3 خطوات للحد من تفكير الموظفين بالانتحار

تنامت مشكلة الانتحار تنامياً يُهدِّد الصحة العامة؛ إذ يُعَدُّ الانتحار أحد أسباب الوفاة الرئيسة بين الموظفين في الولايات المتحدة الأمريكية حالياً، فهو ثاني سبب لوفاة البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً، ورابع سبب لوفاة البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و54 عاماً.



لذا لا يمكن تجاهُل الضغط والإجهاد المتزايد على الصحة النفسية الناجم عن قضاء الموظفين معظم وقتهم في العمل بأي شكل، فحسب الإحصاءات التي أجرتها "المؤسسة الأمريكية لمنع الانتحار" American Foundation for Suicide Prevention) AFSP) على موظفين عُيِّنوا حديثاً خلال 12 شهراً السابقة، تبيَّن أنَّ واحداً أو أكثر من كل عشرة قد تغيَّب عن الدوام لسببين رئيسين؛ إما بسبب شدة التوتر بنسبة 14%، أو بدافع الاكتئاب الشديد من العمل بنسبة 16%.

من الواضح أنَّ الجانب الأكثر تأثراً هو الجانب النفسي، والذي يؤثر في المقابل في أداء الموظفين وحضورهم وانخفاض الإنتاجية.

أفادت "مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها" (Centers for Disease Control and Prevention) بأنَّ هذه المسائل ستؤثر سلباً في نتائج الشركة على الأمد الطويل؛ إذ كلَّف الانتحار الاقتصاد الأمريكي نحو 70 مليار دولار عام 2018، ولحسن الحظ، لا يخلو الأمر من سُبل نجاة تمكِّن أرباب العمل من دعم الصحة النفسية لموظفيهم والوقاية من الانتحار.

ولدعم حملة محاربة ظاهرة الانتحار، طُلِب من أرباب العمل استثمار مناصبهم في دعم وتعزيز الصحة النفسية لموظفيهم؛ وذلك من خلال توفير الموارد الحيوية، وإنشاء بيئة عملٍ إيجابية، والاستمرار في زيادة الوعي عبر المهن المختلفة، الذي سيحرز تقدماً كبيراً في خفض عدد حالات الانتحار كل عام.

إقرأ أيضاً: معلومات تفصيلية عن مرض الاكتئاب

إليك خطوات عدة للحد من الانتحار ضمن بيئات العمل:

1. توجيه الموظفين إلى الموارد المتاحة:

يتسبب سوء الصحة النفسية القابل للتشخيص والعلاج في انتحار نحو 90% من الأفراد، وعلاوةً على ذلك، وبسبب معاناة واحد من كل خمسة بالغين مع اضطراب أو مشكلة نفسية صغيرة، فمن الضروري أن يقدِّم أرباب العمل خططاً وخدماتٍ لتعزيز الصحة النفسية في أوقات العمل، ومن هذه الخيارات التي يتعين إدراجها في الخطة الصحية هو "برنامج مساعدة الموظفين" (EAP)، الذي يوفر مجموعةً متنوعةً من الموارد لضمان صحة وسلامة الموظفين.

تقدِّم بعض الشركات على سبيل المثال برامج لمساعدة الموظفين، تشمل خدماتٍ سرية للمساعدة على حل المشكلات الشخصية أو المتعلقة بالعمل للموظفين، وقد تؤثر في الأداء الوظيفي والصحة النفسية والعاطفية، كما تشمل بعض هذه البرامج خدماتٍ إضافية متكاملة تستهدف العوامل الاجتماعية المؤثرة في الصحة، عبر اللقاءات الشخصية وجهاً لوجه أو عن بُعد.

وبهذا تتغير توقعات الموظف عن مفهوم المكافآت والفوائد التي يستحقها من رب عمله؛ إذ وجدت "المؤسسة الأمريكية لمنع الانتحار" (American Foundation for Suicide Prevention) (AFSP) أنَّ إرهاق معظم البالغين؛ أي نحو 92% في الولايات المتحدة دفعهم للشعور بأهمية الخدمات الصحية، التي تعالج الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والوقاية من الانتحار، وقد أشادوا بضرورة تعزيز هذه الجوانب في أي خطة رعايةٍ صحيةٍ يؤمِّنها العمل.

وجدت دراسة أجراها موقع "سي في إس هيلث" (CVS Health) بعنوان "السبيل لصحةٍ أفضل" (Path to Better Health) أنَّ: 44% من الناس يظنون أنَّه من الضروري أن يدعم رب العمل أهداف الرعاية الصحية لموظفيه.

إقرأ أيضاً: كيف تؤثر المكافآت وتقدير جهود الموظفين في صحتهم النفسية؟

2. تعزيز مجتمعات الدعم في مكان العمل:

يُعَدُّ إدراك الموظفين لاهتمام أرباب العمل بصحتهم النفسية بوصفها جزءاً من صحة الجسم بأكمله، من أنجع الطرائق لمنع الانتحار وضمان طلب الأفراد للمساعدة ضمن بيئة عملٍ سليمة.

وتحقيقاً لهذا الغرض، يجب على أرباب العمل تمكين الدعم في مكان العمل؛ إذ يساند الموظفون بعضهم بعضاً لاكتشاف إشارات الألم والمعاناة النفسية والحصول على المساعدة عند الحاجة.

تتوفر موارد عدة للراغبين لبناء هذه الثقافة الإيجابية، ومن ذلك، المشاركة في حملة لتغيير نظرة الأفراد إلى الانتحار، ابتداءً بملاحظة العلامات الخمس للمعاناة العاطفية على الشخص، وهي: التغيُّر في الشخصية، والاهتياج، والانزواء، وسوء الرعاية الذاتية، واليأس؛ لذا ينبغي لأرباب العمل السعي الجاد إلى تثقيف المشرفين ليكونوا مصدراً لدعم الصحة النفسية للموظفين وتشجيع الحوار المفتوح.

3. تشجيع إجراء الفحص الدوري للصحة النفسية:

حدد مواعيد شهرية مع الموظفين للتأكد من السلامة النفسية، ومواصلة الحوار عن صحتهم النفسية طوال العام، وقياس مستوى التوتر، وتسليط الضوء بانتظام على الموارد المتاحة في الشركة، بالإضافة إلى توفير معلومات توضِّح علامات التعرض لمعاناة نفسية، كما ينبغي أن تُشرِك الموظفين في حواراتٍ عامة تناقش سبل تحسين الثقافة التنظيمية لضمان استمرار السعي إلى بناء بيئة مهنية داعمة.

شاهد بالفديو: 5 طرق للوصول إلى أفضل طبيب نفسي مناسب لشخصيتك

يتحمل أرباب العمل مسؤولية دعم معنويات وصحة الموظفين النفسية، وتشجيع المحتاجين لطلب المساعدة، وسيعمل إشراك الموظفين في لقاءات الصحة النفسية والوقاية من الانتحار طوال السنة، وتقديم الخطط الصحية التي تشمل توضيح فوائد التمتع بصحة نفسية جيدة، وتعريف الموظفين بعلامات التحذير والموارد المتاحة للمساعدة، على التأثير إيجاباً في صحتهم النفسية، وتحسين ميزانية الشركة وإنتاجيتها، وإنقاذ الأرواح.

المصدر




مقالات مرتبطة