لقد أجرت شركة "كالتشر أمب" (Culture Amp) استطلاعاً شمل حوالي 350 عميلاً يتعلق بطريقة تَقَبُّل مستقبل العمل الجديد والدور الذي سيؤديه العمل عن بُعد في عام 2021 وما بعده، وعلى الرغم من أنَّ جائحة كورونا لم تنته بعد، إلا أنَّ وجهات النظر التي تُظهرها بيانات الشركة تكشف أنَّ العمل عن بُعد من المحتمل أن يستمر.
اعتماد فكرة العمل عن بُعد على نطاق واسع:
أولاً، لا ينبغي التقليل من شأن فكرة التحول إلى العمل عن بُعد، فعلى الرغم من أنَّ بعض المنظمات كانت قادرة على جعل موظفيها يعملون عن بُعد بسهولة نسبية، إلا أنَّ هذا التحول يُمثِّلُ بالنسبة إلى الآخرين تغييراً هائلاً في ممارسات العمل والعمليات واستكمال الأنشطة اليومية.
تُظهِرُ نتائج استطلاع شركة كالتشر أمب (Culture Amp) أنَّه قبل جائحة كورونا (COVID-19)، كانت 5% فقط من المنظمات تعتمد على العمل عن بُعد بالكامل، ومع ذلك، في ظل الوضع الراهن، نلاحظ الآن أنَّ 75% منها يعمل معظم موظفوها عن بُعد إن لم يكن كلهم، حتى المنظمات التي لا يعمل موظفوها عن بُعد أو كان يعمل قسم صغير منهم هكذا فقط قبل الأزمة الراهنة، أصبح يعمل الآن حوالي 72% من موظفيهم بهذه الطريقة.
ومع ذلك، يتوجب على المنظمات الآن اتخاذ القرار بشأن تبنِّي هذا الوضع الطبيعي الجديد ومواصلة العمل عن بُعد بعد انتهاء الأزمة، أو العودة إلى وضع عملها السابق.
شاهد بالفيديو: 7 نصائح لإدارة فِرَق العمل عن بعد بنجاح
العمل عن بُعد هو الوضع الطبيعي الجديد:
إحدى أكثر النتائج المدهشة التي أظهرها البحث هي أنَّه حتى عند عودة الموظفين إلى العمل في مكاتبهم بعد انتهاء حالة الإغلاق العام التي يعيشها العالم؛ فإنَّ نصف المنظمات التي شملها الاستطلاع ستواصل العمل عن بُعد، حيث لا يقتصر الأمر على المنظمات التي كانت تعمل عن بُعد قبل جائحة كورونا فقط.
حتى تلك المنظمات التي كان لديها عددٌ قليل جداً من الموظفين الذين يعملون عن بُعد قبل أزمة كورونا، تُفكِّر الآن في جعل العمل عن بُعد هو معيار العمل الجديد، وكما سيعمل أكثر من نصف الموظفين عن بُعد في 35% من الشركات التي لا تمتلك سوى قليلٍ من الخبرة في مجال العمل عن بُعد، بينما ستعود 19% منها إلى وضعها الطبيعي.
ومع الرغبة الواضحة في العمل عن بُعد، بدأَت عديدٌ من المنظمات بالفعل في إيجاد طرائق لدعم العمل عن بُعد على الأمد الطويل.
صياغة خطط طويلة الأمد بشأن العمل عن بُعد:
مع اختيار العمل عن بُعد ليكون الطريقة المعتمدة للمضي قدماً بالنسبة إلى الكثيرين، بدأت المنظمات بالفعل في الاستثمار في طرائق تجعله أسلوباً ناجحاً؛ حيث تُزوِّد 58% من الشركات الموظفين بالفعل بالأموال أو الموارد التي يحتاجونها لخلق مساحة عمل في المنزل، بالإضافة إلى 20% من الشركات التي تُفكِّر جدياً في القيام بذلك.
بالإضافة إلى ذلك، بدأَت المنظمات بالتفكير في تغيير فكرة العمل من مواقع العمل إلى العمل عن بُعد تماماً، ففي الواقع، نصف الشركات التي استجابت لهذه الفكرة تُفكِّر جدياً بتطبيقها أو نفَّذَتها بالفعل، حيث نلاحظ بصورة متزايدة أنَّ المؤسسات تعمل على تعديل عملياتها الداخلية لتلائم فكرة العمل عن بُعد، ويُعدُّ ذلك مؤشراً واضحاً على أنَّ العمل عن بُعد ليس مجرد تدبير مؤقت؛ فلماذا تتخذ المنظمات قراراً لدعم العمل عن بُعد؟
يبقى الأداء ضمن مستوياته العالية في بيئة العمل عن بُعد:
بالتأكيد يوجد حوافز مالية للموظفين الذين يعملون عن بُعد، ويتجلى ذلك في أنَّ أكثر من ثلث المنظمات تُفكِّر في تقليل عدد العقارات اللازمة للعمل أو الإيجارات، ولكن الأهم من ذلك، أظهرَت فترة العمل عن بُعد أنَّ الأداء التنظيمي يمكِن أن يستمر في بيئة عمل بعيدة.
تُظهِرُ البيانات أنَّ معظم الشركات الذين استُطلِعَت آراؤهم حققوا المستوى نفسه من الأداء التنظيمي السابق للجائحة أو أعلى منه، حيث شهدَت 71% من الشركات طلباً مستمراً أو متزايداً على منتجاتها وخدماتها، وبالإضافة إلى ذلك، تمكَّنَت أكثر من نصف الشركات من الحفاظ على أهداف الأداء الأصلية خلال فترة جائحة كورونا.
مع شعور بعض المنظمات بالقلق بشأن تأثير العمل عن بُعد في إنتاجية الموظفين، تشير هذه البيانات إلى أنَّه يمكِن الحفاظ على مستويات الأداء، ويمكِن للمؤسسات الازدهار باستخدام طريقة العمل عن بُعد.
وحتى تلك المنظمات التي لا تَشهد زيادة في الطلب على منتجاتها وخدماتها في الوقت الراهن وجلَّ ما تحاول فعله هو "الاستمرار"، تستثمر في العمل عن بُعد من أجل المستقبل، ولا تزال 57% من تلك الشركات التي شهدَت انخفاضاً كبيراً في الطلب تمتلك موظفين يعملون عن بُعد بعد جائحة كورونا، مما يؤكد أنَّ فكرة العمل عن بُعد من المحتمل أن تستمر.
أضف تعليقاً