أخطاء سلوكية تكشف عن ضعف القدرة على إدارة المشاعر عند الآخرين
غالباً ما يكون الذكاء العاطفي (EQ) مؤشراً أوضح للنجاح من معدل الذكاء (IQ)، ويعني الذكاء العاطفي فهم وإدارة كل من عواطفك وعواطف الآخرين، ومع ذلك لسنا كلنا خبراء في الذكاء العاطفي، وفي الواقع يظهر الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي المنخفض سلوكات معينة وواضحة، وقد حدَّد علم النفس 8 من هذه السلوكات ألا وهي:
1. صعوبة التعاطف
إحدى العلامات الرئيسة للذكاء العاطفي هي التعاطف، أي القدرة على فهم مشاعر الآخرين وتقديرها، ومع ذلك غالباً ما يجد الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي صعوبة في إبداء التعاطف، ويخبرنا علم النفس أنَّ هؤلاء يجدون صعوبة في وضع أنفسهم في مكان شخص آخر.
فلا يعني ذلك أن قلوبهم قاسية؛ بل بخلاف ذلك، هم أناس طيبون، لكنهم يجدون صعوبة في فهم ما يشعر به الآخرون، ويؤدي هذا النقص في التعاطف إلى سوء فهم وخلافات في العلاقات، كما يمكن أن يجعل من الصعب عليهم التفاعل تفاعلاً مناسباً مع مشاعر الآخرين، وقد يُفسَّر هذا على أنَّه قلة إحساس، ويعدُّ فهم هذا السلوك أمراً بالغ الأهمية، ليس فقط للشخص ذي الذكاء العاطفي المنخفض، ولكن لمن حوله أيضاً، واعلم أن التعاطف مهارة يمكن تطويرها بمرور الوقت.
2. صعوبة في تنظيم العواطف
السلوك الشائع الآخر الذي يظهره ذوي الذكاء العاطفي المنخفض هو صعوبة تنظيم عواطفهم، إذ إنهم يفقدون السيطرة على عواطفهم عندما ينفعلون، ما يؤدي إلى تفاقم الخلاف البسيط بسرعة إلى جدال كبير بسبب عدم قدرتهم على التحكم في ردود أفعالهم الفورية،
وهذا لا يعني أنهم سيئون؛ بل بخلاف ذلك، هم أشخاص ودودون، ولكن يواجهون صعوبة في إدارة عواطفهم، ما قد يؤدي أحياناً إلى سوء فهم ونزاعات غير ضرورية، ويساعد إدراك هذا السلوك على إيجاد استراتيجيات لإدارة الاستجابات العاطفية إدارة أفضل، ممَّا يؤدي في النهاية إلى تفاعلات طبيعية وصحية.
3. ضعف مهارات الإصغاء
في عالم التواصل، لا يقل الإصغاء أهمية عن التحدث، إن لم يكن أكثر أهمية، ومع ذلك فإنَّ الأشخاص ذوي الذكاء العاطفي المنخفض، غالباً ما يفشلون في تحقيق هذا التوازن، وبدلاً من سماع ما يقوله الشخص الآخر، يَصيغ هؤلاء ردودهم الخاصة أو ببساطة ينتظرون دورهم في التحدث، فقد يؤدي هذا إلى سوء فهم وضياع فرص التواصل.
وهل تعلم أنَّه في المتوسط، يتذكَّر البشر 25-50% فقط مما يسمعونه؟ وهذا يعني أنَّه عندما تتحدث إلى مديرك مدة 10 دقائق، فإنه ينتبه إلى نصف المحادثة فقط أو أقل، وتخيَّل الآن مدى صعوبة التواصل الفعال عند التعامل مع شخص يفتقر إلى مهارة الإصغاء بسبب انخفاض الذكاء العاطفي، ويشبه هذا محاولة إصابة هدف متحرك، وأنت معصوب العينين.
شاهد بالفديو: 7 أسرار للإصغاء الفعال
4. صعوبة التعامل مع النقد
لا أحد يحبُّ أن يتعرض للنقد، ولكنَّ أولئك الذين لديهم ذكاء عاطفي منخفض، غالباً ما يواجهون صعوبة في التعامل معه، فقد يبدو النقد كأنَّه هجوم شخصي ويؤدي إلى رد فعل دفاعي، فيقع الفرد في دائرة من السلبية، ويصبح منغلقاً على التغذية الراجعة، ومن ثمَّ يفقد فرص النمو والتحسين، ومن الهام أن تتذكر أنَّ النقد البنَّاء هو أداة قيمة للتنمية الشخصية، ومن خلال فهم ردود أفعال الفرد تجاه النقد، يمكن للأفراد ذوي الذكاء العاطفي المنخفض أن يتعلموا النظر إلى النقد باعتباره فرصة وليس تهديداً.
5. صعوبة في تكوين روابط عميقة
يتطلب التواصل مع الآخرين على مستوى أعمق مستوى معيَّناً من الذكاء العاطفي، وإنَّه ينطوي على التعاطف والتفاهم والقدرة على التواصل بكفاءة، وغالباً ما يعاني الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي المنخفض من هذا الأمر، فقد يكون لديهم عدد من المعارف، ولكنَّهم يجدون صعوبة في تكوين علاقات هادفة معهم، ولا يعني ذلك أنَّهم لا يريدون التقرب من الناس؛ بل يرغبون في ذلك بشدة، ولكن عدم قدرتهم على فهم وإدارة العواطف يحول دون ذلك، وهذا يجعلهم يشعرون بالعزلة حتى بوجود الآخرين.
6. صعوبة التعبير عن المشاعر
صعوبة التعبير عن المشاعر صفة مشتركة بين ذوي الذكاء العاطفي المنخفض، ففي لحظات الانفعال، غالباً ما يجد هؤلاء صعوبة في التعبير عن مشاعرهم، وقد ينسحبون فجأة تاركين مَن حولهم في حيرة من أمرهم، وتؤدي عدم القدرة على التعبير عن المشاعر إلى سوء فهم وتوتر العلاقات، ولكن بالصبر والوعي الذاتي والممارسة، يمكن تحسين هذا الأمر بمرور الوقت.
7. إساءة تفسير عواطف الآخرين
من عناصر الذكاء العاطفي القدرة على تفسير عواطفنا وعواطف الآخرين بدقة، وغالباً ما يعاني الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي المنخفض من هذا الأمر، فقد يخلطون بين الحماسة والغرور، أو بين الخجل واللامبالاة، وقد يؤدي هذا التفسير الخاطئ إلى اضطرابات وخلافات وتدهور العلاقات، ويتضمَّن تحسين الذكاء العاطفي إيلاء اهتمام أكبر للإشارات اللفظية وغير اللفظية التي يستخدمها الناس للتعبير عن مشاعرهم، فقد لا يكون الأمر سهلاً في البداية، ولكن مع الوقت والممارسة، يصبح طبيعة ثانية.
8. الميل إلى حمل الضغائن
أحد السلوكات الأكثر تدميراً المرتبطة بانخفاض الذكاء العاطفي هو الميل إلى حمل الضغائن، وتؤدي مشاعر الاستياء والتمسك بآلام الماضي إلى حلقة مفرغة من المشاعر السلبية التي تدمِّر العلاقات، وجدير بالذكر أنَّ المسامحة لا تعني نسيان الخطأ أو التغاضي عنه؛ بل تعني تحرير النفس من عبء المرارة، فالمسامحة مفيدة جداً لصحتك العاطفية.
في الختام
لفهم العالم من حولنا فهماً أفضل، علينا أن نفهم أنفسنا أولاً، ويشمل ذلك فهم عواطفنا الخاصة وكيفية تأثيرها في سلوكنا، كما أنَّه يشمل فهم عواطف الآخرين وكيفية التواصل معهم بكفاءة،
ويُعدُّ الذكاء العاطفي مهارة أساسية يمكن تعلُّمها وتطويرها، فمن خلال بذل الجهد لفهم أنفسنا والآخرين، يمكننا بناء علاقات أقوى وتحقيق مزيد من النجاح في الحياة.
أضف تعليقاً