5 أكاذيب تعلَّمناها عندما كنَّا أصغر سنَّاً وما زلنا نصدِّقها حتى اليوم

واجه المخترع العظيم "توماس إديسون" (Thomas Edison) محنةً قاسيةً حين احترق مختبره بالكامل في عام 1914، وتدمَّر معه عمل سنوات عديدة، وقد وصفت الصحف الوضع بأنَّه "أسوأ شيء حدث لإديسون"؛ لكنَّ تلك كانت كذبة، فلم يرَ إديسون الأمر بهذه الطريقة، بدلاً من ذلك، اختار المخترع أن ينظر إلى ظروفه بوصفها فرصة لإعادة بناء وإعادة دراسة كثير من أعماله؛ إذ ذُكِر أنَّ إديسون قال بعد فترة وجيزة من الحريق: "الحمد لله أنَّ كل أخطائي احترقت، والآن يمكنني أن أبدأ من جديد"، وهذا بالضبط ما فعله هو وفريقه.



فكِّر في ظروف مماثلة مررت بها في حياتك، فكم مرة سمعت أنَّها النهاية في حين كانت البداية حقاً؟ وكم مرة سيطر عليك التشاؤم وأطفأ شعلة أملك؟ وكم من الأكاذيب أخبرك بها الناس عندما كنت أصغر سناً، والتي دفعتك إلى الاستسلام في تلك الأيام الصعبة التي كان إديسون ليتحدَّاها، ويزداد إصراراً؟

إليك فيما يأتي 5 أكاذيب تعلَّمناها عندما كنَّا أصغر سنَّاً وما زلنا نصدِّقها حتى اليوم:

1. البدء من جديد ليس خياراً جيداً، ويجب أن نلجأ إليه بوصفه خياراً أخيراً فقط:

نحن نجد فكرة أنَّ البدء من جديد شيء سيئ في كل نواحي نظام التعليم في مجتمعنا، فنرسل أطفالنا إلى الجامعة عندما يبلغون من العمر 17 أو 18 عاماً، ونطلب منهم اختيار الوظيفة التي سيكونون سعداء بها طيلة الأربعين عاماً القادمة، لكن أحياناً يكون خيارنا خطأ.

يكتشف معظم الناس لاحقاً بعد مواجهة الفشل والمشقات عدة مرات أنَّك تستطيع تغيير وظيفتك في أي وقت تريده، فالبدء من جديد دائماً ممكن، وفي كثير من الأحيان يكون اختياراً جيداً جداً أيضاً، بالطبع لن يكون الأمر سهلاً؛ لكنَّك لن تضطر إلى الاستمرار بالعمل في مهنة اخترتها بسذاجة عندما كنت مراهقاً مدى حياتك.

الحقيقة هي أنَّ لا أحد يفوز بمباراة شطرنج عن طريق تحريك قطعه إلى الأمام فقط، ففي بعض الأحيان عليك أن تتحرك إلى الخلف لتصل إلى خانة تسمح لك بالفوز، والأمر مشابه تماماً في الحياة؛ ففي بعض الأحيان عندما تشعر وكأنَّك تواجه طريقاً مسدوداً تلو الآخر، فهذا في الواقع دليل على أنَّك لا تسير على الطريق الصحيح، فربما كان من المفترض أن تنعطف إلى اليمين حين انعطفت إلى اليسار.

لا بأس في ذلك؛ إذ تعلمنا الحياة تدريجياً أنَّنا نستطيع الالتفاف والعودة أدراجنا؛ لذا استدر عندما يجب عليك ذلك؛ واعلم أنَّ ثمة فرقاً كبيراً بين الاستسلام والبدء من جديد على المسار الصحيح، ثمة ثلاث كلمات صغيرة يمكن أن تحررك من أخطائك وندمك على الماضي، وتعيدك إلى المسار الصحيح من جديد، وهي: "من الآن فصاعداً، ..."

من الآن فصاعداً، افعل أي شيء، طالما أنَّك لا تستسلم لمصيرك، إذا أخفقت ابدأ من جديد، جرِّب شيئاً آخر، وتخلَّ عن الماضي وانمُ.

لا شك أنَّ أحد أصعب الدروس في الحياة هو التخلي، سواء كان ذلك عن مشاعر الندم أو الغضب أو الحب أو الخسارة؛ فالتغيير ليس سهلاً أبداً؛ إذ يجب أن تعاني حين تريد التمسك بشيء وكذلك حين تختار التخلي عنه؛ لكنَّ التخلي هو عادة الخيار الأفضل للمضي قدماً، لأنَّه يخلصك من الأفكار والخيارات السامة من الماضي، ويمهد الطريق لتستفيد من الحاضر إلى أقصى حد.

يجب عليك أن تحرر نفسك عاطفياً من بعض الأشياء التي كانت تعني لك كثيراً في السابق، حتى تتمكن من تجاوز الماضي والألم الذي يسببه لك، ومجدداً، يتطلب الأمر عملاً شاقاً للتخلي وإعادة التركيز على شيء جديد؛ لكنَّ الأمر يستحق العناء.

يتعلق التخلي في كثير من الأحيان بتغيير طريقة وصفك لموقف ما؛ إذ تنظر إلى الموقف نفسه من وجهة نظر جديدة وبعقل متفتح، ثم تحقق أقصى استفادة منه.

المفتاح الأساسي هو معاملة الحياة على أنَّها رحلة، من المحتمل ألا تكون الوجهة التي تفكر بها اليوم هي المكان الذي ستسعد به لاحقاً؛ لذا، في حين أنَّه من الجيد التخطيط للمستقبل، فليس من الصحي القيام بذلك على حساب اليوم الحالي، والحقيقة هي: بصرف النظر عن مدى ذكائك أو كم تحاول، لا يمكنك معرفة المستقبل بدقة، وحتى الأشخاص الذين لديهم خطة منهجية لما يريدون تحقيقه لا يعرفون ما سيحدث في المستقبل، وإذا كانوا يبدون واثقين مما يعتقدون أنَّه سيحصل، فهم ساذجون بعض الشيء.

مقابل كل شاب ينجح في فعل ما خطط له بالضبط خلال الإطار الزمني الذي حدَّده للقيام به، يوجد العشرات من الآخرين الذين يبدؤون بالسير على الطريق الصحيح، لكن يطرأ شيء ما فلا يحققون أهدافهم، وإذا حدث ذلك لك، فهو ليس بالأمر السيئ.

قد تظهر عقبات غير متوقعة لتغيير وجهة نظرك أو لتقوية عزيمتك أو لتغيير اتجاهك نحو الأفضل، والوجهة التي ستقع في حبها يوماً ما، قد لا تكون موجودة الآن، على سبيل المثال، قبل بضع سنوات فقط لم تكن الوظائف المرموقة في شركات مثل "فيسبوك" (Facebook) و"سنابشات" (Snapchat) موجودة؛ لذا إذا كنت لا تستطيع التخطيط لمستقبلك بالكامل، ركِّز أقل على المستقبل وأكثر على ما يمكنك فعله الآن، والذي سيفيدك بصرف النظر عما يحصل في المستقبل.

اقرأ كتباً ملهمة على سبيل المثال، أو اكتب المهارات المفيدة أو تعلمها ومارسها، كن مغامراً واسعَ إلى عيش التجارب في العالم الحقيقي، وعلى مساعدة الناس وتكوين علاقات صحية، ستساعدك هذه الجهود في أي ظروف مستقبلية تواجهها.

عندما لا تسير الحياة كما هو مخطط لها، تنفس وتذكر أنَّ روعة الحياة غالباً ما تنبع من عدم القدرة على التنبؤ بها؛ لذا ذكِّر نفسك أنَّك في رحلة مستمرة، وأنَّه لا يوجد شيء مضمون على الإطلاق، وفي بعض الأحيان يصعب قبول هذا، وفي أحيان أخرى، عليك أن تجبر نفسك على التقدم، أو يجب عليك فقط قبول حقيقة أنَّ الأشياء لن تعود أبداً إلى ما كانت عليه، وأنَّ هذه النهاية هي في الحقيقة بداية جديدة.

إقرأ أيضاً: 10 حقائق ودروس حقيقية عن الحياة

2. الشعور بعدم الراحة أمر سيئ:

عدم الراحة هي شكل من أشكال الألم؛ لكنَّها ليست ألماً عميقاً؛ بل ألم سطحي، فهو الشعور الذي ينتابك عندما تخرج من منطقة راحتك، على سبيل المثال، تسبب فكرة ممارسة الرياضة في أذهان معظم الناس عدم الراحة؛ لذلك لا يفعلون ذلك، وكذلك يؤدي تناول الطعام الصحي، وكذلك الحال بالنسبة إلى التأمل، أو التركيز على مهمة صعبة، أو رفض طلبات الآخرين، بالطبع، هذه مجرد أمثلة؛ لأنَّ الأمور التي تسبب عدم الراحة تختلف باختلاف الأشخاص.

الشيء الأساسي الذي يجب فهمه هو أنَّ معظم أشكال عدم الراحة تساعدنا على النمو لنصبح أقوى وأذكى، ومع ذلك، نشأ معظمنا على يد آباء محبين بذلوا جهدهم لتكون طفولتنا مريحة، لدرجة أنَّنا نشأنا دون قصد على الاعتقاد بأنَّنا لا نحتاج إلى عدم الراحة في حياتنا، لذا نتجنبها الآن باستمرار.

تكمن المشكلة في هذا في أنَّنا من خلال تجنب الشعور بعدم الراحة، فإنَّنا نحد أنفسنا بالمشاركة فقط في الأنشطة والفرص التي تقع ضمن مناطق راحتنا، ونظراً لأنَّ مناطق راحتنا صغيرة نسبياً، فإنَّنا نفوت فرصة عيش أفضل تجارب الحياة.

في مثال النظام الغذائي والتمرينات الرياضية، أولاً، تتراجع صحتنا لأنَّ تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة أمر غير مريح؛ لذلك نختار الطعام غير الصحي ومشاهدة التلفزيون وعدم التحرك بدلاً من ذلك، لكن بعدها، صحتك السيئة تصبح غير مريحة أيضاً، لذلك نسعى إلى تشتيت أنفسنا عن حقيقة أنَّ أجسادنا مترهلة من خلال تناول مزيد من الأطعمة غير الصحية ومشاهدة مزيد من برامج الترفيه غير الصحية والذهاب إلى المركز التجاري للتسوق لشراء أشياء لا نريدها أو نحتاج إليها حقاً، ومعها يزداد انزعاجنا.

من المثير للدهشة أنَّ تقبُّل القليل من عدم الراحة كل يوم، واتخاذ خطوة صغيرة واحدة، يمكن أن يحل معظم مشكلاتنا، ويجعلنا أسعد وأقوى وأصح ذهنياً على الأمد الطويل.

بالطبع لا يوجد شخص في العالم قادر على التعامل مثالياً مع كل مشكلة يواجهها، فنحن لم نُخلَق هكذا، فطبيعتنا أن نشعر بالضيق والحزن والأذى، وأن نتعثر ونسقط في بعض الأحيان، لأنَّ هذا جزء من الحياة، ومواجهة عدم الراحة والتعلم منها والتكيف معها مع مرور الوقت، كلها أمور تساهم في جعلنا في النهاية الشخص الذي نصبح عليه.

عندما تجد نفسك في ضيق ولا تعرف كيف تحل مشكلتك، تذكر أنَّ ما يحصل معك يشبه ما يحصل مع اليرقات قبل أن تنمو أجنحتها، ولمجرد أنَّ اليوم غير مريح ومرهق، لا يعني أنَّ الغد لن يكون رائعاً؛ بل يجب عليك أن تتحمل حتى تصل إليه.

شاهد بالفيديو: 7 خطوات تساعدك على التعلم من أخطاء الماضي

3. الحزن عبء يدمِّرنا تدريجياً مع مرور الوقت:

ربما سمعت أنَّه ليس من الصحي أن تحزن لفترة طويلة لأنَّ القيام بذلك يعوق الشفاء؛ لكنَّ هذا غير صحيح، فدموعك ضرورية، وهي التي تساعدك على التقدم ببطء في شفائك، وحتى تتعافى لتصبح روحك أقوى وألطف وأكثر حكمة مما كنت عليه من قبل.

سيمنحك الحزن على فقدان الأشخاص الذين تحبهم هبة الوعي، الوعي بأنَّ كل واحد منا سيفقد شخصاً أو شيئاً يحبه، وأنَّ هذه الحقيقة لا مفر منها، ومن الصعب للغاية فهمها في بعض الأحيان، لكن يجب أن نعرف ألم الخسارة؛ لأنَّنا إذا لم نعرفه مطلقاً، فلن نشعر بالتعاطف تجاه الآخرين وسنصبح تدريجياً وحوشاً أنانيين لا تهمنا سوى مصلحتنا الشخصية، ولن نرضى أبداً بما لدينا.

تعلمنا آلام الخسارة الفظيعة التواضع وتبعث الدفء في أقسى القلوب، وتحول شخصاً طيباً إلى شخص أفضل؛ لذا في حين يمكن أن يكون الحزن عبئاً مؤلماً على الأمد القريب؛ لكنَّه يمكن أن يكون أيضاً نقطة يبدأ منها الشفاء وبداية الطريق للعيش حياة أفضل على الأمد الطويل.

نتعود بوصفنا بشراً على ثقل الحزن وكيف يُكبلنا، على سبيل المثال، قد تشعر بأنَّك تخسر الشخص الذي توفي كل يوم طوال حياتك، ولا بأس في ذلك لأنَّه يقربك منه، فالحزن لا يختفي؛ بل شيئاً فشيئاً يصبح جزءاً منا، ويمكن أن يصبح جزءاً صحياً.

على الرَّغم من أنَّنا قد لا نتوقف أبداً عن الشعور بالحزن تماماً؛ وذلك ببساطة لأنَّنا لا نتوقف أبداً عن حب الأشخاص الذين فقدناهم، لكن يمكننا الاستفادة من حبنا لهم في الوقت الحاضر؛ إذ يمكننا أن نحبهم ونقتدي بهم بوصفهم مصدر إلهام لنا يومياً، ومن خلال القيام بذلك نُحيي ذكراهم بدفء في قلوبنا المكسورة التي لا تلتئم تماماً أبداً، ونواصل النمو وتجربة الحياة حتى مع جروحنا.

الأمر أشبه بكسر في الكاحل لا يشفى تماماً أبداً ويؤلمك دائماً عند الرقص؛ لكنَّك ترقص على أي حال، وإن كنت تعرج قليلاً، ويزيد هذا عمق أدائك وصدق شخصيتك.

4. كل ما نختبره بأنفسنا صحيح:

غالباً ما نتعلم في سن مبكرة أن نشكك في القصص والشائعات التي نسمعها من الآخرين، وأن نصدق تماماً ما نراه ونسمعه ونشعر به ونختبره بأنفسنا، بعبارة أخرى، إذا رأينا شيئاً بأعيننا، أو سمعناه بآذاننا، أو شعرنا به بأيدينا، فإنَّ ما رأيناه أو سمعناه أو شعرنا به هو بالتأكيد حقيقي، وعلى الرَّغم من أنَّ هذا يبدو افتراضاً منطقياً، إلا أنَّه ليس دائماً دقيقاً.

بوصفنا بشراً، فإنَّ طريقة تفكيرنا أو أفكارنا الداخلية لها تأثير جذري في كيفية فهمنا لتجاربنا في العالم الحقيقي؛ لكنَّ القصص التي نخبر بها أنفسنا لا تغير فقط ما نشعر به في الداخل؛ إنَّما تغير ما نراه ونسمعه ونشعر به ونعدُّ أنَّه صحيح في العالم حولنا، وهذا هو أحد الأسباب الرئيسة لكون معظم الأشخاص يمرون بالتجربة نفسها بالضبط، لكن يفسرونها تفسيراً مختلفاً.

قد يمر كل منا بتجربة مشتركة، لكن مع قصة مختلفة في ذهن كل واحد، وتغير هذه القصة التي نخبر بها أنفسنا شعورنا في كل مرحلة من التجربة؛ ومن ثَمَّ في نهاية هذه التجربة المشتركة يشعر كل منا شعوراً مختلفاً قليلاً، وأحياناً يُحدث هذا الاختلاف الطفيف فرقاً كبيراً.

بطريقة ما، تحد القصص التي نرويها لأنفسنا من منظورنا، وعندما نمر بتجربة، وفي ذهننا قصة عن كيف هي الحياة، يصبح هذا كل ما نراه، فعلى سبيل المثال، في حكاية قديمة تقوم فيها مجموعة من الرجال الكفيفين بلمس فيل لأول مرة لمعرفة شكله؛ إذ لمس كل واحد منهم جزءاً واحداً مختلفاً من الفيل، مثل الساق أو الجذع أو الناب، ثم قارنوا ما شعروا به بشغف، وبالنتيجة اختلف تصويرهم لشكل الفيل.

يحدث شيء مشابه من خلال تجاربنا السابقة المختلفة الواسعة النطاق؛ فبعضنا مر بتجارب حزينة جداً، وبعضنا فقد والدين أو أشقاء أو أطفال بسبب الحوادث أو الأمراض، وبعضنا تعرَّض للخيانة، كما طُرد بعضنا من وظائف اعتمد عليها، وعندما ندخل تجربة جديدة تذكرنا بقصتنا المؤلمة من الماضي، فإنَّها تغير منظورنا في الحاضر وتضيقه.

تلك آلية دفاعية، لأنَّنا في كلِّ يوم من حياتنا نواجه مستوى معيناً من عدم اليقين؛ لكنَّنا بالفطرة لا نحب هذا الشيء؛ لذلك تحاول أذهاننا التخفيف من عدم اليقين عبر سد الفجوات في المعلومات بمعلومات سابقة من القصص التي نعرفها بالفعل، وينتهي بنا المطاف بمحاولة فهم كل شيء في الحاضر معتمدين على القصص القديمة والتجارب السابقة، وبينما ينجح هذا النهج في بعض الأحيان، لكن قد لا يكون لقصصنا القديمة وتجاربنا السابقة علاقة باللحظة الحالية؛ لذلك تؤذينا أكثر مما تفيدنا.

لذا، في المرة القادمة التي تجد فيها نفسك تعاني عاطفياً مع نظرتك إلى تجربة معينة، اسأل نفسك:

  • ما هي القصة التي أخبر بها نفسي عن هذه التجربة؟
  • هل يمكنني أن أكون متأكداً تماماً من صحة هذه القصة؟
  • كيف أشعر وأتصرف عندما أحكي لنفسي هذه القصة؟
  • ما هو التفسير الآخر غير هذه القصة؟

اترك لنفسك مجالاً للتفكير في كل شيء بعناية، وتذكر أنَّ الأمر لا يتعلق بإثبات أنَّك على صواب أو خطأ؛ بل يتعلق باكتساب المنظور.

شاهد بالفيديو: 10 طرق لجعل التفكير الإيجابي عادة من عاداتك

5. من الصعب التغلب على العادات السيئة:

يردد الناس باستمرار أنَّ من الصعب حقاً التخلص من العادات السيئة؛ لكنَّ هذا ليس صحيحاً، لأنَّ هذه الصعوبة هي مسألة منظور فحسب.

ما هو أكيد هو أنَّ ما تفعله باستمرار يحدد شكل حياتك، وإذا كانت عاداتك لا تساعدك على التقدم فإنَّها تعوقك، وإذا كانت تعوقك فقد حان وقت التغيير.

بالنسبة إلى معظمنا، فإنَّ تغيير عاداتنا هو عملية مباشرة، والأشخاص الذين يختلفون مع ذلك غالباً ما يختلقون الأعذار فقط، فهم يريدون دائماً أن تكون المهام أسهل بصرف النظر عن مدى سهولتها بالفعل، ومن الأسهل دائماً عدم فعل أي شيء بدلاً من القيام بشيء ما، كما من الأسهل تقديم عذر بدلاً من الالتزام، ومن المؤلم أن تعترف بهذا أحياناً؛ لكنَّ الأمر يستحق القيام به؛ لذا يجب عليك تذكير نفسك بأنَّ تغيير العادة هو مجرد مسألة إدراك سبب قيامك بما تفعله، ثم استبدال إجراء صغير بآخر.

لكن، لماذا تفعل ما تفعله؟

  • ما الذي يدفعك إلى اتباع عادة سيئة في المقام الأول؟
  • كيف تفشل نواياك الجيدة في اتباع عادات جيدة وصحية؟

الإجابة عن هذه الأسئلة بسيطة، وهي أنَّك مثل معظم البشر، لا تعرف حتى الآن كيفية التعامل مع التوتر والملل بطريقة صحية وفعالة؛ إذ تشكلت معظم عاداتك السيئة تشكلاً لا شعورياً بوصفها طريقة للتعامل مع التوتر والملل؛ لأنَّك تحاول أن تقاوم الواقع بدلاً من التعامل معه، وهذه العادات لم تنشأ في لحظة؛ لذلك لن تختفي على الفور أيضاً؛ بل كونتها ببنائها من خلال التكرار، والطريقة الوحيدة لتغييرها هي أيضاً من خلال التكرار؛ أي عن طريق إجراء تغييرات صغيرة وبسيطة وتدريجية.

هذه خمس عادات سيئة شائعة للغاية:

  • إضاعة الوقت والتسويف.
  • تناول وجبات خفيفة غير صحية.
  • مشاهدة التلفزيون أو ممارسة ألعاب الفيديو لساعات عديدة في اليوم.
  • التسوق باستمرار وشراء أشياء لا تحتاج إليها.
  • الخمول العام وعدم ممارسة الرياضة.

بعض العادات الجديدة التي يمكنك استبدالها بها تدريجياً:

  • التحكُّم بالموقف: ابدأ باتخاذ خطوة أولى صغيرة، ثم التي تليها كي لا توتر نفسك.
  • بذل قصارى جهدك للعثور على وتذوق الأطعمة الصحية التي تستمتع بها بالفعل.
  • الاستمتاع بمزيد من الوقت مع العائلة والأصدقاء.
  • الرقص أو العزف على آلة موسيقية أو القراءة أو الكتابة أو العمل على مشروع تحبه عندما تشعر بالملل.
  • المشي أو الركض أو التنزه سيراً على الأقدام أو ركوب الدراجة أو السباحة أو ممارسة اليوغا.

ما إن تحدد العادات التي تريد تغييرها في حياتك، ما عليك سوى اتباع الخطوات البسيطة الآتية:

  1. اختيار عادة جديدة واحدة في كل مرة، والبدء بخطوات صغيرة جداً، على سبيل المثال، ممارستها فقط خمس دقائق في اليوم.
  2. تحمل المسؤولية وتحفيز نفسك باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، على سبيل المثال، انشر عن التغيير اليومي الصغير في عاداتك، ثم اطلب من شخص ما أن يسألك عنه باستمرار منتظم للتأكد من أنَّك تلتزم به.
  3. إعداد محفزاتك وفهمها، على سبيل المثال، قد يكون أحد المحفزات دخولك منزلك بعد العمل، فاربط العادة الجديدة بهذا المحفز.
  4. تقدير عادتك الجديدة، وتتبع الأجزاء الصغيرة من التقدم الذي تحرزه كل يوم، على سبيل المثال، ببساطة ضع علامة على التقويم في كل مرة تمارس فيها عادتك، راقب واستمتع بسلسلة العلامات اليومية التي ترسمها واجعل هدفك هو عدم قطع هذه السلسلة.
  5. ما إن تشعرك ممارسة العادة لمدة قصيرة بالراحة، زِد الوقت تدريجياً.

هذا هو أساس تغيير العادة؛ لذا حاول ألا تضيع وقتك وطاقتك في المقاومة والقتال ضد ما أنت عليه في الحياة، بدلاً من ذلك، استثمر وقتك وطاقتك في الوصول إلى المكان الذي تريد الوصول إليه يوماً وخطوة صغيرة تلو الأخرى.

إقرأ أيضاً: دليل اكتساب المرونة في تغيير العادات

في الختام:

كم مرة سمعت أنَّها النهاية بينما كانت البداية حقاً؟ وكم من الأكاذيب أخبرك بها الناس عندما كنت أصغر سناً، والتي دفعتك إلى الاستسلام في الأيام الصعبة؟

فكِّر للحظة، ثم ذكِّر نفسك أنَّ الحقيقة لا تختفي لمجرد أنَّنا نتجاهلها.

عندما تتجاهل الحقيقة، سواء بوعي أم بغير وعي، فإنَّ ذلك يعقد حياتك فقط، وليس لديك أيُّ سبب على الإطلاق لفعل ذلك، كما لا يوجد سبب وجيه لتثقل كاهل نفسك بالأكاذيب؛ فالبحث عن الحقيقة، والتحدُّث عن الحقيقة، والعيش وفقاً للحقيقة أمر هام للغاية دائماً.




مقالات مرتبطة