ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدونة "باتي جونسون" (Patti Johnson)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها الناجحة مع ريادة الأعمال.
يسعى رواد الأعمال لوضع خطة واضحة ومقنعة للعمل على مشاريعهم المستقبلية بحيث تُغري أصحاب رؤوس الأموال للاستثمار في هذه المشاريع ودعمها، والآن بعد مرور 19 عاماً على خبرتي في مجال ريادة الأعمال، أتلقى كثيراً من الاتصالات طلباً للمشورة والنصيحة عن الطريقة الصحيحة لبدء مشروع تجاري جديد بنجاح، وفي الحقيقة لا توجد إجابة سهلة أو موحدة لجميع الحالات، وتوجد مجموعة من الأسئلة تساعدك على التأكد من القرار الصحيح لبدء مشروع ما، والتوقيت المناسب له.
7 أسئلة يجب طرحها قبل بدء مشروع تجاري:
إليك فيما يأتي أهم 7 أسئلة يجب طرحها قبل البدء:
1. لماذا تريد تأسيس هذا المشروع؟
حدد السبب الحقيقي الذي دفعك لتأسيس مشروعك الجديد، ولا يكفي أن يكون السبب هو رغبتك بالتخلص من عملك أو وظيفتك الحالية؛ إذ ينشأ الدافع لدى الإنسان من رغبته الحقيقية بتحقيق هدف ما أو تجنب عواقب سلبية، أما الرغبة بترك شيء لا يعجبك لا تعدُّ حقيقية صادقة؛ ولذلك لا يمكن أن تكون أساساً ناجحاً لمشروع جديد.
إذا كنت تبحث عن عائد مالي سريع أو تطمح للعمل وفق جدول زمني مرن، فعندها بإمكانك استشارة أصحاب المشاريع السابقين للحصول على تصوُّر حقيقي لما يمكن أن يواجهك في الواقع قبل أن تأخذ خطوة جدية للبدء، ومن أهم متطلبات نجاح مشروعك الجديد هي أن تكون صادقاً مع نفسك، ومتأكداً من أنَّ دوافعك لتأسيس هذا المشروع ستجعلك قادراً على تجاوز كل العقبات التي ستواجهك بصفتك رائد أعمال.
2. ما هي احتياجات السوق التي سيلبِّيها منتجك أو خدمتك؟
حدد الميزة التي تجعل منتجك مؤهلاً لتلبية احتياجات السوق، وليس بالضرورة أن يكون فريداً من نوعه، يكفي أن يميزك عن باقي السوق بطريقة عملية وواقعية.
3. كيف ستحصل على عملاء؟
حدد جمهورك المستهدف والطريقة التي سيتعرف من خلالها إلى مشروعك الجديد، وإذا كان تحقيق الربح الذي تطمح له يتطلب الوصول إلى شريحة كبيرة من العملاء، فستحتاج إلى خطة تسويقية كبيرة، وعلى سبيل المثال إذا كنت ترغب بتأسيس مشروع تجاري في المجوهرات أو متجراً للبيع بالتجزئة، فيجب أن تكون على معرفة بالسوق إضافة إلى استقطاب أكبر عدد من الزبائن لتتمكن من النجاح.
أما إذا كنت ترغب بتقديم خدمة استشارية أو العمل في مجال تخصصي، فستحتاج إلى قدر أكبر من التركيز على تعزيز العلاقات الأساسية مع العملاء المستهدفين وأولئك الذين يذكرونك للآخرين.
إنَّ تحديد عدد العملاء والطريقة التي ستحصل عليهم من خلالها ستحدد لك الطريقة الصحيحة للعمل، والمدة التي ستستغرقها لتحقق الإيرادات التي تطمح لها، وهذه الأشياء كلها ضرورية لضبط خطة العمل، والتأكد من أنَّ أهدافك المالية منطقية.
شاهد بالفديو: 6 أفكار يحتاج رواد الأعمال إلى الإيمان بها حتى يحققوا أهدافهم
4. كيف سيكون حالك عندما تحقق النجاح الذي تطمح له؟ وكم من الوقت سيستغرق ذلك؟
انظر إلى مشروعك كأنَّه حلم مميز تسعى إليه، وليس فقط بوصفه هدفاً لتحقيق الإيرادات وكسب المال.
اكتب بخط يدك جميع التفاصيل والأشياء التي ستفعلها لتحقق هذا الحلم، والأدلة التي ستُنبئك باقتراب تحقُّقه؛ إذ سيساعدك هذا الوضوح على الحفاظ على حماستك واتخاذ قرارات حكيمة على الأمد القريب، ومع مرور الوقت ستتطور رؤيتك في بعض الجوانب، ولكن الأهم أن تحافظ على طموحك عالياً وتفكِّر بالخطوات التدريجية والصحيحة التي ستوصلك للهدف.
إذا كانت طبيعة عملك التجاري تحتاج إلى فترة طويلة لتحقيق النتائج المرغوبة، فيُفضل أن تبدأ بالعمل والتأسيس بأقرب وقت ممكن حتى وأنت ما تزال قائماً على رأس عملك الحالي.
5. ما هي المقومات المالية الضرورية لتبدأ مشروعك التجاري؟
إذا رأيت أنَّ مشروعك التجاري بأفضل الأحوال لن يحقق لك الدخل الذي تطمح له خلال سنتين أو ثلاثة، فعليك تعديل خطة العمل، وأيضاً حدِّد الحد الأعلى الذي ستضعه في الاستثمار خلال أول عام أو عامين، وهل سيكون كافياً لإنجاح المشروع الجديد؟
خذ الوقت الكافي لوضع خطة مالية واقعية تساعدك على تحقق النتائج المرجوة، وتجنِّبك حدوث ما لم يكن في الحسبان.
6. بمَن ستستعين من أصحاب الخبرة؟
في بداية أي مشروع جديد من الضروري أن تمتلك علاقات مع خبراء في المجال؛ لتستفيد من خبراتهم ونصائحهم في التسويق، والتعرف إلى الأمور الرئيسة لإدارة مشروع ناجح يجذب الجمهور المستهدف، ومن الممكن أيضاً الاستعانة باستشارات مأجورة، ولكن يُفضَّل أن تستعين بمنتور يقدم لك النصائح والتوجيهات بحكم خبرته، ففي البداية قد تُفاجأ بالفجوة الكبيرة بينك بصفتك رائد أعمال جديداً وبين من سبقوك بالخبرة والنجاح، فثمة كثير من الأمور التي يجب تعلُّمها من "المنتورز" والاستشاريين.
7. ما هي العوائق التي يمكن أن تَحول دون بدء مشروعك التجاري الجديد؟
من الضروري الإجابة عن هذا السؤال لتتمكن من وضع خطة عمل تحمي مشروعك من الضرر في حال وقوع تلك الاحتمالات، فمن خلال خبرتي سمعت كثيراً من الإجابات مثل قلة المعرفة بالسوق أو صعوبة البيع أو عدم امتلاك أموال لاستثمارها أو الشك وعدم الثقة بالنفس.
إذا كنت في مرحلة انطلاق مشروعك التجاري، وتشعر بعدم الارتياح بشأن تسويق أفكارك أو بيع منتجك؛ إليك بعض النصائح:
- اطلب المساعدة التي تمكنك من تحسين مهاراتك وتمنحك شعوراً بالطمأنينة.
- ادخل في شراكة مع شخص خبير في التسويق وإدارة المشاريع.
- أعد تقييم خططك.
تذكَّر أنَّ الإجابة عن هذا السؤال هامة جداً وهي ليست صعبة، فقط تتطلب بعض التفكير، وأما تجاهُل المشكلة سيؤدي إلى تكرارها في المستقبل.
في الختام:
التوازن بين الحلم والتخطيط للواقع هو سر نجاح أكبر رواد الأعمال؛ لذلك كن جريئاً واتبع أحلامك أياً كانت المخاطر، ومن الهام أن تفكر بذكاء، وتضع خطة محكمة، وتأخذ بنصائح الخبراء.
أضف تعليقاً