أولًا: إرشادات مهمة يجب التقيّد بها لإعداد مشروعك الناشئ
-
تقييم الذات:
من الضروري أن تُجري تقيمًا لذاتك قبل أن تبدأ بأي مشروع جديد خاص بك، كأن تسأل نفسك بعض الأسئلة المهمّة وهي: لماذا أرغب بإنشاء مشروع جديد؟ هل لأني أرغب بالنجاح وإثبات الذات؟ أم لأني أرغب بترك الوظيفة والبحث عن دخل إضافي؟ أم لاستثمار الأموال التي أملكها بدلًا من تجميدها؟ أم لأي أسباب أخرى تدور في رأسك؟
حيثُ أنّ هذه الأسئلة ستختصرُ الكثير من الوقت والجهد، وستجعلك تنجح في تقييم نفسك لمعرفة ماذا تريد بشكلٍ دقيق، ومعرفة السبب الذي يدعوك لبدء مشروعك الجديد، وبعد الإجابة عليها، عليك أن تجيب على مجموعةٍ أخرى من الأسئلة التي ستُساعدك بالتعرّف على القدرات والإمكانيات التي تمتلكها من أجل تحديد واختيار المشروع الأنسب إليك، ومن هذهِ الأسئلة:
- ماهي المهارات التي أتمتّع بها؟
- ماهو المجال المهني الذي أحبّه؟
- ماهي الخبرات العمليّة التي أتميز بها؟
- هل لدي الخبرات العمليّة الكافية؟
- ماهو مقدار رأس المال المخصص للمشروع؟
- هل أمتلك الاستعداد الكافي والحماسة الكافيّة لأن أكون صاحب مشروع خاص؟
- هل حماستي هذهِ مؤقتة أم دائمة؟
ومن الضروري أن تكون إجاباتك صريحة وحقيقيّة، بعيدًا عن الكذب أو المبالغة، وذلك لتنجح في تقييم ذاتك، وفيما إذا كنت قادرًا بالفعل على بدأ مشروعك الخاص.
-
فكرة المشروع:
وهي من الخطوات المهمة التي يجب الإلتزام بها عند البدء بأي مشروع من المشاريع الناجحة، بحيث تكون هذهِ الفكرة تتطابق مع الرّغبات والطموحات التي يُقدم عليها صاحب المشروع، وتستطيع إيجاد فكرة المشروع عن طريق اتباع بعض الطرق البسيطة ومنها:
- التفكير بمنتج ما احتجته في يوم من الأيّام ولم تجدهُ في السوق.
- التفكير بابتكار صناعة جديدة أو منتج جديد يُساهم في حلّ مختلف المشاكل التي تواجه الناس.
- الاطلاع على أسواق أخرى، حيثُ أنّ هذهِ الطريقة ستُساعدك في الحصول على أفكار جديدة لمنتجات غير متوفرة في السوق المحلي.
- العمل على تطوير منتجات متواجدة في السوق، عن طريق إدخال بعض التعديلات والتحديثات إليها.
- إيجاد فكرة جديدة ومناسبة عن طريق البحث الإلكتروني.
-
بحث السّوق:
بعد أن تقيّم ذاتك وتجد فكرة مشروعك الخاص، عليك أن تبدأ بمرحلة البحث في السّوق والتعرّف بشكلٍ قريب ومباشر على العملاء المستهدفين، وكل الحاجات والرغبات التي تخصّهم، وذلك لكي تقدم المنتجات التي تتوافق مع تلك الحاجات والرغبات، كذلك فإنّ هذهِ الخطوة ستُساعدك بالتعرّف على المنافسين والمنتجات التي يطرحونها في السوق، وأسعار البيع والشراء، وذلك لكي تكون على استعداد لدخول سوق المنافسة بقوةٍ وذكاء، ووضع الخطة المناسبة.
ويُمكنك إجراء هذا البحث في السوق باستخدام العديد من الطرق أهمها:
- المقابلات الشخصيّة مع العملاء المستهدفين.
- الاستقصاء من عينة من المستهدفين، عن طريق توزيع بعض أوراق الاستبيانات التي تحتوي على أسئلة معينة وإرسالها لهم عبر البريد الإلكتروني.
- التركيز فقط على مجموعة تحتوي على عينة من العملاء المستهدفين.
ومن الأسئلة التي يجب أن تطرحها في الاستقصاء:
- ما هي العوامل التي تضعها في اعتبارك عند شراء المنتج أو الخدمة؟
- ما هي الأشياء التي تفضّلها في المنتجات والخدمات الموجودة في السّوق؟
- ماهي منتجات السّوق التي لا تُعجبك على الإطلاق؟ ولماذا؟
- ماهي اقتراحاتك الشخصيّة بشأن تحسين المنتجات الموجودة في الأسواق أو الخدمات؟
- ماهو السّر الذي تجدهُ مناسب للخدمة أو المنتج الموجود في السّوق؟
وآخر خطوة عليك أن تقوم بها بخصوص بحث السوق، هي أن تجري مقابلات شخصيّة مع شريحة من العملاء للتعرّف بشكلٍ أعمق على العملاء والمنافسين ومنتجاتهم وخططهم وأسعارهم، وذلك لتبدأ مشروعك الجديد على أساس صحيح ومتين لضمان النجاح والاستمرار.
-
كتابة خطة عمل المشروع:
إنّ خطة عمل المشروع تساهم في إبراز الحافز الأساسي لإقامة المشروع، وتساهمُ كذلك في وضع الأهداف الأساسيّة من تنفيذهِ، وتوضّح الأسباب التي تدفع العملاء لكي يتعاملوا مع هذا المشروع الجديد، لهذا فإنّ كل الأشخاص الذين يكتبون خطة عمل مشروعهم بشكلٍ دقيق ومبني على أسس وافتراضات واقعيّة، ينجح أصحابها في الحصول على التمويل المناسب لنمو المشروع ونجاحهِ واستمرارهِ، وكتابة خطة العمل يجب أن تتضمّن ما يلي:
- كتابة إسم المشروع في الصفحة الأولى بخط واضح وبارز، على أن يكون هذا الإسم جديد وغير مستخدم من قبل في هذا المجال، وأن يكون مفهومًا وسهلًا في اللفظ.
- كتابة الملخص التنفيذي المختصر الذي تتحدث فيه عن جميع بنود وعناصر خطة العمل.
- وصف العمل، وتحديد نوع العمل الذي ترغب في البدء فيه، وحال الصناعة في الوقت الراهن، وفي المستقبل.
- توضيح استراتجيّة السوق، وتوضيح السوق المستهدف، والطرق التي ستنجح من خلالها في تحقيق أعلى الأرباح.
- تحليل المنافسين وذكرهم، وتحديد نقاط الضعف والقوة التي يتميزون بها، وتوضيح الطرق التي من خلالها ستتفوق عليهم.
- وضع خطة التصميم والتطوير، وتحديد الميزانيّة الخاصة بالتطوير.
- وضع خطة العلميات الإداريّة، وكيفيّة سير العمل على أساس يومي منظّم.
- توضيح عوامل التمويل، والكيفيّة التي ستحصل من خلالها على المال، ومتى ستحصل عليه، وكل العوامل الماليّة الأخرى التي يجب أن تضعها في اعتبارك.
-
تمويل المشروع:
إنّ أغلب أصحاب المشاريع الجديدة لم يكونوا يملكون الأموال الكافيّة لتنفيذ مشاريعهم في البداية، لهذا فإنّ أغلبهم لجأوا إلى مصادر التمويل المختلفة التي يُمكنك أيضًا أنت أن تعتمد عليها، مثل:
- التمويل الذاتي عن طريق بيع بعض المملتكات الخاصة بك كقطعة الأرض، سيارة، عقار، ذهب وأي شيئ آخر يُمكن أن تؤمّن من خلالهِ مبلغًا من المال مناسب لبدأ المشروع.
- الاقتراض عن طريق البنوك المختلفة.
- التمويل الجماعي عن طريق منصات الكترونيّة يقوم بها المشتركين بالتبرع لأصحاب المشاريع الإبداعيّة والاجتماعيّة.
- عن طريق رجال الأعمال والمستثمرين الذين يُساهمون في تمويل المشروع والاستثمار فيهِ.
- الشراكة التجاريّة عن طريق إدخال شركاء للاستثمار بمبالغ متساوية أو نسب متفاوتة.
إقرأ أيضاً: أفضل 5 أدوات لتمويل مشروعك الجديد
-
اختيار فريق العمل:
وفي هذهِ الخطوة يجب عليك أن تبدأ العمل والبحث لتأسيس فريق عمل خاص بالمشروع، وتعتبر هذهِ المهمة من المهمات الصعبة والضروريّة، فلا يكتمل نجاح أي مشروع إلّا بوجود فريق عمل قوي ذو خبرةٍ جيدة، وذلك لأنّ فريق العمل الفاشل سيتسببُ حتمًا بفشل المشروع وعدم استمرارهِ، في الوقت الذي يُساهم فيهِ فريق العمل الناجح والقوي في استمرار المشروع والوصول بهِ لأعلى درجات المنافسة والتألّق، ويُمكنك هنا الاستعانة بخبير في الموارد البشريّة ليتمكّن من انتقاء أفضل العناصر، مع ضرورة تحديد الرواتب.
اقرأ أيضاً: 6 نصائح ذهبية لبناء فريق عمل ناجح
-
اختيار المكان المناسب:
عليك أن تحدّد المكان المخصّص لإقامة المشروع، على أن يكون موقع مناسب وقريب من العملاء المستهدفين، وبمساحة كافيّة، وشكلٍ لائق.
-
الحصول على التراخيص:
بعد أن تقوم باختيار المكان المناسب للمشروع، عليك أن تعمل للحصول على التراخيص اللازمة لبدأ المشروع بشكلٍ قانوني.
-
البدء في المبيعات:
وهي الخطوة النهائيّة التي يُمكنك من خلالها أن تبدأ في البيع وتحقيق الأرباح من مشروعك الخاص الجديد.
ثانيًا: إرشادات مهمة لإعداد الميزانيّة الخاصة بمشروعك الجديد
قبل أن تبدأ بوضع الميزانيّة الخاصة بالمشروع، عليك أن تأخذ لمحة عامة عن نوع المدخلات الضرورية لتحقيق أهداف المشروع، وذلك لأنّ هذهِ الخطوة ستساعدك على تنظيم التكاليف الخاصة بك، كأن تقوم بتحديد ما يلي:
- الموارد البشرية مثل الباحثين، الاستشاريين، الشركاء، والشركاء الآخرين العاملين بدوام.
- تكاليف السفر كتذاكر المواصلات، وبدل وجبات الطعام.
- المركبات ومصروفاتها كالاستئجار، والوقود، ووقت السائق.
- المعدات، كالآلات، وأدوات القياس، وغيرها من الأدوات.
- المواد الاستهلاكيّة، مثل المواد، المضخات، والحاويات.
- المقاولات الفرعيّة، كالخدمات وأعمال البناء.
أمّا التكاليف المباشرة للميزانيّة فتكون على النحو التالي:
- تحديد تكاليف وأجور الموظفين والعمال، وتضمن هذهِ الناحية العديد من النقاط المهمّة، كتحديد رواتب الموظفين، مضاف إليها رسوم الضمان الاجتماعي، أجور العطلات، والمساهمة في صندوق التقاعد، والتأمين الصّحّي، وغيرها من الأمور المهمة، مع تحديد عدد السّاعات الإنتاجيّة لكل موظف سنويًا، لحساب الأجر بالساعات مستبعدًا الأجازات السنويّة، والعطل الرسميّة، وعطلات نهاية الأسبوع، والإجازات المرضيّة.
- تحديد نفقات السفر وبدلات الإقامة.
- تحديد تكاليف استئجار أو صيانة السيارات الخاصة لأغراض المشروع.
- تحديد المستهلكات واللوازم، كالمواد الإستهلاكيّة، وأدوات التنظيف، والأدوات الخاصة بالكتابة والطباعة، كالحواسيب والطابعات والبرمجيات.
وبالنسبة لموضوع أجور الموظفين، عليك أن تنتبه إلى بعض الأمور المهمّة عندما تعدّ لهذهِ الميزانيّة، وذلك لكي لا تقع بمشاكل مالية أثناء تنفيذ المشروع، وهذهِ الأمور هي:
- عدم تعيين عدد كبير من الموظفين مرة واحدة.
- اختبار الموظف لمدة إسبوعين على الأقل، وعدم منحهِ الراتب قبل مرور هذا الوقت.
- عدم توقيع أي عقود دائمة قبل مرور ثلاثة أشهر على عمل الموظف.
- الاعتماد على مبدأ التعيين المؤقت لإنجاز الأعمال والمهام المحددة، وذلك لأنّهُ لا داعي لوجود أي موظف لا عمل لهُ في المشروع.
- عدم تعيين موظفين جدد دون الحاجة إليهم، حتّى وإن كان ميزانيّة المشروع تتحمّل أعباء الرواتب.
إقرأ أيضاً: 8 موظفين يجب أن تعيِّنهم لتحقّق شركتك الناشئة نموَّاً أسرع
ثالثا: أهم الأسباب التي تقفُ وراء فشل المشاريع الناشئة
- أن تكون فكرة المشروع لا تحلّ أي مشكلة يُعاني منها الأفراد، وعدم تعطّش الجمهور للسلعة أو المنتج أو الخدمة الجديدة التي طرحت في الأسواق.
- الإهمال وعدم التخطيط للمشروع بالشكل الصحيح، والعمل بشكلٍ عشوائي دون الاستناد إلى خطة واضحة ومحددة ومدروسة.
- إطلاق المشروع في توقيتٍ خاطئ، واتباع بعض العادات الخاطئة كالتلكؤ أو التسرّع، هذهِ العادات تعتبر كالآفات التي تدمّر المشروع وتقودهُ إلى الفشل.
- إهمال المشروع الناشئ، وانشغال المؤسس عنهُ بسبب ضيق الوقت أو انشغالهِ بأعمال ومشاريع أخرى، دون أن يُتابع سير العمل ومقدار الأرباح والانتشار.
- السعي الكامل وراء الربح فقط، دون الاهتمام بالجودة.
- الفشل في اختيار فريق عمل ناجح وقادر على السير بالمشروع الجديد نحو بر الأمان والنجاح.
- العناد والتمسك باللآراء الخاصة دون الأخذ بآراء الآخرين واقتراحاتهم.
- عدم الإيمان الخاص بالمشروع والقدرة على النجاح.
شاهد أيضاً: 8 أسباب وراء فشل المشاريع التجارية
وفي النهاية نتمنى عزيزي أن تأخذ بكل النصائح والإرشادات المهمة التي قدمناها لك، لتنجح في تأسيس مشروعك الخاص، والسير به نحو طريق النجاح والتألق.
أضف تعليقاً