5 حلول تخلص مدمني العمل من الإحساس بالتوتر

لقد انتهى يوم عملك أخيراً، ذلك اليوم الذي يبدأ بالتخلُّص من تأثير ساعات من النوم ثم الاستيقاظ للبدء بقائمة مهامك اليومية، ثم تناول طعام الغداء في مكتبك لتجنب فقدان الزخم، وتجاهل مكالمات الأسرة والأصدقاء لتجنب الشعور بالذنب بخصوص عدم العمل، وإضافة مشاريع جديدة إلى قائمتك بعد الانتهاء من الأعمال السابقة.



لقد استطعتَ رفض أي شيء يشبه أخذ قسط من الراحة حتى تتمكن من التركيز بشدة على أدائك ونجاحك في العمل، أما الآن، أنت مُنهك، أو -بصراحةٍ- مدمن على العمل.

قد تقتنع جزئيَّاً بذلك، وتعي ضرورة الحاجة إلى الشجاعة لمواجهة الأسباب غير الصحية الكامنة وراء إدمانك على العمل، ولكن في الوقت الحالي، الطاقة الذهنية التي يمكنك الاستفادة منها هي الجزء الوحيد المطلوب لمعرفة طريقة الاسترخاء بسرعة حتى تتمكن من القيام بذلك مرة أخرى في اليوم التالي.

نقدم لك فيما يلي 5 حلول مؤقتة لمحاولة تخفيف التوتر الناجم عن الإرهاق الذهني المرتبط بإدمان العمل حتى تكون مستعداً لبذل جهود شجاعة لتغيير أسلوبك في العمل:

1. المشي:

بمجرد إغلاق جهازك الكمبيوتر والابتعاد عن العمل، ارتدِ حذاء المشي واذهب للخارج؛ فلطالما عُرِفَ أنَّ المشي وسيلة تساعد العقل والجسم على الاسترخاء، وفي الواقع، أظهرت الأبحاث أنَّ المشي السريع يمكن أن يخفف من التوتر والضغط بطريقة مشابهة لمفعول تخفيف الأسبرين للصداع. 

يعود السبب في ذلك إلى طريقة تحفيز هذا التمرين الخفيف إفرازَ الإندورفين أو المواد الكيميائية الدماغية التي تُساعد على الاسترخاء، فإذا تمكنت من التخلص من إدمان العمل لفترة من الوقت، فأنت شخص محظوظ؛ حيث يمكن أن يوفر المشي لمدة 10 دقائق فوائد تساعد على تخفيف التوتر والتي تحتاجها لإعادة ضبط أفكارك.

إذا كان العمل قد استنفد طاقتك إلى حد يصبح فيه المشي السريع يسبب مشكلات أكثر مما ينبغي، يمكنك تجربة المشي البطيء والتأمل لمساعدتك على الاسترخاء؛ هذا يعني أن تأخذ نفساً عميقاً مع كل خطوةٍ تخطوها، والإحساس بالجسم كله، وممارسة الامتنان العميق؛ حيث يهدف المشي اليقظ إلى التقريب بين جسمك وعقلك بسلام ويمكن أن يساعدك على الاسترخاء في أقل من 10 دقائق.

وإذا كنت تُفضل الاسترخاء مع القليل من الحركة، فجرِّب النوم تحت بطانية ثقيلة.

إقرأ أيضاً: التأمّل أثناء المشي: ما فوائده؟ وكيف تمارسه بنجاح؟

2. النوم تحت بطانية ثقيلة:

بالنسبة إلى العديد من الأشخاص، يعد أخذ قيلولة دواءً مثالياً لاستعادة نشاط الجسم والدماغ بعد عدة ساعات من العمل، ومع ذلك، إذا كنت مدمناً على العمل، فقد لا تكون قادراً على ترك المشاريع غير المنجَزة بسهولة والسماح لنفسك بالاستغراق في النوم العميق.

قد يكون استخدام بطانية ثقيلة (هي بطانية مليئة بالكريات الثقيلة التي تُستخدَم للمساعدة في النوم وتخفيف القلق) قادراً على المساعدة؛ حيث يتراوح وزن هذا النوع من البطانيات من (2.5- 13.5) كيلوغرام، وهي مصممة لمساعدتك على الشعور بالراحة والأمان كما لو كان الأمر أشبه بعناق مريح.

من الناحية النظرية، توفر البطانية "علاجاً بالضغط"، مما يساعد على استقرار جهازك العصبي وخفض معدل ضربات قلبك عندما تشعر بالتوتر، حيث يمكن أن يؤدي العلاج بالضغط إلى زيادة كمية السيروتونين والأوكسيتوسين المفرزة في الدماغ، وبالتالي الشعور بالهدوء.

يوصي بعض الخبراء بالبقاء تحت هذه البطانيات لمدة تتراوح بين (20-30) دقيقةً، ومع ذلك، فإنَّ المدة عائدة إليك اعتماداً على مقدار الراحة والاسترخاء اللذَين تشعر بهما، فبمجرد تواجدك تحت هذه البطانية، قد تتمكن من النوم خلال وقت قصير.

ومع ذلك، إذا كانت هذه البطانية لا تفي بالغرض لمساعدتك على الاسترخاء بسرعة، يمكنك الاستماع إلى الموسيقى الهادئة.

3. تشغيل الموسيقى:

غالباً ما تكون الموسيقى مصدراً لتحفيز المشاعر الجيدة؛ فإذا كنت مدمناً على العمل، وتبحث عن طريقة لإزالة التوتر الناجم عن تركيزك الشديد على الإنتاجية، شغِّل قائمة الأغاني المفضلة لديك وبعض الموسيقى الهادئة.

تُظهِر الأبحاث أنَّ الموسيقى الهادئة يمكن أن تجعل عقلك ينسجم مع الإيقاع، ويُطلق موجات ألفا في الدماغ، هذه الموجات المفيدة التي تظهر عندما تشعر بالاسترخاء.

يمكنك إنشاء قائمة تشغيل خاصة بك بحيث تكون جاهزة مباشرة عندما تحتاجها، وعند اختيار الموسيقى الهادئة للاستماع إليها، تذكر بأنَّ اللحن لا يهمك؛ فقد يكون للاستماع إلى الموسيقى التي لا تجذبك التأثير المهدِّئ المعاكس الذي تبحث عنه.

إقرأ أيضاً: هل تزيد الموسيقى من إنتاجيتنا؟

4. التبسُّم:

تعد الابتسامة أمراً سهلاً وسريعاً وتحوي الكثير من الفوائد للاسترخاء، فكل ما يتطلبه الأمر هو الجلوس أو المشي مع ابتسامة عريضة على وجهك دون سبب غير الشعور بالاسترخاء.

تُظهِر الأبحاث أنَّ تصرفاً بسيطاً مثل الابتسامة يمكن أن يكون فعالاً في تقليل استجابة الجسم للتوتر وخفض معدل ضربات القلب بعد القيام بأنشطة مرهقة، ويمكن أن يحدث كل هذا بغض النظر عمَّا إذا كنت تشعر بالسعادة أم لا.

عندما تبتسم، يفرز دماغك الدوبامين والإندورفين، وهما عبارة عن مرسلات كيميائية تساعد على تحسين المزاج، وهذا الأمر يجعل من الابتسامة حيلةً فعَّالة تجعل عقلك يوهمك بأنَّك تُحِس بالتحسن.

إضافةً إلى ذلك، تُظهِر الأبحاث أنَّ الابتسامة يمكن أن تساعدك على أن تبدو جذاباً، وفي دراسة أُجرِيَت في جامعة أبردين (University of Aberdeen) في اسكتلندا (Scotland)، وُجِدَ أنَّ المشاركين من الرجال والنساء الذين يتواصلون بصرياً ويبتسمون هم أكثر جاذبية وجمالاً من الأشخاص الذين لا يفعلون ذلك.

إذا كنت تريد زيادة شعورك بالاسترخاء، ابتسم وأنت مستلقٍ على الأرض.

شاهد بالفديو: 8 طرق لرسم الابتسامة على وجهك

5. الاستلقاء على الأرض:

إذا جعلك الإدمان على العمل تشعر بالإرهاق الشديد لدرجة أنَّ الشيء الوحيد الذي يمكنك التفكير فيه هو الاستلقاء على الأرض، فأنت قريبٌ من الشعور بالاسترخاء أكثر مما تعتقد.

تُقدِّم تقنية ألكسندر (Alexander Technique)، طريقة محددة للاستلقاء على الأرض بحيث يمكنك إزالة التوتر في عضلاتك، وتتضمن هذه التقنية -المعروفة أيضاً باسم الراحة البنَّاءة- أن تدير ظهرك وتحني ركبتيك وتضع قدميك على الأرض.

وبالإضافة إلى مساعدتك على الشعور بالاسترخاء؛ فإنَّ الوضع المحدد يدعم استقامة العمود الفقري، ومع ذلك حاول ألَّا تسترخي أكثر من اللازم، فقد يؤدي الاستلقاء على الأرض لفترة طويلة إلى الشعور بالألم والتصلب؛ كل ما عليك القيام به هو تطبيق تقنية ألكسندر لبضع دقائق لتشعر بالراحة، ويمكن أن تؤدي ممارستها كل يوم إلى نتائج طويلة الأمد.

الخلاصة:

يمكن أن يؤدي إدمان العمل إلى شعور لا يُطاق بالتوتر وعدم الارتياح؛ ممَّا يجعلك تبحث عن الراحة برغبة مُلحة، ولكن حتى تتمكن من امتلاك الشجاعة لتغيير أسلوبك في العمل والنجاح؛ فإنَّ هذه الراحة المقدرة لك ستكون مؤقتة، ويوجد عدة طرائق مدعومة بالعلم يمكن أن تساعدك على الشعور بالقليل من الاسترخاء.

فقد اتضح أنَّ المشي يفرز مُركَّباتٍ كيميائيَّةً عصبية مسؤولة عن تخفيف التوتر، ويُعتقَد أنَّ تواجدك تحت بطانية ثقيلة يوفر علاجاً بالضغط، ممَّا يساعد على تهدئة جهازك العصبي.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الاستماع إلى الموسيقى وفق إيقاع محدد إلى مساعدة عقلك على إطلاق موجات ألفا، تلك الموجات التي تظهر عندما تكون مسترخياً، كما يمكنك أيضاً تجربة الاستلقاء على الأرض؛ حيث يساعدك الوضع الأفقي الصحيح على التخلص من التوتر الناتج عن العمل الإضافي، وإنَّ أبسط وأسرع طريقة للمدمنين على العمل للشعور بالهدوء هي الابتسامة؛ حيث اتضح أنَّ الابتسامة تُقلِّل من استجابة الجسم للتوتر.

الآن، إذا كنت متفوقاً في معرفة طريقة الاسترخاء، فبقدر ما أنت متفوق في العمل، فكر في المشي ثم العودة إلى المنزل وتشغيل بعض الموسيقى الهادئة والاستلقاء على الأرض، أغمض عينيك وابتسم في نفس الوقت.

 

المصدر




مقالات مرتبطة