6 فوائد يقدمها الرمان لصحة الجسم

يُعَدُّ الرمان -مع تلك البذور الحمراء المميزة- طعاماً ذا قيمة غذائية عالية بشكل واضح، وقد أُطلِق عليه اسم النجم المضاد للأكسدة منذ أن أكد الباحثون أنَّ الرمان لديه فاعلية مضادة للأكسدة أقوى بثلاثة أضعاف من الشاي الأخضر، وينشأ تأثير مضادات الأكسدة في الرمان من مركبات تعرف باسم البوليفينول (polyphenols).



يحتوي الرمان على مركبات الفلافونويد (flavonoids) الكاتشين والأنثوسيانين (catechin and anthocyanins)، وحمض التانيك المكثف (condensed tannins)، والأحماض الفينولية (phenolic acids)، والتانين القابل للتحلل المائي بانيكالاجين (punicalagin)، والقلويدات (alkaloids)، ومُركَّبات الليغنان.

تحقق العلماء، من خلال الدراسات المخبرية لمركبات الرمان، من أنَّ الرمان يحتوي على مضادات أكسدة مفيدة ومضادة لمرض السكري، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم، والالتهابات، ويبدو أنَّ الوقت قد حان لإضافة الرمان إلى روتينك الصحي.

ست خصائص علاجية للرمان:

1. تخفيض الإجهاد التأكسدي:

يشير الإجهاد التأكسدي إلى عدم التوازن بين إنتاج مُركَّبات الأوكسجين التفاعلية (الجذور الحرة) والدفاعات المضادة للأكسدة، وينجم هذا الاختلال عن الضغوطات البيئية (مثل الأشعة فوق البنفسجية، والتعرض للإشعاع، والملوثات، والمبيدات الحشرية، والمواد الكيميائية الصناعية، والتدخين، والأوزون، والمعادن الثقيلة)، وعن العوامل الداخلية (كالتغذية، والالتهاب، ونمط الحياة، وحالات مثل الخرف والسرطان والسكري والأمراض المزمنة).

وقد رُبِطَ تراكم مُركَّبات الأوكسجين التفاعلية (ROS) والأضرار التأكسدية بأمراض متعددة، بما فيها الأمراض العصبية، والاضطرابات الأيضية، وتصلب الشرايين، وأمراض القلب والأوعية الدموية، ومرض السكري، والسرطان، وإصابات فرط النشاط، والأمراض الجلدية، والشيخوخة المبكرة.

تعمل القوة العظيمة المضادة للأكسدة في الرمان على تقليل الإجهاد التأكسدي؛ وهذا يساعد على منع وتحسين هذه الأمراض المرتبطة بالأكسدة وآثارها اللاحقة.

2. منع أمراض نمط الحياة وتخفيف مضاعفاتها:

تنشأ أمراض نمط الحياة بشكل أساسي بسبب العادات اليومية للأشخاص (مثل الخمول والتدخين والنظام الغذائي غير الصحي وتعاطي الكحول)، وتشمل مرض السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، والسكتة الدماغية والسرطان، ويمكن أن يكون ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات السكر في الدم والمستويات العالية من الدهون في الدم والمستويات العالية من التوتر والسمنة نذيراً لهذه الأمراض.

تساعد خاصية الحماية المضادة للأكسدة لمركب البوليفينول (polyphenols) الموجود في الرمان على الوقاية من الأمراض المرتبطة بنمط الحياة عن طريق تقليل مُركَّبات الأوكسجين التفاعلية (ROS) وزيادة النشاط المضاد للأكسدة، وقد أظهر التحليل الإحصائي لثماني دراسات تتعلق بتناول عصير الرمان وارتفاع ضغط الدم انخفاضاً كبيراً في ضغط الدم الانقباضي والانبساطي بعد تناول عصير الرمان، وقد أوصى الباحثون بإضافة عصير هذه الفاكهة الغنية إلى نظامك الغذائي لصحة القلب.

أثبت الرمان أنَّه مضاد قوي للأكسدة في الإجهاد التأكسدي والتليف الناجم عن مرض السكري وتحسين ضعف الانتصاب بشكل جزئي، وهو أحد أعراض مرض السكري.

كان لاستهلاك عصير الرمان المركز (50 جراماً/grams في اليوم) تأثيرات إيجابية على اثنين من علامات الالتهاب (كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة والإنترلوكين 6) وزيادة القدرة الإجمالية المضادة للأكسدة بنسبة 75% تقريباً في دراسة سريرية لـ 40 مريضاً يعانون من مرض السكري من النوع 2.

إقرأ أيضاً: أهم المعلومات عن مرض السكري بنوعيه الأول والثاني

3. تقليل الإصابة بأمراض السرطان:

وجد الباحثون أنَّ مستخلص قشر الرمان يثبط نمو خلايا سرطان البروستات (prostate cancer)، خاصةً في مرحلتَي الهجرة والغزو، وهما خطوتان هامتان في انتشار سرطان البروستات، فقد أظهر مستخلص قشر الرمان في دراسة أُجرِيَت على الهامستر، نشاطاً كبيراً مضاداً للأكسدة في الخلايا الليفية للرئة عن طريق تقليل مُركَّبات الأوكسجين التفاعلية (ROS) بنسبة 29% إلى 36%.

خفَّض عصير الرمان، في خلايا سرطان الثدي والقولون البشرية، نمو الخلايا السرطانية في كل من الخلايا الحساسة للأدوية بنسبة 15% إلى 30% وفي الخلايا المقاومة للأدوية (مقاومة الدوكسوروبيسين (doxorubicin-resistant)) بنسبة 5% إلى 20%؛ وهذا يشير إلى الفائدة المحتملة لخلاصة الرمان في الأشخاص المعرضين للإجهاد التأكسدي وكعلاج لسرطانات الإنسان.

بالمقارنة مع العصير، كان المحتوى الفينولي الكلي وإمكانية إزالة الجذور الحرة أعلى بشكل ملحوظ في مستخلص الرمان المحسَّن في المختبر مقارنة بجزأيه الأنثوسيانين والأصباغ النباتية (anthocyanins and copigments) وأظهر أعلى نشاط في القضاء على جذور الجالفينوكسيل (galvinoxyl) وجذور مُركَّب 2،2 - ثنائي فينيل -1 بيكريل هيدرازيل (DPPH)، وهي علامات الإجهاد التأكسدي في سرطان الكبد البشري.

وأشارت النتائج إلى أنَّ الأنثوسيانين والأصباغ تعمل معاً في الحد من الإجهاد التأكسدي، وتبين أنَّ الرمان يحسن مستويات الإجهاد التأكسدي في نموذج حيواني ناجم عن اليرقان، ويمكن أن يكون سبب اليرقان التهاب الكبد، أو حصى في المرارة، أو سرطان المرارة، أو أورام البنكرياس.

تشير الدراسات الأولية إلى أنَّ المكملات المستخلصة من الرمان يمكن أن تمنع الإصابة بسرطان الثدي عن طريق تقليل اثنين من الهرمونات الجنسية المرتبطة بخطر الإصابة بسرطان الثدي، وأُجرِيَت دراسة على 64 امرأة سليمة بعد سن اليأس اُختِرنَ عشوائياً لشرب ثماني أونصات (أي ما يعادل كوب واحد) من عصير الرمان التجاري 100% (كعلاج) أو عصير التفاح (للمراقبة) لمدة ثلاثة أسابيع؛ إذ أظهرت مجموعة التدخل انخفاضاً كبيراً في مستويات الإسترون (estrone) والتستوستيرون (testosterone).

وجد مستخلص الرمان الذي يحتوي على مختلف المواد الكيميائية النباتية النشطة بيولوجياً لممارسة تأثير كيميائي كبير ضد الأورام الثديية المستحثة في الفئران عن طريق الإجراءات المضادة للتكاثر واستماتة الخلايا، التي عطلت هرمون الإسترون؛ وهذا يشير إلى أنَّ علاج سرطان الثدي ممكن لدى البشر.

اختُبِرَت كبسولة تؤخذ عن طريق الفم تحتوي على مزيج من الرمان والشاي الأخضر والبروكلي والكركم، أو تقديم دواء وهمي متطابق لمدة ستة أشهر على 199 رجلاً مصاباً بسرطان البروستات الموضعي، وقد انخفضت مستويات مضاد البروستات النوعي (PSA) - وهو علامة تدل على تطور سرطان البروستاتا - بنسبة 63% لدى المجموعة التي تناولت المكملات مقارنةً بالمجموعة التي لم تتناول المكملات، ويعود هذا الأمر إلى محتوى البوليفينول في المكملات.

أكد الباحثون في مراجعة شاملة لدراسات التجارب السريرية، أنَّ الرمان يؤدي دوراً حيوياً في الوقاية والعلاج من سرطان الثدي والبروستاتا والرئة والقولون والجلد والكبد.

4. تعزيز التعافي من الإصابات بعد التمرين:

أدى استهلاك عصير الرمان في دراسة أُجرِيَت على 30 رياضياً يتمتعون بقدرة عالية على التحمل، على مدى ثلاثة أسابيع إلى تحسين اثنتين من علامات الإجهاد التأكسدي، ومن ثمَّ تقليل الضرر التأكسدي الناجم عن ممارسة الرياضة.

وفي دراسة أُجرِيَت على 19 رياضياً بولندياً، أظهرت نتائج تناول المكملات التي تحتوي على 50 مليلتراً/milliliters من عصير الرمان يومياً لمدة شهرين تعزيزاً كبيراً لإمكانات مضادات الأكسدة في البلازما لدى أفراد المجموعة التي تناولت المكملات؛ إذ قِيس ذلك من خلال زيادة القدرة الإجمالية لمضادات الأكسدة ومستويات الإنترلوكين 6 (IL-6).

لم يُظهر عصير البطيخ المعزز مع الرمان والسيترولين أيَّة زيادة في تلف العضلات وأظهر تعزيز كبير للقوة في أثناء ممارسة الرياضة وانخفاض كبير في تصنيف المجهود المتصور وألم العضلات بعد ممارسة الرياضة في 19 رجلاً أصحاء.

أظهر مستخلص قشر الرمان الأحمر، في دراسة أُجرِيَت على الفئران، نشاطاً عالياً مضاداً للأكسدة عزز تعزيزاً كبيراً العوامل البيوكيميائية في مصل الدم وقلل من الإجهاد التأكسدي، وأوصى العلماء بالرمان كغذاء يومي للحيوان أو كمشروب للإنسان لاكتساب تأثيرات وقائية مضادة للأكسدة وتحسين الصحة.

تشكل قدرة التحمل ضغطاً فسيولوجياً كبيراً على الجسم، والذي يمكن أن يتطور إلى التهاب مزمن وإصابات حادة، ولكن خفضت المكملات التي تحتوي على الرمان والكوركومين (curcumin) والميثليسولفونيل ميثان (MSM) الالتهاب الجهازي والإجهاد التأكسدي دون آثار جانبية ضارة على 15 عداء ماراثون.

إقرأ أيضاً: نصائح لعلاج الأوجاع والإصابات خلال التمارين الرياضيّة

5. تحسين الجلد والشيخوخة المبكرة:

في مراجعة للدراسات الحالية، وجد الباحثون أنَّ المركبات الفينولية في الرمان قد يكون لها تأثير وقائي في الجلد المعرض لمستويات عالية من تلوث الهواء، ويشمل هذا التأثير زيادة النشاط المضاد للأكسدة عن طريق الحد من مُركَّبات الأوكسجين التفاعلية (ROS) الضارة المتعلقة بالإجهاد التأكسدي وخفض علامات الالتهاب مثل السيتوكينات والكيموكينات في الأمراض الجلدية وانخفاض شيخوخة الجلد المبكرة الناجمة عن الجسيمات في الهواء.

بالإضافة إلى ذلك، تبين أنَّ الرمان مفيد للحد من الآثار الضارة للأشعة فوق البنفسجية الشمسية على جلد الحيوان، والأشعة فوق البنفسجية على جلد الإنسان، وقد أظهرت دراسة أُجرِيَت على 74 امرأة أنَّ الاستهلاك اليومي للرمان عن طريق الفم (ثماني أونصات من عصير الرمان أو 1000 ملليغرام من مستخلص الرمان) يعزز الحماية من ضرر الأشعة فوق البنفسجية.

إقرأ أيضاً: 7 علامات تشير إلى أنّكِ بعيدة عن مشكلة الشيخوخة المُبكرة

6. تقليل الالتهاب:

أظهرَت الدراسة الإحصائية لـ 16 تجربة عشوائية منتظمة شملت 572 شخصاً، أنَّ مكملات الرمان قللت تقليلاً كبيراً من المؤشرات الحيوية للالتهاب (البروتين المتفاعل-C، والإنترلوكين 6، وعامل نخر الورم ألفا) مقارنةً بمجموعة الدواء الوهمي.

يشير بروتين سي c التفاعلي عالي الحساسية (hs-CRP) إلى خطر إصابتك بمرض الشريان التاجي (تضيق شرايين القلب) وبالالتهاب في جسمك؛ إذ يمكن أن يؤدي مرض الشريان التاجي إلى نوبة قلبية.

الإنترلوكين-6 (IL-6 interleukin-6) هو بروتين يساعد على تنظيم الاستجابات المناعية ويُستخدَم كعلامة على تنشيط الجهاز المناعي، ويمكن أن ترتفع مستويات الإنترلوكين-6 مع الالتهاب والعدوى واضطرابات المناعة الذاتية وأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطان.

يساهم البروتين عامل نخر الورم ألفا (TNF- α) في الالتهاب أيضاً، ويُعَدُّ في الأشخاص الأصحاء، جزءاً أساسياً من الجهاز المناعي، ومساعدة الجسم على شن هجمات ضد البكتيريا الغازية والفيروسات وشفاء الأنسجة التالفة، وفي الأشخاص الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل، ومستويات زائدة من البروتين يمكن أن يؤدي عامل نخر الورم ألفا إلى التهاب نحن بغنى عنه وألم مزمن.

ويُعَدُّ التهاب الدماغ أحد العوامل الرئيسة في الاضطرابات العصبية مثل الخرف، بما في ذلك مرض الزهايمر، وقد وجد العلماء أدلةً على أنَّ مستخلص قشر الرمان يوفر فوائد وقائية وتدريجية في الأمراض العصبية من خلال التأثير بشكل إيجابي في الذاكرة المكانية وتقليل المؤشرات الحيوية للإجهاد التأكسدي والالتهاب في نموذج أُجرِي على الفئران من التنكس العصبي.

وفي دراسة تعتمد على التحكم بالعلاج الوهمي على 261 فرداً غير مصاب بالخرف تتراوح أعمارهم بين 50 و75 عاماً، أدى الاستهلاك اليومي لعصير الرمان (230 مليلتر) إلى استقرار قدرة المجموعة المعالجة على تعلُّم المعلومات المرئية على مدار عام.

أظهرت دراسة أُجرِيَت على فئران حُفِّزت لديها السمية العصبية عن طريق كلوريد الألومنيوم أنَّ مستخلص قشر الرمان يمكن أن يثبط الإجهاد التأكسدي الناجم عن الألمنيوم والأمراض في الدماغ، وربما يرتبط بقدراته المضادة لموت الخلايا ومضادات الأكسدة.

القدرات الخارقة للرمان:

يهتم العلماء اهتماماً متزايداً بالفوائد العلاجية للرمان على مرض السكري، والشفاء من السكتة الدماغية، والشرايين المسدودة

المصدر




مقالات مرتبطة