1. الاهتمام بوضع حدود:
واحدة من أفضل الطرائق لتحسين ثقافة مكان العمل هي وضع حدودٍ شخصية؛ إذ يساعد وضع حدود لنفسك على تنظيم الأمور التي من المُتوقَّع أن يفعلها الآخرون ويمكن أن يكون طريقة ممتازة لتقليل النزاعات في مكان العمل.
ابدأ بسؤال نفسك: ما الذي يساعدك على النجاح؟ وما الذي يسبب لك التوتر؟ بمجرد أن تفهم حدودك، يمكنك إجراء محادثة صادقة مع مشرفك حول إعادة الهيكلة وتحديد أولويات مسؤوليات عملك.
يمكن أن تساعد التكنولوجيا أيضاً على وضع الحدود؛ وذلك باستخدام برنامج مصمم للتعاون لتتبع وقتك وتقدمك في المهام، ويمكنك تبرير اتباع جدول عمل مرن من خلال تقديم دليل ملموس لمديرك الذي يشكك في إنتاجيتك، ويمكنك أيضاً ضبط فترة "عدم الإزعاج" قبل الساعة 9 صباحاً أو بعد الساعة 5 مساءً أو أن تبقى بعيداً عن العمل أو إيقاف الإشعارات مؤقتاً عندما تحتاج إلى استبعاد عوامل التشتيت للوفاء بالموعد النهائي.
في هذه الأيام، من الشائع جداً أن يقول الموظفون "نعم" لكل شيء، سواءً كان ذلك من خلال العمل ساعات إضافية أم تحمُّل المزيد من المسؤوليات في أدوارهم، وفي حين أنَّ هذه أيضاً إحدى ميزات الثقافة التي تشهد أخلاقيات العمل فيها نشاطاً مفرطاً، إلَّا أنَّ هذا ما يحدث عندما لا تُوضَع الحدود المناسبة.
من خلال وضع حدود لعبء العمل والتواصل، ستتخذ خطوات ملموسة نحو تحسين مكان عملك، وتذكَّر أنَّ الأشخاص الوحيدين الذين يتجاوزون الحدود التي وضعتَها هم أولئك الذين استفادوا من عدم وجود أيِّ حدود لك.
شاهد بالفيديو: 5 خطوات لوضع حدود شخصية لنفسك
2. المساءلة:
تذكَّر آخر اجتماع ربع سنوي لك مع مشرفك؛ لقد قاد هو المحادثة على الأرجح، وسلَّط الضوء على إنجازاتك وقدم بعض النقد البنَّاء؛ إذ إنَّه في الوضع المثالي، يتيح مشرفك المجال لك لإعطاء التغذية الراجعة نفسها، ومع ذلك، للأسف هذه ليست هي القاعدة.
يجب أن ينقلب نموذج قيمة الشركة رأساً على عقب، وللحصول على مكان عمل متوازن حقاً، يجب أن يخضع المُشرفون والمديرون للمساءلة بالطريقة نفسها التي يُحكَم بها على الموظفين بناءً على نتائج العمل والحضور، ويمكنك معرفة متى يكون هذا هاماً لشركة ما؛ وذلك لأنَّ لديها إجراءات مساءلة مطبقة تساعدها على ضمان دعم القيم داخل فِرق الإدارة، وحماية حقوق الموظفين.
على المستوى الفردي، يُعَدُّ حصول الموظفين على قائمة مكتوبة من التوقعات والمكاسب قبل بدء الوظيفة نقطة انطلاق ممتازة عند تقييم مقاييس المساءلة والدعوة لها وتقييم الفوائد عن كثب، مثل الإجازة وتوقعات عبء العمل وعمليات التواصل في مكان العمل وطرح أسئلة في أثناء عملية المقابلة حول كيفية الحفاظ عليها وتنفيذها والتفاوض عندما يكون هناك شيء هام بالنسبة إليك مفقوداً، وتأكَّد من أنَّ الفوائد والتوقعات المرتبطة بالثقافة مذكورة بشكل واضح وليست ضمنية.
يمكن أن يساعدك استخدام أدوات التعاون على تقديم دليل ملموس على إنجازاتك إلى طاولة المفاوضات؛ فمن خلال الحصول على توثيق لمساهمتك في الفريق كل شهر أو ربع سنة، سيكون لديك "أدلة" لقدرتك على الأداء بغض النظر عن مكان عملك ومتى سُجِّلَ دخولك بالضبط.
احتفظ بقائمة توقعات الوظيفية في متناول يديك في أثناء تقييمات الأداء، واطلب فرصةً لإعادة النظر في القيم والحدود كلما دعت الحاجة مع المشرفين عليك؛ فهذا لن يساعد فقط على إنشاء مجموعة منطقية من التوقعات للموظفين؛ وإنَّما أيضاً سيحافظ على صدق المشرفين ويحد من الاستغلال ومتطلبات العمل غير المعقولة.
3. المساءلة الشخصية:
حسناً، لقد حددتَ حدودك وقيمتك وتوقعاتك، لكن ماذا بعد؟ قد يكون هذا في بعض الأحيان هو الجزء الأصعب، وهو تحميل نفسك مسؤولية الحفاظ على قيمك وحدودك، فعندما يتعلق الأمر بالتقييم، فما هو مقدار الوقت والطاقة الإضافي الذي تمنحه لعملك، وما هي حدود ذلك؟
يمكن أن تكون أماكن العمل بيئات تنافسية، ومن السهل جداً مقارنة نفسك وأدائك بأداء زملائك؛ إذ إنَّه حتى لو كان زملاؤك مدمنين على العمل، فسوف تجعلك المقارنة بالآخرين تشعر بالضغط لتتحمل المزيد من الأعباء والعمل لساعات أطول لمجرد "مواكبة" الآخرين.
بدلاً من الانغماس في عبء الإفراط في العمل ومقارنة نفسك بالآخرين، التزم قيمك، ويمكن أن يعني هذا ممارسة حقك في ترك العمل في ساعة معقولة، وعدم الرد على رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل بعد وقت محدد، أو رفض المشاريع الإضافية أو أخذ إجازة مستحقة وفصل العمل عن حياتك الشخصية حقاً، فالتزم بحدودك؛ حيث إنَّ كل ما هو هام بالنسبة إليك يستحق الكفاح.
في كل الأحوال، غالباً ما يجعلك الدفاع عما تؤمن به متميزاً، وقد يتسبب هذا في بعض الصراع الداخلي، ولكنَّك في النهاية ستكون قدوة ممتازة لزملائك في العمل وأصحاب العمل على حد سواء.
عندما تمارس قدرتك على دعم قيم الشركة على المستوى الفردي، سيحذو زملاؤك حذوك، ويحتاج أرباب العمل أيضاً إلى القيام بدورهم وتحمُّل مسؤولية ثقافة العمل جنباً إلى جنب مع الموظفين، فإذا تعاونوا وقاموا بدورهم، فسوف تتحول ثقافة مكان العمل إلى الأفضل.
أضف تعليقاً