فوائد حليب الأم:
حليب الأم، المعروف أيضاً باسم الحليب الطبيعي أو حليب الثدي، هو الغذاء الأول والأهم للرضع. فهو يحتوي على مجموعة من الفوائد الرائعة والأساسية لصحة الطفل ونموه الصحي.
يُعتبر حليب الأم غنياً بالعناصر الغذائية الضرورية والمواد المضادة للأمراض، ويوفر حماية ومنافع عديدة للطفل خلال فترة الرضاعة الطبيعية. إليك فيما يلي أبرز فوائد حليب الأم:
1. حليب الأم مضاد حيوي:
يحمل حليب الأم عوامل وقائية مثل الأجسام المضادة لمساعدة الطفل على مواجهة العدوى، إلا أن الدراسات الطبيّة توصلت إلى أن المكوّنات المناعية في الحليب قد تزداد عندما يحتاج الرضيع إليها أكثر. ففي عام 2013م توصّلت دراسة طبية إلى أنه عندما تعاني الأم ورضيعها من نزلات البرد، فإن مستويات خلايا الدم البيضاء في الحليب تزداد بمقدار 64 ضعفاً.
وفسر العلماء ذلك أن لعاب الرضيع الذي ينتقل عبر قنوات الثدي للأم أثناء الرضاعة يحمل تقريراً عن الحالة الصحية للطفل، مما يؤدي لإنتاج حليب يحتوي على كمية أكبر من الأجسام المضادة والتي تساعد الطفل على:
- منع إصابة الطفل بالعدوى بأنواعها المختلفة (عدوى الجهاز الهضمي، الأنف والحنجرة، الرئة، البوليّة وحتى التهاب السحايا).
- محاربة التلوّثات، خاصة في الجهاز التنفسي.
- حماية الطفل من التهابات الأذنين والإسهال.
ففي الأشهر الأولى من عمر الرضيع تكون هذه الحماية ضرورية جداً له حيث أن هذه التلوثات تشكل خطراً على صحّته.
2. يحتوي حليب الأم على عناصر غذائية متكاملة:
فحليب الأم يتضمن المركبات والعناصر الغذائيّة التي يجب تواجدها في غذاء الطفل وفقاً لما يحتاجه في جميع مراحل تطوره المختلفة منها البروتينات، النشويات، الشحميات، الكالسيوم.
بالإضافة للمعادن والفيتامينات المختلفة كفيتامين A الذي يُعتبر ضرورياً للرؤية الصحية، وفيتامين D الضروري لصحة العظام، والأسنان، وفيتامين K الذي يساعد على إنتاج عوامل تخثُّر الدم التي تساعد على وقف النزيف بعد الولادة، وفيتامين C وهو من مضادات الأكسدة القوية التي تساعد على دعم الجهاز المناعي، وتحفيز امتصاص الجسم من الحديد.
ويحتوي حليب الأم على نسب عالية من فيتامين C، وفيتامين B الذي يساهم في تحويل الغذاء إلى طاقة يحتاجها الجسم للنمو، والقيام بالوظائف الحيوية، إضافة لأهميته للدماغ، والجهاز العصبي، والعينين، والشعر.
وفي الحقيقة حتى الأمهات اللواتي يعانين من سوء التغذية يكون الحليب لديهن كاملاً، عادة، على صعيد قيمته الغذائية، الأمر الذي لا يمكن التأكد منه وضمانه عند تلقي الطفل الحليب الصناعي.
3. حليب الأم يمكن أن يساعد على منع متلازمة موت الرضع المفاجئ:
وفقاً لدراسة أعدها باحثون بكلية الطب بجامعة فيرجينيا الأمريكية، شملت أطفالاً رُضع من دول وثقافات مختلفة، أن الرضاعة الطبيعية لحليب الأم مدة شهرين فقط تؤدي لانخفاض احتمالات وقوع موت المهد SIDS إلى النصف، والذي يعرف علمياً بـ (متلازمة موت الرُضع المفاجئ).
حيث أن خطر التعرض للموت المفاجئ انخفض بنسبة 40% للأطفال الذين رضعوا من حليب أمهاتهم مدة تراوحت بين شهرين وأربعة أشهر، وارتفعت هذه النسبة لتصل إلى 60% لمن استمرت رضاعتهم مدة ما بين أربعة أشهر وستة أشهر، وكانت الفروق طفيفة لمن جرى إرضاعهم بحليب الأم أكثر من ستة أشهر، في حين لم يتمتع أقرانهم ممن استمرت رضاعتهم أقل من شهرين بالحماية نفسها.
4. حليب الأم يساهم في تطور الدماغ عند الطفل:
توصلت دراسة حديثة إلى أن حليب الأم يحسن تطور دماغ الطفل، كما وجدت أن التغذية التي تعتمد على حليب الأم وحده تسهم أكثر في تطور الدماغ من التغذية التي تمزج بين حليب الأم وبدائل حليب الأم وأن التغذية المدمجة أفضل من التغذية التي تعتمد على بدائل حليب الأم فقط.
حيث رصد الباحثون تطور الدماغ لدى 133 رضيعاً تتراوح أعمارهم بين 10 أشهر إلى 4 سنوات، وأظهرت الدراسة أن الأطفال الرضع في سن الثانية، الذين تغذوا في سن الرضاعة من حليب الأم فقط لمدة 3 أشهر على الأقل، أظهروا زيادة في تطور المخ في مناطق رئيسية من الدماغ، بالمقارنة مع الأطفال الصغار الذين تكون غذائهم من مزيج من حليب الأم وبدائل الحليب بالمقارنة مع الرضع الذين تم تغذيتهم ببديل الحليب فقط.
وقد لوحظت زيادة التطور بشكل خاص في المناطق الدماغية المرتبطة بمهارات اللغة، الوظائف الحسية والوظائف الإدراكيّة.
وقد أشارت الأبحاث في الماضي إلى فوائد حليب الأم في التطور المعرفي لدى المراهقين والبالغين، إلا أن الدراسة الحاليّة توصلت لاكتشاف تغير في وظائف المخ في جيل مبكرة لدى الأطفال الصغار السليمين.
5. حليب الأم جاهز ومجاني ومعقم:
فحليب الأم جاهز لا يحتاج لبذل الجهد في تحضيره ولا يكلف شيئاً فهو مجاني، كما أنه معقم وخالي من الجراثيم والتلوث ودافئ يتناسب مع درجة حرارة الجسم الطبيعية المثلى.
6. حليب الأم أسهل للهضم:
إن حليب الأم أحسن وأسهل هضماً في المعدة والأمعاء للطفل لأنّه يحتوي على خمائر تنشط في معدة الطفل وتدعم عملية الهضم، لذلك فهو أخف على الجهاز الهضمي لمعظم الرضع، فنجد أن الأطفال الذين يعتمدون في تغذيتهم على حليب الأم بصورة أقل يعانون من: الإسهال، الغازات وآلام البطن.
7. حليب الأم يحمي من الأمراض المزمنة:
يقي حليب الأم من خطر الإصابة بالأمراض المُزمنة عند الكبر، فالأطفال الذين تغذوا بالرضاعة من حليب الأم كانوا معرضين أقل بمرتين لخطر الإصابة بالسمنة.
كما أن الرضاعة من حليب الأم تقلل من خطر الإصابة بالأمراض السرطانية في مرحلة الطفولة، إضافة إلى تقليل خطر الإصابة بأنواع معينة من الأمراض السرطانية مدى الحياة.
كما أن رضاعة حليب الأم تقلل في المستقبل من نسبة الإصابة بعوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الشرايين التاجية في القلب، إضافة لذلك فإن الأطفال الذين تم إرضاعهم من حليب الأم أقل عرضة للإصابة بداء السكري، وخصوصاً من النوع الأوّل (سكّري الأطفال)، وقد يعود سبب ذلك إلى التعرض لفترة أقل لحليب الأبقار (الذي ثبت أنه يشكّل أحد عوامل الخطر للإصابة بسكري الأطفال).
كما أنه يساهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض مناعية، من بينها أمراض الحساسية المختلفة كالربو وغيرها.
8. حليب الأم يقلل من التوتر:
أثبتت العديد من الدراسات أن الرضاعة من حليب الأم تسهم في تخفيف التوتر لدى الرضيع. فالتأثير المضاد للألم والمهدئ الذي يتمتع به حليب الأم يسهم في تطور الطفل الاجتماعي والعقلي، ويحسن العلاقات بين أفراد العائلة (خصوصاً الأم) وبين الطفل الرضيع.
وقد يفسر ذلك الرابطة العاطفية التي تنشأ بين الأم والطفل خلال الرضاعة، وبعض المواد التي تتوفر في حليب الأم.
شاهد بالفيديو: 8 فوائد لحليب الأم تميزه عن الحليب الصناعي
فوائد الرضاعة الطبيعية للأم:
- تعزيز صحتها الجسدية واستقرارها النفسي.
- تقلل من النزف مباشرة بعد الولادة.
- تقلّل من الإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبايض.
- تقلّل من الإصابة بهشاشة العظام.
- تقلّل من أمراض القلب والأوعية الدموية.
- تقليل البدانة حيث تعتبر الرضاعة عاملاً محفزاً لفقدان الوزن وقد يكون ذلك نتيجةً لحرق كميّة كبيرة من السعرات الحرارية (حوالي 500 سعرة حرارية في اليوم) أثناء الرضاعة.
وتنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بإرضاع الطفل من حليب الأم أول ستة أشهر من عمره، وإضافة نوع من الغذاء الصلب مع حليب الأم بعد الأشهر الستة.
أضرار الحليب الصناعي:
استخدام الحليب الصناعي كبديل للرضاعة الطبيعية قد يشكل بعض الأضرار على صحة الطفل. على الرغم من أن الحليب الصناعي يعتبر خياراً آمناً في حالات عدم توفر الرضاعة الطبيعية، إلا أنه ينبغي أن ندرك بعض النقاط الهامة.
1. سوء التغذية:
حيث أنّ هناك بعض أنواع الحليب الصناعي التي لا تحتوي على كافة العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل مثل أحماض الأوميغا 3، الحديد، الكالسيوم اللازم لنمو الأسنان والعظام مما يؤدي لإصابة بعض الأطفال بأمراض فقر الدم، بينما يتميز حليب الأم باحتوائه على جميع هذه العناصر وبنسب ثابتة ومتوازنة والتي تساعد على بناء خلايا الجسم وحمايته من الأمراض.
2. التأثير على صحة الطفل والقيام بالعمليات الحيوية:
حيث أن الحليب الصناعي لا يحتوي على بعض أنواع الهرمونات والأنزيمات الضرورية للطفل والتي توجد في الحليب الطبيعي.
3. مشاكل عسر الهضم:
الإمساك وتشكل الغازات المزعجة، حيث بيّنت الدراسات بأن الأطفال الذين يرضعون من الحليب الصناعي يعانون من هذه المشاكل بنسب أكبر من الأطفال الذين يرضعون بشكل طبيعي.
4. ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان:
حيث وجد بأن الحليب الصناعي يحتوي على العديد من المعادن والمواد الثقيلة، التي من شأنها أن تشكل عبئاً على معدة الطفل، ومشكلة في عملية الهضم، الأمر الذي من شأنه التسبب بالالتهابات والأمراض المختلفة التي قد تتطور إلى أورام خبيثة على المدى الطويل.
5. يؤثر على مناعة الطفل:
فقد توصل بعض الباحثون إلى أن الحليب الصناعي من شأنه إنقاص المناعة، وذلك بسبب عدم احتوائه على الأجسام المناعية والمضادة للفيروسات والعدوات المختلفة، بعكس الحليب الطبيعي الذي تقدمه الأم، ولكن ذهب علماء آخرون للقول بأن الطفل وإن كان رضيعاً، فإن جهازه المناعي يكون قادراً لصد أي هجوم أو عدوى بغض النظر عن نوع الحليب الذي يشربه.
توصلت دراسة لمنظمة "Save the Children" غير الحكومية، أن كل 38 ثانية يموت طفل، كان من الممكن أن يعيش لو رضع حليب أمه. وهذا يعني أن 830 ألف طفل يموتون سنوياً جراء عدم إرضاعهم حليب أمهاتهم بعد ولادتهم مباشرة.
وتشير الدراسة أن الطفل الرضيع يحصل عن طريق حليب الأم على عناصر تُساعده في تقوية جهازه المناعي وحمايته من الفيروسات والبكتيريا.
ويتعرض الأطفال الذين لا يرضعون للإصابة بالتهاب رئوي أكثر بخمس عشرة مرة ممن يرضعون، أما نسبة من يموتون منهم بسبب الإسهال فتفوق بإحدى عشرة مرة نسبة من يرضعون.
6. خطر الإصابة بمرض السكّر:
حيث يعتقد أن البروتين المتواجد في الحليب الصناعي قد يكون مصدر الحساسية وتكوين الأجسام المضادة التي قد تسبب مرض السكري النوع الأول وهو المعروف بالمرض المناعي، كما أن السمنة المفرطة تزيد من فرص إصابة الأطفال بالسكر من النوع الثاني.
7. معدل الذكاء العالي عند الطفل يختلف حتى مرحلة البلوغ المبكر:
حيث توصلت الدراسات إلى وجود فرق في درجات الذكاء بين الأطفال الذين يرضعون حليب الأم وبين الذين يرضعون حليب صناعي. فكان الفارق بدرجة الذكاء بمعدل 5 – 10 نقاط على مؤشر الذكاء (IQ).
8. الحليب الصناعي يحتاج وقت وجهد ومال:
حيث أن إعداد وتحضير الحليب الصناعي يحتاج إلى جهد ووقت لتبريده أو تسخينه حسب حاجة الطفل، كما أن شراء مستلزمات الرضاعة الصناعية من زجاجات الرضاعة وشراء الحليب الصناعي تكون مكلفة وغالية الثمن، إضافة لصرف المزيد من الوقت والجهد في تنظيف زجاجات الرضاعة وغليها باستمرار حتى لا تتلوث وتنقل الأمراض للطفل بشكل مستمر.
في الختام:
بخلاف المكونات الغذائية، يحتوي حليب الأم على مجموعة متنوعة من المواد المناعية والمضادة للأمراض. فهو يحتوي على الأجسام المضادة التي تعزز جهاز المناعة للطفل وتحميه من العدوى من أمراض، لذلك يجب التفكير جيداً قبل التخلي عن الرضاعة الطبيعية والاعتماد على الحليب الصناعي.
أضف تعليقاً