إنَّ التحفيز هو أحد المفاتيح التي ستدفعك إلى اتخاذ الإجراءات والمثابرة في العمل كل يوم؛ فإذا لم يكن لديك الحافز الكافي، فستميل إلى المماطلة في الأمور التي من المفترض عليك إنجازها، وتؤجل في النهاية كل شيء، وتتخلى كلياً عن مشروعك أو مَهمَّتك.
هذا ما يحدث لمعظم الناس، حيث يقولون أنَّهم يريدون أن يصبحوا أثرياء من خلال الاستثمار أو إدارة أعمالهم التجارية الخاصة على الإنترنت؛ ومع ذلك، عندما يحتاجون إلى دراسة تقرير الشركة أو إنشاء موقع الويب أو كتابة تقرير، فإنَّهم لا يشعرون بأي حافز للعمل، وهذا هو الوقت الذي يستسلم فيه معظم الناس؛ لكن لحسن الحظ، توجد حلول لهذا الأمر، وفيما يأتي أفضل 7 نصائح لكيفية التغلب على فقدان الحافز:
1. تذكَّر سبب قيامك بما تقوم به في المقام الأول:
إن كنت تفتقر إلى الحماسة عندما تريد كتابة مقال، فحاول التفكير في سبب رغبتك في القيام بذلك في المقام الأول؛ فالأسباب التي تجعلك تفعل أمراً ما هي القوة الدافعة وراء كل ما تفعله؛ فعندما يكون السبب قوياً وعاطفياً بما يكفي، تفعل كل ما يلزم لإنجاز المَهمَّة؛ أمَّا عندما لا تشعر بأي حافز على الإطلاق، فربما يكون السبب وراء ما تفعله ليس قوياً بما يكفي.
فكر في الأمر: لماذا يتوقف الناس عن التدخين؟ يتوقفون عن التدخين في معظم الأوقات لأنَّ لديهم سبباً قوياً يتمثل في احتمال معاناتهم من مشكلة صحية خطيرة أو احتمال فقدان أحبائهم إن استمروا في التدخين.
لذلك، احرص على أن تكون أسبابك قوية وعاطفية، وفكر في سبب رغبتك في القيام بالعمل المطلوب عندما لا يكون لديك حافز.
2. تصوَّر النجاح الذي ستحققه إن فعلت أمراً ما:
هل ينجح التصور حقاً؟ نعم، ولكن إذا كنت مستعداً لفعل ذلك؛ فالتصور أداة قوية، وهي متاحة لنا في أي وقت، حيث يمكنك أن تفكر وتتخيل ما تريد في أي مكان وأي وقت تشاء.
إذا كنت تعتقد أنَّ التصور ليس مجدياً، فحاول أن تتخيل بوضوح أنَّك تتجه إلى المطبخ، وتفتح باب الثلاجة، وترى ليمونة صفراء كبيرة؛ فتخرجها، ثمَّ تأخذ سكيناً وتقسمها إلى نصفين، ثمَّ تأخذ نصفها لتعصره في فمك. اشعر خلال عملية التخيل هذه بضغط يدك التي تعصر الليمونة، واسمع صوت العصر، وتخيل عصير الليمون وطعمه الحامض في فمك؛ هل تشعر بمزيد من اللعاب في فمك أم أنَّك لم تستشعر حدوث أي شيء؟
إذا تابعت الأمر وتخيلته بوضوح، فستفرز مزيداً من اللعاب في فمك، ولكنَّك قد تقول: هذا مجرد تخيل وليس حقيقياً، لكن لماذا زاد إفراز اللعاب في فمي؟ يعود ذلك إلى أنَّ عقلك لا يستطيع التمييز بين ما هو حقيقي وما هو خيالي، حيث يمكن لعقلك رؤية الأمور فقط، ولكن لا يمكنه معرفة ما إذا كانت حقيقية أم لا؛ وهذا ما يجعل التخيل أداة قوية.
فكر في هذا الأمر أيضاً: إذا كان حلمك هو قيادة سيارة حديثة، فتخيل الصورة الحية لقيادتك، وتخيل الموديل الذي تريده، واللون، والإحساس عندما تجلس بداخلها، ورائحة الجلد الذي يكسو الكراسي الجديدة في داخلها، وتحسس مقود السيارة، واستمع إلى صوت هدير المحرك؛ هل تعتقد أن عقلك سيجعل الأمر حقيقياً يوماً ما؟ بالتأكيد.
جوهر الكلام هنا هو أنَّك عندما تتخيل وتتصور الأمور في عقلك، تشعر بالحافز لتحقيق ذلك؛ فعندما تحلم بالسيارة التي تريدها، تخلق الدافع من الداخل إلى بذل الجهد وتوفير المال في سبيل اقتنائها؛ لذا حاول القيام بذلك عندما تبدأ التسويف وتفتقد إلى الحافز.
3. اخلق بيئة داعمة:
هل تعلم أنَّ محيطك وبيئتك يمكن أن يؤثرا في حالتك النفسية؟
نحن نتأثر بالأشخاص الذين نتواجد معهم؛ فإذا كنت محاطاً دائماً بأشخاص ناجحين يتحدثون عن نموهم وتعلمهم، فستتعلم منهم، وتشاركهم الحديث، وتتحفَّز، وتستخدم بيئتك لزيادة مستوى طاقتك؛ لكن إذا كنت محاطاً بأشخاص سلبيين يثرثرون دائماً ويتحدثون عن أشخاص آخرين، فستشعر بالسلبية وتفقد الدافع إلى العمل أيضاً.
لذا اجعل مكان عملك بيئة جيدة وداعمة بحيث ترغب في الاستيقاظ كل صباح والذهاب إليها، وتذكر أنَّ بيئتك هامة جداً ويمكن أن تؤثر فيك؛ لذا غيِّرها بدلاً من السماح لها بالتحكم بك.
4. غيِّر وضعية جسدك وكن نشيطاً:
تخلق الحركة العاطفة؛ فعندما تشعر بالإحباط وتفتقد الحافز للقيام بعملك، غيِّر وضعية جسدك، وجرب هذا التمرين:
حاول أن تشعر بالإحباط والحزن، وفكر في كل الأمور المحزنة التي حدثت لك، ولاحظ استجابة جسدك: كيف تتنفس؟ هل كتفاك مرتخيان نحو الأسفل أم مشدودان نحو الأعلى؟ ماذا عن تعبيرات وجهك؟ أين تضع يديك؟ وهل تنظر إلى الأعلى أم الأسفل؟
شاهد بالفديو: 8 أمور عليكَ القيام بها عندما تشعر بالإحباط
ستجد أنَّ جسدك يتخذ وضعية معينة عندما تشعر بالحزن؛ وعلى النقيض من ذلك، إذا كنت في حالة جيدة وتشعر بالنشاط والحيوية، سيتخذ جسدك وضعية مختلفة؛ فبالنسبة إلى معظم الناس، عندما يشعرون بالارتياح والتحفيز، يتنفسون بوتيرة أسرع، وتكون إيماءات أيديهم نشطة، ويتحدثون بسرعة، وينظرون بطريقة مباشرة؛ حيث يمكنك مباشرة معرفة ما إذا كان شخص ما يشعر بالغضب أم بالسعادة من خلال تعابير وجهه.
عندما تغير وضعية جسدك، تغير حالتك أيضاً؛ فإذا كنت لا تريد البقاء في حالة مريعة، فحاول ملاحظة وضعية جسدك وتغييرها وفقاً لذلك.
5. دع الآخرين يحفزونك:
قد تعيد لك قراءة كتاب أو الاستماع إلى الموسيقى أو مشاهدة فيلم ملهم نشاطك؛ فكل ما عليك فعله هو قضاء 30 دقيقة كحد أدنى في قراءة كتاب ملهم كل صباح قبل أن تبدأ يومك، وستحرص بهذه الطريقة على أن تبدأ يومك وأنت في الحالة الذهنية الصحيحة وتكمل يومك مهما كان صعباً.
قد تكون مقاطع الفيديو والصوت مفيدة جداً أيضاً؛ فعلى سبيل المثال: عندما تكون محبطاً ولا تشعر بأي دافع، شاهد مقطعاً ملهماً على يوتيوب (YouTube) أو استمع إلى خطاب تحفيزي من أشخاص رائعين لتزداد حماستك واهتمامك بسرعة وتصبح جاهزاً للانطلاق.
مع أنَّ ما ذُكِر سابقاً يعدُّ ناجعاً جداً، إلَّا أنَّ أفضل طريقة لتهيئة حالتك النفسية قبل أن تبدأ يومك تكمن في القراءة التي قد تغير حياتك؛ إذ يمارس كل الأشخاص الاستثنائيين الذين حققوا نجاحاً باهراً في الحياة عادة القراءة كل يوم.
شاهد بالفديو: 9 استراتيجيات فعّالة لتحفيز ذاتك عندما تفتقد إلى الحماس
6. كن طموحاً وابدأ بالأمور الصغيرة:
هذا مبدأ فعال للغاية إذا طبقته في حياتك؛ فعندما تحلم، عليك أن تحلم أحلاماً كبيرة حتى يلهمك حلمك؛ ومع ذلك، عندما تبدأ، عليك أن تبدأ بالأمور الصغيرة؛ ذلك لأنَّك تريد تحويلها إلى عادة لكي تتخذ إجراء تلقائياً باستمرار كل يوم.
وكذلك الأمر؛ فعندما تفقد حافزك، ابدأ بالأمور الصغيرة؛ فمثلاً: إذا لم يكن لديك دافع للاتصال بعملائك، فحاول تقليص العدد والتواصل مع جزء منهم؛ ذلك لأنَّ غايتك هي بناء الزخم في البداية، وبمجرد أن تبدأ اتخاذ إجراء، ستصبح متحفزاً وقادراً على الاستمرار بفعل المزيد.
ابدأ بخطوات صغيرة، ثم انتقل إلى خطوات أكبر تدريجياً؛ فعلى سبيل المثال: إذا كنت ترغب في ممارسة الرياضة لخمسة أيام في الأسبوع، فحاول جدولتها، وابدأ بمدة قصيرة حتى لو كانت خمس دقائق فقط في اليوم، والتزم بها، وافعلها فقط؛ فالهدف هو بناء الزخم وتسهيل إجراءات بدء العمل؛ وبمجرد الانطلاق، ابدأ زيادة الزخم تدريجياً، وانتقل إلى المستوى التالي.
7. خذ فترات استراحة عندما تحتاج إلى ذلك:
تحتاج في بعض الأحيان إلى استراحة؛ فالنجاح ليس وجهة، بل هو رحلة شاقة تستغرق وقتاً طويلاً؛ حيث يظن الكثير من الناس أنَّ النجاح يعني إنجاز أمر عظيم، وأنَّه يتحقق بين عشية وضحاها؛ بينما الحقيقة هي عكس ذلك تماماً، فقد استطاع كل الأشخاص الناجحين تحقيق نتائج مذهلة بمواظبتهم على العمل لفترة كافية، واتخاذ الإجراءات باستمرار، وعدم الاستسلام أبداً.
لا يتحقق النجاح في أيام قليلة أو أسابيع أو أشهر، بل يحتاج إلى سنوات؛ لذا احرص على حصولك على قسطٍ وافٍ من الراحة، وخذ استراحة عندما تحتاج إلى ذلك، وافهم قدراتك ومقدار ما يمكنك القيام به؛ وعندما تنجز عملك، يمكنك مكافأة نفسك باستراحة تجعلك أكثر نشاطاً وتحفيزاً واستعداداً لمواجهة العالم مرة أخرى.
أضف تعليقاً