ويعتبرها مشكلة كبيرة مهما بدت غير هامة، كأن يختلق مشكلة إذا قابل شخصاً ما في الشارع ولم يبادله التحية.

يعتمد الأمر على مكانة الشخصية الدرامية في حياتك وكيف تؤثر فيك، ولعلَّ الطريقة الأكثر فاعلية لحماية نفسك من هذا النوع من الأشخاص تتمثل في عدم الانخراط في محادثاتهم؛ وإذا حدث وانخرطت في ذلك، فاعتذر سريعاً، وابحث عن شخص أكثر إيجابية للتحدث معه، وحاول أن تنأى بنفسك عن القيل والقال؛ إذ سيساعدك ذلك على تجنب الغرق في الدراما خاصتهم.

إقرأ أيضاً: 7 طرق للتعامل مع الأشخاص السلبيين

6. القاضي (مُطلِق الأحكام):

القاضي هو أحد أنواع مصاصي الطاقة الذين يحكمون باستمرار على الآخرين، ولا أحد بمنأى عن تحقيقاته؛ إذ سيحكم على الجميع، ويتركك تتساءل عمَّا يتناولك به في غيابك.

يُعدُّ مطلق الأحكام واحداً من أكثر الشخصيات السلبية؛ ذلك لأنَّه عندما يصدر أحكامه على البشر، ولا يتفوه بأي شيء إيجابي، ممَّا يُشعِرك بعدم الأمان والحزن والنقص.

يعود الأمر هنا إليك؛ إذ لا ينبغي عليك الاهتمام بما يقوله أو الاعتقاد بأنَّه ينتقدك لأنَّه يهتم بك، بل يفعل هذا لأنَّه ناقد بطبيعته، ولا يوجد شيء بنَّاء حيال ذلك؛ لذا لا تهتم بما يقوله، ولا تعطه أي قيمة.

يحاول مطلق الأحكام تقليل قيمتك وجعلك تشعر بالنقص؛ ذلك لأنَّه يعاني من نقص في شعوره بالقيمة الذاتية، لكنَّنا نعلم أنَّ القيمة الحقيقية للذات تأتي من الداخل؛ لذا، لا تأخذ ما يقوله مطلق الأحكام على محمل شخصي، ولا تتبنَّ أي أسلوب دفاعي تجاه تعليقاته، بل حافظ على هدوئك.

7. الناقد:

ينتقدك هذا الشخص دائماً أو ينتقد أي شيء من حوله، إذ لا يوجد شيء جيد بما فيه الكفاية في نظره؛ لذا، دائماً ما يتلاعب بمن حوله، ويقدِّم تعليقات وقحة لا لزوم لها.

ستلاحظ أنَّه لا يمتلك أي شيء لطيف ليقوله عن أي شخص، وأنَّ حواره لا يخلو من الفظاظة والسلبية، ولا يرى أي شيء جيد أو مقبول حتى، ويكون كل شيء في نظره سيئاً على الدوام.

عندما تتعامل مع شخص ناقد، عليك ألَّا تأخذ ما يقوله على محمل شخصي، وأن تدرك أنَّ كل ما يفعله هو التخلَّص من مشاعره ومشكلاته السلبية ونسبها إليك؛ لذا لا تتبنَّ موقفاً دفاعياً، ولا تولِ انتقاداته اهتماماً، وانسحب من الحديث معه، أو حوِّل المحادثة إلى شيء آخر إيجابي.

إقرأ أيضاً: ناقد.. غير ناقد!

8. التنافسي (أنا أفضل منك):

يحاول هذا الشخص التغلُّب عليك دائماً؛ وبغض النظر عمَّا يفعله، فهو يعتبر أنَّه يفعل أي شيء أفضل منك. يعدُّ هذا الشخص الأكثر إزعاجاً؛ ذلك لأنَّ نيته ​​الوحيدة هي جعلك تشعر بالنقص والتوتر والقلق.

عليك أن تفهم أنَّ أفعال هذا النوع من مصاصي الطاقة تأتي من انعدام الأمن وشعورهم الداخلي بأنَّهم ليسوا جيدين بما فيه الكفاية؛ لذا، لا ينجح تشجيعك وطمأنتك لهم؛ ذلك لأنَّ لديهم شعور زائف بالأنا والكبرياء، وستغذي بمحاولتك مساعدتهم تلك الأنانية والغرور.

يجب أن تحرص على طمأنة نفسك وإقناعها بأنَّك جيد بما فيه الكفاية؛ فهم سيبذلون قصارى جهدهم لجعلك تشعر بانعدام القيمة وعدم الأمان؛ وإذا أردت لهم الشعور بالتحسُّن، فامنحهم مجاملات حقيقية وصادقة حول قيمتهم الذاتية، وذكِّرهم بأنَّهم هامون؛ ولكن احرص على تذكير نفسك بذلك أولاً.

شاهد بالفديو: 8 طرق لتدريب العقل على التحلي بمزيدٍ من الإيجابية

9. البريء:

تُعدُّ شخصية البريء ثاني أخطر شخصية من هذه الشخصيات بعد النرجسي؛ ذلك لأنَّك لا تستشعر مخاطره؛ فالبريء شخص لا حول له ولا قوة، وأنت تساعده فقط بين الحين والآخر؛ لكنَّه قد يخرج عن نطاق السيطرة، وسرعان ما يصبح معتمداً عليك بشكل شبه كلي، ويتوقع منك مساعدته وكأنَّ ذلك حق مكتسب له، ممَّا يُشعِرك بالاستنزاف.

يتغذى مصاص الطاقة البريء على تعاطفك وشفقتك عليه، ولا يستطيع غالباً رؤية الحدود لأنَّك لم تضعها من البداية؛ فأنت سمحت له بتخطي الحدود مراراً وتكراراً، وربَّما شجعته بإخباره ألَّا مشكلة في الأمر.

قد يكون هذا صعباً، لكن يتعين على هؤلاء الأشخاص تحقيق اكتفاء ذاتي والاعتماد على أنفسهم، ويمكنك تشجيعهم على ذلك عن طريق وضع الحدود.

الخلاصة:

إذا تعرَّفت على أحد مصاصي الطاقة الإيجابية من الناس المحيطين بك، فقد علمت الآن مدى أهمية الابتعاد عنه.

قد يكون الأمر صعباً بالتأكيد، وربَّما تشعر بالالتزام تجاه هذا الشخص؛ لكنَّ الابتعاد هو أفضل حل لكليكما؛ فأنت لا تحتاج إلى تلك الشخصيات السلبية في حياتك؛ لذا، ضع نفسك وصحتك العقلية في المقام الأول، وافعل كل ما تستطيع فعله للعيش بسعادة وإيجابية.

لا يجعلك رفض مساعدة الناس بعد حد معين إنساناً سيئاً أو قاسياً، خاصة مع أولئك الأشخاص الذين ساعدتهم مراراً وتكراراً؛ كما يرسم عدم الانصياع إلى هذا النوع الحدود بينكم ويحددها جيداً.

 

المصدر




مقالات مرتبطة