9 سلوكات يمارسها الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي المنخفض
1. قلة الوعي الذاتي
الوعي الذاتي هو أساس الذكاء العاطفي، فهو يتطلب من الفرد فهم عواطفه ونقاط قوته وضعفه وتأثيره في الآخرين، فلا يتمتَّع في الغالب الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي المنخفض بالوعي الذاتي، ولا يدركون تأثير أفعالهم وكلماتهم في مَن حولهم، ما يؤدي إلى سوء فهم، وصراعات، واتخاذ قرارات غير صائبة.
2. ضعف مهارات الإصغاء
يعد حسن الإصغاء عنصراً حاسماً للتواصل الفعَّال وعلامة على التفوق في الذكاء العاطفي، وغالباً ما يفتقر الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي المنخفض إلى مهارة الإصغاء، وكثيراً ما يقاطعون الآخرين، أو لا ينتبهون إليهم، أو يركِّزون أكثر على أفكارهم وردودهم، ويجعل هذا السلوك الآخرين يشعرون بأنَّهم غير مقدَّرين، ويضر بالعلاقات الشخصية والمهنية.
3. عدم القدرة على التعاطف
التعاطف هو القدرة على فهم مشاعر الآخرين والتجاوب معها، وغالباً ما يجد الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي المنخفض صعوبة في وضع أنفسهم مكان شخص آخر ورؤية الأشياء من وجهة نظرهم، وهذا يؤدي إلى عدم مراعاة مشاعر الآخرين وسوء فهم وصعوبة في بناء علاقات قوية وداعمة، وعلى الصعيد المهني، قد يؤدي الافتقار إلى التعاطف إلى إعاقة العمل الجماعي والتعاون.
4. صعوبة في إدارة العواطف
التنظيم العاطفي هو قدرة الفرد على إدارة عواطفه بروية وتأنٍّ، وغالباً ما يعاني الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي المنخفض من نوبات عاطفية متكررة، أو تقلبات مزاجية، أو صعوبة في التحكم في ردود أفعالهم، وهذا يمكن أن يؤدي إلى علاقات متوترة، واتخاذ قرارات متهورة، وزيادة مستويات التوتر على الصعيدين الشخصي والمهني.
5. إلقاء اللوم على الآخرين
المساءلة هي استعداد الفرد لتحمُّل مسؤولية أفعاله وقراراته، وغالباً ما يلوم الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي المنخفض الآخرين بدلاً من مساءلة أنفسهم عندما تسوء الأمور، وقد يؤدي هذا السلوك إلى إضعاف الثقة، وتدهور العلاقات، وإنشاء بيئة سامة يخشى فيها الناس المخاطرة أو ارتكاب الأخطاء.
6. عدم تقبل التغذية الراجعة
التغذية الراجعة البنَّاءة ضرورية للنمو الشخصي والمهني، وغالباً ما يواجه الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي المنخفض صعوبة في قبول التغذية الراجعة، إذ ينكرون أو يرفضون الانتقادات أو اقتراحات التحسين، وهذا يحدُّ من قدرتهم على التعلم والنمو والتكيف، ومن ثمَّ النجاح.
شاهد بالفيديو: 7 نصائح لتحسين ذكائك العاطفي
7. عدم القدرة على التكيُّف
القدرة على التكيُّف هي قدرة الفرد على تعديل أفكاره وسلوكاته استجابة للظروف المتغيرة، وغالباً ما يُظهر الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي المنخفض تصلباً بالفكر والأفعال، ولا يستطيعون التكيُّف مع المواقف أو الأفكار أو وجهات النظر الجديدة، وهذا الافتقار إلى المرونة يحدُّ من نجاحهم في عالم سريع التغيُّر تُعدُّ القدرة فيه على التغيُّر والتكيُّف أمراً ضرورياً.
8. ضعف مهارات حل النزاعات
يتطلب الحل الفعال للنزاعات التواصل الصريح، وحسن الإصغاء، وإيجاد حلول مفيدة للطرفين، فغالباً ما يواجه الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي المنخفض صعوبة في حل النزاعات، ويلجؤون إلى التهرب أو العدوان أو المراوغة بدلاً من معالجة المشكلات على نحو مباشر وبنَّاء، وقد تتفاقم النزاعات التي تُترك دون حل، وهذا يؤدي إلى تدهور العلاقات وإعاقة الإنتاجية على الصعيدين الشخصي والمهني.
9. عدم فهم الإشارات الاجتماعية
الوعي الاجتماعي هو القدرة على اكتشاف الإشارات الاجتماعية وتفسيرها، مثل لغة الجسد، ونبرة الصوت، وتعبيرات الوجه، وغالباً ما يغفل الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي المنخفض عن هذه الإشارات أو يسيئون تفسيرها، وهذا يؤدي إلى تعليقات غير مناسبة، أو تجاوز الحدود، أو عدم الحساسية لمشاعر الآخرين، وقد يسبِّب هذا السلوك الانزعاج والإهانة ويضرُّ بسمعتهم وعلاقاتهم.
دراسة حالة
لطالما فشلت ندى - مديرة مطعم في سنِّ الخامسة والثلاثين - في الحفاظ على علاقات إيجابية في حياتها الشخصية والمهنية، وغالباً ما اشتكى موظفوها من افتقارها إلى التعاطف وضعف مهارات التواصل، وهذا أدى إلى ارتفاع معدلات دوران الموظفين والتوتر في بيئة العمل.
أدركت ندى ذلك عندما واجهتها صديقتها سارة بشأن عدم حساسيتها وعدم قدرتها على الإصغاء، إذ أخبرتها أنَّها تتجاهل مشاعرها ولا تقدِّم لها الدعم عند الحاجة، ودفعت هذه المحادثة ندى إلى التفكير في سلوكها والبحث عن طرائق لتعزيز ذكائها العاطفي، وبعد أن عقدت ندى العزم على التغيير، التحقت ببرنامج تدريبي عن الذكاء العاطفي، وتعلَّمت فيه عن الوعي الذاتي والتعاطف وحُسن الإصغاء ومهارات التواصل، ولقد مارست هذه المهارات يومياً، وحاولت فهم مشاعر الآخرين وقبولها.
لاحظت ندى تحسُّناً ملحوظاً في علاقاتها مع استمرارها في تعزيز ذكائها العاطفي، وأعرَبَ موظفوها عن تقديرهم لتعاطفها وصراحتها، وهذا أدى إلى نشوء بيئة عمل إيجابية وتعاونية، كما تعمَّقت صداقات ندى أيضاً وأصبحت أكثر دعماً وتفهماً في حياة أحبائها، وبتطوير ذكائها العاطفي، واكتشفت ندى السبيل لبناء علاقات وطيدة وطيبة في جميع جوانب حياتها.
الدروس المستفادة
- الذكاء العاطفي (EQ) ضروري في مختلف جوانب الحياة، ومن ذلك العلاقات الشخصية والنجاح المهني وقدرات اتخاذ القرار والعافية والسلامة العامة.
- غالباً ما يُظهر الأفراد ذوو الذكاء العاطفي المنخفض سلوكات محددة دون إدراك تأثيرها السلبي في الآخرين، وهذا يؤدي إلى تأزُّم العلاقات وصعوبات في الحياة الشخصية والمهنية.
- الاعتراف بهذه السلوكات وفهمها هو الخطوة الأولى نحو النمو الشخصي، وتطوير الذات وبناء علاقات أفضل مع الآخرين.
- الذكاء العاطفي ليس سمة ثابتة؛ بل مهارة يمكن تطويرها وتعزيزها مع مرور الوقت عن طريق ممارسات متنوعة، مثل التأمل الذاتي، وطلب التغذية الراجعة، واليقظة الذهنية، وتقنيات التواصل المؤثر.
- يتسنَّى للأفراد بتحسين الذكاء العاطفي، بناء علاقات إيجابية ومتناغمة وناجحة في حياتهم الشخصية والمهنية، وهذا يؤدي إلى زيادة الرضى والإنجاز في الحياة عموماً.
- تتطلَّب تنمية الذكاء العاطفي المواظبة على بذل الجهد والصبر والاستعداد للتعلم والنمو، ومع ذلك، فإنَّ تحسين العلاقات، واتخاذ قرارات أفضل، وزيادة الوعي الذاتي، تجعل الاستثمار في تنمية الذكاء العاطفي مفيداً في التطوير الشخصي والمهني.
في الختام
إدراك هذه السلوكات التسعة المرتبطة بانخفاض الذكاء العاطفي هو الخطوة الأولى نحو النمو الشخصي وتحسين العلاقات، وبتطوير الوعي الذاتي، والإصغاء بعناية، وتنمية التعاطف، وتنظيم العواطف، يتسنَّى للأفراد تعزيز الذكاء العاطفي لديهم وبناء علاقات إيجابية وداعمة مع الآخرين، ومن الهام أن نتذكَّر أنَّ الذكاء العاطفي مهارة يمكن تطويرها وتعزيزها بمرور الوقت، وعن طريق التأمل الذاتي، وطلب التغذية الراجعة، وممارسة اليقظة الذهنية، وممارسات التواصل المؤثر، يستطيع أي شخص تحسين الذكاء العاطفي لديه وجني الفوائد في حياته الشخصية والمهنية.
أضف تعليقاً