ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "سيسيليا ميس" (Cecilia Meis) والذي تحدثنا فيه عن كيفية وضع الحدود بين رفاق السكن عندما يعملون من المنزل.
لقد أفرز كوفيد-19 (COVID-19) بعض التحديات الفريدة في أسلوب حياتنا، ونظراً لأنَّ العديد من الأزواج والعائلات مضطرون إلى العمل وتناول الطعام واللعب بالكامل في المنزل، فإنَّ الحدود ضرورية لإنشاء المساحة التي تحتاجها لتظل منتجاً والمساحة التي تحتاجها لإعادة نشاطك وحيويتك.
في الشقق الصغيرة التي -عادةً- ما نستأجرها متنقلين من مدينة إلى أخرى، لا نمتلك الكثير من المساحة؛ ما يعني أنَّنا مضطرون إلى الإبداع في إيجاد الحلول.
إليك بعض النصائح في هذا الشأن:
1. تواصل مع رفاق السكن:
هذه نقطة انطلاق طبيعية لأي شخص يعمل من المنزل مع رفيق في السكن أو مع الزوج أو مع الطفل؛ فإن سبق أن دخل أحدهم فجأة أثناء اجتماع فيديو تجريه مع أحد الزبائن، فستفهم سبب أهمية هذه النصيحة؛ فأولئك الذين تشاركهم مساحة في المنزل لا يعلمون الغيب، ولا يمكنك أن تتوقع منهم أن يعرفوا كل ما يحدث في حياتك العملية اليومية؛ لذا يساعدك إغلاق باب الغرفة على هذا الأمر.
وبصرف النظر عن حجم منزلك أو عدد رفاقك في الغرفة؛ فإنَّ التواصل مفيد دائماً، فبالنسبة لي، أُرسلُ رسالة نصية سريعة في الصباح تحتوي على قائمة باجتماعات ذلك اليوم، بعد ذلك، عادةً ما أُشارك خلال وجبة الإفطار ماهية أنواع المهام التي أعملها وما إذا كانت تتطلب تركيزاً مطلقاً فأستخدم أسلوب (لا تزعجني)، أو أنَّها رتيبة أكثر فأستخدم أسلوب (حسناً، يمكنك مقاطعتي؛ لكن بسرعة)؛ فاكتشف أسلوب التواصل الذي يناسبك والتزم به.
2. حدِّد مساحة عمل وكن مرناً في كيفية تعريفك إياها:
عندما بدأت العمل الحر لأول مرة، عملت على الأريكة، وعلى سريري، وعلى طاولة غرفة الطعام في أثناء تناول طعامي؛ حيث لم يكن هنالك مكان محظور عليَّ وعلى جهازي المحمول، فقد أصبحت شقتي هي مكتبي، وبدا هذا جلياً من خلال مسار تنقل الأقلام والملحوظات اللاصقة وأكواب القهوة على أي سطح يمكنك رؤيته؛ فكل زاوية في المنزل كانت تطالبني بالعمل، ولا يوجد أي مكان يمنحني استراحة؛ لذا، استرجع المساحة المقدسة في المنزل من خلال تخصيص مساحة عمل رسمية.
ولكنَّ هذا لا يعني أنَّك بحاجة إلى إنفاق الكثير من المال على مكتب وكرسي مريح؛ يمكن أن تكون مساحة العمل بسيطةً مثل كرسي صغير في الزاوية، بالطبع، إذا قررت العمل في الخارج لبضع ساعات، فلا بأس بذلك؛ ولكن من خلال تخصيص منطقة عمل رسمية، فإنَّك تسمح لبقية منزلك أن يكون مكاناً للراحة واستعادة النشاط والحيوية؛ وهذا أمر ضروري لتجنب الإرهاق والإنهاك الناجمَين عن تناولك 10 فناجين قهوة في الصباح.
3. تعلَّم واستثمر أفضل ساعات عملك:
لقد استغرق الأمر عدة سنوات من العمل الحر للعثور على جدول عمل مناسب لي؛ ففي البداية، كنت أبدأ العمل منذ الاستيقاظ إلى أن تتألم عيناي من التحديق في الشاشة -حوالي الساعة 5 إلى 6 مساءً- فقد كان العمل لساعاتٍ طويلة يعني بالنسبة لي أنَّني أعمل بشكلٍ جيد، إلا أنَّ ذلك كان صعباً وبالتأكيد ليس ممتعاً، لم أكن صديقةً جيدةً في تلك الفترة من حياتي لأنَّ العمل كان يأخذ مني كل وقتي.
استغرق الأمر مني بضع سنوات، ولكن لدي الآن جدول أعمال يتراوح ما بين 4 إلى 6 ساعات موزعة على مدار اليوم، ولكن ما يناسبني ليس بالضرورة يناسب أي شخص؛ فأنا إنسانةٌ أستمتع بالصباح وأعيش حالياً مع اثنين يحبون السهر؛ إذ يبدأ عملي من 5 إلى 9 صباحاً، فأنا أمتلك مساحة هادئة في هذا الوقت لأبذل قصارى جهدي وأنجز أكثر الأعمال تحدياً بينما يكون عقلي لا يزال نشيطاً.
فاكتشف ما يناسبك، وأبلغ من يقاسمونك الحيِّزَ الذي تعيش فيه بذلك، وشاهد كيف تتغير إنتاجيتك.
شاهد بالفديو: 18 نصيحة لاستثمار الوقت بفاعلية
4. حدد وقت استراحتك والتزم به:
أنا لا أدرك أنَّني أحتاج إلى أن أخصص وقتاً لنفسي إلا بعد مضي عدة أيام، الأمر الذي يُعكِّر مزاجي ويجعلني حادة الطبع، والحل الذي أقدمه: حدد وقتك الشخصي الأكثر قيمة كما لو كان موعداً نهائياً أو اجتماعاً هاماً؛ فأنا أقضي ساعة من الوقت بمفردي كل يوم أقرأ فيها أو أتنزَّه، ما يحسن شعوري ويجعلني أتفاعل مع الآخرين بشكل أفضل خلال بقية اليوم.
بالنسبة لأولئك الذين لديهم أطفال، قد يكون الابتعاد لمدة ساعة أمراً مستحيلاً؛ لذا، ابدأ بمدة قصيرة واطلب من شريكك أن يعتني بهم لمدة 15 دقيقة متواصلة كل يوم، وإن أمكن، اجعلها في نفس الوقت حتى تصبح عادةً تواظب عليها يومياً، وبعد أسبوع، تأمل مزاجك ومستوى توترك وحتى حالتك الجسدية، وسترى أنَّ الوضع في تحسُّن.
5. استرجع المساحة الخاصة بك في المنزل:
يجب أن تفهم أنَّ مشاركة نفس المساحة مع شخص ما (أو مع عدة أشخاص) لا يعني أن تتخلى عن حقك في أن تكون بمفردك، أنا أتحدث عن الوقت خارج ساعات النوم، وساعات العمل؛ إذ لا يعني العيش تحت سقف واحد أن تكونوا معاً طوال الوقت؛ فإن كنت ترغب في مشاهدة التلفاز أو الاستماع للموسيقى بمفردك، فصرِّح بذلك؛ ومع أنَّني أمارس هذه الأنشطة عادةً مع رفاق السكن، إلا أنَّ هذا لا يعني أن أتخلى عن حقي في القيام بها بمفردي.
قد يبدو هذا بسيطاً من جهة المفهوم ولكنَّه صعب التطبيق؛ ذلك لأنَّه يعمل بشكل مخالف أيضاً، فقد يطلب منك شريكك بعض الوقت ليقضيه بمفرده، وعندها عليك احترام حدوده، فإدارة الأماكن المشتركة ليست أمراً سهلاً أبداً؛ ولكن عندما تعمل أطرافٌ متعددة من المنزل، يمكن أن تتضخم هذه المشكلات؛ لذا حاول إيجاد الحل من خلال توضيح احتياجاتك وفهم حدودك؛ فهذا عمل مستمر، وغالباً ما يُحلُّ بشكل أفضل عندما تشترك جميع الأطراف في حله.
أضف تعليقاً