وبشكل عام فإن أهداف كل فرد مميزة عن أهداف الآخرين بنظره أما في الواقع فالهدف هو غاية يرغب الفرد بتحقيقها بعد تركيز وبذل الجهود لرؤية هذا الإنجاز على أرض الواقع ويتم ذلك باتباع استراتيجيات وخطط تساعد على تجاوز الصعوبات وتخطي العقبات التي لا يخلو طريق منها، وبالرغم من أن إمكانية تحقيق الأهداف تتوقف بشكل أساسي على مدى التزام الإنسان بهدفه وكمية الجهود المبذولة إلا أنه يوجد مجموعة من الأخطاء التي يقع فيها الكثير من الناس عادة وتقف بوجه تحقيق الأهداف، وهذا ما سنقدمه لك في مقالنا لتكون فكرة واضحة عن تحقيق الأهداف فتضع أهدافك وتسعى إليها بأفضل الطرق.
مساوئ عدم تحقيق الأهداف
الفشل في تحقيق الأهداف يترك العديد من النتائج السلبية والأضرار النفسية وغيرها، أبرزها ما يلي:
1. اليأس والإحباط
قد يشعر الإنسان بالخيبة عند كل فشل يقابله في حياته وخاصة بعد سعيه وبذله لكامل جهوده، وهذا ما يدفعه إلى اليأس.
2. القلق والتوتر
قد يصبح القلق والتوتر ملازماً لمن لم يحقق أهدافه، وخاصة بعد تعثره لأكثر من مرة في تحقيق أهدافه. وقد يستمر لفترة طويلة فيمنعه ذلك عن الحياة والتفكير الطبيعي.
3. الاكتئاب
يصل تدهور الحالة النفسية بالكثير ممن فشلوا بالوصول إلى أهدافهم إلى الاكتئاب، ولكن يتوقف ذلك على نوع الهدف وما نقصده هنا ليس الأهداف البسيطة، وإنما هدف يغير مصير الحياة كطالب يجتهد ليصبح طبيباً فيفشل في الالتحاق بكلية الطب.
4. الضياع
قد ينتاب الشخص الذي لا يحقق أهدافه شعور بالضياع يمنعه من معرفة ما يريده حقاً في هذه الحياة.
5. انخفاض الثقة بالنفس
الفشل يؤدي غالباً إلى انخفاض الشعور بالرضا الذاتي ويقلل من ثقة الفرد بنفسه، مما يمنعه أن يُقدم مرةً ثانية على محاولة تحقيق حلمه أو التخطيط لهدف جديد.
6. الفقد المادي
عدم تحقيق الأهداف قد يتسبب في فقدان الكثير من الأموال أو الفرص الهامة، كخسارة وظيفة جيدة نتيجة السعي للعمل في مكان آخر أو مشروع خاص.
7. الفقد الاجتماعي
الفشل في تحقيق بعض الأهداف يؤدي إلى خسارة علاقات اجتماعية هامة كفقدان صديق أو شريكمهم.
8. الفقد الصحي
كل ما سبق من مساوئ تؤدي بالإنسان إلى إهماله لصحته فينتج عن ذلك مشاكل في القلب أو زيادة في الوزن أو فقدانه.
شاهد بالفديو: 8 أمور عليك معرفتها عن الأهداف
8 أخطاء ستمنعك من تحقيق أي هدف
تجنباً للمساوئ المذكورة سابقاً عليك التعرف على هذه الأخطاء لتتجنبها قدر الإمكان عند سعيك نحو الأهداف المرجوة:
1. تحديد أهداف غامضة أو غير واقعية
لا يمكن أن تخطط لأمر غامض وفشلك في هذه الحالة هو أمر منطقي جداً فلا يمكن أن تقول سأخسر 5 كيلو من الوزن الزائد خلال هذا الشهر بل يجب أن تحدد النظام الغذائي الواجب اتباعه بدقة وأوقات ممارسة الرياضة، كما أن الأهداف الغير واقعية مصيرها الفشل وتشمل الأهداف الغير واقعية كل الأهداف التي لا تتماشى مع قدرات الشخص أو مع ظروفه المحيطة كأن تقول أريد خلال عدة أشهر أن أبني بيتاً بأفضل المواصفات وما تملكه الٱن هو راتب شهري لا يكفي لشراء مختلف متطلبات الحياة.
2. كثرة الأهداف
بعد مرورنا بأوقات صعبة نشعر بلحظة من الحماس ونقرر فيها تحقيق مجموعة كبيرة من الأهداف ونبدأ بالعمل عليها جميعاً، ولكن ذلك الحماس يقل بمرور الوقت وتجد نفسك أمام الكثير من الأعمال المتراكمة والأهداف التي يجب تحقيقها في الموعد المقرر، وبالطبع لا يمكن تحقيق التوازن في هذه الحالة فتنجح في عمل وتفشل في عمل آخر وتشعر بالإحباط الذي يمنعك عن متابعة الأعمال الأخرى. فمحاولة تنفيذك عدة أهداف بوقت واحد يسبب لك تشتتاً في الذهن ويستنفذ جهدك لذلك رتب أولوياتك واعمل على تحقيق كل هدف على حدى.
3. عدم وجود خطة
بمجرد تحديدك للهدف يجب أن يتوفر لديك نظام لخطة محددة، فسوء التخطيط يؤثر على كيفية السعي نحو الهدف. وسوء الأداء يؤدي إلى الفشل في تحقيق الهدف، لذلك يجب وضع خطة تتضمن خطوات تنفيذ الهدف مع الموارد المطلوبة والمدة الزمنية اللازمة لتحقيق كل خطوة بالإضافة إلى وجود جدول زمني يتم ترتيب الأولويات والمهام اليومية ضمنه لكي لا تشغل عقلك بالتفكير بواجب أو عمل آخر، بينما تعمل على تحقيق هدفك فلا تفقد التركيز ولا تتخلى عن هدفك.
4. التفكير في التجارب السابقة
جميعنا مررنا بتجارب فاشلة وهذا الأمر طبيعي أما الأمر الغير طبيعي هو السماح لتلك التجارب بالسيطرة على تفكيرنا فنصدر أحكاماً مسبقة على المستقبل دون التركيز على المعطيات والظروف الحالية.
لذلك إن أردت النجاح اليوم عليك التعلم من الأمس فقط فلا ترتكب الأخطاء ذاتها أو تتبع نفس الخطوات التي قادتك إلى الفشل في التجارب السابقة المشابهة إنما عليك الحذر من تكرار الأخطاء والحذر من إطلاق الأحكام المسبقة.
5. عدم تحمل المسؤولية
هل تعلم أن أكثر من 80% من الناس لا تتحمل مسؤولية أفعالها؟ نعم، لا تستغرب ذلك فالكثير منا يحدد أهدافه في الحياة بدقة ويضع الخطط المحكمة ومن ثم يجد نفسه فاشلاً في تجربته ويلقي اللوم على الناس المحيطين فيه أو على الظروف المادية أو الاجتماعية. وحتى أن البعض منهم يلقون اللوم على الجماد كأن تلوم هاتفك المحمول أو تلقي اللوم على القلم الضائع وتركل السيارة مثلاً، يبدو الأمر سخيفاً بالطبع، وفي الواقع السبب في الفشل هو عدم الالتزام بالخطة أو سوء التخطيط لذلك عليك الالتزام والاعتراف بمختلف الأخطاء وتحمل مسؤولية تجربتك بنفسك دون انتظار مساعدة الآخرين.
6. المشاعر السلبية
أثناء خوض الإنسان لتجربة جديدة أو سعيه لتحقيق هدف مصيري، يجب أن يركز على الأفكار الإيجابية فقط إن كان هدفه منطقي وواقعي وخطته جيدة، فقد تصادف أشخاصاً فشلوا بتحقيق أهداف مشابهة أو قد تسمع الأفكار السلبية من المحيطين بك أو وسائل الإعلام وربما تنبع من داخلك نتيجة انخفاض ثقتك بقدراتك والخوف من التغيير ولكن ذلك الخوف هو شيء ضروري، فدون وجوده لم نلاحظ الفرق بين الجبان والشجاع.
ولأن الحالة النفسية تلعب الدور الأهم في الحفاظ على الإصرار والعزيمة التي تبدأ فيها خطتك، لذلك تخيّل دائماً الفرحة التي ستغمرك عند الوصول إلى أهدافك وتخيل نفسك قوياً وجريئاً وتقول لنفسك دائماً "أنا قادر على فعلها"، ويفضل الابتعاد قدر الإمكان عن الأشخاص السلبيين والتقرّب من الداعمين والواثقين بقدراتك فقط.
7. تفضيل الآخرين على النفس
بالرغم من أن التضحية ومساعدة الآخرين أمر إيجابي في الكثير من الأحيان، ولكن يصبح الأمر سلبياً عندما تفضل الآخرين على نفسك، فتكرس حياتك لخدمة الغير وتنسى أهدافك وخطتك. فيضيع وقتك سدى وبعد فوات الأوان يصعب عليك أن تصل إلى أهدافك. لذلك احرص على بناء أحلامك أولاً.
8. عدم متابعة التقدم
تخيل بعد قطعك للمراحل السابقة جميعها التوقف عن متابعة الهدف لتتأكد من وجودك على المسار الصحيح!
إنّ كل ما فعلته هو كثرة الكلام والتخطيط للمستقبل وتخيل النجاح والحياة الجديدة بعد الوصول إلى المكان الذي تحلم به، ومن ثم قلَّ عملك وقلَّ اهتمامك بمتابعة الخطة، كأن تقرر أن تخسر 10 كيلو من وزنك الزائد خلال عدة أشهر وتقيس وزنك بعد أسبوع ثم تنتظر إلى نهاية المدة وتتفاجأ بعدم الوصول إلى الهدف. بينما إن قمت بمتابعة التقدم ستحاول تلافي الأخطاء أو تعديل الخطة أو الأهداف بما يتناسب مع الواقع.
نصائح لتجنب الأخطاء التي تمنعك من تحقيق أهدافك
إليك بعض النصائح المساعدة في تحقيق الأهداف وتجنب الوقوع في الأخطاء:
- فكر جيداً فيما تريد الوصول إليه وتحقيقه مستقبلاً لتتمكن من تحديد أهدافك بوضوح سواءً القصيرة المدى أو الطويلة المدى.
- حدد الخطوات التي يجب اتباعها للوصول إلى كل هدف وحدد الزمن اللازم لكل خطوة بشكل تقريبي لتتمكن من وضع خطة مناسبة.
- تابع تقدمك باستمرار لتتمكن من تعديل الخطة في الوقت المناسب.
- واجه مخاوفك والمشاعر السلبية التي تواجهك وتذكر أن الفشل هو أمر طبيعي أما الخوف فهو العقبة في وجه النجاح.
- احتفل بالنجاحات الصغيرة على طول طريقك لكونها دافع يحفزك على الاستمرار للوصول إلى أحلامك.
في الختام
عدم تحقيق الأهداف هو أمر طبيعي يواجه الجميع ولكن علينا أن نأخذ كافة الاحتياطات التي تمنعنا عن الوقوع في الأخطاء، وقد ذكرنا في مقالنا أبرز الأخطاء التي تمنع الإنسان من تحقيق أهدافه مثل الغموض وعدم وضوح الأهداف أو بعدها عن الواقع والمنطق، وأيضاً عدم وجود خطة مناسبة للهدف أو العمل على تحقيق الكثير من الأهداف في الوقت ذاته، وأيضاً الوقوف عند التجارب السابقة والسماح لها أو للمشاعر السلبية وخاصة الخوف بالسيطرة عليك فيمنعك ذلك من الوصول لأهدافك، وكذلك تفضيل الآخرين على نفسك والسعي لمساعدتهم في تحقيق أهدافهم بدل من مساعدة نفسك أمراً سلبياً، ولتتأكد من وجودك على الطريق الصحيح لا تهمل متابعة تقدمك لتتمكن من تعديل الخطة في الوقت المناسب.
أضف تعليقاً