7 نصائح لتطبيق المعرفة التي اكتسبتها

إن كانت المعرفة شيئاً، فتطبيق هذه المعرفة شيء آخر، فعندما تتراكم لديك كتب تطوير الذات التي لم تقرأها بعد أو تكون المعدات والملابس الرياضية ملقاةً ويعلوها الغبار، فستعلم أنَّ النية وحدها لا تكفي.



من السهل معرفة الأمور التي فيها مصلحتنا؛ فإذا واظبت على ممارسة التمرينات الرياضية واتَّبعتَ نظاماً غذائياً متوازناً، فستكون أكثر صحة، لكنَّ هذه المعرفة لن تكون ذات نفعٍ كبير ما لم تقترن بالذكاء والالتزام وتقدير الذات والعمل والمساءلة.

يقولون العلم "سلطان"؛ لكنَّك لن تستطيع الاستفادة من هذا "السلطان" ما لم تضع المعلومات التي لديك موضع التنفيذ، وأفضل مكانٍ تبدأ منه ذلك هو نفسك؛ فالطريقة الوحيدة للاستفادة من قدراتك هي استثمار المعلومات التي تعرفها عن نفسك.

إليك سبع نصائح لمساعدتك على تطبيق المعرفة:

1. افحص تفكيرك:

المعرفة أداة مفيدة؛ ولكن تعتمد فاعلية وضعِها موضع التنفيذ على كيفية تطبيقها؛ لذا عليك انتقاء المعرفة المفيدة ووضعِها في سياق مناسب لتستفيد منها.

مثلما أنَّ قيمة المعلومات بحد ذاتها تُعَدُّ محدودة، فإنَّ في إمكان المعرفة وحدها أن تقيِّدك في بعض الأحيان من خلال تقييد الحدس والفطرة السليمة، ويمكن للدماغ البشري أن يشوِّش التفكير المنطقي والعقلاني فتكون النتائج مدمِّرة؛ حيث تتكون الاعتقادات نتيجة سنوات طويلة من تأكيد المعلومات التي تُحفَر في اللاوعي وتصبح ثوابت لا مجال للتشكيك فيها.

يسعى الغرور المرتبط بالوضع الراهن إلى الحفاظ على هذه الثوابت لتجنُّب وجهات النظر والاختيارات الجديدة، ويخشى الشخص المغرور من التغيير حتى لو كان للأفضل؛ وذلك لأنَّ منطقة الراحة لديه قائمة على الأشياء التي يألفها ولو كانت مضرَّةً به.

2. قدِّر قيمة نفسك:

أنت تعي تماماً في أعماقك ما فيه مصلحتك؛ لكن كم تقدِّر قيمة نفسك؟ إنَّ مقدار تطابق أفعالك مع الأشياء التي تعلم أنَّها مفيدة لك هو مقدار تقديرك لنفسك.

حتى لو اختلَّ التوازن في عملك أو حياتك الشخصية، سيعمل تقديرك لذاتك كبوصلة تعيدك إلى المسار الصحيح، لكنَّ هذا لن يحدث إلَّا إذا أفسحتَ له المجال.

في كثير من الأحيان، تمنعك مشاعر انعدام القيمة التي كنت تشعر بها قديماً من رعاية نفسك والاهتمام بسلامتك؛ لكن إذا كنت تقدِّر نفسك تقديراً كافياً، ستستطيع التحرر من هذه الاعتقادات واتخاذ خيارات أفضل والتصرف بناءً على المعرفة لا الأوهام.

شاهد بالفيديو: كيف تبني تقدير الذات؟

3. استشر كوتش حياة:

لا تتمثل وظيفة كوتش الحياة في جعلك تشعر بأنَّك بأفضل حال؛ بل وظيفته مساعدتك على التعامل مع الأمور تعاملاً أفضل؛ حيث إنَّ معظم الإنجازات التي تتحقق خلال جلسات الكوتشينغ هي نتيجة قدرة العميل على رؤية تفكيره كما هو، حتى لو كان هذا التفكير غير منطقي أبداً ومضطرباً جداً، وغالباً ما تَرفض الأفكار الإيجابية والحلول الممكنة لأنَّ افتراضاتك الخاصة التي لا تقبل النقاش تعوقك عن إيجاد طريقة أفضل.

يتنفس الأشخاص المغرورون الصعداء حينما لا يكون ثمَّة حاجة إلى التغيير، أو التشكيك في المُسلَّمات، أو اغتنام الفرص، أو حل المشكلات المزمنة، لكنَّ هذا صعب للغاية؛ إنَّما من المستحيل أن تظل حيث أنت حبيس أفكارك ومعتقداتك التي تستخدمها كأعذار لعدم فعل أيِّ شيء.

ولكن ماذا لو لم يكن الاعتقاد صحيحاً؟ ماذا لو كانت هناك طريقة أخرى للتعامل مع الأمور؟ عليك كسرُ هذه الحلقة اللانهائية التي تمنعك من فعلِ الأمور المفيدة لك؛ لكن قد لا تستطيع رؤية الأمور من منظور مختلف؛ حيث إنَّ دور الكوتش أساساً إبطال تأثير الأفعال اللاإرادية السلبية الناجمة عن التفكير، ومساعدتك على كسرِ القيود التي تمنعك من فعلِ الأشياء النافعة لك، والاستفادة استفادةً عملية من المعلومات التي لديك.

عندما تشتكي من عدم قدرتك على فعلِ شيء ما سيسألك الكوتش عن سببِ اعتقادك هذا وما الذي يجعلك واثقاً منه، وعندما تشرح له السبب سيسألك على ماذا استندتَ في نتيجتك التي توصلت إليها، وهنا لن تستطيع أن تُجيب.

انعدام القدرة على الإجابة هو المفتاح الذي قد يفتح لك الباب أمام الإنجاز، مما يعني أنَّك قد تشكك في الثوابت وتكوِّن وجهة نظر جديدة، ويمكن كسر أنماط التفكير القديمة بتعطيلها فقط، وبذلك تتيح المجال لأنماط التفكير الجديدة؛ حيث تبدأ التفكير في جدوى تبنِّي فكرة جديدة؛ فهي إن لم تنفعك فلن تُلحق بك الضرر.

وبهذه الطريقة تستبدل العجز والتسويف بالسعي إلى إحراز غاية محددة، وتمضي قُدماً في تمكينك لذاتك والتزامك بتحويل المعرفة إلى فعلٍ مفيد، وفي غضون أسابيع قليلة، يمكن أن يؤدي تبادل الأفكار مع كوتش إلى تسهيل إحداث تغييرات هائلة ونقلات نوعية في حياتك.

يقول كوتش الأداء جون وايتمور (John Whitmore): "لا يمكن حل المشكلات إلا بالتعمق فيها".

يقول الكاتب الأمريكي ستيفن آر كوفي (Stephen R. Covey): "إذا رغبتَ في إجراء تغييرات طفيفة على حياتك، فغيِّر سلوكك؛ وإذا رغبتَ في إنجازات هائلة، فغيِّر أنماطك".

4. كفَّ عن المماطلة:

يمكن أن يتراوح أثر التسويف من انزعاجٍ خفيف إلى شعورٍ مدمِّر بالعجز، فالخوف من المجهول هو الذي يدفعنا إلى التسويف، فنخشى أن تكون خياراتنا خاطئة، ومن العوامل الأخرى التي تُساهم في المماطلة، تصوُّر الحاجة إلى التحكم بكل شيء، لا سيما التحكم بالمستقبل، بما في ذلك عواطف الآخرين وتصرفاتهم.

إنَّ تأجيل اتخاذ القرار استناداً إلى عدم القدرة على التنبؤ بالمستقبل أو التحكم به أمر غير منطقي أبداً؛ لكنَّ الافتقار إلى المنطق في بعض الأحيان من صفات البشر، وثمَّة أيضاً الخوف من الندم نتيجة تصرِّفٍ أو شعور.

ترجع هذه العوامل دائماً إلى التجربة، وتصبح مع مرور الأيام جزءاً من الحلقة المفرغة من المشاعر السلبية: التوقع ثم خيبة الأمل ثم الحكم ثم الحكم على الذات، ويكمن الحل في التفكير في أسوأ الاحتمالات، واتِّباع حدسك وعدم الوقوف مكتوف الأيدي.

إقرأ أيضاً: 11 طريقة للتغلب على المماطلة

5. ثق بنفسك:

إذا كنت ممن يميلون إلى التحسر على القرارات السابقة التي أدت إلى نتيجة مغايرة لما كنتَ ترجوه، فاكتب قائمة بالقرارات التي كانت نتائجها ناجحة، لتصيبك الدهشة من عددُها.

يجب عليك أن تعي أنَّ الأمور في بعض الأحيان لن تسير مثلما خُطِّط لها بدقة؛ وذلك نظراً لكثرة الأمور المتغيرة التي لا سلطة لك عليها، لكن حينما تنظر إلى تصرفاتك السابقة من منظور المعلومات التي تمتلكها حاليَّاً، ستدهشك النجاحات التي أحرزتها؛ لذا أثنِ على نفسك، وقدِّر إنجازاتك السابقة، وثق بقدرتك على وضعِ المعرفة حيز التنفيذ.

يقول الفيلسوف الصيني لاو تزه (Lao Tzu): "ثمَّة في جوهر وجودك الإجابة عن سؤالَي "من تكون؟" و"ماذا تريد؟".

6. حسِّن إدارة وقتك:

قد تظن أنَّ إدارة الوقت أمرٌ مملٌّ وتافهٌ ورتيب، ولا يقوم به الأشخاص المبدعون، والأسوأ من ذلك كلِّه أن ترى أنَّ إدارة الوقت تتحكم فيك وتقيِّدك، في حين أنَّك بحاجة إلى مساحة للتعبير عن نفسك بصورة عفوية وبطريقتك الفريدة.

لكنَّك من جهة أخرى، تكره تأجيل الأمور حتى اللحظة الأخيرة، فقد يطرأ أمر ما وتكون على عجلة من أمرك، فتشعرَ أنَّك غير مستعد، مما يسبب لك التوتر وتستغرق وقتاً أطول للبدء بعملك.

فكِّر في الأمر، طالما أنَّ تلك المهام الإدارية الشاقة التي لم تنفِّذها بعد، تجثم على صدرك مِثل غمامة وتحرمك الاستمتاع بيومك، فهل تتحكم بك إدارة الوقت أم تُحررك؟

إقرأ أيضاً: 10 طرق لتحسين مهارات إدارة الوقت لديك

7. اعمل مع شريك مساءلة:

قد يكون الالتزام بالحفاظ على سلامتك أمراً صعباً سواء كان ذلك من خلال ممارسة اليقظة الذهنية أم التمرينات الرياضية، وغالباً ما تكون متابعة هذا الالتزام أكثر صعوبة.

يُعدُّ وجود شريك المساءلة طريقة رائعة لإبقائك على المسار الصحيح، كما يوفر هذا أيضاً شكلاً صحيَّاً من أشكال المنافسة، والأهم أنَّه يؤدي إلى إنجاز المهام، بينما يحافظ وجود شريك مساءلة على السلامة، ويعزز أيضاً تقديرك لقيمتك، ومن ثم زيادة فرصك في النجاح في النشاط التالي الذي تختاره.

في الختام:

من خلال إدراك المعرفة، سواء كانت مستقاة من تدريب رسمي أم عمل أم خبرة حياتية، ستتمكن من تطبيقها على أتم وجه.

تساعدك المعرفة على اتخاذ القرار والإجراءات التي تقوم بها، وأيضاً على تقدير النتائج المُحتمَلة، ومع الثقة التي سيمنحك إياها هذا الوعي، ستجد أنَّ تطبيق المعرفة أمر ممتع ومثمر.

 

المصدر




مقالات مرتبطة