ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتشاركنا فيه 3 طرائق للتعامل مع الصوت الداخلي السلبي.
3 خطوات للتعامل مع الصوت الداخلي السلبي:
أولاً: فهم طبيعة الأنا
تقتضي وظيفة الأنا حماية الفرد؛ إذ طوَّر الإنسان البدائي هذا الصوت الداخلي لكي يحميه من الأخطار والحيوانات المفترسة في العصور القديمة؛ لكنَّ العالم والمجتمع تطورا أيضاً، ولم يَعُد الإنسان يعيش في خطر محدق كما كان أسلافه قبل ملايين السنين، وهذا يعني أنَّ آلية الحماية التي تعتمدها الأنا لم تَعُد صالحة في هذا الزمان.
يدق الأنا ناقوس الخطر كلما تعرض الفرد لموقف لم يتعامل معه من قبل، وتكون استجابته سلبية على الدوام، فهو يُحبِط المرء عندما يقرر إطلاق مشروعه الخاص، ويحطُّ من قدره إذا ما عزم على طلب علاوة، أو بناء العلاقة العاطفية التي يحلم بها؛ لأنَّه لا يستحقها على حد زعمه، ويتذرع الأنا بحجة حماية الفرد من المهانة والخيبة والانتقاد الذاتي المصاحب للتعرض للرفض أو الفشل، وتكمن المشكلة في أنَّه يقنعه في نهاية المطاف بالعدول عن قراره والامتناع عن خوض المخاطر بسبب التداعيات السلبية المحتملة، ويتحقق التقدم والنماء والرضى في الحياة عندما يخوض الفرد تجارب جديدة خطرة، ويتجاوز منطقة راحته.
مصدر الأنا:
يجب أن تُحدِّد مصدر هذا الصوت الداخلي، حتى تعرف أنَّه مفروض من الخارج ولا ينتمي إليك؛ إذ يتأثر هذا الصوت الداخلي في ذكريات مرحلة التنشئة، والظروف والأصول التي تربيت عليها وعلَّمك والداك إيَّاها، والحوادث الصادمة والمهينة التي تعرضت لها خلال حياتك.
يجب أن تُحدِّد القواسم المشتركة ما بين الأنا والأشخاص الموجودين في حياتك، وعندها ستدرك أنَّ محيطك الأسري والاجتماعي والظروف الصعبة التي سبق أن تعرضت لها كوَّنت هذا الصوت الداخلي الذي لا يتعلق بك ولا بشخصيتك لا من قريب ولا من بعيد.
صوت الأنا سيبقى موجوداً دائماً، فلا داعي للشعور بالعجز والإحباط عند معرفة هذه الحقيقة؛ بل يجب أن تتقبلها، وتتوقف عن مقاومة أناك ومحاربتها، وتتخذ قراراً حاسماً بعدم الإصغاء لصوت الأنا والامتناع عن تصديقه؛ إذ يساعدك هذا القبول على الشعور بالراحة.
لقد صرَّح خبراء المساعدة الذاتية من أمثال الكاتبة الأمريكية "ماريان ويليامسون" (Marianne Williamson)، والكاتب الألماني "إيكهارت تول" (Eckhart Tolle)، ورائدة الأعمال الأمريكية "ماري فورليو" (Marie Forleo) بمعاناتهم من هذا الصوت الداخلي؛ لكنَّهم تعلموا أن يسيطروا عليه، وأنت تستطيع فعل ذلك.
شاهد بالفديو: 6 نصائح لتحفيز النفس وتشجيعها على اتّخاذ خطوات جريئة
ثانياً: ترويض الأنا
تُروَّض الأنا عبر الطرائق الثلاثة الآتية:
1. إطلاق تسمية معيَّنة على الأنا:
تؤدي تسمية الأنا وإضفاء الطابع الشخصي عليها إلى فصلها عنك وعدِّها كياناً خارجياً مستقلاً، كما أنَّ التسمية تضفي حس الدعابة على المفهوم، وتجعل العملية أكثر متعة، ومن الأسماء الطريفة التي أُطلقها على الأنا الخاص بي: محطِّم الأحلام أو العفريت أو مُحبِط المعنويات أو الوضيع أو المعتوه، لن تتأثر بكلام الأنا عندما تعي أنَّه منفصل عنك، ولا يعبِّر عن شخصيتك على الإطلاق؛ لذا قرِّر ألَّا تصغي إليه.
2. التوقف عن التفكير:
تستطيع أن تستمع إلى الموسيقى وترقص عندما تداهمك الأصوات والأفكار السلبية، أو تستطيع أن تخرج إلى المشي أو التنزه، أو تقوم بأي نشاط جسدي بدل أن تلازم مكانك وتستسلم لهذه الأصوات السلبية.
3. الحضور الذهني:
يجب أن توجه كامل انتباهك إلى داخلك عندما يعلو صوت الأنا، ويبدأ بإثارة مشاعر الخوف والقلق والتوتر، ولاحظ المشاعر المتولدة في جسدك، وانتبه إلى تنفسك، واستمع إلى أصوات الشهيق والزفير، وركِّز على عملية دخول الهواء عبر القصبة الهوائية إلى الرئتين، وخروجه في أثناء الزفير.
يجب أن تنتبه إلى شعور التوتر في صدرك أو معدتك أيضاً، فيساهم الحضور الذهني في إيقاف التفكير السلبي، وتساعدك الممارسة على إدراك تحركات الأنا، واستعادة السيطرة على أفكارك ومشاعرك بسرعة.
إقرأ أيضاً: 3 أدوات لتعزيز الحديث الذاتي الإيجابي
ثالثاً: إدراك قدراتك وإمكاناتك
عندما تبلغ هذه المرحلة، ستكون قد تغيرتَ وصرت جريئاً، وواثقاً من نفسك، وقوي الإرادة وعازماً على تحقيق أهدافك، ستمتلك المقومات كلها والمواهب، والمهارات والإمكانات التي تحتاج إليها لتحقيق كل ما تريد، بشرط أن تتخلص من الأنا والأفكار السلبية والشك الذاتي الذي يحجب عنك هذه القدرات.
شاهد بالفيديو: اهزم عدوك اللدود 3 أسرار لِتُسكت صوتك السلبي!
في الختام:
يجب أن تستثمر هذه المقومات في التغلب على العوائق والمشكلات التي يمكن أن تطرأ في أثناء عملك على بناء الحياة الطيبة التي تستحقها، وأصبح باستطاعتك أن تباشر العمل على تحسين حياتك، بعدما أسكتَّ أصوات الأنا السلبية.
أضف تعليقاً