وغني عن القول أنَّه صحة رجل الأعمال الرئيس يمكن أن تنهض بالشركة أو تجعلها تنهار، سواء كنت في قمة الازدهار أم كنت في بداياتك أم تستعد لبدء عمل تجاري، فالاعتناء بصحتك هو أمر على قدر كبير من الأهمية.
إليك 7 فوائد يجنيها روَّاد الأعمال من ممارسة الرياضة:
1. تنشيط الذكاء:
يقول مايكل حياة (Michael Hyatt)، خبير القيادة ومؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة مايكل حياة وشركاه (Michael Hyatt & Company): "ريادة الأعمال في أبسط صورها هي مجرد أن تجد حلَّاً للمشكلات مقابل أن تحصل على المال"، ويترتب على ذلك أنَّه كلَّما كان رائد الأعمال أفضل في إيجاد الحلول، زادت الإمكانات المتاحة للدخل والنمو، وقد أثبَتَ الباحثون أنَّ هناك صلة مباشرة بين التمرينات وبين القدرة على حل المشكلات؛ حيث أَظهَرت دراسة أجراها معهد مونتريال هارت (Montreal Heart Institute) عام 2012 أنَّ تمرينات الأيروبيك تعزز من الوظيفة الإدراكية.
لقد تبين أنَّ التمرين يجعلك أكثر ذكاءً، وبالطبع، يولي رجال الأعمال الأولوية للتعلم في المجال الصناعي والتطوير المهني، ومع ذلك فلا يعرف الكثيرون أنَّ التمرين المنتظم يساعدهم على إنجاز ذلك والمضي قدماً بهما بشكل أكبر.
ولإيضاح هذه النقطة، يقول جوش ستيمل (Josh Steimle)، رائد الأعمال ومتحدث تيد إكس (TEDx): "لو توقفت عن ممارسة الرياضة لاعتقادي أنَّني مدير جيد في عملي هو أولوية؛ عليا لكانت المفارقة أن أصبح رب عمل أسوأ مما كنت عليه عندما كان عملي أولوية دنيا".
2. تخفيف التوتر:
ستظهر المشكلات دائماً في أي شركة، وستجري الرياح بما لا تشتهي السفن، لكنَّ هذا لا يعني أنَّ رائد الأعمال يجب أن يتعرض للتوتر النفسي دونما داعٍ، ولتجنب نوبات التوتر، من المهم أن يكون لديك متنفس للراحة حتى لا تُطفئ جذوة الطموح، أو الأسوأ من ذلك، أن تصاب بالاكتئاب، والتمرين هو طريقة مضمونة للقيام بذلك، سواء كنت تريد الهرولة، أم رفع الأثقال، أم الجري، أم السباحة، أم التسلق، وما إلى ذلك، فأنت بحاجة إلى تحريك جسمك للبقاء مرناً وهادئاً جسدياً وعاطفياً.
يعمل التمرين أيضاً على خفض مستويات الكورتيزول - وهو الهرمون المزعج الناتج عن الإجهاد والذي يمكن أن يؤدي إلى التهاب الأعضاء وتلفها - حين تؤدي ممارسة الرياضة إلى خفض الكورتيزول، يجعلنا في الوقت نفسه أكثر صحة وسعادة، كما أنَّها تؤدي إلى أنماط نوم أفضل، قد لا يختفي التوتر تماماً من حياتك إلى الأبد، لكنَّ التمرينات المنتظمة يمكن أن تقلل تقليلاً كبيراً من آثاره السلبية.
3. السعادة:
فكر في آخر مرة مررت فيها بيوم سيئ، هل تتذكر مدى صعوبة إنجاز أي شيء، ناهيك عن القيام بأفضل أعمالك؟ هناك طريقة واحدة لتهدئة المشاعر المرتبطة بمعظم الأيام بصفتك صاحب عمل؛ وهي أن تكون نشيطاً؛ حيث تساعد التمرينات على إطلاق مادة الإندورفين؛ وهي مادة كيميائية تقلل التوتر وتعزز الشعور بالرضا والصحة؛ لذلك، في المرة القادمة التي تشعر فيها بالإرهاق، انهض عن مكتبك وتحرك قليلاً؛ حيث أفاد خبيرون من جمعية علم النفس الأمريكية (American Psychological Association) أنَّك ستبدأ بالشعور بتحسن الحالة المزاجية في غضون خمس دقائق من بدء التمرين.
شاهد بالفيديو: فوائد الرياضة على الصحة النفسية
4. تعزيز الشعور بالنجاح:
الحلم النهائي هو الحرية المالية واستقلال نمط الحياة، وذلك يعني القدرة على إنشاء جدولك الزمني الخاص، والعمل عندما تريد، والسفر حول العالم، لكنَّ هذا يتطلب عادة سنوات من العمل الشاق، وخلال هذه المرحلة، يَعُدُّ الكثيرون أنَّ تخصيص ساعة أو ساعتين يومياً من أجل لياقتهم البدنية، بدلاً من العمل، بمنزلة خسارة، لكنَّ ما فاتهم إدراكه هو أنَّ سنوات من تجاهل الصحة البدنية، تعني أنَّ أجسادهم لن تكون قادرة على التمتع بالحرية والمستقبل الذي عملوا بجد من أجله؛ لذلك، عندما تقضي وقتاً في ممارسة الرياضة، فكر في الأمر على أنَّه عمل من أجل جسدك وحلمك في آن واحد.
5. تحسين الذاكرة:
إن كنت محترفاً في مجال الأعمال، فأنت بحاجة إلى امتلاك قدر كبير من المعرفة فيما يتعلق بالجوانب الحاسمة لعملك، والتي تتطلب ذاكرة قوية، أحد الأمثلة على ذلك هو إقامة علاقات اجتماعية مع الآخرين، فالقدرة على تخزين وممارسة تفاصيل صغيرة وغامضة في كثير من الأحيان من العلاقات الجديدة، تخلق انطباعات وفرصاً أكثر ملاءمة، الجيد هو أنَّه من أجل تحسين الذاكرة، لن يكون قضاء ساعات في صالة الألعاب الرياضية أمراً ضرورياً، فقد وجدت دراسة أجراها الدكتور سكوت ماكجينيس (Scott McGinnis)، طبيب أعصاب ومدرب في علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة هارفارد (Harvard Medical School)، أنَّ المشاركين في الدراسة الذين مارسوا المشي الخفيف لمدة ساعة واحدة، مرتين في الأسبوع، شهدوا تحسناً ملحوظاً في التذكر.
6. تعزيز الإبداع:
تخيل أنَّ لديك فكرة رائعة، ولكن تتلاشى أفكارك عندما تصل إلى نقطة معينة ولا توجد طاقة لإنهاء ما بدأته، توقفت الأفكار الإبداعية عن التدفق؛ أنت تائه، يمكن أن يؤدي العمل لساعات طويلة في المشاريع إلى تباطؤ في الإبداع وسرعة البديهة للجميع تقريباً، ولكنَّ الإندورفين نفسه الذي يطلقه التمرين يمكن أن يساعد على إزالة "غشاوة العقل" أيضاً، سيساعد الوضوح الناتج بعد التمرين على تقديم حلول مبتكرة للمشكلات، وزيادة الإنتاجية، وتسهيل إنهاء المشاريع، هذه اللحظات من "التدفق" هي علامات على أنَّ جسد المرء يعمل كما ينبغي، وأنَّه يقظ، ويُعتنى به.
أشار سكوت كولثر (Scott Cullather)، الرئيس التنفيذي لشركة (inVNT)، في مقاله بعنوان "العادات الخمس اليومية لرواد الأعمال الناجحين" (5 Daily Habits of Successful Entrepreneurs)، إلى مدى أهمية التمرين في حياته اليومية؛ حيث قال:
"من المدهش معرفة كمية الأفكار الإبداعية التي راودتني خلال هذه الأشواط الطويلة من العزلة؛ حيث لا تمنحك فقط القدرة على التحمل الجسدي للعمل 18 أو 20 ساعة يومياً والسفر حول العالم؛ وإنَّما تساعد أيضاً على تحفيز عقلك وتفكيرك".
7. الثقة:
إن كنت مستعداً للشعور بمزيد من الثقة بالنفس، والهدوء على الرغم من أنَّك ترزح تحت الضغوطات، والحزم، والذكاء العاطفي، والجاذبية، والفعالية في التعبير عن الرؤى، فكل ما عليك فعله هو البدء بالتمرين لبضعة أيام في الأسبوع؛ وذلك لأنَّ التمرين يؤدي أيضاً دوراً محورياً في كيفية تقبلك لنفسك، ووفقاً لدراسة نُشرت في مجلة سايكولوجي سبورت آند إكسرسايز (Psychology Sport and Exercise)، فإنَّ أولئك الذين مارسوا الرياضة قبل الإجابة عن الاستبيان، شعروا بالنحافة والقوة على الفور.
والأفضل من ذلك أنَّهم استمروا في الشعور بهذه الطريقة لفترة طويلة بعد التمرين، مما يساعد على تفسير سبب تمتع الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام بثقة أكبر؛ وبغض النظر عن أي تغيير فعلي في المظهر، النتائج المشجعة حقاً هنا أنَّ الشعور بالثقة بسبب التمرينات المنتظمة لا يتعلق بأن تكون أكثر تناغماً أو أفضل مظهراً؛ بل يتعلق بتقديم أفضل نسخة من نفسك، جسدياً وعقلياً.
أضف تعليقاً