يساعدك الإبداع على التفوق في العمل، فهو الأساس لبدء عملك الخاص أو القيام بعمل آخر، كما أنَّه يعزز الإنتاجية والابتكار ونمو الأعمال، ويتيح لك الاستمتاع في أثناء العمل أو الدراسة، والتذكر بصورة أفضل، وفي النهاية رؤية التقدم في المجال الذي تُفضِّل العمل به.
لهذا السبب يستحق الأمر القيام بشيء ما لإطلاق العنان للعبقرية الإبداعية الموجودة بداخلك؛ حيث نمتلك جميعاً إمكانيات وقدرات في أعماقنا، ولكن مَهمَّتنا هي السماح لها بالخروج والعمل بجد وذكاء لتحقيق ما نؤمن بأنَّنا سنحققه؛ فهل يولد المبدعون وهُم كذلك أم يكتسبون الإبداع اكتساباً؟
من يدري عدد المرات التي طرحت فيها هذا السؤال على نفسك، لا سيما إذا كنت مصمم جرافيك أو تعمل في مجال الإعلان والاتصال. ولا يُعرف فيما إذا كان الإبداع نعمةً فطرية أم موروثة، لكن يمكن بلا شك إثارته والتدرُّب عليه بطريقة أو بأخرى.
غالباً ما تنفد أفكارنا، مما يؤدي إلى عدم إنتاج حلول إبداعية تُلبِّي توقعات المرء أو الآخرين، ومع ذلك، إذا ما واجهت أزمة إبداعية، يمكنك محاولة اتباع النصائح المذكورة أدناه لتحفيز تفكيرك الإبداعي.
لنفترض أنَّك تمتلك عملاً تجارياً يعتمد على التصميم الإبداعي؛ ستحتاج بلا شك إلى إنعاش ذاكرتك لضمان تدفُّق الأفكار، كما يمكنك البحث عن الإلهام، فهذه خطوة أولى هامة، وقد ترغب أيضاً في التخطيط ووضع رؤية لمساعدتك في رفع مستوى إبداعك.
نقدم إليك فيما يلي بعض النصائح لتعزيز إبداعك:
1. غيِّر روتينك لتتمكن من تغيير طريقة تفكيرك:
حتى الأشخاص المبدعون الذين لا يعرف تفكيرهم حدوداً يعيشون يوميَّاً حياةً رتيبة؛ حيث يبدأ روتين الصباح اليومي بالطريق الذي نسلكه للذهاب إلى العمل، والجداول الزمنية، وتناول وجبة الفطور، ناهيك عن العمل.
بمعنىً آخر، قد يكون الروتين أمراً مريحاً؛ وذلك لأنَّه يتطلَّب القليل من الجهد المعرفي؛ وبالتالي تكون الطاقات المستهلكة أقل، لكنَّه من ناحية أخرى يجعل كل شيء أكثر رتابةً ومللاً ويمكن التنبؤ به، بحيث يسيطر على عقولنا قليلاً.
حاول تغيير روتينك اليومي لتعزيز الإبداع؛ غيِّر عاداتك وطقوسك الصغيرة ليوم واحد، وبهذه الحالة ستتمكن من تنشيط عقلك وبالتالي يمكنك رؤية الأمور تتغير بسرعة.
2. حفِّز تفكيرك لتعزِّز مشاعرك:
إذا كنت تريد أمراً أكثر تحدياً، فيجب أن تفكر في شيء أكثر تعقيداً لتحفيز إبداعك؛ فكر في أسرار الحياة والمصادفات وارتباط الأمور مع بعضها، وتأمَّل وابدأ في رؤية الأمور بشكل مختلف.
بالتأكيد لن يحدث هذا الأمر مباشرة، ولن تمتلك بالضرورة المعرفة والفهم، ولكن مع مرور الوقت سيفيد ذلك إبداعك وانفتاحك، ويمكن أن يكون تمريناً إبداعياً ممتازاً لإيجاد حلول جديدة.
يحفز هذا الأمر عقولنا بشكل أساسي على إيجاد حلول جديدة وطرائق جديدة لتفسير الأمور لا سيما حينما تكون الخيارات محدودة؛ فقد حان الوقت لتشجيع نفسك؛ وذلك لأنَّ الإبداع والقيادة يرتبطان بالحالة المزاجية.
3. كن جزءاً من العالم:
النصيحة التالية لتعزيز الإبداع هي استكشاف العالم وعجائبه وتنوعه؛ وذلك من خلال التخلي عن ضيق الأفق (النظرة المحدودة للحياة)، ورؤية الأمور بصورة تقليدية جداً، وتقييم وجهات نظر جديدة.
اجعل العالم مدينتك، وزُر دولاً ذات ثقافات مختلفة عن ثقافتك، وتعرَّف على ثقافات جديدة، واكتشف كيف يعيش الآخرون حياتهم، فلكل بلد ألوانه وأسلوبه وعاداته وأساليبه في التواصل؛ حيث يمكن أن يكون السفر والغوص في ثقافة مختلفة أمراً مثيراً ويعزز إبداعنا.
عندما نكرس عقولنا للتغيير وريادة الأعمال، يمكننا تحقيق أي أمر نريده، وسيصبح من المستحيل إيقافنا.
4. اجمع المعلومات وادمجها بطرائق غير معتادة:
يقول ستيف جوبز (Steve Jobs): "الإبداع هو مجرد ربط الأمور مع بعضها".
إذا فكرت في الأمر، فإنَّ كل اختراع عظيم وعمل فني وتقنية جديدة وأي منتج أو خدمة يحبها الناس، هو شيء عادي يُقدَّم بطريقة فريدة، أو يُدمَج مع شيء آخر من أجل أن يكون أسهل في الاستخدام أو توفير الوقت أو المال للعميل المحتمل.
يوجد الكثير من المعلومات التي تعرفها بالفعل، بالإضافة إلى تجاربك وآرائك وكل ما قرأته وسمعت عنه، وقصص من حولك وما إلى ذلك؛ لذا اجمع المعلومات وصنِّفها وحاول دمجها بطرائق تبدو مستحيلة، فأنت ستندهش من النتيجة.
5. كن فضولياً:
يحدث الإبداع نتيجة القيام بتجارب جديدة؛ وذلك لأنَّها تساعدك على التطور والتعلم والنظر إلى الأمور من وجهة نظر أخرى.
سواء كان ذلك بالسفر والتعرف على أشخاص جدد والتحدث معهم، أم قضاء الوقت في بيئات مختلفة، أم التفكير في الأسئلة الوجودية المتعلقة بالحياة، أم البدء بمشروع جديد تماماً في العمل، أم غير ذلك.
عندما تخرج من منطقة الراحة الخاصة بك؛ ستظهر العديد من الأفكار الجديدة، سواء لعملك أم لحياتك الشخصية، وستكون حريصاً على تجربة بعضها.
6. تعلَّم مهارة جديدة:
إذا كنت تفعل نفس الأمور دائماً، فلا يمكنك التفكير في طرائق مبتكرة للقيام بأي شيء ممتع، وستظل عالقاً في أسلوب حياتك الحالي إلى الأبد إذا لم تُجرِّب شيئاً جديداً تماماً، فهذا الأمر سيكون تحدياً بالنسبة إليك، ولكنَّه سيساعدك أيضاً على النمو.
وأفضل طريقة هي تعلُّم مهارة مختلفة عن مجال تخصصك، فإذا كنت كاتباً مستقلاً، يمكنك حضور دورة تدريبية في التصوير الفوتوغرافي، وإذا كنت مبدعاً في عملك الخاص، يمكنك التفوق في المحاسبة والتعرف على المزيد من المعلومات المتعلقة بالتمويل.
إذا كنت تتعامل دائماً مع الرياضة، فلماذا لا تجرب البرمجة أو تصميم مواقع الويب وتحاول بناء نشاط تجاري إضافي بمجرد أن تتحسن فيه، الفرص لا حصر لها، لذلك اعمل اللازم وخصص الوقت والجهد اللازمين، ولن تطلق العنان للإبداع في داخلك فحسب؛ وإنَّما ستختبر العديد من التغييرات الرائعة في أسلوب حياتك.
بالإضافة إلى ذلك، قد تبدأ بنفسك بعد مرور بعض الوقت، في تعليم المبتدئين نفس الأمر عن طريق التسجيل لتصبح مدرساً خاصَّاً وإيجاد بعض المهام الدراسية.
شاهد بالفديو: 9 استراتيجيات فعالة لإتقان المهارات الجديدة
7. اكتب أي فكرة تراودك:
أَحضر قلماً وورقة، واكتب أي فكرة عشوائية، وابدأ التفكير بطريقة إبداعية ملهمة، واكتب أي فكرة تخطر ببالك بخصوص مشكلة معينة تواجهها في العمل، أو قرار شخصي يتعين عليك اتخاذه أو أي أمر آخر.
ستندهش من عدد الأفكار التي ستطرحها في أسرع وقت، والشيء الهام هو عدم وجود أي شكوك أو مخاوف أو توقعات أو أفكار ناقدة لأنَّها ستعيق إبداعنا، وبدلاً من ذلك اكتب أي فكرة مجنونة تخطر ببالك.
8. ابحث عن مصادر إلهام يومية:
يمكن أن يصبح الإلهام حالة مستمرة، وموقفاً تجاه الحياة إذا حاولت تجربة هذا النهج حوِّله إلى عادة من خلال إيجاد مصدر إلهام واحد يومي كبداية، ويمكن أن يكون ذلك من خلال:
- الاستماع إلى الموسيقى.
- تدوين الأفكار.
- قضاء بعض الوقت مع الأطفال.
- تذكُّر إنجازاتك الماضية.
- قول توكيدات إيجابية قبل الخروج من المنزل.
- الذهاب في نزهة في الطبيعة.
- مشاهدة فيلم جميل.
- التمتع بالعزلة والسلام عند شرب قهوتك في الصباح.
- الفرص التي تأتي في طريقك كل يوم.
يمكن أن تصبح الحياة مغامرة إبداعية إذا سمحت بذلك؛ فقط استخدم هذه النصائح البسيطة لتعزيز الإبداع وجربها اليوم واستفد منها.
أضف تعليقاً