ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتُحدِّثنا فيه عن 8 علامات تدل على وجود مشكلة التأجيل وكيفية التخلص منها.
لاحظت بعد أن تعافيت أنَّ هذا التأجيل ما زال يسيطر على مختلف جوانب حياتي؛ فأنا أؤجل المسائل الهامة على صعيد العمل والعلاقات الشخصية إلى المستقبل في غالب الأحيان، ويعاني كثير من الأفراد مشكلة التسويف؛ لكنَّ معظمهم لا يدركون وجودها.
8 علامات تدل على وجود مشكلة التأجيل:
1. انتظار الفرصة المناسبة:
لا توجد أوقات أو فرص مثالية في الحياة؛ بل أنت مسؤول عن تهيئة الظروف وإنشاء الفرص؛ وذلك من خلال العمل، وكلما أجلت أكثر قلَّت احتمالات قيامك بالعمل؛ فأنا أعرف هذا من تجربتي الشخصية، ناهيك عن أنَّ شعور الندم الناجم عن تفويت الفرص لا يرحم على الإطلاق؛ لذا عليك أن تغتنم جميع الفرص المتاحة على الفور دون تأجيل وتبذل ما بوسعك للاستفادة منها، حتى لو كانت هذه الفرصة أمراً بسيطاً كقراءة هذا المقال وإدراك أنَّ حياتك لا تحتمل التأجيل، وأنَّك قادر على تهيئة الظروف وإنشاء الفرص بنفسك.
2. التذمر من ضيق الوقت على الدوام:
الوقت عامل ثابت بالنسبة إلى الجميع دون استثناء، ويكمن الاختلاف في كيفية استثماره والاستفادة منه، وقد اعتدت أن أقضي أوقاتاً طويلة في مشاهدة التلفاز عندما كنت أعاني الاكتئاب وفقدان الشهية العصبي، وأضعت كثيراً من الوقت الثمين على نشاطات لا تفيدني ولا تساعدني على تحقيق التقدم في حياتي؛ كمشاهدة البرامج التلفزيونية مثلاً؛ لذا يجب أن تعرف كيف تقضي وقتك وتستثمره، وتقيِّم مدى كفاءتك في إدارته، وتحاول استثماره بفاعلية وكفاءة أكبر، وعندها ستكتشف أنَّك تستطيع توفير مقدار كبير من الوقت، لقد تفاجأتُ بالوقت الإضافي الذي حظيت به بعد أن توقفت عن مشاهدة التلفاز تماماً، وقد ازدادت إنتاجيتي بصورة ملحوظة بعد أن تخلصت من هذه العادة السامة.
3. الاستسلام للخوف:
من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالخوف عندما يقدم على خطوة جديدة في حياته، وفي هذه الحالة عليه أن يعرف كيف يُعامِل هذا الشعور؛ إذ يعتريني شعور الخوف في كل مرة أقرر فيها كتابة مقال جديد؛ لأنَّني أخشى ألَّا يحل عليَّ الإلهام وأعجز عن تأليف مقال مثير للاهتمام؛ لكنَّني أواجه مخاوفي وأمضي في العمل كل يوم، وأحرز النجاح الذي أصبو إليه، وتقتضي الطريقة المثالية للمضي في العمل على الرغم من مشاعر الخوف وعدم الأمان أن تقوم بإنشاء رابط عاطفي مع النتيجة المرغوبة؛ أي أن تتصور مشاعر الراحة والحماسة والفخر بعد أن تخوض تجربة جديدة أو تحقق أحد أحلامك.
شاهد بالفديو: 5 خطوات فعالة تساعدك على تنظيم وقتك
4. عدم استثمار المعارف المكتسبة:
أشعر بالذنب حيال هذا الموضوع بشدة؛ فأنا أحب أن أثقف نفسي وأطَّلع على مختلف أنواع العلوم والمعارف، وقد جعل الإنترنت مصادر التعلم في متناول الجميع ليختاروا منها ما ينفعهم، وأصبح بمقدور الإنسان أن يتعلم عن أي موضوع أو مجال يندرج ضمن اهتماماته بكل يسر وسهولة أكثر من أي وقت مضى.
نجم عن هذه الفرص الجديدة مشكلة حديثة العهد، وتبيَّن أنَّ كثرة المصادر تؤدي إلى ميل الفرد إلى الامتناع عن التطبيق والفعل، فلا يسع الفرد أن يحيط بكافة تفاصيل موضوع أو مجال ما، ناهيك عن أنَّه غير مضطر لتعلم كل شيء يرتبط بمجال عمله على الفور دفعة واحدة قبل أن يباشر العمل والتطبيق، ولم أكن شخصياً خبيرة بمرض فقدان الشهية العصبي وكيفية الشفاء منه عندما بدأت أكتب عنه؛ لكنَّني صممت على تقديم مساهمتي الشخصية، كما أنَّني لم أكن قد تعلمت كل شيء يخصُّ تحسين صورة الجسد عندما كتبت الدليل الخاص بي؛ لكنَّني قد بحثت وبذلت ما بوسعي للتعلم، وتقديم أفضل مساهمة أمكنني أن أقوم بها في ذلك الوقت، وعلى الرغم من أنَّ عملي لم يكن مثالياً ومتكاملاً وقتئذٍ؛ لكنَّه ساعد عدداً كبيراً من الأفراد وهذا هو المطلوب.
يقول رجل الأعمال الأمريكي "سيث جودين" (Seth Godin): "لا ينبغي للمرء أن يكتفي بتثقيف نفسه؛ وإنَّما عليه استثمار ما تعلمه في تنمية نفسه وخدمة الآخرين".
5. انتظار العلاقة المناسبة:
هذا ينطبق على جميع أنواع العلاقات سواء كانت بغرض الصداقة أم الزواج؛ إذ لا يجب أن تؤجل المشاريع والتجارب التي تتمنى خوضها حتى تعثر على الشريك المثالي، وأقصد بهذه التجارب السفر حول العالم، أو تعلم الطبخ، أو العيش في بلد آخر وغيرها من الأحلام التي تود تحقيقها، ولا شك أنَّ القيام بتغييرات جذرية في الحياة بوجود الشريك المناسب يصبح أسهل وأكثر متعة، ولكن لا يجب أن تعتمد عليه وتُعِدَّه الدافع الوحيد لعيش حياتك على أكمل وجه وتحقيق أحلامك.
6. الشكوى من ضيق الحال:
إنَّني أواجه ضائقة مالية حالياً؛ لكنَّني أحاول تأمين احتياجات المنزل والمحافظة على حياة كريمة لعائلتي، وإذا كنت تواجه المشكلة نفسها في منزلك عندئذٍ عليك أن تفكر بحلول إبداعية؛ كطلب المساعدة أو المشورة من الآخرين بغية الحصول على أفكار أو أساليب تساعدك على تجاوز الضائقة المالية، كما يجب أن تبحث عن مصدر دخل جديد، وتنتبه إلى مصاريفك، والأشياء التي تنفق عليها أكثر من اللازم؛ كي تُنظِّم نفقاتك بما يناسب المدخول وتقطع المصاريف الإضافية غير الضرورية وتستخدم المال الذي توفره في الجوانب التي تساعدك على عيش حياة كريمة تُناسب قيمك في الحياة.
7. عدم الثقة بالنفس:
إنَّها مشكلة شائعة ومؤذية للغاية، فيشتكي معظم الأفراد من مشكلات الثقة بالنفس، ولكن ثمة طريقة لتغيير الوضع إلى الأفضل؛ وتقتضي التفكير بإيجابية ومعاملة الذات بلطف واحترام، كما يجب عليك أن تبتسم لنفسك في المرآة، وتمشي منتصب القامة مرفوع الرأس وتجلس معتدلاً، وترفع صوتك في أثناء الحديث وتكون سبَّاقاً ومبادراً في تفاعلاتك الاجتماعية، فتؤدي المثابرة والاجتهاد في تطبيق النصائح آنفة الذكر إلى زيادة شعورك بالثقة بالنفس في زمن قياسي.
8. تأجيل متع الحياة:
لا أحد يعرف ماذا يخبئ له المستقبل في جعبته، ولا يمكن لإنسان أن يضمن ما يحدث له، فتكون الحياة ممتعة عندما يقوم الفرد بالأعمال الممتعة ويخوض التجارب التي يحلم بها في الحال دون تأجيل.
قد لا تستمتع بالسفر حول العالم بعد التقاعد؛ وذلك لأنَّ صحتك يمكن أن تتدهور وتكون متعباً ومرهقاً طوال الوقت ولا يتسنى لك تحقيق حلم السفر بسبب آلامك الجسدية، ومن يعرف إذا كان سيتسنى لك ممارسة الهواية التي لطالما رغبت فيها أو تناول الوجبة التي تشتهيها؟
خلاصة القول عليك أن تستثمر كل يوم في حياتك خير استثمار، وتعيش في الحاضر ولا تؤجل أي شيء للمستقبل حتى تعيش حياة كريمة ترضيك وتحقق أحلامك.
في الختام:
لا يوجد شعور أقسى من الندم والتحسر على الفرص الضائعة في الماضي؛ لهذا السبب عليك أن تمتنع عن التسويف وتبدأ بإجراء التغييرات الضرورية في الحال؛ فأنت لم تتأخر بعد، وما زالت فرصة التغيير متاحة.
أضف تعليقاً