ما هي ريادة الأعمال؟
يُشير مصطلح "ريادة الأعمال" إلى: عملية إنشاء مشروع جديد، يعتمد على عنصر الابتكار، والريادة، والإبداع، وإدارته وتطويره، مع الأخذ بعين الاعتبار المخاطر المرتبطة به؛ إذ إنَّ المشروع الرائد يكون غالباً ذا فكرة مُبتَكرة غير تقليدية؛ لذا فهو ينطوي غالباً على قليل من المغامرة والمجازفة.
ورائد الأعمال، هو الشخص الذي يبتكر فكرة مشروع جديد، ويُنشئه بنفسه، ويكون مستعداً لتحمُّل كافة المخاطر لهذا المشروع.
ما هي أنواع ريادة الأعمال؟
1. ريادة الأعمال الصغيرة:
يمكن القول: أنَّ معظم المشاريع التجارية في عالم الأعمال اليوم، هي مشاريع صغيرة، وتُعدُّ المتاجر الصغيرة من الأمثلة على ريادة الأعمال الصغيرة، كمحلات البقالة، والنجارة، والسباكة، ومحلات تصفيف الشعر؛ إذ إنَّ مالك المشروع هو من يُدير العمل بنفسه، أو يُوظِّف أحد أفراد العائلة أو موظفين محليين، ويتم تمويلها غالباً من قبل الأهل والأصدقاء أو القروض الصغيرة، وهذا النوع من الريادة بالكاد يكون مُربح؛ فهو يُحقق أرباحاً صغيرة، يستخدمها أصحابها في إعالة عائلاتهم وتغطية نفقاتهم الأساسية.
2. ريادة الأعمال القابلة للتطوير:
يُؤمن رجل الأعمال في هذا النوع من الريادة؛ أنَّ أفكاره ستُغير العالم، وأنَّه بإمكانه إحداث تغيير مجتمعي من خلال العمل الذي سيقوم به، فيجذب المستثمرين الذين يفكرون خارج الصندوق، ويُوظِّف أفضل الموظفين وأكثرهم إبداعاً، لكن تُشكِّل ريادة الأعمال القابلة للتطوير اليوم نسبة ضئيلة من عالم الأعمال؛ وذلك نظراً لما تنطوي عليه من مخاطر كبيرة في رأس المال، فهي بحاجة لمزيد من التمويل لتطوير مشاريعها والانتقال بها إلى المرحلة التالية، ومن الأمثلة على هذا النوع من الريادة: فيسبوك، وانستغرام، ومختلف منصات التسوق الإلكتروني عبر الإنترنت.
3. ريادة الأعمال الكبيرة:
تتميز ريادة الأعمال الكبيرة بالابتكار المستمر، وتطوير المنتجات باستمرار لتُلبي احتياجات ورغبات المستهلكين المتغيرة، ولمواكبة التقدم التكنولوجي السائد، ومن الأمثلة على شركات ريادة الأعمال الكبيرة: Google، مايكروسوفت، سامسونج.
4. الريادة الاجتماعية:
وهي الشركات التي تتجه لإنتاج وتقديم الخدمات والمنتجات التي تحل المشكلات الاجتماعية؛ فهدف المشروع هنا هو تلبية احتياجات المجتمع، وجعل العالم مكاناً أفضل، وليس تحقيق ثروة أو أيَّة أرباح مالية.
5. ريادة الأعمال المبتكَرة:
تضم هذه الريادة المشاريع التي يُحاول القائمون عليها، اختراع أشياء يحتاجها الآخرون، أو تقديم أفكار خلَّاقة مبتكَرة غير مسبوقة، وطرحها للمجتمع.
6. ريادة المُقلِّد:
وهي الريادة التي يُقلد فيها رائد الأعمال غيره من رواد الأعمال، ولكن ليس بشكل متطابق؛ إنَّما يستوحي أفكاره من أفكار موجودة، ويقوم بتغييرها وتطويرها وتحديثها، ووضعها في قوالب ريادية جديدة.
7. ريادة الباحث:
يتم التركيز في هذا النوع من الريادة، على الأبحاث والدراسات والتحليلات العلمية، قبل البدء في تنفيذ المشروع.
8. ريادة المشتري:
تعبِّر ريادة المشتري عن الشركات والأشخاص الذين يبحثون عن الأفكار الجديدة، التي تحتاج للتمويل والدعم لتنجح، فيقومون بشرائها ودعمها لتصبح تابعة لهم.
مهارات وصفات رائد الأعمال الناجح:
هناك مجموعة من الصفات يشترك بها رواد الأعمال الناجحون، من أبرزها:
- الإبداع: من أهم صفات رائد الأعمال الناجح أن يكون مبدعاً ومبتكِراً، يبتكر أفكاراً جديدة، ويُبدع في إيجاد الحلول للمشكلات من حوله؛ فالمشروع الناجح يَسدُّ الاحتياجات ويُسهِّل حياة الناس.
- المبادرة: رائد الأعمال الناجح شخص مُبادِر، وسبَّاق بطبعه، لا ينتظر المساعدة من أحد، يعرف حق المعرفة أنَّه إن كان هناك شيء يجب القيام به، فيجب أن يعتمد على نفسه ويقوم به بنفسه.
- مهارة التواصل مع الآخرين: من أهم صفات رائد الأعمال الناجح أن يمتلك مهارات تواصل قوية مع الآخرين، ليكون قادراً على تسويق منتجاته، والتواصل الجيد مع موظَّفيه لتحفيزهم على العمل وزيادة انتمائهم للشركة.
- مهارة إدارة الوقت: لا يقل الوقت أهميةً عن المال في عالم ريادة الأعمال؛ لذا يجب أن يكون لدى رائد الأعمال الناجح مهارة إدارة الوقت، من خلال تحديد الأولويات، والمهام المطلوبة، وإدارة الوقت بحيث يتم إنجازها في الوقت المحدد.
- التفاوض: من المهارات الهامة التي يجب أن يمتلكها رائد الأعمال؛ لأنَّه يحتاجها في سائر أعماله مع كل الأطراف (المستثمِرين، والمورِدين، والمنافسين، والعملاء).
- المثابرة: رواد الأعمال الناجحون لا يستسلمون؛ لذا يجب أن يتمتع رائد الأعمال الناجح بالمثابرة في عمله، فهو يعرف أنَّ طريقه مليئة بالمتاعب والعثرات، وإن لم يكن لديه التصميم الكافي لن يتمكن من الوصول لهدفه.
- الشجاعة: يعيش رواد الأعمال خارج منطقة الراحة؛ فهم في حالة بحث واستكشاف دائمة، ورغبة في تجربة كل ما هو جديد، لو كان محفوفاً بالمخاطر.
- الشغف: من صفات رائد الأعمال الناجح أن يكون شغوفاً؛ يحبُّ ما يعمل، ويطمح لتحقيق الإنجازات في حياته.
- الانفتاح: يكون رائد الأعمال الناجح منفتحاً على كل ما هو جديد، ومطَّلعاً على كل ما يدور حوله؛ فهو يُدرك أنَّ كل موقف من الممكن أن يكون فرصة ويجب استغلالها!
- المغامرة وتحمُّل المخاطر: المغامرة أساس النجاح؛ فلا يُمكن أن ننجح في شيء ما دمنا نخاف ولا نتجرأ على المغامرة، فمن أهم صفات رائد الأعمال الناجح هي؛ استعداده للمغامرة وتحمُّل المخاطر.
- المرونة: يُواجه رجل الأعمال خلال رحلته كثيراً من التغيرات والأمور غير المتوقَّعة، فلا بُدَّ من تمتُّعه بالمرونة في تقبُّل هذه التغيرات والتعامل معها.
- حُب التعلم: نجد لدى كل رواد الأعمال الناجحين صفة مشتركة وهي حُب التعلم، لا يقف علمهم عند حد معيَّن؛ بل نراهم في سعي دائم للتعلم وتطوير أنفسهم وأعمالهم.
شاهد بالفديو: 12 طريقة فعالة لتطوير الذات
أنواع روَّاد الأعمال:
روَّاد الأعمال هم الأشخاص الذين يقومون بتأسيس وإدارة أعمال جديدة بصرف النَّظر عن حجمها أو نوعها، ويمكن تصنيف روَّاد الأعمال إلى عدة أنواع بناءً على عدة عوامل، مثل مجال العمل، والتكنولوجيا المستخدمة، وحجم الشركة، والنمط الريادي، والمشاريع التي يعملون عليها.
فيما يأتي بعض الأنواع الشائعة لروَّاد الأعمال:
1. رائد الأعمال الدَّاخلي:
هو شخص يبدأ ويُدير عمله الخاص داخل إطار منظمة أو شركة قائمة بالفعل، ويسعى إلى تحسين العمليات الحاليَّة أو تطوير منتجات أو خدمات جديدة داخل الشركة.
2. رائد الأعمال المقلِّد:
هو شخص يبدأ عمله الخاص باستنساخ فكرة أو نموذج أعمال قائم بالفعل والنجاح به في سوق آخر أو في نفس السوق، ويعمل على تحسينها أو تكييفها لتناسب سوقه الهدف الخاص.
3. رائد الأعمال المبتكِر:
هو شخص يقوم بتطوير فكرة جديدة أو ابتكار منتج أو خدمة جديدة تلبِّي احتياجات سوق جديد أو قائم، ويعمل على تنفيذها وتحويلها إلى عمل تجاري ناجح.
4. رائد الأعمال المشتري:
هو شخص يقوم بشراء أو استحواذ على شركة قائمة بالفعل بغرض تطويرها وتحسين أدائها، ويمكن أن يكون لديه رؤية استراتيجية لتطوير الشركة المشترَاة.
5. رائد الأعمال الباحث:
هو شخص يقوم بالبحث والتطوير لإيجاد فرص جديدة للأعمال، وقد يكون متخصِّصاً في البحث عن فرصٍ تجاريةٍ جديدةٍ أو تطبيقات جديدة للتكنولوجيا أو الابتكارات العلمية.
6. رائد الأعمال المكافح:
هو شخص يواجه تحديات وصعوبات كثيرة في رحلته الريادية، ويعمل على التغلُّب عليها والمثابرة والصمود رغم المصاعب، ويمتلك إرادة قوية ومثابرة لتحقيق أهدافه.
7. رائد الأعمال السياسي:
هو شخص يَستخدِم المهارات الريادية والرؤية الاستراتيجية في مجال السياسة، سواء كان ذلك عن طريق تأسيس حزب سياسي، أم العمل في مجال الحكومة، أم القيام بمبادرات سياسية تهدف إلى تحقيق تغيير اجتماعي أو سياسي محدد.
8. روَّاد الأعمال التكنولوجيون:
هم الذين يستخدمون التكنولوجيا والابتكارات الرقمية لتطوير حلول جديدة وتحسين العمليات القائمة.
9. روَّاد الأعمال الاجتماعيون:
هم الذين يركزون على إيجاد حلول لمشكلات اجتماعية أو بيئية، مثل الاستدامة البيئيَّة، والصحة، والتعليم.
10. روَّاد الأعمال الصغيرة والمتوسطة:
هم الذين يقومون بإنشاء وإدارة أعمال صغيرة أو متوسطة الحجم، مثل الشركات النَّاشئة والمشاريع العائلية.
11. روَّاد الأعمال العلميون:
هم الذين يعتمدون على البحث العلمي والتطور التكنولوجي لإنشاء منتجات وخدمات جديدة.
12. روَّاد الأعمال الابتكاريون:
هم الذين يسعون إلى تطوير أفكار ومفاهيم جديدة وغير تقليدية في مجالات مختلفة.
13. روَّاد الأعمال الاقتصاديون:
هم الذين يسعون إلى النجاح والتفوُّق في الأعمال والاقتصاد، وقد يكونون مبتكرِين في النماذج التجارية، وإدارة الموارد المالية، والتسويق، والتوسُّع الدولي، والاستراتيجيات الاقتصادية الأخرى.
14. روَّاد الأعمال الرقميون:
هم الذين يستخدمون التكنولوجيا الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي لإنشاء وإدارة أعمالهم، مثل الشركات الناشئة في مجال التطبيقات الجوالة، والتجارة الإلكترونية، والتسويق الرقمي.
15. روَّاد الأعمال الابتكاريون الاجتماعيون:
هم الذين يركزون على تطوير حلولٍ اجتماعية مبتكرة تساهم في تحسين حياة الناس والمجتمعات، مثل التكنولوجيا الطبية، والتعليم الرقمي، والمشاريع الاجتماعية المستدامة.
16. روَّاد الأعمال في مجال الفنون والثقافة:
هم الذين يعملون في مجالات الفنون والثقافة، مثل الأفلام، والموسيقى، والأدب، والفنون التشكيلية، والتصميم، والموضة، ويسعون إلى ابتكار منتجات وخدمات فنية وثقافية جديدة.
17. روَّاد الأعمال في مجال الصحة والعلوم الطبية:
هم الذين يعملون في مجالات الطب، والعلوم الصحية، والبحوث الطبية، ويسعون إلى تطوير حلولٍ طبية مبتكرة، مثل الأدوية الجديدة، والأجهزة الطبية، والتكنولوجيا الصحية.
18. روَّاد الأعمال في مجال الزراعة والأغذية:
هم الذين يعملون في مجالات الزراعة، والتصنيع الغذائي، والتغذية، ويسعون إلى إيجاد حلولٍ مبتكرة لتحسين إنتاج الأغذية، والاستدامة الزراعية، والتغذية الصحية.
19. روَّاد الأعمال في مجال السفر والسِّياحة:
هم الذين يعملون في صناعة السفر والسِّياحة، مثل تطوير المنتجات السِّياحية، وتقديم خدمات السفر والإقامة، وتحسين تجارب السفر والسِّياحة.
18. روَّاد الأعمال في مجال الرياضة واللياقة البدنية:
هم الذين يعملون في مجال الرياضة واللياقة البدنية، مثل تطوير الألعاب الرياضية، وتصميم وتطوير المعدات الرياضية، وتقديم خدمات اللياقة البدنية والتدريب الرياضي.
19. روَّاد الأعمال في مجال الفنون والثقافة:
هم الذين يعملون في مجال الفنون والثقافة، مثل تأسيس الشركات الثقافية والفنية، وتطوير المنتجات والخدمات الفنية، وتعزيز التراث الثقافي والفني.
20. روَّاد الأعمال في مجال التجارة الإلكترونية والتسويق الرقمي:
هم الذين يعملون في مجال التجارة الإلكترونية والتسويق الرقمي، مثل إنشاء وإدارة المتاجر الإلكترونية، وتسويق المنتجات والخدمات عبر الإنترنت.
21. روَّاد الأعمال في مجال العقارات والاستثمار العقاري:
هم الذين يعملون في مجال العقارات، مثل شراء وبيع العقارات، وتأجير وإدارة العقارات، وتطوير المشاريع العقارية.
22. روَّاد الأعمال في مجال الألعاب والترفيه:
هم الذين يعملون في صناعة الألعاب والترفيه، مثل تطوير الألعاب الرقمية، وإدارة الفعاليات الترفيهية، وتصميم وتطوير منتجات الترفيه.
هذه بعض أنواع روَّاد الأعمال، وقد يكون هناك مزيدٌ من التخصصات والمجالات الأخرى حسب التطورات الحالية واهتمامات المتعاملين في سوق الأعمال.
فوائد وأهمية ريادة الأعمال:
من المؤكَّد أنَّ أهمية ريادة الأعمال لأصحابها هي توليد الثروة، أمَّا أهميتها بالنسبة للمجتمع تكمن في:
1. تحريك عجلة الاقتصاد:
تُساهم مشاريع ريادة الأعمال في تحريك عجلة الاقتصاد؛ لأنَّها تولِّد ثروة جديدة، وبالتالي تساهم في تحسين الدخل القومي؛ نظراً لزيادة الضرائب والإنفاق الحكومي، ممَّا يُمكِّن الحكومة من استخدام هذه الإيرادات في الاستثمار ودعم الاقتصاد.
2. توفير فرص العمل:
تساهم مشاريع ريادة الأعمال في خلق فرص عمل جديدة للشباب المبتدئين، وتحسين حياتهم، وتدريبهم، وإكسابهم الخبرات؛ إذ يقول بيل غروس: "إنَّ الشركات الناشئة المنظَّمة بشكل جيد والتي تقدِّم حوافز عادلة لموظَّفيها، قادرة على إطلاق طاقات بشرية هائلة وتحقيق نتائج مدهشة".
3. تنمية المجتمع:
تؤدي ريادة الأعمال إلى تنمية المجتمع وتحسين مستوى معيشة أفراده، من خلال الوظائف التي تخلقها لهم، والمنتجات التي تقدِّمها، وتقليل مستويات الفقر والبطالة.
4. تعزيز البحث والتطوير:
تُوفر ريادة الأعمال الأموال للبحث والتطوير، ممَّا يُساعد في تعزيز البحث العلمي والتطوير؛ وذلك لأنَّها تعتمد على الأفكار المبتكَرة للسلع والخدمات، والتي يجب اختبارها عن طريق التجربة.
الفرق بين ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة:
قد تشترك ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة في بعض أوجه التشابه، لكنَّها تختلف من عدة نواحٍ رئيسة:
- أولاً وقبل كل شيء، تنطوي ريادة الأعمال عادةً على إنشاء وإدارة مشروع جديد بهدف إنشاء أعمال مستدامة وقابلة للتطوير.
- غالباً ما يتحمل روَّاد الأعمال مخاطر كبيرة ويستثمرون الموارد، مثل الوقت ورأس المال والجهد، لبناء عمل تجاري قد يدرُّ أرباحاً وينمو بمرور الوقت.
- على النقيض من ذلك، فإنَّ المشاريع الصغيرة عادة ما تكون مساعيَ قصيرة الأجل قد لا يكون لها نفس مستوى الطموح أو الاستدامة طويلة الأجل مثل ريادة الأعمال.
- قد تتضمن المشاريع الصغيرة مهاماً أو نشاطات محددة، مثل العمل المستقل أو المشاريع الاستشارية أو المبادرات لمرة واحدة، وقد لا تتطلب نفس مستوى الالتزام أو الموارد مثل بدء الأعمال التجارية وتنميتها.
- الفرق الرئيس الآخر هو عقلية ونهج روَّاد الأعمال مقابل أصحاب المشاريع الصغيرة، فيميل روَّاد الأعمال إلى أن تكون لديهم رؤية أوسع ويركزون على إنشاء نموذج أعمال يمكن أن يعطل الأسواق، ويولد قيمة، ويتوسع بمرور الوقت.
غالباً ما يحتاجون إلى التفكير بشكل استراتيجي وإدارة المخاطر واتخاذ القرارات التي قد تؤثر في نجاح مشروعهم على الأمد الطويل، ومن ناحية أخرى، قد يكون لأصحاب المشاريع الصغيرة تركيز أضيق على إكمال مهمَّة معينة أو تسليمها ضمن إطار زمني محدد، دون النظر بالضرورة إلى تداعيات الأعمال الأوسع.
- إضافة إلى ذلك، غالباً ما تتضمن ريادة الأعمال بناء فريق، وتطوير خطة عمل، وتأمين التمويل، والتنقل في ديناميكيات السوق المعقدة، في حين أنَّ المشاريع الصغيرة قد تكون أكثر فردية وقد لا تتطلب نفس المستوى من التخطيط الاستراتيجي أو جهود بناء الفريق.
- تنطوي ريادة الأعمال أيضاً على مستوى أعلى من الالتزام والتفاني والمثابرة، فقد يواجه روَّاد الأعمال تحديات ونكسات وشكوكاً كبيرة على طول الطريق، في حين أنَّ المشاريع الصغيرة قد تكون قصيرة الأجل نسبياً وأقل تطلباً من حيث الالتزام طويل الأجل.
إنَّ كلاً من ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة تنطوي على إنشاء وإدارة المبادرات، لكنَّها تختلف من حيث نطاقها وطموحها واستدامتها على الأمد الطويل وعقليتها ونهجها، وغالباً ما تنطوي ريادة الأعمال على إنشاء وتنمية أعمال مستدامة وقابلة للتطوير برؤية أوسع، بينما تميل المشاريع الصغيرة إلى أن تكون قصيرة الأجل وتركز على مهام أو مخرجات محددة، وقد يساعد فهم هذه الاختلافات الأفراد على تحديد المسار الذي يتوافق بشكل أفضل مع أهدافهم ومواردهم وتطلُّعاتهم.
قصص نجاح لرواد أعمال حول العالم:
بيل غيتس:
يعتبر "بيل غيتس" (Bill Gates) من أشهر رائدي الأعمال في العالم، وضمن قائمة الأغنى أيضاً، ومؤسِّس شركة مايكروسوفت (من أكبر شركات البرمجيات في العالم)، وُلد عام 1955 في واشنطن، ألحقه والده بمدرسة "ليكسايد" الخاصة والتي تعرَّف في صفوفها للمرة الأولى على الحاسوب، وكتب برنامج بلغة ال Basic وكانت أول نتائج شغفه بالبرمجة، ثمَّ التحق بجامعة (هارفارد)، وتركها بعد عامين، في عام 1970 كان بيل يبلغ من العمر 15 عاماً وصديقه (آلن) يكبره بعامين، حين قاما بتطوير برنامج حاسوبي لمراقبة حركة السير في شوارع (سياتل)، وأسَّس (بيل) مع صديقه "آلن" شركة مايكروسوفت في عام 1975.
ستيف جوبز:
من أشهر رواد الأعمال في العالم، ومؤسِّس شركة "آبل" الشهيرة، والتي تُعدُّ الآن شركة الهواتف المحمولة والحاسوب الأكثر مبيعاً في كل دول العالم، حيث بدأت فكرته في عام 1976 منذ كان في عمر ال 21، مارس ستيف جوبز (Steve Jobs) عديداً من المهن قبل أن يطلق (آبل)، في عام 1979 أطلق شركة (آبل) بالاشتراك مع (ستيف وزنياك)، وطُردَ من شركة "آبل" وتركها عام 1985، ثم عاد إليها بعد 10 سنوات، ليُنقذها من الخسائر ويجعلها رقم واحد في العالم.
شاهد بالفديو: 6 دروس ينبغي تعلّمها في الريادة من ستيف جوبز
والت ديزني:
هو صاحب مدينة "ديزني لاند"، ورائد فن التحريك في العالم، كانت بدايته صعبة، وكان يعمل في إحدى الصحف، ولكنَّ مدير الصحيفة قال له: أنَّ رسوماته سيئة، لكنَّ "والت" أخذ الأمر بشكل إيجابي، وتحدى نفسه وبذل كثيراً من الجهد، حتى وصل إلى القمة.
جوان رولينج:
هي مؤلِّفة سلسة "هاري بوتر" الشهيرة جداً، ولكنَّ "جوان" بقيت لسنوات تطرح أسئلة وقصص لم يتحمس لها الناشرون، لكنَّها لم تستسلم وظلَّت تحاول!
أوبرا وينفري:
أول بليونيرة سوداء في العالم وتُقدَّر ثورتها ب 2.5 بليون دولار، تم رفضها في بداية حياتها، من قبل إحدى القنوات التلفزيونية بحجة أنَّ وجهها لا يناسب الكاميرا، لكنَّ (أوبرا) كانت مؤمنة بنفسها ومصمِّمة على النجاح؛ حتى أصبحت مقدمة برنامج "أوبرا شو" وهو الأعلى مشاهدة في العالم.
مارك زوكربيرج:
مبرمج كمبيوتر، وصاحب فكرة أشهر موقع تواصل اجتماعي، إنَّه مخترع الفيسبوك، الذي أطلقه عام 2004، وكان يبلغ من العمر 19عاماً، هذه الفكرة التي جاء بها (مارك) داخل غرفته الجامعية في جامعة (هارفارد)، والتي لم يَخَف من فشلها؛ بل غامر وعرضها بكل حماس أمام زملائه، وقام بتجربتها عليهم، بتمويل محدود من صديقه "إدوارد سافيرين" وبمساعدة صديقه المبرمج "داستن ماسكوفيتش". فكرة جعلته من أشهر الشخصيات حول العالم وأصغر أثرياء العالم سناً!
رونالد مشحور:
رائد أعمال سوري، مؤسِّس ورئيس مجلس إدارة منصة التسوق الإلكترونية الشهيرة souq.com، درس ماجستير اتصالات رقمية في جامعة (نورث إيسترن) في الولايات المتحدة.
في الختام، ريادة الأعمال مغامرة فقط للشجعان:
ريادة الأعمال في جوهرها، نهج لحل مشكلات العالم الحقيقي، وسبيل الأفراد للحرية المالية وتحقيق الثروة، من خلال البحث دائماً عن شيء جديد وتحويله إلى فكرة مشروع مُربِح، وعدم التقيد بالوظيفة الثابتة والراتب الثابت.
لا يمكِن دخول عالم ريادة الأعمال بدون أن نمتلك الشجاعة، ونغيِّر عقليتنا إلى عقلية المغامرة والمتعة المطلَقة لاستكشاف شيء جديد يُغيِّر حياتنا الشخصية وربما يُغيِّر العالم!
أضف تعليقاً