ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة إيمي إل إيفا (AMY L. EVA)، والتي تُحدِّثنا فيه عن تجربتها الشخصية في استعادة شغفها بالتعليم.
عندما طرحت هذا السؤال على مجموعة من المعلمين مؤخراً، لم يركز أحد على المناهج، وبدلاً من ذلك، تركزت ردودهم على مشاركة طلابهم، والشعور بالمشاركة في أمور أكبر من قدراتهم، والرضا العميق الذي اكتسبوه من بناء العلاقات.
يقول أستاذ جامعي: "إنَّ معرفة أنَّ العمل الذي أقوم به أكبر من قدراتي هو ما يحفزني"، كما تقول معلمة مخضرمة في روضة أطفال: "ما زالت العلاقات التي أطورها كل عام هي التي تمنح حياتي معنىً أكبر، حتى الآن أركب السيارة في نهاية اليوم وأفكر ما هو أفضل أمر حدث معي اليوم؟ وما الذي كان صعباً؟ وكيف يمكنني تحسين نفسي غداً؟".
إذا كنت تشعر بالإرهاق الآن، وتحتاج إلى بعض الإلهام، أقدِّم لك في هذا المقال 5 طرائق عملية للتوقف والتفكير في عملك واستعادة دورك وهدفك في الحياة، وهذه النصائح للمعلمين، ويمكن تطبيقها من قبل أي شخص يحتاج إلى استعادة شغفه في العمل أيضاً:
1. أعِد النظر في قصتك:
يُذكِّرنا الباحثون أنَّ وجود هدف في الحياة يُعدُّ أمراً بالغ الأهمية لصحتنا وطول عمرنا وعافيتنا، ففي المعهد الصيفي للمعلمين التابع لمركز العلوم الكبير "سمر إنستيتيوت فور إيديوكيترز" (Summer Institute for Educators)، ندعو المعلمين للتفكير بعمق في هدفهم وهويتهم في النشاط التالي، والذي يمكنك القيام به في المنزل:
- أنشئ جدولاً زمنياً مختصراً للعديد من الأحداث الرئيسة والتغييرات والأحداث التي جعلت منك الشخص والمعلم المحترف الذي أنت عليه اليوم.
- اختر اثنين أو ثلاثة من هذه الأحداث وفكِّر في كل حدث، ما هي المشاعر التي تربطك بالحدث؟ وما هي الدروس التي تعلمتها؟ ما هي العقبات التي واجهتك؟ وما الدعم الذي تلقيته؟ هل تعلمت أي شيء عن نقاط قوَّتك وضعفك ودوافعك وقيمك من هذا الحدث؟
- عموماً، ما القصة التي يرويها جدولك الزمني عن هويتك؟
وفقاً لعلماء النفس، نحن جميعاً نمتلك قصة داخلية تشرح كيف أصبحنا الشخص الذي نحن عليه اليوم، وإلى أين سنتجه غداً، فعندما نعيد النظر في قصتنا، يمكن أن يساعدنا ذلك على فهم كيف ولماذا أصبحنا معلمين، وقد يساعدنا على الإجابة عن السؤال "ماذا أريد أن أكون؟".
2. صِف المدرس أو المنتور المفضل لديك:
أقدِّم لك فيما يلي تمريناً بسيطاً آخر يمكنك تجربته في المنزل أو في اجتماع للموظفين، إذا جرَّبت هذا النشاط مع زملائك، أسند ظهركَ إلى ظهر زميلك واستمع إلى كل سؤال يُطرح بصوت عالٍ، ثم استدر وأجب عن تلك الأسئلة، قد تساعدك عملية التوقف تلك والتفكير، ثم الاستماع إلى شريكك وأنت بقربه على التركيز أكثر على الكلمات والعواطف المشتركة.
- صف المعلم أو المنتور الذي كان له التأثير الأكبر فيك.
- كيف شعرت عندما كنت مع هذا الشخص؟
- كيف تغيرتَ بسبب هذا الشخص؟
- كيف ساعدك هذا الشخص على تشكيل حياتك كمعلم مهني؟
المكافأة: إذا اعتمدنا على بعضنا بعضاً للحصول على الدعم الاجتماعي والإلهام، فسنكون أقل عرضةً للاكتئاب وأكثر مرونةً في العمل.
3. تواصل مع الزملاء ذوي التفكير المماثل:
عندما أتحدث مع المعلمين، غالباً ما أتذكر نفسي خلال السنة الأولى من التدريس في المدرسة الثانوية، كنت أهرب إلى مكتبي وقت الغداء وأستلقي على ظهري وأُطفئ الأنوار، لقد كنت أشعر بالارتباك والعزلة في تلك السنة؛ حيث كنت أبذل قصارى جهدي لتلبية احتياجات 163 طالباً كل يوم، وكنت منهكةً جسدياً وعاطفياً؛ إذ لم يدخل المدير إلى صفي سوى مرة واحدة في تلك السنة، وكان المعلمون في الصفوف المجاورة انطوائيين.
يوجد الكثير من الفرص للتواصل مع الآخرين، لا سيما إذا كنت تشعر أنَّه ليس لديك الوقت الكافي، أعرف مجموعات من المعلمين يجتمعون أسبوعياً في مطعم أو مقهى لتصحيح أوراق الاختبارات والتحدث مع بعضهم، وأعرف مدرسين يركضون ويتأملون ويخيمون معاً.
كما يوجد العديد من الفرص الرسمية للتطور المهني والشخصي، ومقابلة زملاء جدد، وتطوير شبكة علاقات داعمة، على سبيل المثال، يمكنك الانضمام إلى دورات عبر الإنترنت، أو المشاركة في معهدنا الصيفي للمعلمين، كما يوجد برنامج جديد لمدة عام يسمى القيادة التربوية التحويلية (Transformational Educational Leadership).
الخلاصة، تواصل مع الآخرين حتى عندما يكون الأمر صعباً، وأنشئ صداقات جديدة، واسعَ نحو خيارات التطوير المهني الجديدة.
4. أعطِ الأولوية لصحتك:
إذا كنت مدرِّساً، فمن المحتمل أن يوجد الكثير من العقبات التي تمنعك من الاهتمام بنفسك، ومن المعروف أنَّ المعلمين يقاومون مساعدة أنفسهم؛ لذلك ربما تقنعك الحجة المذكورة أدناه بأنَّ صحتك يجب أن تكون أمراً أساسياً في حياتك.
يوضح تقرير حديث صادر عن معهد آسبن (Aspen Institute)، بعنوان: "الدليل على طريقة تعلُّمنا"، أنَّه: "من أجل ازدهار التطور الاجتماعي والعاطفي والأكاديمي في المدارس، يحتاج المعلمون والإداريون إلى الدعم لإدراك هذه المهارات والسلوكات والمعرفة والاعتقادات واعتمادها كنماذج".
يتعلَّم الأطفال المهارات الاجتماعية والعاطفية عن طريق التعرض لسلوكاتِ الأشخاص البالغين؛ حيث كتبت الأستاذة باتريشيا جينينغز (Patricia Jennings) في كتابها "الوعي لدى المعلمين" (Mindfulness for Teachers): "إذا لم يكن لدى المعلم مستوى جيد من الكفاءة الاجتماعية والعاطفية، فستكون الأفكار التي يوصلها للطلاب مشوِّشة".
بالإضافة إلى البحث عن الدعم الاجتماعي، يوجد العديد من الاستراتيجيات الأخرى القائمة على الأبحاث المتعلقة بالرعاية الذاتية، بما في ذلك التمرينات الرياضية واليقظة والتعاطف مع الذات وإعادة التقييم المعرفي - إعادة صياغة أفكارك استجابة لمناقشة صعبة مع أحد الطلاب - كما يوجد تقنية يسميها علماء النفس التنشيط السلوكي، كأن تجبر نفسك على النهوض والذهاب إلى تلك الحفلة، على الرغم من أنَّك تفضِّل الجلوس والراحة.
كتب كل من المؤلف جون نوركروس (John Norcross) وجيمس جاي (James Guy): "الرعاية الذاتية ليست رفاهية؛ وإنَّما هي مطلب إنساني وضرورة مهنية وأخلاقية".
شاهد بالفديو: 13 تقنية فعّالة لتحديد الأولويات
5. ضع خطة للقدرة على التكيف:
بالتأكيد، يستغرق تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية بعض الوقت، والقدرة على التكيف هي عملية مستمرة وديناميكية للتكيف والنمو، فلماذا لا تضع خطة لذلك؟
- جرِّب بعض الممارسات المذكورة في هذا المقال.
- لاحظ ما هي الأمور التي تبدو جذابةً أو ممتعةً أو مفيدةً.
- فكر في طريقة استخدام أحد هذه الأمور في حياتك.
- اختر استراتيجية أو ممارسة رعاية ذاتية واحدة لتطبيقها في حياتك اليومية - أو يومياً تقريباً - لمدة تتراوح بين 5-10 دقائق على الأقل، واجعلها بسيطة.
- ما أنواع العقبات والحواجز التي قد تواجهها؟ كيف يمكنك معالجتها؟ كيف ستشجع نفسك على إعطاء الأولوية لهذه الخطة؟
عندما تلتزم بخطة ما، استمر في التمسك بأجزاء عملك التي تمنحك معنى في الحياة، وتذكر هذه الكلمات: "اهتم بنفسك بقدر اهتمامك بالأطفال الذين تعلِّمهم".
أضف تعليقاً