9 أسباب أساسية وراء شعورك بالسأم من وظيفتك:
4. الحاجة إلى التنقُّل لمسافة طويلة للوصول إلى العمل يومياً:
التنقُّل لمسافات طويلة أمرٌ مُرهِق، وإذا كان يستغرق الوصول إلى عملك يومياً ساعة (أو ساعتين ذهاباً وإياباً)، فستشعر بالإرهاق الجسدي الشديد، وقد يدفعك الإرهاق إلى التفكير جدِّياً فيما إذا كانت وظيفتك تستحقُّ كلَّ العناء الذي تبذله، وتذكَّر أنَّه إذا كانت لديك ساعتين يومياً للوصول إلى عملك والعودة إلى المنزل، فأنت تعمل لـ 10 ساعات يومياً بدلاً من 8.
الحلُّ:
قد لا تكون في وضع يسمح لك بالاستقالة حتى تتخلَّص من مشكلة الوقت الطويل الذي تستغرقه في الذهاب والعودة من العمل، وقد يكون الحلُّ هو بإنجاز عملك في وقت أقل، ومن ثمَّ مغادرة مكان العمل في وقت أبكر، أو ربَّما يمكنك استغلال الوقت الذي تقضيه خلال الذهاب إلى العمل (إذا كنت تستقل القطار أو الحافلة مثلاً) لتدوين اليوميات، أو مشاهدة برامجك التلفزيونية المفضَّلة من خلال هاتفك الذكي.
قد تجد أنَّه من الأفضل أن تحصل على بعض النوم خلال الزمن الذي تمضيه في الذهاب والعودة من العمل، وتشمل بعض الخيارات الأخرى تغيير مكان معيشتك بحيث تصبح أقرب إلى مكان العمل، أو أن تطلب النقل إلى موقع أو فرع آخر للشركة يكون أقرب إلى سكنك (في حال كان ذلك ممكناً)، أو أن تطلب السماح لك بالعمل من المنزل لعدة أيام خلال الأسبوع، ومن ثمَّ لا يتعيَّن عليك الذهاب إلى مكان العمل إلَّا من أجل حضور الاجتماعات الهامة مرة، أو مرتين خلال الأسبوع.
5. عدم منحك الترقية التي كنت تنتظرها:
من المؤلم جداً أن تشعر بأنَّك تبذل كل جهدك أملاً بالحصول على ترقية، أو الانتقال إلى قسم آخر في شركتك ومع ذلك يتجاهلونك، وستشعر عندما لا تُمنَح الترقية، أو النقل إلى قسم آخر بأنَّك لا تحظى بالتقدير، الأمر الذي قد يؤثِّر سلباً في صحتك النفسية والعاطفية، وما من شكٍّ أنَّ الشعور بأنَّ جهودك لا تلقى أي تقدير أمرٌ مؤلم جداً، ويمكن أن يؤدِّي إلى الشعور بالحسرة، وهذا بدوره يجعلك تسأم من عملك.
يمكن أن تكون المسألة مالية فقط، فيجب إذا كنت بحاجة إلى مزيد من المال، أن تفكِّر ملياً بجدوى البقاء في وظيفتك الحالية ما دمت لم تحصل على الترقية أو العلاوة على الراتب، وقد يكون من الأفضل على الصعيد المالي أن تبحث عن وظيفة أخرى في هذه الحالة.
الحلُّ:
تَقدَّم إلى فرص ترقية جديدة وناقش عند الذهاب إلى المقابلة، فرصَ الحصول على ترقية، وحاول أن تدوِّن أفكارك عن أحقِّيتك في الحصول على هذه الترقية، ويمكنك أيضاً أن تحسِّن مهاراتك للتميُّز على أقرانك الذين ينافسونك في الحصول على الترقية.
6. الاحتراق الوظيفي:
يتعافى الإرهاق الجسدي بالنوم، لكنَّ الأمرَ مختلف بالنسبة إلى ما يسبِّبه الاحتراق الوظيفي من إرهاق فكري، ويمكن أن يصبح نشاط عقلك غير طبيعي، ما قد يجعلك تتَّخذ موقفاً دفاعياً، ويزيد من شعورك بالإرهاق من الأعباء الوظيفية، فاستشر أخصائي علاج نفسي لتحديد ما إذا كنت تعاني من احتراق وظيفي نفسي، وناقش معه خيارات العلاج.
تترافق حالة الاحتراق الوظيفي النفسي عادةً مع الشعور بالاكتئاب، والتعب، والغضب، والافتقار للحماسة، والشعور بالوحدة، وحتى لو تركت وظيفتك، فلن تتخلَّص بذلك من الاحتراق الوظيفي، وهذا يعني أنَّه قد يؤثِّر أيضاً فيك في مكان عملك الجديد.
الحلُّ:
ليس من السهل علاج الاحتراق الوظيفي، ويجب أن تخصِّص الوقت للرعاية الذاتية، وتجعل اتِّباع نمط حياة صحي أحد أولوياتك، مثل القيام ببعض التمرينات الرياضية، حتى لو كنت تشعر بالسأم من كل شيء ولا ترغب بالقيام بأي نشاط، كما أنَّه من الضروري أن تحصل على ما يكفي من النوم الجيِّد، إضافة إلى اتِّباع حمية غذائية صحية، وقضاء الوقت مع أحبَّائك، وتخصيص الوقت لممارسة هواياتك.
احرص على قضاء ما لا يقل عن نصف ساعة يومياً في القيام بنشاطات الرعاية الذاتية حتى يتمكن جسدك من التعافي، أمَّا إذا استمرَّ الشعور بالإحباط والإنهاك الجسدي والنفسي، فهذا يعني أنَّك بحاجة إلى مساعدة من أخصائي.
7. الخوف من الفشل:
لدينا ميل طبيعي لتجنُّب الفشل، لذلك فكِّر فيما إذا كان السبب الأساسي لشعورك بالسأم من وظيفتك هو الخوف اللاواعي من الفشل، ويُعدُّ الخوف أحد أكثر العوامل التي تثبِّط شعورنا بالحماسة، وعندما يُحتمل أن تواجه الإخفاق في مهمة ما، فقد تشعر بالرغبة بالاستسلام قبل أن تقع فعلياً في الإخفاق، ويمكن أن يعوقك الخوف من الفشل عن اغتنام الفرص واستثمارها عندما تكون مُتاحة.
الحلُّ:
واجِهْ مخاوفك وحاول أن تكتب في يومياتك عما تشعر به من قلق أو خوف، ويجب أيضاً أن تتقبَّل هواجسك، وتعترف بوجودها حتى يتلاشى شعورك بالخوف.
شاهد بالفيديو: 5 نصائح قبل تقديم الاستقالة
8. التعامل مع كثير من مشكلات الصحة النفسية وحالات الطوارئ العائلية:
عندما تواجه كثيراً من مشكلات الصحة النفسية، أو حالات الطوارئ العائلية، فلن تكون قادراً على بذل كل طاقتك للنجاح في عملك، والنتيجة هي أن ينتهي بك الأمر غالباً في تحميل مسؤولية إحباطك ومعاناتك للآخرين، ويؤدي هذا الأمر إلى جعل بيئة العمل بل وحتى حياتك المنزلية أكثر سوءاً، وسرعان ما ستفقد القدرة على التركيز على عملك، وليس من المُستبعد أن تتأثر صحتك الجسدية أيضاً.
عندما تتزاحم أعباء الحياة، فإنَّك تشعر بعدم القدرة على التركيز على شيء معيَّن، ومن الطبيعي أن يتأثر عملك نتيجةً لذلك، ولن تشعر بأية رغبة بالذهاب إلى العمل، ناهيك عن تراجع أدائك في إنجاز المهام والمشاريع.
الحلُّ:
ليس من السهل أن تفصل بين حياتك المهنية والشخصية فصلاً كاملاً، خاصةً عندما يكون لديك كثير من الأعباء في حياتك الشخصية، ولكن يمكن أن تساعدك هذه النصائح على التعامل مع هذا الموقف:
- تحدَّث مع مديرك، لكن لا تفصح عن كلِّ ما يختلج في صدرك، وقد يكون من الممكن أن يخفِّف مديرك من حجم العمل الموكل إليك لبضعة أسابيع.
- خُذْ إجازة أو فترة استراحة للاهتمام بعائلتك، وبصحتك النفسية، والجسدية.
- خصِّص وقتاً لنشاطات الرعاية الذاتية، وتذكَّر أن تكون أكثر تعاطفاً ولطفاً مع نفسك.
- اطلب مساعدة أخصائي إذا كنت تعاني من الاكتئاب، أو القلق أو أي مشكلة نفسية أخرى.
9. كرهك للعمل في بيئة مكتبية:
يكره بعض الأشخاص العمل في بيئة مكتبية، ويختلف الأمر عن السبب الأول الذي ذكرناه في الجزء الأول من المقال (كون مكان العمل أو زملائك سامِّين)، بل كل ما في الأمر أنَّك شخص انطوائي، وأنَّك تشعر باستنزاف الطاقة عندما تعمل في مكتب مفتوح مع كثير من الأشخاص (خاصةً إذا كانوا اجتماعيين).
الحلُّ:
تتطلَّب بعض الوظائف العمل في بيئة مكتبية، ومن ثمَّ قد لا يكون لديك خيار سوى الاستمرار في العمل، أو تقديم استقالتك، وإذا كان ذلك ممكناً، فاطلب مكتباً خاصاً بك وحدك، أو مع زميل انطوائي حتى تتمتَّع ببعض الهدوء، والسكينة، أو ناقش إمكانية العمل عن بُعد، حتى لو كان ذلك لبضعة أيام فقط خلال أسبوع العمل، وإذا كنت انطوائياً جداً، فاحرص على تخصيص الوقت يومياً لاستعادة طاقتك، ما يزيد من قدرتك على الحضور مع الآخرين بعض الشيء.
بعض النصائح التي تساعدك على ترك عملك الذي يسبب لك التعاسة وإيجاد شغفك الحقيقي:
لقد تعلَّمنا من الجائحة شيئاً هاماً هو أنَّ فهمنا لبيئات العمل قد تغيَّر، وأصبحنا بعد فرض الحظر، وشيوع ثقافة العمل عن بُعد أكثر إدراكاً للاتِّجاه المتزايد المعروف بــ "الاستقالة الكبرى"، وأدرك الموظفون أنَّه يوجد بديل لفكرة "الوظيفة التقليدية" عندما أدركوا ضعف تفاني أرباب العمل تجاه الموظفين، وأصبحت فكرة السعي وراء الشغف فجأة مقبولة أكثر.
أدركنا بعد عدد الوفيات الكبير بسبب الجائحة، أنَّ العمل ليس مجرد التزام أو واجب، بل شيء يجب أن يمنحك الشعور بالرضى، بما ينطوي عليه من علاقات وطبيعة الوظيفة نفسها، لذلك إذا حاولت جدِّياً أن تجد شغفك مرةً أخرى، وشعرت أنَّك لم تعد ترغب بالاستمرار في وظيفتك الحالية، فقد يكون هذا مؤشراً حقيقياً على ضرورة أخذ القرار بالاستقالة، والبحث عن وظيفة أخرى، وأنت بحاجة إلى العثور على شغفك الحقيقي، حتى تتمكن من العمل في مجال يمنحك الشعور بالرضى، لذلك طبِّق النصائح الآتية:
- قيِّمْ خياراتك، وقيِّمْ المخاطرة المالية التي تترتَّب على الاستقالة من عملك، وهل يمكن أن تستقيل الآن؟ وهل تحتاج إلى العثور على وظيفة أخرى فوراً؟ أم أنَّك تمتلك مدخرات تكفيك لتبحث عن وظيفة ملائمة؟ هل تستطيع الاستمرار في عملك هذا لمدة 6 أشهر، أو سنة أخرى بينما تدَّخر لتقلِّل من المخاطر المالية؟
- فكِّرْ في المستقبل، وما تريد تحقيقه في الحياة، فعلى الرَّغم من أنَّه من الرائع أن تفِّكر يومياً فيما تحلم به لمدة وجيزة، لكن يجب أن تكون واقعياً، ويمكنك بمجرد أن تحدد أهدافك أن تنشئ خطة عمل وتعمل وفقها لتحقيق ما تريد.
أمَّا إذا كنت تشعر بانسداد الأفق، وأنَّ الحياة بلا معنى، وأنَّك عاجز عن معرفة شغفك في الحياة، فستساعدك النصائح أدناه على التعرُّف إلى شغفك الحقيقي.
بعض النصائح لتتعرف إلى شغفك الحقيقي:
- أصغِ إلى حدْسِك (فكِّر فيما تحب فعلاً القيام به)، وفكِّر في مسارات وظيفية مختلفة، وبالأخص في مسارات مهنية غير تقليدية.
- استمِر في التعلُّم وامتلك عقلية التلميذ، واشترك في دورة لتعلُّم شيء جديد، مثل الكتابة الإبداعية أو البرمجة وغير ذلك، وشاهِدْ مقاطع فيديو طريفة أو بعض النصائح الخاصة بالسفر وزيارة أماكن جديدة.
- كُنْ منفتحاً على الفرص، فتتيح نهاية كل فصل من حياتنا الفرصة لبداية فصل جديد، لذلك كن واعياً بما يُتاح أمامك من فرصٍ واغتنمها.
- اكتشف ما يثير اهتمامك، وحدِّد قيمك، ودوِّنْ عبارة تحفيز مختصرة لتذكيرك بمبادئك وقيَمك.
- تواصَلْ مع الأشخاص المشابهين لك في طريقة التفكير، ويمكن لهؤلاء أن يساعدوا على إرشادك لمعرفة شغفك، أو رسالتك في الحياة.
- أقدِمْ على المخاطر وتحلَّ بالإيمان والشجاعة لخوض تجربة جديدة.
في الختام:
يجب عندما تراودك مشاعر السأم من العمل باستمرار، أن تفكِّر ملياً في الأسباب الكامنة وراء هذا الشعور، واسأل نفسك: هل هذا الشعور حديث العهد، أم أنَّه كان موجوداً في عقلك الباطن منذ مدة؟
إذا عالجت جميع الأسباب وما زلت تشعر بالرغبة بترك عملك، فهذا يدل بما لا يدع مجالاً للشكِّ بأنَّك تبحث عن مسار يلبي شغفك ويُشبع وجدانك، فطبِّق عندها النصائح الخاصة بالبحث عن شغفك، وستحصل على حياة جديدة كلياً.
أضف تعليقاً