6 استراتيجيات لبلوغ أعلى الطموحات وتحقيق الأهداف

يُعدُّ تعلُّم التطلُّع لبلوغ أهداف سامية أمراً مثالياً بالنسبة لأي قائد يطمح لتحقيق نجاحات باهرة، وما لم يكن هدفك يقتصر على تحقيق نجاح صغير فقط، فإنَّ رِفعَة الطموح هي الخيار الوحيد الذي عليك أن تأخذه بعين الاعتبار حينما تكون قائداً مؤثِّراً يتطلَّع ليترك بصمته في مجال عمله.



إذاً، كيف يمكنك أن تتَّبع منهجاً استراتيجيَّاً لبلوغ الطموحات، وتحقيق الأهداف، وجَني ثمار التميز الحقيقي؟

من الصعب أن ترتكب أخطاءً حينما تطوِّر عادات صغيرة، وتنجز مهامك اليومية، وتراقب تقدُّمك، وتضع خططاً طويلة الأمد؛ إذ يرتبط تحسين الذات ارتباطاً مباشراً بقدرة المرء على بلوغ أهداف سامية.

لا وجود لأناس محترفين يسعون إلى تحقيق أهداف سامية، دون الاستمرار في التعلم وتطوير مهارات جديدة؛ حيث تتطور الحياة ولا تنفع المهارات القديمة، وتظهر متطلبات وتحديات جديدة؛ لذا فإنَّ المبادرة إلى تعزيز مَلَكات القيادة بشكل مستمر أمر ضروري، ومفيد لنا جميعاً.

صرَّح المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ليدر شيب برينسبلز أو "مبادئ القيادة" (Leadership Principles)، غوردون تريغولد (Gordon Tredgold)، أنَّ سر النجاح يكمن في التطلُّع لبلوغ أهداف سامية من خلال البدء بخطوات صغيرة، ثم المثابرة لتحقيق المزيد، وبعدها يكمل قائلاً: "تنبع النجاحات الكبيرة غالباً من تراكم النجاحات الصغيرة".

لذا ستتعلم في هذه المقالة لماذا تُعدُّ العادات الصغيرة وتنفيذ المهام اليومية، ومراقبة التقدم على الأمد الطويل، والتحسين الذاتي المستمر وتراكم النجاحات الصغيرة خطوات استراتيجيةً فعالةً لتحقيق أعلى مستويات النجاح في عالم العمل.

لماذا عليك أن تتطلَّع لبلوغ أهداف سامية بشكل استراتيجي؟

إنَّ الإجابة ببساطة هي لأنَّ الأهداف الصغيرة والفشل لا يستحقان أي عناء؛ فيا لها من مضيعة للوقت والموهبة أن يتجاهل أي شخص وضع الاستراتيجيات، ويتجنب التطلُّع لبلوغ أهداف سامية، ويُخاطر بالإخفاق أكثر من تحقيق النجاح.

يجب أن يكون تعلُّم التطلُّع لبلوغ أهداف سامية هو غايتك الوحيدة عند تحديد أهداف حياتك المهنية، إذا كنت ترغب بأن تحيا حياةً ملؤها الشغف والهدف.

إقرأ أيضاً: مفاتيح النجاح العشرة وطرق تحقيقه

6 استراتيجيات لتحرز أسمى الطموحات وتحقق أهدافك:

عليك أن تخطِّط تخطيطاً استراتيجيَّاً كي تتمكن من بلوغ أسمى الطموحات، وتحقيق أهدافك؛ لذا جرِّب الاستراتيجيات الست الآتية، واعتمِدها في مجال عملك، واختبرها لتتأكد فيما إذا كانت ناجحةً أم لا لمواصلة تحقيق النجاح، وعيش حياة مُجدية ومليئة بالإنجازات المستمرة.

شاهد بالفديو: 20 حكمة عن الإبداع والطموح

1. تطوير عادات صغيرة:

أولاً، عليك تطوير القدرة على ممارسة عادات صغيرة، مثل تحديد الأشخاص المُقرَّبين منك؛ حيث يُحدِث الأشخاص الذين تربطك علاقة بهم فارقاً كبيراً في حياتك.

يقول البروفيسور خوسيه فالنتينو رويز ريستو (Jose Valentino Ruiz-Resto)، عضو هيئة التدريس في جامعة فلوريدا (University of Florida): "عندما تربط نفسك بالفائزين، تصبح فائزاً".

إذاً، من هم الأشخاص الموجودون ضمن دائرة الأشخاص المقربين منك؟ من الهام أن تعرف الإجابة عن هذا السؤال، لأنَّها ستؤثِّر في كلٍّ من شخصيتك ومسار حياتك.

تتعلق العادات الأخرى الصغيرة والهامة في الوقت نفسه باتخاذ إجراء ما عندما لا يفعل الآخرون ذلك، وملاحظة الأنماط، وبدء كل يوم بسؤال: "كيف يمكنني تغيير حياتي اليوم؟"

2. تنفيذ المهام اليومية:

عليك أن تضع خطةً ومسار عمل لتتمكن من التطلُّع لبلوغ أهدافك وتحقيق النجاح؛ على سبيل المثال، لنفترض أنَّك تشغل منصب رئيس قسم في إحدى الجامعات، وأنَّ هدفك هو مثلاً بناء أفضل قسم للإنتاج الإعلامي ينافس جميع أقسام الإنتاج الإعلامي الموجودة في الجامعات الأخرى؛ لذا فإنَّ خطتك ستكون تطوير البنية التحتية الضرورية، كتوفير مرافق حديثة ومنهج إعلامي يواكب روح العصر، ومكان يتجمع فيه الطلاب.

وكي تتمكن من تحقيق كل ذلك، ينبغي أن تُنجز مجموعةً من المهام اليومية، والتي تشمل: الرد على رسائل البريد الإلكتروني المتعلقة بأهداف الوحدة، والتحدُّث مع الطلاب لجمع آراء الشباب الهامة، ومراجعة أهداف المناهج الدراسية القديمة، ووضعِ أهداف أخرى حديثة، وبناء شراكات ضمن الحرم الجامعي لتعزيز التعاون المتبادل.

وحتى لو كانت لديك أهداف كبيرة وطويلة الأمد، فإنَّ المهام اليومية التي تشارك فيها كل يوم ستسمح لك بتحقيقها في نهاية الأمر؛ لذا احذر من أن تضلَّ طريقك في خضم الأفكار الكبيرة، وتنسى أهمية المهام الصغيرة.

3. تتبع التقدم الذي تحرزه على الأمد الطويل:

دائماً ما يكون التطلُّع لبلوغ مستويات عالية مرادفاً لتحديد أهداف طويلة الأمد؛ فتحقيق نجاح استثنائي مسعى يدوم مدى الحياة ويستغرق وقتاً، وينبغي أن يُقاس بمرور الوقت بمعيارٍ مُحدَّد؛ حيث أفاد مؤلف كتاب "نقطة التحول" (The Tipping Point)، مالكوم جلادويل (Malcolm Gladwell) أنَّ "الباحثين توصَّلوا إلى أنَّ 10000 ساعة من التدريب كفيلةٌ بأن تتقن أي مهارة إتقاناً تاماً".

ورغم أنَّ بعض العلماء يُعارضون عدد الساعات الفعلي (10000 ساعة)، ولكنَّهم يتَّفقون على أنَّ تطوير الخبرة يستغرق قدراً كبيراً من الوقت، حيث يحتفظ القادة الذين يتطلعون إلى بلوغ أهداف سامية، ويحققون النجاحات بجدول بيانات محدَّث يحتوي على بيانات تمكِّنهم من تتبع الوقت الذي يستغرقونه لإنجاز كل مهمة، إلى جانب التقدم الذي يحرزونه.

تُعدُّ تحليلات المشروع أمراً بالغ الأهمية خلال هذه العملية، لأنَّه حينما يتم قياس المتغيرات مع مرور الوقت، تظهر الاتجاهات (الإيجابية منها والسلبية)، مما يؤدي إلى التوصُّل لاستنتاجات ثاقبة، تساعدك في تعديل أهدافك كلما أحرزت تقدماً.

إقرأ أيضاً: طرق هامة تساعد في إنجاز أعمالك في وقتها المحدّد

4. تحقيق التطور الذاتي المستمر:

يتَّبع لاعب الغولف الأمريكي تايغر وودز (Tiger Woods) روتيناً فعالاً في سعيه لتطوير ذاته؛ حيث يستيقظ في الصباح الباكر، ويجري لمسافة 6 كيلومترات، ثم  يذهب إلى صالة الألعاب الرياضية ليرفع الأثقال، ويلعب الغولف بعد ذلك لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات، ثم يلهو بعض الوقت، ثم يتدرب على تسديد ضربات قصيرة.

قد يرى البعض أنَّ روتينه يُعدُّ ضرباً من الجنون، ولكن لا أحد يمكنه أن ينكر أنَّ تايغر وودز (Tiger Woods) كان يطمح لتحقيق أهداف كبيرة، ونجح في سعيه نحو التميز في لعبة الغولف؛ فقد اشتُهِر بمحاولة تطوير مهاراته دائماً، حتى بعد فوزه في العديد من البطولات المفتوحة الكبرى للغولف، ومن الواضح أنَّ تايغر (Tiger) فهِمَ فلسفة كايزن (kaizen) اليابانية، والتي تعني التحسين المستمر؛ فهو بلا شك شرط أساسي لتحديد أهداف كبيرة، وتحقيق النجاح.

شاهد بالفديو: 4 خطوات خاصة تقودك إلى تحقيق النجاح

5. تحقيق النجاحات الصغيرة:

يبدأ تحديد الأهداف الكبيرة، وتحقيق النجاح باتخاذ الخطوة الأولى، وتحقيق مجموعة من الانتصارات الصغيرة خلال مشوارك، لنأخذ مثالاً على رحلة نيل شهادة الدكتوراه؛ إذ لا يمكنك الحصول عليها بسرعة أو دفعةً واحدة؛ بل من خلال تحقيق نجاحات صغيرة مع مرور الوقت.

يبدأ الأمر بأن يتم قبولك في برنامج الدكتوراه، لتصبح بعدها مرشحاً لنيل الدرجة، ثم تجتاز جميع مقرراتك الدراسية، لتبدأ في النهاية العملَ على أطروحة الدكتوراه؛ حيث سيحقُّ لك نيل الدرجة بعد مناقشة أطروحتك.

وأما المثال الثاني فهو مستمَدٌّ من شركة كرايسلر (Chrysler) الأمريكية لصناعة السيارات؛ حيث أعاد رجل الأعمال الأمريكي، لي لاكوكا (Lee Iacocca) إحياء شركة كرايسلر (Chrysler) في الثمانينيات من القرن الماضي من خلال تحقيق نجاحات صغيرة أتاحت له افتتاح قسم لسيارات "جيب" (Jeep) في شركة أمريكان موتورز (AMC) في عام 1987.

إذاً، يتطلَّع قادة الشركات العظماء إلى بلوغ أهداف ونجاحات كبيرة، من خلال تحقيق نجاحات صغيرة خلال مسيرتهم المهنية، والذي يمكنك تحقيقها أيضاً.

الخلاصة:

يُعدُّ التطلع إلى بلوغ أهداف سامية فلسفةً تستحق عناء السعي وراءها؛ فحينما يكون ذلك مدعوماً باستراتيجيات منطقية، سُبِق اختبارها، فإنَّ النجاح يصبح قريب المنال.

إنَّ ما قدَّمناه إليك في مقالتنا ليس سوى بعض الاستراتيجيات التي قد ترغب في إضافتها إلى مخزونك، لتعزيز مهاراتك في القيادة؛ حيث تنبثق معايير أعلى من هذه المبادئ، والتي يعتمد نجاحك على نتائجها.

 

المصدر




مقالات مرتبطة