6 نصائح لتقديم أفضل عرض تقديمي افتراضي
بعد أن أجبر انتشار جائحة "كوفيد-19" (COVID-19) العالم على إيقاف الأنشطة الشخصية والانتقال إلى الإنترنت، ازدادت الرغبة في التواصل عبر الإنترنت أكثر وأكثر، وقد فتح ذلك الباب أمام عديد من الفرص الجديدة الرائعة، بما في ذلك المزيد من الفرص في أن تصبح مُقدِّماً افتراضياً ومُتحدِّثاً عاماً.
في السابق، اعتاد جميع الناس على الوقوف شخصياً على المسرح أمام الجمهور، أمَّا اليوم فقد أصبح تقديم عرض افتراضي من أكثر الطرائق شيوعاً وفاعلية للتحدث إلى جمهورك.
على الرَّغم من ذلك - ومثل عديد من الفرص الجديدة - فإنَّ العرض التقديمي الافتراضي له صعوباته، فعلى سبيل المثال، في حين أنَّه قد يكون من الأسهل جمع جمهورك افتراضياً، إلا أنَّ الحفاظ على انتباههم عبر الإنترنت قد يكون صعباً جداً؛ لذا قبل أن تبدأ جلساتك الافتراضية حول الموضوعات التي تثير شغفك، تأكَّد من استخدام النصائح الواردة في هذا المقال، لإمتاع جمهورك، وزيادة رغبته في العودة للحصول على المزيد ممَّا تُقدِّمه.
العروض التقديمية الافتراضية، والعروض التقديمية الشخصية:
على الرَّغم من أنَّه قد لا يكون لديك جمهور تأسره في العروض الافتراضية كما هو الحال في العروض الشخصية، إلا أنَّ العروض الافتراضية تتميَّز ببعض الفوائد، على سبيل المثال، يكون الحضور في العروض الافتراضية مُريحاً لكل من المقدم والجمهور، فلا تحتاج أنت والحاضرون إلى السفر لتتمكَّنوا من التواصل مع بعضكم بعضاً.
يزيد ذلك من قدرتك على الوصول إلى جمهورٍ أكبر بكثير، ولأنَّ القيود الجغرافية قد زالت، يمكنك الوصول إلى جمهورٍ عالمي يحتاج إلى مجرد الاتصال بالإنترنت للحضور والمشاركة في العرض.
إنَّ العروض الافتراضية أكثر فاعلية من حيث التكلفة، فهي لا تتطلَّب مُعِدَّات سمعية وبصرية متطورة، أو أن تدفع أجوراً لتحجز مكاناً ما، أو ديكوراً جيداً، أو استئجار أثاث، أو تكاليف طعام وشراب؛ بل كل ما تحتاجه هو أنت والجمهور ومهاراتك في التقديم.
قد تجد أنَّ خوفك من التحدث أمام الجمهور يتبدَّد من خلال التقديم الافتراضي أيضاً، فإذا كان التقديم شخصياً أمام حشدٍ يجعلك تشعر بالخوف، قد تشعر بثقةٍ بنفسك وراحةٍ أكبر خلف شاشةٍ وجمهور افتراضي، ويمكن أن يساعدك التحدث إلى الكاميرا وأنت مرتاح في محيطك المألوف على الشعور بالألفة مع جمهورك.
6 نصائح ناجحة لتقديم عرض افتراضي ناجح:
سيمنحك التحضير الجيد للعرض الافتراضي في وقت مبكِّر الثقة والتوازن بمجرد أن تكون أمام جمهورك؛ لذا استخدم هذه النصائح الست لإتقان مهارات التحدث أمام الجمهور قبل بدء عرضك التقديمي الافتراضي التالي:
1. جهز خلفية جيدة لبثك:
مع أنَّه لا داعي للقلق بشأن حجز مكانٍ لعرض تقديمي افتراضي، فما يزال يتعيَّن عليك التخطيط لإعداده في مكان هادئ وجيد الإضاءة؛ لذا تأكَّد من أنَّ المكان الذي ستقدِّم فيه عرضك نظيف وخالٍ من عوامل التشتيت، وأَعلِم زملاءك في العمل، أو عائلتك، أو زملاءك في الغرفة أنَّك ستقدِّم عرضاً افتراضياً حتى لا يزعجوك.
إذا كانت هناك فوضى أو مشتتات في الخلفية، فسيكون جمهورك أكثر تركيزاً على ما يحدث خلفك أكثر ممَّا تقوله بالفعل؛ لذلك اجعل الخلفية نظيفة ومريحةً للعين.
للمساعدة على معرفة ما سيراه جمهورك، أعِدَّ الكاميرا بحيث لا تكون قريباً أو بعيداً جداً عنها، فاللقطة المثالية تظهر وجهك ورقبتك وكتفيك، وإذا كنت قادراً على الوقوف في عرضك التقديمي، فقد يساعدك ذلك أيضاً على الحفاظ على وضعيةٍ جيدةٍ، ويمنحك الفرصة لاستخدام إيماءات اليد عندما يكون ذلك مناسباً.
ستضمن الإضاءة الجيدة أيضاً أنَّ العرض التقديمي عبر الإنترنت يحافظ على اندماج جمهورك؛ لذا سلِّط الضوء على وجهك بدلاً من وضعه خلفك؛ إذ إنَّ الإضاءة الطبيعية هي الأفضل إذا كانت متاحةً لك؛ لذا افتح الستائر واجلس مواجهاً النافذة، وانتبه إلى أي ظلال تلقيها الإضاءة كي تتجنَّب أي مشتتات، ولا تقف أبداً والنافذة خلفك، فسيصعِّب وجود مصدر ضوء خلفك رؤية الجمهور لك.
بعد أن ضبطت البث بالكامل، تدرَّب على التواصل البصري مع جمهورك عبر الإنترنت، فقد يكون التحدث أمام الكاميرا بدلاً من التحدث أمام الناس شخصياً أمراً صعباً وغريباً؛ لذا تدرَّب على التحدث والنظر إلى عدسة الكاميرا الخاصة بك للتأكُّد من أنَّ جمهورك يراك كما لو كنت تنظر إليهم مباشرةً.
تأكَّد من وضع الكاميرا على مستوى العين، لجعل التحدث العام عبر الإنترنت أسهل، وحاول وضع صورةٍ لشخصٍ أو عينين تحدقان بالقرب من العدسة إذا كان ذلك يساعدك، كما يمكنك إيقاف تشغيل أي صورة تظهر أنت فيها على الشاشة حتى لا تنظر إلى نفسك في أثناء التقديم.
2. أتقِن استخدام الأدوات التكنولوجية التي تلزمك:
عند تقديم عروض تقديمية عبر الإنترنت، يجب أن تعتمد على اتصالٍ سريع وموثوق لنقل رسالتك وصوتك إلى جميع أنحاء العالم؛ لذا احرص على أن يكون لديك اتصال جيد بالإنترنت، أمَّا إذا كان الإنترنت لديك بطيئاً أو ينقطع ويعود باستمرار، فإنَّك تخاطر بإحباط جمهورك وفقدانه نتيجة التجربة السيئة التي سيخوضونها، فإذا لم تكن في منطقةٍ يتوفَّر فيها إنترنت سريع، فقد يجب عليك تغيير المكان الذي تخطِّط للتقديم فيه حتى يكون لديك اتصال أفضل بالإنترنت.
هناك نصيحة تقنية أُخرى يجب مراعاتها، وهي التأكد من كتم صوت الجمهور عند البدء في العرض التقديمي؛ إذ سيمنع ذلك ضوضاء الخلفية المشتتة، والمحادثات الجانبية، أو الضجيج في أثناء حديثك الهام، وتأكَّد أيضاً من التخلُّص من المشتتات والضوضاء من حولك.
ضع هاتفك في وضع الاهتزاز، وأوقف تشغيل الإشعارات على هاتفك وحاسوبك - باستثناء تلك المتعلقة باجتماعك - وضع الأدوات التكنولوجية الخاصة بك على سطحٍ بعيداً عن مكان البث حتى لا يسمعها جمهورك إذا ظهر أي صوت.
كما ستساعدك معرفة الميزات التي يقدمها البرنامج الذي تستخدمه على التخلص من المشكلات التقنية بسرعة، بالإضافة إلى تحسين تجربة العرض التقديمي؛ إذ إنَّ معرفة كيفية مشاركة شاشتك، وقراءة التعليقات، وإلغاء كتم صوت المشاركين، وتقسيمهم إلى مجموعات للمناقشة، وإجراء استطلاعات الرأي، وما إلى ذلك، ستجعل عرضك التقديمي يسير بسلاسة ويحافظ على اندماج جمهورك.
بالإضافة إلى ذلك، جرِّب جلب مقدم مساعد معك، لإدارة الجوانب التقنية لعرضك حتى تتمكَّن من التركيز في عرضك جيداً.
3. ضع توقعاتٍ عن الأسئلة:
إنَّ مشاركة الجمهور هي الجزء الأساسي لنجاح التحدث العام، فمن الهام أن تجيب عن أسئلة الجمهور التي قد تتلقاها، ولكنَّ التوقيت لذلك أساسي أيضاً؛ لذا ضع خطةً للإجابة عن الأسئلة التي أُعِدَّت مسبقاً، وقبل البدء بعرضك التقديمي الافتراضي، اشرح كيف يمكن لجمهورك طرح الأسئلة وكيف يتوقعون الإجابة عنها.
يمكن أن يكون المقدمون المساعدون مفيدين جداً في هذا الصدد؛ إذ يمكنهم الإجابة عن الأسئلة في صندوق الدردشة نيابةً عنك، وتأكَّد من أنَّ قواعدك الأساسية تحدِّد أنواع الأسئلة التي سيتم الإجابة عنها ومتى.
يجب معالجة المشكلات التقنية على الفور، مثل عدم القدرة على سماع الصوت، أو عدم تلقِّ رابط لتحميل شيءٍ ما، ويمكن أن تنتظر الأسئلة الأخرى لحين فترات الراحة لترد عليها حتى يستمر جمهورك في الإصغاء إليك بدلاً من قراءة صندوق الدردشة.
لا تنسَ طرح أسئلة على جمهورك أيضاً، ودعهم يردون في صندوق الدردشة؛ إذ إنَّ تلك طريقة هامة للحفاظ على تفاعل المشاركين في أثناء التقديم الافتراضي؛ إذ يكون فقدان تركيزهم أسهل بكثير ممَّا يحدث في أثناء العرض التقديمي المباشر.
4. تدرَّب كثيراً:
احرص على الإلمام بالنقاط التي ستتطرَّق إليها، وخطِّط للعرض التقديمي جيداً حتى تتمكَّن من تقديم عرضٍ مؤثرٍ؛ إذ إنَّ التحدث عن شيء أنت متحمِّس له يُعَدُّ من العناصر الهامة في ذلك؛ لذا صوِّر لنفسك مقاطع فيديو، وتدرَّب على التحدث إلى الكاميرا، وبعد ذلك شاهد جلساتك المسجلة لتنتقد نفسك، وتحسِّن من العرض التقديمي المباشر، ويمكن لك أيضاً أن تطلب من صديق أو فرد من العائلة أو زميل لك أن يعطيك تغذيةً راجعةً بنَّاءة وصادقة.
تذكَّر أن تتحقَّق ممَّا يأتي في أثناء تدريبك:
- كيف هي الإضاءة؟
- هل تنظر نحو الجمهور؟
- هل أنت مبتسم ومرتاح؟
- هل تُظهِر أنَّك تهتم بجمهورك؟
- هل أنت خبير في الموضوع الذي تقدمه؟
لا تنسَ أيضاً أن تتدرَّب على الجوانب التقنية للحديث العام الافتراضي، وتعلَّم تقسيم شاشتك أو استخدام شاشتين حتى تتمكَّن من فتح برنامج العرض التقديمي الخاص بك، وفي نفس الوقت مربع الدردشة والمشاركين في العرض، ومستنداتك أو شرائحك التي تحتاجها.
شاهد: 10 أخطاء شائعة في العروض التقديمية
5. اختتم عرضك بقوة:
في نهاية العرض التقديمي، قدِّم خاتمةً قوية لا تُنَسى للمساعدة على اكتساب المزيد من ثقة الجمهور كمقدم وإيصال جميع نقاطك بقوة، وبصفتك مقدماً عبر الإنترنت، يكمن هدفك في تقديم معلومات ذات قيمة، وإدماج جمهورك وتحفيزهم على اتخاذ الإجراءات المطلوبة، ومن ذلك العودة للحصول على مزيد من محتواك.
طرائق لاختتام عرضك الافتراضي:
غالباً ما يكون افتتاح واختتام عرضك أكثر ما يتذكَّره جمهورك؛ لذا احرص على عدم ضياع نقاطك الرئيسة بسبب خاتمة دون المستوى المطلوب.
فيما يأتي ثلاث من أفضل الطرائق لاختتام عرضك التقديمي الافتراضي بقوة:
- الختام بقصة: اختصر حديثك بسرد قصة توضِّح ما شاركته مع جمهورك؛ إذ سيعطيهم ذلك مثالاً ملموساً على كيفية تطبيق مبادئك، وبالمثل يمكنك أن تختتم باقتباسٍ مُلهم لتحفيز جمهورك على اتخاذ الإجراءات المطلوبة.
- إنهاء حديثك دائماً بعبارة تحثُّ المتلقي على اتخاذ إجراء: أوضح لجمهورك الخطوات التالية، وقدِّم طلبك بحماسة وثقة.
- توضيح أنَّك قد انتهيت من العرض: تجنَّب الاختتام بقول: "لقد كان ذلك كافياً، شكراً لحضوركم"؛ بعد تقديم العبارة التي تحثُّ على اتخاذ الإجراء المطلوب، قدِّم جملة مميَّزة تفيد بأنَّ عرضك التقديمي قد انتهى، بدلاً من السماح له بالاستمرار.
دع جمهورك يعرف أنَّك ستتابع أي أسئلة متبقيةٍ عبر البريد الإلكتروني، وابتسم بحرارةٍ في الكاميرا وأنت تنهي حديثك، والتزم ببعض الصمت واضبط نفسك، ثمَّ افصل برنامج العرض التقديمي.
6. وجِّه الجمهور لمتابعتك:
يكمن جمال تقديم عرض افتراضي في أنَّ جمهورك أمام الحاسوب بالفعل؛ لذا استفد من ذلك ووجِّههم إلى موقع الويب الخاص بك، أو إلى طريقة أخرى لمتابعتك للاستمرار في جني ثمار حديثك.
يمكنك أيضاً اغتنام الفرصة لفتح جلسة أسئلة وأجوبة مستقبلية على صفحة أو مجموعة على حسابك على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لذا تابع جمهورك عن طريق إرسال تسجيل لأولئك الذين سجَّلوا لحضور حديثك؛ إذ سيساعدك ذلك على تعزيز سمعتك وتنمية جمهورك.
في الختام:
استخدم هذه النصائح لتقديم أفضل عرض تقديمي افتراضي، والتواصل مع مزيد من الأشخاص عبر الإنترنت في أي مكان في العالم.