يبقى الإنسان الذي يكون لديه طاقةٌ إيجابيةٌ متفائلاً، حتَّى وإنْ حصل على نتائج سيئة، محاولاً إصلاح الأمور السيئة بقدر ما يستطيع.
يحتاج الفرد عموماً إلى شحناتٍ كبيرةٍ جداً من الطاقة الإيجابية في جميع المجالات التي يخوضها في حياته؛ لذا سنطلعك في هذا المقال على 12 خطوةً هامَّةً تساعدك في بناء شخصيةٍ إيجابيةٍ داخل بيئة عملك.
1. الحفاظ على شغفك في العمل:
لا يستطيع بعض العاملين الامتناعَ عن تحليل التجارب والصعوبات التي يواجهونها في عملهم، بدلاً من بحثهم عن الإيجابية فيها، ممَّا يؤثِّر في إنتاجيَّتهم وجودة عملهم، ليفشلوا في نهاية المطاف؛ في حين يحرزُ الموظَّفون الذين يحبُّون عملهم ويعاملونه بشغفٍ كبيرٍ نجاحاتٍ كبيرةً في الحياة؛ لذا على الإنسان ألَّا يفقد حبَّه وشغفه للعمل.
2. الحضور والمغادرة في الموعد المحدد:
يمثِّل حضورك في المواعيد المحدَّدة اهتماماً كبيراً وواضحاً بعملك، وتعدُّ مغادرتك بعد إنجاز المهام المطلوبة منك على أكمل وجه العامل الأهمَّ للاستمرار في العمل.
3. عدم اصطحاب المشكلات إلى عملك:
عليكَ ترك مشاكلك الشخصية جانباً، وعدم اصطحابها إلى مكان عملك، والعكس بالعكس؛ فليس هناك من داعٍ لأنْ يعود الموظَّف من عمله ويواصل الحديث عنه في المنزل.
عندما تتطلَّب طبيعة العمل القيام ببعض المهام الإضافية عند الرجوع إلى المنزل، فلا بأسَ في تخصيص أوقاتٍ محددةٍ للعمل فيها، وعدم إزعاج أيِّ فردٍ من أفراد عائلتك بها.
4. ترتيب مكان عملك:
عليك ترتيب مكان عملك أو مكتبك الخاصِّ بك قبل البدء بأيِّ مهام كانت؛ فعندما تكون بيئة عملك منظمة، ينعكس ذلك إيجاباً على تنظيم أفكارك وتسلسلها في العمل والإبداع فيه.
5. التفكير بالنتائج والحلول الإيجابية:
من الطبيعي أنْ يحدث معك أمورٌ غير سارةٍ يومياً؛ ولكن حينما يكون لديك خطةٌ ما تجعلك منتظماً وثابتاً ولديك عقليّةٌ ناضجة، فلن تسمح بجعل الأمور غير السارّة تؤثِّر فيك وفي نفسيَّتك؛ لذا عليك اختيار ألَّا تكون سلبياً، وألَّا تنظر وراءك، بل فكِّر فقط في الحلول والنتائج الإيجابية، حيث ستغيِّر تلك المرونة نمط حياتك بالكامل، وتجعلك تنظر إلى الأمور السخيفة اليومية بإيجابية، بينما ينظر إليها بعض الناس على أنَّها مضيعةٌ للوقت.
6. الإيجابية المساعدة في صنع القرار:
تساعد الإيجابية بشكلٍ عام على جعل الشخص قادراً أكثر على اتخاذ أفضل القرارات بصورةٍ واضحةٍ وعملية؛ وذلك لأنَّه بعيدٌ كلَّ البعد عن القلق، ممَّا سيجعله أنجح في هذ الأمر، ويؤدِّي هذا بدوره إلى شعوره بمزيدٍ من الثقة بسبب اتخاذه القرارات الصحيحة.
7. التحكُّم بالكلام:
يجب على الإنسان أنْ يكون واعياً للكلمات التي تخرج من فمه في كلِّ وقتٍ ومكان، وأيضاً في مكان العمل بشكلٍ خاص؛ إذ تؤثِّر الكلمات في الشخص قبل أنْ تؤثِّر في الآخرين، وتؤثِّر في رؤيته وتصوُّراته للحياة؛ لذلك عليه الانتباه إلى كلامه أكثر، بحيث يكون أكثر إيجابيةً حول كلِّ شيءٍ يدور حوله، وقد أثبتت الدراسات أنَّ كلام الإنسان يوميّاً يؤثِّر في الطريقة التي يفكِّر فيها على المدى البعيد.
8. عدم تجاهل مشاعرك:
إنَّ إحساسك بذاتك أمرٌ هامٌّ للغاية، وذلك من أجل الحصول على عقليةٍ وتفكيرٍ إيجابيٍّ كلَّ يوم، وبالأخص حينما تواجهك الأوقات الصعبة في حياتك.
لا يمكن للمال أن يشتري سعادتك وصحتك، لذا عليك اتباع أنظمةٍ صحيةٍ مثل تناول طعامٍ صحي، وممارسة الرياضة يومياً، والذهاب في نزهةٍ عند وقت الاستراحة في عملك.
تعلَّم تقدير كلِّ شيء تقوم به، وتذكَّر أنَّه لا وجود للكمال في العالم، وكنْ ممتناً وشاكراً لكلِّ يومٍ تمرُّ به وأنت في صحتك الكاملة.
9. إنشاء صداقةٍ بين الزملاء في العمل:
تخفِّف الصداقات في العمل عادةً من حِدَّةِ التوتر الذي قد ينشأ إذا لم تكن موجودة؛ لذا فإنَّه لمن الجيد جعل الزملاء أصدقاء؛ وذلك لأنَّ مزاج الشخص عادةً ما يبقى جيداً عندما يكون بصحبة أصدقائه، وغالباً ما يتمتَّع بالمرح عند وجودهم، وذلك بسبب البهجة التي يضيفونها.
يمكن للموظَّف إيجاد الاهتمامات المشتركة بينه وبين زملائه، ثمَّ ممارستها بعد انتهاء العمل في أماكن أخرى؛ كما أنَّه من الهامِّ أنْ يكون الفرد لطيفاً وكريماً معهم، إذ يعني هذا أنَّهم غالباً ما سيردُّون هذا باللطف أيضاً، وهو ما سيجعل بيئة العمل مريحةً وإيجابية، ويزيد من راحة الإنسان في مكان عمله، ومن إنتاجيته.
10. التفكير بإيجابية:
يعدُّ التفكير بإيجابيةٍ من أهمِّ خطوات الوصول إلى الإيجابية في العمل؛ وذلك لأنَّ الإنسان ما هو إلَّا ثمار أفكاره؛ ويمكن أن يحدث هذا عن طريق تجنُّب الأفكار السلبية وإشباع العقل بالأفكار الإيجابية، وذلك من خلال قراءة الكتب أو سماع الموسيقى المفرحة، أو مقابلة الناس الإيجابيين والأخذ بنصائحهم؛ حيث سيساعد هذا على تطوير أساليب التفكير الإيجابي لدى الشخص.
11. زيادة القدرة على حلِّ المشكلات:
تعدُّ مهارة حلِّ المشكلات واحدةً من أهم مهارات الموظَّف الناجح، ولذلك تُعَدُّ الإيجابيّة أمراً هامَّاً للغاية في هذا السياق، فهي تعمل على تعزيز قدرة الشخص على إيجاد الحلول المبتكرة، حيث يكون الأشخاص الإيجابيّون أكثر قدرةً على التقاط الحلول المختلفة والمتنوِّعة وتحليلها ودراستها بشكلٍ جيِّد. كما تعدُّ هذه المهارة هامَّةً أيضاً في جميع قطاعات العمل التي تحتاج إلى أشخاصٍ إيجابيّين يأخذون على عاتقهم خلق حلولٍ مناسبةٍ في كلِّ مرةٍ يواجهون فيها المعوِّقات.
12. القيام ببضعِ أمورٍ إضافيَّة:
إن كُنت تريد إتقان عملك بشكلٍ مبدعٍ وإيجابي، فعليكَ بالتالي:
- أخذ استراحةٍ لمدة خمس دقائق بعد كلَّ ساعةٍ في العمل، كأن تتحدث مع زملائك، أو تتناول بعض الطعام دون التسبُّب بالفوضى أو جعل الموظفين الآخرين ينشغلون عن أعمالهم؛ كما بإمكانك التوجُّه إلى أقرب بقالةٍ لإحضار بعض قطع الحلوى والتزوُّد بالطاقة التي تمنحها للدماغ، أو ممارسة الرياضة لبضع دقائق في العمل؛ وذلك لتنشيط الدورة الدموية، وتحسين وظائف الدماغ.
- تطوير المهارات من خلال البحث المستمرِّ عن المعرفة؛ فكلَّما زاد الموظف أو العامل من معلوماته حول العمل، ووظَّفها ضمن أدائه؛ زاد شغفه نحو إنجاز المزيد والأفضل، وهذا ما سيدفع ربَّ العمل إلى تحفيزه، بتقديم المكافآت المادية والتقدير المعنوي.
- دعم الزملاء الذين يمتلكون مستوياتٍ مهنيةً متوسطة، وتشجيعهم على بذل أقصى ما لديهم من جهد.
- عدم الالتزام فقط بأداء المهام المطلوبة، بل المبادرة للدخول في أوسع من ذلك؛ وذلك كطرح الحلول لتراجع المؤسسة أو بطء إنتاجها، والمشاركة في المشاريع العامَّة التي تتبنَّاها المؤسسة.
- الاطلاع على أيِّ تغيُّراتٍ تحصل أو حصلت في بيئة العمل، والعمل والتدريب عليها إذا كانت تخصُّ مهارات العمل، والمحافظة عليها دون أيِّ عذرٍ أو تبريرٍ ضمن حدود القدرة؛ فالإنسان الناجح في عمله دائماً ما يُثبت بأنَّه قادرٌ على تحمُّل المسؤولية في شتَّى الظروف.
ختاماً:
عليك أن تكون إيجابياً في بيئة العمل، سواءً كانت بيئة عملك سلبيةً أم إيجابية.
كنْ قوياً في مواقف الضعف إن تعرَّضت إليها، وصالحاً في الأماكن التي تُفسِد العمل، وحليماً في مواقع الغضب، كُن صادقاً في مواطن الكذب، وشريفاً في حالات الابتزاز، وكريماً عند دواعي البخل؛ حيث يجعلك كلُّ هذا قادراً على أن تكون إيجابيَّاً في عملك أيضاً.
أضف تعليقاً