يجب أحياناً أن تواجه الظروف، وتكون حاسماً في رغبتك بإجراء التغيير، بصرف النظر عن صعوبته، أو مدى شعورك بالإحباط، إلا أنَّك تقرِّر أنَّك لن تسمح لما يحدث بثني عزيمتك.
إليك فيما يأتي 5 أفكار يجب أن تتخلَّى عنها حتى تستطيع التقدُّم في حياتك:
1. التحسُّر على ما فات:
قبل أن تتمكَّن من أن تعيش حاضرك يجب أن تتجاوز كثيراً ممَّا حدث في الماضي، ومن ذلك أنَّه يجب أن تتخلَّى عن التفكير في الاحتمالات التي كان يمكن أن تحدث، وكيف أنَّه كان يجب أن تتصرف بطريقة مختلفة، وأيضاً ندمك على الأشياء التي لم تفعلها كما ينبغي.
كما يجب أن تتقبَّل فكرة أنَّك لا تستطيع أن تغيِّر تجربة سابقة، ولا آراء الآخرين عنك فيما سبق، ولا حتى النتائج التي ترتبت على خياراتك أو خيارات الآخرين، فعندما تتصالح مع واقعك الحالي، فستبدأ بفهمِ ما للغفران من قوَّةٍ حقيقيةٍ وستشعر بها، وستكون قادراً على أن تغفر لنفسك وللآخرين.
يمثِّل هذا المستوى من الوعي نقطة الانطلاق نحو الحرية التي تجعلك قادراً على متابعة حياتك.
2. اختلاق الأعذار:
يوجد دائماً مبرِّر تستطيع تقديمه لعدم وفائك بالتزام عاهدت نفسك عليه؛ إذ إنَّ اللجوء سريعاً إلى الأعذار ما هو إلَّا علامة ضعف؛ لذا كن قوياً، فالحياة تمرين مستمر يقتصر على ابتكار الحلول الإبداعية، والخطأ أو التأخير لا يصبح فشلاً إلا عندما ترفض تصحيحه، فالإخفاقات على الأمد الطويل ما هي إلا نتائج سلوكات الأشخاص الذين أدمنوا على تقديم المبرِّرات بدلاً من اتخاذ القرارات، على الرَّغم من معرفتهم بما يجب أن يفعلوه، فلا تكن واحداً منهم.
قرِّر أن تفعل ما ينبغي فعله، وإلَّا فإنَّ قطار الزمن سيفوتك وستبقى تتمنَّى لو أنَّك بدأت في وقت أبكر.
3. التنازل للحفاظ على العلاقة:
يجب أن تعترف إلى حدٍَّ ما بأنَّك قضيت كثيراً من حياتك بالتظاهر بما لست عليه، لقد قلَّلت من قيمة نفسك، وحاولت أن تبدو أكثر هدوءاً وأقل أهمية وأقل حساسية، وامتنعت عن إبداء رأيك كثيراً، كل ذلك من أجل ألا تخسر بعض الأشخاص.
لقد أردت أن تتكيَّف وأن يحبك الآخرون؛ أي أردت أن تعطي عنك انطباعاً جيداً، وأن تكون مرغوباً؛ إذاً لقد تصنَّعت لسنوات من أجل إرضاء الآخرين، وقد عانيت من ذلك لسنوات، لكن هذا يكفي الآن.
السبب الآخر الذي يجعل العلاقات السامَّة تمنعك من التقدُّم لا يكمن فيما يقوم به الطرف الآخر، بل في أنَّك ستضطر دوماً إلى التظاهر من أجل أن تتكيَّف مع الوضع، ويكون هذا التظاهر مؤلماً وسامَّا كلما طال أمد العلاقة.
فعندما تختار أن تنكفئ، وتبتلع لسانك، وتمنع نفسك من أن تكون على طبيعتك بدافع الخوف من خسارة العلاقة، أو حتى لأسباب منطقية وحتى عندما تفعل ذلك بذكاء، فثمة مشكلة لديك.
إذاً لا يتعلَّق الأمر بالآخرين، بل يتعلَّق بك أنت، لذلك في المرة القادمة التي تجلس فيها مع هذا الشخص، بصرف النظر عمَّن هو، اسأل نفسك، هل يجب أن أتظاهر حتى تستمر العلاقة، أم يمكنني أن أخوض التجربة دون تظاهر من أجل نمو شخصيتي؟
أجب عن هذا السؤال بصدق ومنطقية، وامنح نفسك الوقت الكافي للإجابة عنه.
4. فوات أوان الاعتراف بأخطائك وانتهاج منهج الصدق في حياتك:
لا يوجد مطلقاً أي ضمانات عندما تعترف بأخطائك وتتعامل بصدق مع الناس، فقد تخسر بعد ذلك ما حصلت عليه، وقد تخسر ثقة ومحبة الناس ولا تستطيع استردادها، وأحياناً قد تقطع أخطاؤك العلاقات نهائياً، حتى أنت قد لا تسلم بسبب الطريقة السابقة التي تعاملت بها مع الآخرين، فقد تشعر بالضياع والتشتُّت، وقد ينتهي بك الأمر للشعور بأنَّك أسوأ حالاً ممَّا كنت عليه عندما لم تكن صادقاً.
مع ذلك، فإنَّ التراجع عن الخطأ فضيلة، لأنَّك تفعل ما يمليه عليك الضمير الحي والقلب الخالي من الكذب والشعور بالذنب، فلقد وضعت خاتمة لسلوكك السابق بطريقة أو بأخرى، وهذا يساعدك على الأمد الطويل؛ إذ ستتعافى وتجد نفسك قد تحرَّرت من كل العذابات النفسية التي كنت تعاني منها سابقاً.
فإنَّ طريق الإنسان نحو السعادة والحرية هو واحد من أصعب الطرق، ومع ذلك فإنَّه الوحيد الذي يقودنا نحو السلام.
شاهد بالفديو: 10 علامات تدل على أنك تعيش حياة صادقة مع نفسك
5. توقُّع الخير طوال الوقت:
حتى لو كان صحيحاً أنَّك تتعافى وتنمو، وأنَّ الأمور ستكون على ما يرام، فإنَّها قد لا تكون كذلك دائماً، فأحياناً يكون الألم كل ما نستطيع رؤيته والشعور به عندما نكون في خضمِّ حدثٍ كارثي في الحياة.
إذ لا يسعنا أحياناً سوى الشعور بأنَّنا لسنا على ما يرام عندما نكون مرهقين نفسياً وعاطفياً، لكن لا شيء غريب في هذا الشعور، بل هو جزء من الطبيعة الإنسانية.
إنَّك لن تكون على ما يرام عندما يفارق هذه الحياة شخص عزيز على قلبك، ولن تكون على ما يرام عندما ينهار ما عملت بجد لبنائه، ولن تكون على ما يرام عندما تشارف على الإفلاس مع عدم وجود فرصة للحصول على دخل آخر، ولن تكون على ما يرام عندما يخذلك شخص وثقت به، أو عندما تكون مرهقاً لدرجة أنَّك لا تستطيع النهوض من سريرك في الصباح، ولا عندما تشعر بالخجل أو الفشل أو تغمرك مشاعر الحزن.
مهما تكن الصعوبات التي تواجهها، فإنَّها أحياناً لا تدع لك المجال لتكون على ما يرام في وقتها، لكن مع كل ذلك عليك أن تتذكَّر أنَّه لا بأس بهذه المشاعر وهي أمر طبيعي.
في الختام:
تصالح مع فكرة أنَّه من الطبيعي ألا تكون على ما يرام في كل الأوقات، وإنَّ الأشخاص القادرين على تحقيق النجاح على الأمد الطويل هم الأشخاص الذين يحوِّلون الصعوبات إلى فرص لتحقيق النجاح، ولا تخشَ الانهيار لبعض الوقت، لأنَّ كل إخفاق يحمل معه فرصة للنمو ولإعادة بناء نفسك لتكون شخصاً أفضل.
أضف تعليقاً