1. ما الذي تحب فعله عادةً؟
عند الحديث عن حب ما تفعله، ليس المقصود النتائج. على سبيل المثال: إذا كنت مصفف شعر، فإنَّ الأمر لا يتعلق بكونك تحب رؤية الناس بشعر جميل، فكلنا يحب ذلك، بل يتعلق الأمر بأنَّك تحب الغسيل والتجفيف والقص والتمشيط، أي عملية تصفيف الشعر الكثيف والخشن أو الناعم والخفيف وتحويله إلى شعر جذاب. في النهاية، يتعلق الأمر بما إذا كنت تحب العملية، ولا توجد طريقة لمعرفة ذلك بخلاف القيام بها مراراً وتكراراً. عليك الاعتراف بذلك؛ لأنَّ إدارة عملك الفردي في الأساس تعني أن تفعل الشيء نفسه مراراً وتكراراً، وتحبه كأنَّك تفعله لأول مرة.
لذا، إذا اتصل بك شخص ما لطلب المساعدة وشعرت بإحساس بالرهبة، فربما تكون هذه المهنة الفرديَّة غير مناسبة لك، ولكن إذا كنت مفعماً بالأفكار حول كيفية مساعدته وتقديم المشورة له بناءً على ما تعرفه عنه والإمكانات التي تتصورها، فقد تنجح في مهنة فردية تتمحور حول هذه الخدمة.
2. ما الذي تجيده؟
يتعلق الأمر هنا بالموهبة؛ ويمكنك قياس ما تجيده من خلال معرفة مدى سعادة عملائك عندما تفعل شيئاً من أجلهم. هل قالوا بعد العمل معك أو تلقي الكوتشينغ على يدك إنَّهم حلُّوا المشكلة التي جاءت بهم إليك؟ هل غيروا سلوكاتهم بناءً على توصياتك ورؤية النتائج التي يريدونها؟ لا يكفي الحصول على تدريب أو شهادات معتمدة، فالأمر يتعلق أيضاً بمدى موهبتك في تقديم الخدمة، فإن كنت تحصل على تغذية راجعة رائعة، وكان عملاؤك يوصون بك لأشخاص آخرين، فاعلم أنَّ لديك القدرة على تحويل مهارتك إلى عمل منفرد رائع.
3. هل يمكنك كسب المال من عملك؟
ثمة طرائق غريبة يكسب الناس من خلالها المال، والتي تثير الدهشة بالفعل، فإن كنت تعرف حتى شخصاً واحداً على استعداد للدفع لقاء خدماتك، فيمكنك كسب المال، لكنَّ العبرة من هذا السؤال هي كيف يمكنك تقديم هذه الخدمة بطريقة تقدِّر فيها الوقت الذي تقضيه في تقديمها، وأحد الأشياء التي تحتاج إلى تحديدها هو السعر الرائج للخدمات التي تقدمها، ويمكنك معرفة ذلك فقط عن طريق التسوق التنافسي؛ فاخرج واسأل كم يتقاضى الميكانيكي لإصلاح سيارتك، والنجار لإصلاح إحدى النوافذ في بيتك، وتَحقَّق من الأسعار على المواقع الإلكترونية والأسواق المختلفة لتأخذ فكرة عن أجر خدماتك، ثم اختبر أسعارك من خلال عدد عملائك المؤقتين وكم منهم أصبح عميلاً منتظماً لديك، وبهذا ستعرف ما إذا كانت خدماتك رائعة وأسعارك مناسبة.
4. هل تتطلع إلى العمل بدوام كامل أم جزئي أم جانبي؟
يتحدث الكثير من الناس عما إذا كان بإمكانهم الانتقال من وظيفتهم إلى عملهم الخاص. لا شك أنَّه عندما تكون محترفاً في الخدمة التي تقدمها، يمكنك أن تكون أكثر إبداعاً من أي شخص يعمل في التصنيع أو البيع بالتجزئة، لأنَّه لا يترتب على عملك الكثير من تكاليف بدء التشغيل، ولديك قدر كبير من المرونة فيما يتعلق بكيفية قضاء وقتك في العمل لتحقيق هدفك، ومدى المخاطرة التي تريد تحمُّلها.
في النهاية، عليك أن تقرر درجة المخاطرة التي ترغب بها، فإن كنت من هواة المخاطرة، فيمكنك ترك وظيفتك بالطبع. على مقياس من 1 إلى 10، حيث يُمثل الرقم 10 أعلى درجات المخاطرة، حدد مكانك وتصرف وفقاً لذلك، فإن وجدت نفسك عند الرقم 10، فابدأ بثقة عمياء؛ ولكن قبل فعل ذلك، ادَّخِر دخلك من عملك الأساسي لمدة عام أو عامين لإعالة نفسك ريثما ينطلق عملك الخاص.
أما إذا كنت تتجنب المخاطرة، فيتعين عليك وضع استراتيجية تسمح لك بتقليل الوقت الذي تقضيه في عملك الأساسي، بناءً على الدخل الذي ترغب به، فقد ترغب في كسب 100000$ في السنة من عملك الخاص بتقديم الكوتشينغ على الحياة، ولكن إذا بدأت بتقديم الكوتشينغ للأصدقاء والزملاء بعد ساعات العمل وفي عطلات نهاية الأسبوع، فقد تكسب 30000$ في السنة.
عندما تكسب أكثر، يمكنك تخفيض دوامك في عملك الأساسي واستثمار هذا الوقت في عملك الخاص؛ وعندما تصل إلى 5000$ شهرياً، يمكنك الذهاب إلى العمل بدوام جزئي، وبذلك أنت تقطع نفسك تدريجياً عن الراتب الذي تتقاضاه من عملك الأساسي، وتتحول نحو عملك الخاص. لا تخف من بناء الجسور إلى حيث تريد أن تكون، فإن لم تتمكن من ضبط ساعات العمل بسهولة في عملك الأساسي، فقد يعني ذلك ترك العمل واستبداله بالعمل الحر لفترة حتى تتمكن من توفير ما يكفي لتغطية جميع التزاماتك الحالية.
5. ما الاختصاص الذي ترغب به؟
بصفتك محترف خدمة، يوجد عدد كبير جداً من الأشخاص الذين يمكنك خدمتهم، لذا عليك إيجاد الأشخاص المناسبين للعمل الذي تخطط البدء به. إحدى الطرائق التي يتبعها رواد الأعمال المنفردين الذين يتقاضون رواتب جيدة هي النظر إلى أنفسهم، وما الذي يهتمون به، والمشكلات التي تغلبوا عليها، ثم البحث عن الأشخاص الذين يتعاملون مع هذه المشكلات نفسها. يتعلق الأمر بمكانك الفريد لإحداث فَرق وبالعملاء الذين يرغبون باستخدام خدمتك، إذ لا يكفي القول أنَّك مدرب لياقة بدنية، فالناس يريدون معرفة أنَّك مدرب لياقة يساعد الأمهات على "استعادة أجسادهن بعد الحمل"، أو خبير تغذية يهتم بمساعدة الممرضات على ممارسة الرعاية الذاتية. إذا حاولت خدمة الجميع، فسوف ينتهي بك الأمر بلا عمل.
6. هل يمكنك بناء مجتمع يرتبط بعملك؟
الجزء الثاني من عملك الخاص هو إنشاء مجتمع يرتبط به. وفي هذا السياق، مجتمعك عبارة عن مجموعة من الأشخاص الذين مروا بأشياء مماثلة لتلك التي مررت بها؛ فعندما يسمعون قصتك، سيَوَدُّون الاتصال بك ومعرفة المزيد عنك، فانشر قصتك على وسائل التواصل الاجتماعي، وشاهد المهتمين بها، فمن المحتمل أنَّ لديهم قصصاً مُشابِهة، وأنَّ مجال تخصصك سيساعدهم على الوصول إلى حيث يريدون أن يكونوا في الحياة، لذا تواصل معهم لبناء مجتمعك الخاص الذي سينشر قصتك ويُرَوِّج لك، مما يساعدك على اكتساب المزيد من العملاء.
7. ما مدى استمتاعك بالعمل مع الناس؟
يتعلق بناء مشروع رائد منفرد وناجح بحب الإجراءات التي تستخدمها لنقل عملائك من حالة إلى حالة أخرى. على سبيل المثال: بصفتك مدرب يوغا، يجب أن تكون مرتاحاً في التحدث إلى الأشخاص والعمل معهم لتَفهُّم احتياجاتهم، وتحديد ما الذي يمنعهم من تلبيتها، ومساعدتهم على فهم كيفية تحقيق أهدافهم، كل ذلك في أثناء تحقيق النتائج. ومع ذلك، لست بحاجة إلى أن تكون منفتحاً أكثر من اللازم، فكل ما تحتاجه هو أن تكون جيداً في التعامل مع الأشخاص فيما يخص الشيء الذي تحبه.
في الختام:
الأسئلة الثلاثة الأولى أعلاه عبارة عن ثلاث دوائر متداخلة، وأي شيء يقع ضمنها هو هدف جيد لعملك الفردي، أما الأسئلة الأربعة الأخيرة هي بداية الخطة لتنمية عملك. أجب عن جميع هذه الأسئلة، وستكون جاهزاً للنجاح في عملك الريادي الفردي براتب ممتاز.
أضف تعليقاً