لا علاقة للإنهاك بالعمل الجاد؛ فهو يؤثر على جميع مجالات حياتك؛ ففي العمل تنخفض إنتاجيتك، وقد تشعر بالشك والاستياء من الوظيفة، وتصبح عاجزاً عن إيجاد الإجابات التي عادةً ما تكون أمامك مباشرةً؛ وفي المنزل قد تكون سريع الغضب وحاد الطبع مع عائلتك، وتجد صعوبة في الاستيقاظ والخروج من المنزل، وفي الليل؛ قد تفقد تركيزك على الأمور الهامة تماماً.
لماذا نشعر بالإنهاك؟
إنَّ عدد ساعات العمل النموذجية في الولايات المتحدة هو 40 ساعة في الأسبوع، ولكن قد تعمل أقل بقليل لبضعة أسابيع، وأكثر بقليل في أسابيع أخرى، وقد يعمل بعض الأشخاص أكثر من 40 ساعة أسبوعياً.
عندما تقضي هذا القدر من الوقت في مكان واحد، فمن السهل أن تجد مبرراً للإنهاك، وفيما يلي بعض الأسباب التي تؤدي إليه:
- تكرار نفس العمل يومياً.
- الراتب المنخفض.
- الحجم الكبير من عبء العمل.
- البقاء في نفس المكان لفترة طويلة.
- عدم وجود فرص للتقدم.
- عدم وجود تواصل اجتماعي.
تساهم العديد من العوامل في الإنهاك، وقد تختلف من شخص لآخر؛ فقد يشعر شخص ما بالإنهاك بعد فترة زمنية طويلة مقارنةً بشخص آخر؛ وقد يختلف الحد الذي ينهار عنده شخصٌ ما عن الحد الذي ينهار عنده شخصٌ آخر؛ لذا من الهام أن تتعرف على أسباب وأعراض الإنهاك حتى تتمكن من إحداث التغيير المنشود.
ما الخطأ الذي يقع به الجميع بشأن الإنهاك؟
قبل أن نتعمق في كيفية حل مشكلة الإنهاك، فلنحطم الخرافات التي يُصدقها الكثيرون حول الإنهاك؛ فمن خلال فهم مشكلة الإنهاك أكثر، ستتمكن من حلها من جذورها:
1. الخرافة الأولى "أنت ضعيف أو لا تستطيع التعامل مع التوتر لأنَّك مرهق":
هذا غير صحيح؛ في الواقع الإنهاك هو عكس ذلك، وما هذه إلا طريقة جسمك في إخبارك أنَّ الوقت قد حان للتمهل حتى تتمكن من التعامل مع التوتر؛ فعندما تشعر بالإنهاك قد يتشوش جسدك وعقلك، وعندما تدرك هذا يمكنك إجراء تغيير وإعادة تقييم ما تعمل من أجله.
حينما تنظر إلى رواد الأعمال الناجحين وترى العبء الذي يتحملونه كل يوم، عليك أن تدرك أنَّ لديهم الأدوات اللازمة وفريق للمساعدة لدعمهم؛ فلا أحد يستطيع أن يفعل كل شيء بمفرده.
2. الخرافة الثانية "يجب ألَّا تُخبر أحداً بأنَّك منهك":
إذا أخفيتَ إحساسك بالإنهاك، فأنت تخاطر بصحتك وسلامتك، ولكن ليس المطلوب منك الوقوف فوق مكتبك في العمل والصراخ بصوت عالٍ للتعبير عن تعبك؛ بل إيجاد شريك للتواصل معه، والذي قد يكون زميلك في العمل أو صديقك أو شريكك.
خطة لحل مشكلة الإنهاك من العمل:
تكمن خطة حل مشكلة الإنهاك في إعداد برنامج بسيط للرعاية الذاتية تُنفذه كل يوم، أو السفر لمدة أسبوع لقضاء إجازة بدون إنترنت أو أي أجهزة إلكترونية؛ لذا سنقدم إليك بعض الاستراتيجيات التي قد تساعدك على التخلص من الإنهاك:
شاهد بالفديو: كيف تتغلب على التعب خلال ساعات العمل؟
1. تحديد الهدف والالتزام به:
ألقِ نظرة على أهدافك الحالية، هل لديك الكثير من الأمور للتركيز عليها، لكنَّك تفقد التركيز على الأشياء الأكثر أهمية؟ ربما ما كان هاماً قبل عامين عندما شغلت هذه الوظيفة لم يعد هاماً الآن؛ لذا ألقِ نظرة على أهدافك وقيِّم ما تريد الاحتفاظ به وما تريد التخلي عنه في كلتا الحالتين.
النشاط يُولِّد المزيد من النشاط؛ فعندما تبدأ في الانشغال، تمنحك الحياة المزيد من الأمور للقيام بها؛ لذا عليك أن تكون واضحاً بشأن ما يتوافق مع أهدافك ويتماشى مع خطتك الطويلة الأمد.
2. النوم نوماً كافياً مهما كانت الظروف:
قد يكون العمل في وقت متأخر من الليل مثمراً لبعض الأشخاص؛ لكنَّ الحقيقة هي أنَّه يضر أكثر مما ينفع؛ لذا توقف عن السهر واخلد للنوم باكراً.
عندما تحصل على مزيد من النوم، يمكنك التعامل تعاملاً أفضل مع مشكلات الحياة؛ فبدلاً من ردات الفعل، يمكنك إعداد خطة والبدء في التغيير، وإذا كنت تخشى عدم إنجاز ما يكفي، ألقِ نظرة على أولوياتك وتخلَّص من الأمور غير الهامة.
اذهب إلى الفراش مبكراً واستيقظ قبل أي شخص آخر؛ إذ يمكنك الحصول على 8 ساعات من النوم والعمل لمدة 90 دقيقة دون انقطاع في الصباح، كما قد يحتاج الأمر إلى التدريب والممارسة، ولكن عندما تجعل منه عادة جديدة، يصبح أسهل.
3. الحصول على إجازة:
تسمح لك العطلة بالابتعاد عن مصدر التوتر مؤقتاً؛ فعندما تدخل في جدال مع شريكك، قد تسمح لنفسك بالابتعاد قبل استئناف الجدال كي لا تضطر للصراخ.
وهذا ينطبق على العمل أيضاً؛ فإن وجدت أنَّك أصبحت سريع الغضب؛ فخذ إجازة، وإذا كنت تميل طبيعيَّاً إلى الانعزال عن الآخرين عندما تمر بظروف صعبة؛ خذ قسطاً من الراحة وابتعد عن الضغوطات، حيث ستساعدك الاستراحة على استعادة تركيزك، وقضاء بعض الوقت بمفردك لإعادة ضبط عقلك.
إعادة ضبط الجسم والدماغ:
ربما تفكر الآن، لا يمكنني ترك وظيفتي هذا الأسبوع؛ لديَّ مشروعان مهمَّان يجب عليَّ أن أُسلِّمهما، ولديَّ موعد مع أصدقائي، هذا جيد، ابدأ بخطواتٍ بسيطة ثمَّ تابع المُضي.
ابدأ الليلة بضبط المنبه على هاتفك قبل النوم بساعة، وعندما يرن اكتب الأولوية الأولى لك ليوم الغد، وخطط ليومك، ونظف أسنانك، واذهب إلى الفراش قبل خمسة عشر دقيقة، واحصل على المزيد من النوم. إنَّ الاعتناء بنفسك هو أفضل شيء يمكنك تقديمه لنفسك عندما تشعر بالإنهاك.
أضف تعليقاً