7 نصائح يتَّبعها الأشخاص الناجحون (الجزء الثاني)

لقد قدَّمنا في الجزء الأول من هذا المقال 4 نصائح تساعد الأشخاص الناجحين على تحقيق أهدافهم، وسنتابع الحديث في هذا الجزء عن مزيدٍ من النصائح:



1. تعلَّم من الآخرين:

مثلما هو هام بالنسبة إليك أن تقدِّم معرفتك وخبراتك للآخرين، فمن الضروري أيضاً أن تتعلَّم من نجاحاتهم وأخطائهم، فمن بين العادات اليومية للأشخاص الناجحين هي السعي إلى التعلُّم دائماً، وعندما تحاول إنجاز مهمة أو تحاول حل مشكلة، فحاول الحصول على أكبر قدر من المعلومات من خلال البحث والملاحظة، وطرح الأسئلة من أجل التعرُّف إلى أفضل الأساليب والحلول الممكنة في أقصر مدة زمنية.

لا تبدأ من الصفر:

أيَّاً يكن الهدف الذي تحاول تحقيقه، فمن المُحتمل أنَّ شخصاً آخر حاول القيام بما تسعى إلى القيام به؛ فالعالم يعجُّ بالحكمة والمعرفة التي تستطيع التعلم منها واكتساب خبرة الآخرين في تحقيق النجاح.

مثلاً، إذا رغبت في زيادة المبيعات في قسمك؛ فاكتشف ما يفعله منافسوك لكسب العملاء والاحتفاظ بهم، وتحسين جودة المنتج وتسويق خدماتهم، فإذا احتجت إلى رفع الروح المعنوية بين موظفيك، فابحث عن استراتيجيات فاعلة حتى تجد الاستراتيجيات الأكثر ملاءمة لبيئة عملك.

راقب الأشخاص الذين يلهمونك:

تقليد الأشخاص الذين تُعجب بهم هو من أفضل الإطراءات، واستلهام العادات التي تؤدي إلى النجاح من الأشخاص الذين تَعدُّهم قدوتك أو مثالاً يُحتذى هو مهارة أساسية لتحقيق النجاح؛ لذا فكِّر في الأشخاص الأكثر إلهاماً لك في الحياة، وحدِّد السمات أو العادات لدى هؤلاء الأشخاص التي تلهمك وتحفِّزك.

بعد أن تحدِّد هذه السمات والعادات لاحظ كيف يستثمرونها في حياتهم اليومية، وفي أثناء قيامك بذلك، حاول أن تفكِّر في الطريقة التي تستطيع من خلالها محاكاة عاداتهم وسماتهم وتطبيقها بما يناسب حياتك، إضافة إلى ذلك، حلِّل القيم الأكثر أهمية بالنسبة إليك، ثم حدِّد الأشخاص الذين لديهم هذه القيم، وراقبهم أو اقرأ كل ما تستطيع عنهم لتفهم دوافعهم وما الذي يجعلهم ناجحين.

إقرأ أيضاً: 7 عادات يقوم بها رجال الأعمال الناجحون

تعرَّف إلى الخبراء في مجالك:

ابحث عن الأفراد الخبراء في هذا المجال، سواء كنت تعمل في مجال من المجالات منذ فترة أم كنت بصدد البدء بالعمل في مجال جديد.، فمن المحتمل أن تكون لديهم مؤلفات أو مدونات صوتية، أو ندوات عبر الإنترنت أو منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، أو صمَّموا منهجاً تعليمياً.

تعلَّم من الخبراء من خلال الاستفادة من هذه الموارد، ستكون قادراً من خلال استخلاص المعرفة والحكمة التي اكتسبوها بمرور الوقت على توفير الوقت والجهد، وتجنُّب خيبة الأمل التي تؤدي إليها الأخطاء التي ستتجنبها بلا شك عندما تتعلَّم من خبراتهم.

2. اجعل الرعاية الذاتية أولوية:

الطريق إلى النجاح هو مسعى مستمر وليس مرحلة تصل إليها في الحياة، إنَّها عملية تدريجية يومية تحقق فيها النجاح شيئاً فشيئاً حتى تصل إلى هدفك الأكبر، يفهم الأشخاص الناجحون أنَّ النجاح لا يتحقق دفعةً واحدة، وأنَّ تحقيق الهدف الكبير لا يعني أنَّنا لا نحتاج إلى هدف آخر؛ بل يفهمون تماماً أنَّه يجب تحديد هدف آخر بعد كل إنجاز؛ لأنَّنا نشعر بمزيد من السعادة كلما أنجزنا مزيداً في مسعانا نحو الهدف الأكبر؛ لذلك خصِّص بعض الوقت يومياً للرعاية الذاتية، بدلاً من السماح لمسعاك بأن يؤثِّر سلباً في صحتك النفسية والجسدية ويجعلك قلقاً أو متوتراً أو مُرهَقاً.

تناوَل طعاماً صحياً:

إنَّ تناول وجبات صحية مُغذية ووجبات خفيفة أمر أساسي للحفاظ على جسمك وعقلك في حالة صحية، وتناول أيضاً الفواكه والخضروات الطازجة المملوءة بالفيتامينات والمعادن التي تحتاج إليها خلايا جسمك لتؤدي وظيفتها على أمثل وجه، كما تمنحك اللحوم الخالية من الدهون ومصادر البروتين النباتي والحبوب الكاملة البروتين والألياف والعناصر الغذائية الأخرى للحفاظ على أداء جسمك في أفضل حالاته بصرف النظر عن عمرك، واستبدل الأطعمة المُصنَّعة والوجبات السريعة والحلويات بأطعمة صحية، ومع أنَّنا قد لا نلاحظ الآثار السلبية للأطعمة غير الصحية على الفور، فإنَّها تسبِّب مع مرور الوقت مشكلات في الذاكرة وتزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض.

بالمثل، اتخذ خيارات صحية بشأن المشروبات التي تحتسيها، يُعدُّ شرب الماء يومياً أمراً هاماً من أجل الحفاظ على صحتك، ويوصي معظم خبراء الصحة بثمانية أكواب في اليوم.

اشرب المشروبات المحتوية على الكافيين والسكريات باعتدال، واختر بدلاً من ذلك العصائر الطبيعية وماء جوز الهند والحليب، أو المشروبات المستخلصة من المكسرات وغيرها من المشروبات الصحية، التي تحتوي على نسبة عالية من العناصر الغذائية، والتي تكون نسبة السكريات والمواد الضارة فيها قليلة.

مارِس الرياضة وحافِظ على نشاطك:

البقاء في حالة نشاط بدني هي من عادات الأشخاص الناجحين، ومن أولوياتهم ممارسة التمرينات الرياضية حتى لو كانوا منشغلين جداً أو لا يشعرون بالرغبة في ذلك، وللرياضة فوائد مذهلة؛ إذ ستمنحك ممارسة الرياضة بصفتها جزءاً من روتينك اليومي فوائد كثيرة، سواء على صعيد الحالة النفسية أم الجسمانية وتعزيز الأداء؛ إذ يُفرز الجسم مادة الإندورفين التي تجعل عقلك وجسمك مسترخيان وتجعلك تشعر بالسعادة والهدوء، كما تزيد من صفاء ذهنك وقدرتك على التركيز.

حرص الرئيس الأمريكي الأسبق "باراك أوباما" (Barack Obama) قبل فترة توليه منصبه وفي أثنائه وبعده على ممارسة الرياضة كل صباح بصرف النظر عن مكان وجوده، كما يشتهر "بيل جيتس" (Bill Gates) - من أغنى الرجال في العالم - بالجري على جهاز المشي بصفته جزءاً من روتينه اليومي، إضافة إلى شغفه بممارسة رياضة التنس وكان لاعب تنس متعطشاً.

شاهد بالفيديو: 10 أشياء عليك أن تتجاوزها لتكون من الناجحين

سامِح نفسك:

تعني الرعاية الذاتية أيضاً أن تكون لطيفاً مع نفسك، وغالباً ما نقسو على أنفسنا في الانتقادات، والحقيقة أنَّنا يجب أن نعتاد على تقييم أنفسنا واختبار قدراتنا وتطوير ذواتنا، لكن يجب ألا نكون مفرطين في القسوة على أنفسنا، فتحدث الأخطاء وهذا جزء طبيعي من الحياة، ففي الواقع إذا لم ترتكب أخطاء، فأنت لا تتطور أبداً، وهذا هو الخطأ بحد ذاته.

قد تجد أنَّك لم تحقق توقعاتك، أو ارتكبت خطأً غير مقصود، أو شعرت بالذنب لأنَّك تسوِّف، أو أي شيء آخر يجعلك تشعر بعدم الرضى عن النفس، لكن ما يجب أن تفعله هو أن تسامح نفسك؛ ومن ثمَّ تمضي قُدماً، فيكمن السر في التعلُّم من تجاربك واستخدامها بصفتها دافعاً إلى القيام بعمل أفضل في المرة القادمة وتحقيق مزيد من الإنتاجية والنجاح.

لا شك في أنَّ الأشخاص الناجحون هم أشخاص ذوي إرادة؛ لكنَّهم أيضاً صبورون مع أنفسهم ومع الآخرين، ويعرفون أنَّ أعظم النجاحات تأتي في أعقاب الظروف الصعبة.

خذ فترات راحة:

حدِّد فترات راحة طوال اليوم عند إعداد قائمة مهامك اليومية، ومن الضروري أن تمنح عقلك وجسمك الراحة من ضغوطات يوم العمل ومسؤولياته، ويمكن أن تقوم بشيء بسيط من أجل الاستراحة، مثل إغماض عينيك لمدة 5 دقائق من أجل التأمل، أو المشي في المكتب، أو القيام بنزهة قصيرة في الشارع الذي تسكن فيه، أو إجراء محادثة سريعة مع شخص تهتم لأمره، وحتى في الأيام التي تعج بالمشاغل، تستطيع أن تمنح نفسك استراحة من خلال الاستماع إلى الموسيقى الهادئة في أثناء العمل أو كتاب صوتي ممتع في أثناء ذهابك إلى المنزل.

قلِّل من التوتر:

التوتر حالة صحية عندما نكون في وضع يهدد الحياة؛ وذلك لأنَّه يمنحنا الطاقة ووضوح الفكر اللذين نحتاج إليهما للحفاظ على حياتنا، لكن فيما يتعلق بالتوتر من جرَّاء ما يحدث معنا في الأيام العادية، وهي الحالة التي نختبرها جميعاً؛ فكثير من التوتر يصبح مشكلة صحية وقد يؤدي إلى الموت المبكِّر بسبب الإرباك والقلق.

قلِّل من التوتر في حياتك كي تضمن لنفسك النجاح، وخذ وقتاً للتفكير في الأمور التي تجعلك تشعر بالقلق أو الغضب أو الإرهاق؛ إذ تستطيع التقليل من هذه الأمور أو التخلص منها نهائياً من خلال تفويض بعض المهام للآخرين كلما استطعت ذلك، وتستحق الحرية التي تسمح لك بالتركيز على الأشياء التي تستمتع بها كثيراً منك الجهد والكلفة اللازمة لتفويض هذه المهام إلى شخص آخر، وإذا كانت بيئة مكان عملك تسبب لك التوتر، ففكِّر في الجوانب التي تتحكم بها وأجرِ التغييرات اللازمة.

اقضِ الوقت مع الأشخاص الذين تهتم لأمرهم:

قد يكون من السهل أن ننشغل بمسؤولياتنا وأهدافنا، مما يجعلنا نهمل قضاء الوقت مع الأشخاص الأكثر أهمية بالنسبة إلينا، ومع أنَّ الحياة ملأى بالمسؤوليات والمهام؛ لكنَّك ما تزال تستطيع قضاء بعض الوقت مع الأشخاص الذين تحبهم وتُظهر لهم أنَّك تهتم لأمرهم، فقد اشتهر "ستيف جوبز" (Steve Jobs) - مؤسس شركة "آبل" (Apple) - بإعطاء الأولوية لعائلته من خلال تناول العشاء معهم كل ليلة والتقليل من السفر عندما رُزق بأطفال.

ركِّز على ما تفعله مع أحبَّائك في هذا الوقت لا على مقدار الوقت الذي تقضيه معهم، وتواصل بصرياً عند التحدُّث مع شريكك أو طفلك أو أحد أفراد أسرتك، وتجنَّب استخدام الهاتف، واستمع باهتمام لما يقولونه، خذ وقتك في الاستمتاع مع الأشخاص الذين تهتم بهم؛ فالذكريات التي تنشئها والعلاقات التي تبنيها هي مكونات أساسية لأي نجاح تحققه.

ثابر على التعلُّم طوال حياتك:

تشمل عادات الأشخاص الناجحين التعلم المستمر؛ فيجب أن تكون على اطلاع بآخر الأمور المستجدة والتطورات في مجال عملك حتى تكون لديك القدرة دائماً على التطور.

تعلَّم شيئاً جديداً لم تتعلمه من قبل، واختبر قدرتك في ممارسة رياضة جديدة، أو العزف على آلة موسيقية أو تعلُّم لغة جديدة، أو تغيير زيت سيارتك أو ربما بناء قارب، ووسِّع آفاقك أياً تكن اهتماماتك، واستمتع قدر الإمكان بما تقوم به، وحقِّق مزيداً من النجاحات من خلال السعي المستمر نحو هذه الأهداف.

احصل على قسط كافٍ من النوم:

إذا أردت الاستيقاظ مبكِّراً فيجب أن تنام باكراً؛ إذ يوصي عاملون كثيرون في المجال الطبي بضرورة حصول الفرد البالغ على 8 ساعات من النوم يومياً، ويسمح النوم لجسمك وعقلك بالتعافي من الإجهاد خلال نهار، والتزود بالطاقة اللازمة لليوم القادم، وستصبح أكثر تركيزاً من خلال الحصول على قسط كافٍ من النوم، كما ستشعر بالقوة البدنية؛ ومن ثَمَّ ستصبح أكثر إنتاجية خلال اليوم، ومع ذلك يكون بعض الناس أكثر إنتاجية في الليل، وإذا كنت من الأشخاص الذين يجدون أنَّ الليل أفضل لهم على صعيد العمل، فقط تأكَّد من أنَّك ينبغي ألا تستيقظ باكراً في اليوم التالي، أو أن تأخذ قيلولة في أثناء النهار لتعويض ما فاتك من نوم في الليلة الماضية.

3. ضع روتيناً مسائياً:

مثلما أنَّ اتِّباع روتين صباحي هام، كذلك إنشاء روتين مسائي صحي هام جداً؛ إذ يتيح لك ذلك التعافي من الإجهاد خلال النهار، وتقييم إنجازاتك ومراجعة أهدافك والتركيز على أولوياتك، واستعادة طاقتك والاستعداد لليوم المقبل؛ لذا تذكَّر أن تُعِدَّ قائمتك مهامك لليوم التالي أيضاً.

شاهد بالفيديو: 5 عادات يومية للأشخاص النَّاجحين

تناوَل العشاء مع عائلتك:

غالباً ما يكون وقت العشاء هو الوقت المثالي للتواصل مع عائلتك، ويساعد قضاء وقت العشاء مع عائلتك على تعزيز التواصل؛ إذ يحصل الجميع على فرصة للتواصل والتحدث، والضحك ورواية القصص وحتى مناقشة الأمور الهامة في جو عائلي وآمن.

بصرف النظر عن مدى انشغالك، اجعل تناول العشاء مع عائلتك أولوية، وتستطيع أيضاً تحضير الطعام مع عائلتك وغسل الأطباق معاً؛ إذ تسمح هذه الأعمال اليومية للعائلة بقضاء وقت ممتع مع بعضهم بعضاً، وهو أمر هام إذا أردت أن تكون سعيداً.

اكتب يومياتك:

تساعدك كتابة اليوميات في نهاية اليوم على التأمل في موقعك الحالي وما الذي تطمح للوصول إليه، فدفتر اليوميات هو أحد المقتنيات الشخصية بالنسبة إليك؛ لذلك فإنَّه يتضمن كل ما من شأنه أن يساعدك على حياتك.

إلى جانب الكتابة عن الأشياء التي تشعر بالامتنان لها، غالباً ما يكون من المفيد التفكير في الأشياء التي تشعرك بالرضى والنجاحات التي حققتها خلال اليوم، وراجع قائمة مهامك اليومية وضع علامة بجانب المهام التي أنجزتها حتى تتذكر التقدُّم الذي أحرزته، فاكتب في يومياتك كل شيء تريد تذكُّره، سواء كان ذلك خواطر أم أفكاراً أم تجارب، وغالباً ما يكون الرجوع إلى ما كتبته في دفتر اليوميات مصدر إلهام لك في الأوقات الصعبة، كما أنَّها وسيلة لتسجيل النجاحات التي تحققها.

إقرأ أيضاً: كيف يمضي الناجحون أوقات فراغهم بعد العمل؟

تجنَّب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم:

تشير الدراسات إلى أنَّ التعرُّض إلى ضوء الشاشات الإلكترونية في وقت قريب من ساعة النوم يجعل النوم صعباً؛ لذلك من المفيد أن تطفئ الأجهزة الإلكترونية وتقضي بعض الوقت دون استخدامها، وخصِّص وقتاً في المساء دون استخدام هاتفك، أو الحاسوب وغيره من الأجهزة؛ فلا تتلقَّ مكالمات أو إشعارات أو رسائل نصية أو رسائل عبر الإنترنت.

سيتيح لك الوقت الذي تقضيه دون أجهزة إلكترونية الاسترخاء، والتخلُّص من التوتر، والحصول على قسط وافر من الراحة في أثناء الليل حتى تستطيع استعادة طاقتك والاستعداد لليوم التالي.

في الختام:

تكمن قوَّة العادات في المثابرة عليها؛ لذلك خذ وقتك اليوم لتقرير أي من هذه العادات التي يتبعها الأشخاص الناجحون سوف تدمجها في حياتك، وعندما تحدِّد أهدافك وتتبنى عادات ناجحة، فإنَّ قدرتك على تذليل العقبات وتحقيق أفضل حياة تبحث عنها لا حدود لها.




مقالات مرتبطة