5 تطبيقات لمهارات لغة الجسد:
3. كشف المستور خلال التفاعلات الاجتماعية:
أحياناً تكون إشارات لغة الجسد واضحة ومكشوفة، مثلما يحدث عندما تستعلم عن أحوال أحدهم ويخبرك أنَّه بخير، لكنَّك تلاحظ عينيه المرهقتين وخطواته المتثاقلة، وتكتشف أنَّه يخفي تعبه.
لكن أنَّى لك أن تدرك ما يضمره الطرف المقابل في الحالات الآتية:
- التعامل مع مدير ملامح وجهه ثابتة ولا يبدي أي رد فعل.
- تلقي إشارات متناقضة من شخص تتعرف إليه.
- البائع الذي يؤكد لك أنَّه قدَّم أفضل عرض ممكن.
يصعب عليك أن تخمن ما يضمره الطرف المقابل في مثل هذه الحالات، ولكن لا بد أن تبدر عنه إشارة تعطي فكرة عن المشاعر الكامنة في داخله مهما حرص على تثبيت ملامح وجهه وتضليلك بإشارات مبهمة أو متناقضة، فلا بد أن تبدر عن الفرد إشارة تبرز ما يضمره مهما كان مخادعاً وكاذباً بطبعه.
يمكن تطبيق تحليلات لغة الجسد في جميع المواقف التي تتعرض لها، ومع كافة الأفراد، فتوجد إشارات مشتركة بين جميع الناس حول العالم على اختلاف ثقافاتهم وظروف مجتمعاتهم وحياتهم.
يغفل معظم الأفراد عن هذه الإشارات عند تفاعلهم مع الآخرين، حتى عندما تكون واضحة وجلية، بسبب جهلهم لمبادئ قراءة لغة الجسد وعدم حصولهم على التثقيف اللازم للاستفادة منها خلال مراحل الدراسة.
تساعد مهارات قراءة لغة الجسد على إدراك هذه الإشارات وتخمين مشاعر وأفكار الآخرين، فيمكنك على سبيل المثال أن تميز شعور الغضب من توسُّع فتحات الأنف، وشحوب الوجنتين، وإبعاد جذع الجسم عن الطرف المقابل.
شاهد الفيديو: 14 امر لتحسين مهارات لغة الجسد لديك
4. التحكم بالعلاقات، والمفاوضات، والمواقف الصعبة في العمل:
يشيع استخدام مهارات لغة الجسد في المجالات الآتية:
أولاً: العلاقات
تساعد مبادئ لغة الجسد على تعزيز شعور الثقة بالنفس والاطمئنان في العلاقات مع الآخرين، فيمكنك أن تكوِّن علاقات مثمرة وناجحة على الأمد الطويل عندما تنمِّي مهارات لغة الجسد، وتعرف كيف تنقل للآخرين شعور القبول، والترحيب، والرغبة في التعرف إليهم، وتشجعهم على التقرب منك.
ثانياً: المفاوضات
كل تفاعل يجريه الفرد في حياته هو تفاوض على السلطة، أو المال، أو المكانة، وتؤثر نتيجة هذه المفاوضات على مكاسب الفرد في حياته.
ثالثاً: العمل
يمكن أن تضطر إلى التعامل مع مدير صعب المراس لا يتقبل وجهات النظر والاقتراحات، وعندها يُنصَح بالاستفادة من مبادئ لغة الجسد في لفت انتباهه وحمله على الإصغاء لأفكارك وأخذها على محمل الجد.
5. فرض السلطة على الآخرين:
يمكنك أن تحصل على ما تريد في حياتك عند الاستفادة من مبادئ لغة الجسد، فيعاني كثير من الأفراد من العجز في حياتهم نتيجة القيود المفروضة عليهم من قبل المجتمع أو العائلة، ويمكن التخلص من هذه القيود العاطفية، وإحراز التقدم في الحياة عن طريق الانتباه لإشارات الجسد السلبية واستبدالها بأخرى إيجابية تبرز مشاعر الثقة بالنفس.
قد يحتج بعض الأشخاص وتخطر لهم الفكرة الآتية: "لا أريد أن أبدو واثقاً من نفسي أمام الآخرين، بل أود أن أكون واثقاً من نفسي بالفعل".
يجهل كثير من الأفراد تأثير حركات الجسد ووضعياته في الحالة العقلية والنفسية، ولقد كشفت عالمة النفس والأستاذة في "جامعة هارفارد" (Harvard University) "إيمي كودي" (Amy J.C. Cuddy) في دراسة نشرتها في المجلة البحثية "سايكولوجيكال ساينس" (Psychological Science) عن فوائد "وضعيات القوة" (power pose) في تجربة ضمت 42 مشارِكاً ومشارِكة.
كُلِّفَ جزء من المشاركين بتطبيق وضعيات القوة مثل وضع القدمين فوق المكتب، وشبك اليدين خلف الرأس، في حين وجب على البقية تطبيق وضعيات الضعف مثل الجلوس على الكرسي وتقريب الذراعين من بعضهما وطي الكفين.
بيَّنت نتائج التجربة فاعلية وضعيات القوة في تخفيض مستويات هرمون التوتر الكورتيزول بحوالي 25%، وزيادة إفراز التستوستيرون بما يعادل 19% في غضون دقيقتين، وشعر المشاركون بالقوة والسلطة، وأظهروا سلوكات تنم عن الجرأة والرغبة بخوض التجارب الخطرة.
يحدث هذا بسبب الخلايا العصبية المرآتية الموجودة في الدماغ، وهي تنشط عندما يؤدي الفرد سلوكاً معيَّناً، أو ينتبه لسلوكات الآخرين، ويختلف نوع الخلية التي تنشط بحسب السلوك، ويمكن أن يتحكم الفرد في حالته المزاجية عن طريق تطبيق سلوك معيَّن يؤدي إلى توليد الشعور المطلوب.
يمكنك أن تحفز هذه الخلايا في الحال عن طريق تطبيق إحدى وضعيات القوة والثقة بالنفس، مثل إسناد الظهر إلى الكرسي وشبك الذراعين خلف الرأس، وتمديد عضلات الصدر في أثناء الجلوس، أو مباعدة القدمين ووضع اليدين على الوركين في أثناء الوقوف مثل شخصيات الأبطال الخارقين.
يظهر مفعول هذه الوضعيات مباشرةً فور تطبيقها، ولكن تتطلب النتائج طويلة الأمد كثيراً من الممارسة حتى تترسخ مشاعر القوة والثقة في شخصية الفرد.
سجِّل مقطع فيديو تتحدث فيه أمام المرآة لمدة 10 دقائق عن أحد موضوعاتك المفضلة في الحال، فتسجيل مقاطع الفيديو ضروري لتقييم التقدم وتقدير التحسن في مهارات لغة الجسد مع مرور الوقت، وسوف تكتشف عند مراجعة المقاطع ومقارنتها مقدار التحسن في ثقتك بنفسك وطلاقة حديثك مع مرور الوقت، ويمكن أن يظهر هذا التحسن في غضون بضع دقائق عند تغيير إحدى إشارات أو وضعيات الجسد.
في الختام:
يجب أن تستفيد من تطبيقات لغة الجسد في تحسين حياتك الشخصية والمهنية وتحقيق مزيد من النجاحات والإنجازات، فتساعد مهارات لغة الجسد على تخمين أفكار الآخرين، والتأثير في قراراتهم، وفرض السلطة عليهم، ثمة إقبال كبير على تنمية هذه المهارات في الوقت الحالي؛ نظراً لأهميتها وفاعليتها في تحسين حياة الفرد.
أضف تعليقاً