7 أنواع للراحة لتحصل على أقصى فائدة من طاقتك

لقد ثبتَ علمياً أنَّ النوم وأخذ استراحة ليسا أمرين متشابهين؛ حيث يمكن أن تنام لساعات طويلة، وعلى الرغم من ذلك تستيقظ مرهقاً جسدياً وعقلياً؛ إذ إنَّ الوتيرة المتسارعة لعالمنا تتطلب أحياناً بذل جهد كبير من أجل تحسين الأداء والحصول على نتائج جيدة، ولكنَّ شعورك بالتوتر لن يسمح لك بالتعافي.



إنَّ أهم شيء يمكن لأي شخص القيام به من أجل صحته هو قضاء بعض الوقت والحصول على راحة جيدة؛ ومع ذلك، يواجه الكثيرون صعوبة في ذلك؛ سواءً بسبب الشعور بالذنب أم انعدام الأمن أم الخوف من المجهول أم لأي سبب آخر؛ ولذلك لا يحصل الكثيرون على الراحة التي يحتاجون إليها.

ليس من السهل دائماً معرفة أفضل أنواع الراحة للجسد والعقل والروح؛ لذلك من الضروري التعرُّف إلى الفارق بين أنواع الراحة السبعة، وأنَّ كلاً منها يخدم غرضاً مختلفاً.

من المعروف دائماً أنَّه يجب عليك النوم على الأقل ما بين 7 و8 ساعات يومياً لتجديد الطاقة ومع ذلك، هذه ليست الطريقة الوحيدة للراحة؛ وذلك لأنَّك ستجد أنَّه يمكننا أن نفعل ذلك وأعيننا مفتوحة.

استناداً إلى البحث الذي قدمَته الدكتورة "سوندرا دالتون سميث" (Dr. Saundra Dalton-Smith) في محادثاتها على منصة "تيد" (Ted) وعلى قناة "سي إن إن" (CNN)، توجد 7 أنواع للراحة حتى تحصل على أقصى فائدة لطاقتك:

1. الراحة الجسدية:

 يتضمن هذا النوع الراحة الجسدية النشطة وغير النشطة؛ حيث تتضمن الراحة غير النشطة: النوم والقيلولة، وتتضمن الراحة النشطة: تمرينات اليوغا، وتأمل اليقظة الذهنية، وتمرينات التمدد، والتأمل، والتدليك، وغيرها.

2. الراحة العقلية:

تستغرق الراحة العقلية لحظات لإراحة العقل قدر الإمكان، وستحقق ذلك من خلال تغيير تركيزك، والتخلي عن المهام والقلق والمشكلات للحظات.

على سبيل المثال: ترافقك ضغوطات يوم العمل داخل وخارج أوقات العمل؛ ولهذا السبب، على الرغم من النوم أو أخذ فترات راحة في المنزل، ما زلتَ تشعر بالتعب ولا تتعافى تماماً.

الاقتراح هو أن تأخذ فترة راحة لا تقل عن 20 دقيقة كل ساعتين في يوم العمل، أمَّا إذا كنتَ تعمل عن بُعد؛ فكل ساعة وربع تقريباً، حرك جسدك، وتمدد، وتمشَّ قليلاً، وقم بعادة صحية مثل الاحتفاظ بدفتر ملاحظات لتفريغ الأفكار التي تتبادر إلى الذهن سواءً في العمل أم المشكلات الشخصية، لتشعر بالراحة العقلية.

حاول ألَّا تشغل عقلك بأي شيء آخر في أثناء فترة الراحة، مثل مشاهدة التلفاز؛ وذلك لأنَّك ستعيده إلى العمل.

شاهد بالفديو: 8 نصائح للتخلص من التعب والإرهاق الدّائم

3. الراحة الحسية:

على الرغم من أنَّه من غير الممكن إيقاف تشغيل الحواس التي نتواصل بها مع العالم، إلَّا أنَّه يمكنك تقليل سطوع المكان أو الشاشات مثل الهواتف المحمولة أو أجهزة الحاسوب أو الضوضاء التي تقاطعك وتستنفد طاقتك.

للقيام بذلك - بالإضافة إلى الاستراحة المؤقتة - يمكنك إغلاق عينيك لمدة دقيقة والتنفس بعمق، واستنشاق الهواء من خلال أنفك وإطلاقه ببطء من خلال فمك، كرِّر ذلك خلال اليوم.

يمكنك أيضاً عدم استخدام العديد من الأجهزة الإلكترونية، واستخدام جهاز واحدة فقط في كل مرة؛ وحدِّد وقتاً لإيقاف تشغيل الهاتف المحمول؛ حيث سيسمح لك ذلك بالحصول على لحظات متعمدة من الحرمان الحسي.

4. الراحة الإبداعية:

وهي أساسية في أيَّة عملية ابتكار وتوليد الأفكار، وتُحفَّز من خلال إيقاظ الفضول والتفكير النقدي وتقدير المواقف من وجهات نظر مختلفة من أجل تقييمها بشكل أفضل، ويحدث هذا أيضاً عندما تحتاج إلى معالجة المعلومات، وتفتقر إلى الإلهام وتحتاج إلى الخروج من البيئة المعتادة لتصفية ذهنك.

للحصول على راحة إبداعية، يمكنك أخذ فترة راحة للاستمتاع في الهواء الطلق، والمشي بلا هدف، والاستمتاع بالقراءة، وسماع الموسيقا، وتجديد هواء مساحة العمل الخاصة بك لخلق مناخ ملائم، واستخدام الروائح العطرية ومشاهدة صور الذكريات.

تساهم كل هذه الإجراءات الصغيرة في تنشيط عقلك وتحفيز الإبداع لديك؛ وبهذه الطريقة ستشعر بأنَّ هناك حالة من تدفق الأفكار بدلاً من البحث عنها، وهو بالضبط ما يستنفد الطاقة.

إقرأ أيضاً: الإبداع: كيف تحرر عبقريتك الإبداعية الدفينة؟

5. الراحة العاطفية:

التعلق بما يحصل معك، وانتظار الموافقة، وإدراك النظرة الخارجية؛ هو جزء من الإرهاق الذي يعاني منه كثير من الناس.

إذ إنَّ الراحة العاطفية تدور حول تحسين الوعي الذاتي لتتعرَّف إلى نفسك بشكل أفضل، وتستكشف الجوانب الصعبة في حياتك الحالية والماضية ومعالجتها، وتكون قادراً على التركيز في بناء وتقوية شعور ووجود أكثر توازناً.

الخطوة الأساسية هي تعلُّم الرفض، وتجنُّب الرغبة في إرضاء الجميع؛ حيث لا يتعلق الأمر بالأنانية؛ بل بتقدير الذات.

من خلال التخلي عما يثقل كاهلك من الماضي، والذي يُقاس أحياناً بأطنان من الذنب والاستياء والألم والكرب، ستشعر بقوة داخلية أكبر وقدرة على مواجهة المواقف؛ مما سيسهل عليك الراحة بشكل أفضل من خلال تطوير ذكائك العاطفي إلى أقصى حد.

6. الراحة الاجتماعية:

ترتبط الراحة الاجتماعية بالراحة العاطفية، وتعني أن تكون على دراية بالعلاقات التي تحافظ عليها وترهقك، مقابل تلك التي تفيدك وتساعدك على النمو؛ إذ إنَّ إحاطة نفسك بأشخاص إيجابيين ومتفهمين، يُمكِّنُك من مشاركة أهدافك ورغباتك معهم وطريقتك في الحياة بصدق ودون تحيز؛ وهي الخطوة الأولى للبدء بالراحة بهذه الطريقة.

أيضاً امنح نفسك الأولوية في اختيار الأشياء التي تريد القيام بها، وتلك التي سترفضها وفقاً لما تشعر به بصراحة؛ وهذا يعني تجنب تلك الالتزامات الاجتماعية غير الضرورية أو أنَّه ليست لديك مصلحة أو رغبة حقيقية فيها، للتركيز في تجارب الحياة وفقاً لما تريد القيام به.

حدِّد أوقات تتصفح فيها مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث توجد بعض التطبيقات على الهواتف تسمح لك بتحديد أوقات استراحة.

إقرأ أيضاً: ماذا يحدث عندما تحيط نفسك بأشخاص إيجابيين؟

7. الراحة الروحية:

نأتي إلى لحظة الراحة الروحية؛ حيث يسمح لك هذا النوع من الراحة بالتواصل مع شيء أعلى، يتجاوز جسدك وعقلك ومساحة عميقة مع نفسك، مع القبول، والتسامح عن أخطائك، والتركيز في هدف أكبر لتوجيهك.

يمكن تحقيق الراحة الروحية من بين طرائق أخرى؛ وذلك من خلال تقديم خدمة لشخص محتاج، أو العمل على مهمة تطوعية أو المساعدة على التوعية؛ حيث تعمل هذه الطاقة بشحن القدرات الخاصة بك وتساعد على موازنة أعباء الحياة اليومية، وإذا كنتَ قد جرَّبتَ ذلك في أي وقت مضى، فإنَّ القيام بها يملأ روحك ويشعرك بالراحة.

على الرغم من أنَّه قد يبدو ليس لديك وقت للراحة أكثر، فقد وجد الباحثون أنَّ الأشخاص الذين يقومون بتلك الأنواع من الراحة بانتظام، يكونون أكثر سعادة وحيوية؛ لذلك تدرَّب عليها، ويمكنك القيام بذلك أيضاً.

المصدر




مقالات مرتبطة