22 طريقة للإحساس بالسكينة الذهنية والروحية والجسدية

يتميز العالم الذي نعيش فيه بالنشاط؛ حيث تعمل التكنولوجيا على تعزيز هذا الشعور، وبصرف النظر عن السرعة التي يتحرك بها العالم من حولنا، ومقدار ما نحققه، فهذا لا يكفي أبداً، ولمجابهة ذلك، يتحدث الكاتب "ريان هوليداي" (Ryan Holiday) في كتابه الأخير، "السكينة هي الحل" (Stillness Is the Key) عن ذلك، ويحلِّل كيف أنَّ السكينة الجسدية والروحية والعقلية يمكن أن تنقذنا من الفوضى، فالسكينة هي فن إيجاد السلام الداخلي.



كتب "هوليداي": "إذا تمكَّن الشخص من تطوير السلام في داخله - أو اللامبالاة كما يسميها الفلاسفة الرواقيون - سيتمكَّنون الأفراد جميعاً من التفكير جيداً والعمل جيداً وعيش حياةٍ جيدة حتى لو كانوا يخوضون حرباً".

قد يبدو الأمر مشجعاً وصعباً للغاية، ولكن كغيرها من الطرائق الرائعة لتغيير حياتنا، فإنَّ العملية ليست سهلةً، وبالممارسة والصبر والتفاني، يمكنك اكتساب الفوائد؛ لذا نقدِّم لك فيما يلي 22 طريقة لممارسة السكينة الذهنية والروحية والجسدية:

السكينة الذهنية:

تقوم هذه العملية في الذهن وإذا لم نتمكن من تهدئة أفكارنا لفترة كافية للتفكير في أمور كبيرة وعميقة من سيل الأفكار اليومي، فلن نحقق أبداً نوع السكينة الذي يكتب عنه "هوليداي"؛ لذا سنقدِّم لك 7 طرائق لإيجاد السكينة الذهنية.

1. التركيز الكامل على لحظات الحاضر:

نحن نستهلك الكثير من أفكارنا اليومية مع ما حدث وما سيحدث، فنحن نفكر في طريقة تعاملنا مع مناقشة سابقة، أو نخطط لطريقة التعامل مع مهمة أو مشكلة في المستقبل؛ لذا خصِّص وقتاً كل يوم للتفكير فقط في اللحظة الحالية، فلا شيء آخر يهم.

2. التخلص من التصورات المسبقة:

تقوم غريزة البقاء على قيد الحياة عند البشر على الاستفادة من تجارب الماضي وتطبيق المعرفة التي اكتسبناها من تلك التجارب في المستقبل، فنحن نريد معرفة ما الذي ستؤول الأمور إليه، والجانب السلبي هو أنَّنا لا نستطيع تقبُّل اللحظة الحالية كما هي إذا كنا نحاول باستمرار التنبؤ بما سيحدث.

3. تخصيص الوقت الكافي:

السكينة ليست أمراً ستتعلمه خلال 30 يوماً، لذلك تدرَّب على الصبر والتكرار، وإذا كنتَ تعاني خلال الأيام القليلة الأولى، فتعاطف مع نفسك، فالتغيير الحقيقي والدائم يستغرق وقتاً.

4. الجلوس بهدوء والتفكير:

هذا الأمر هام خاصة في أوقات التغيير الكبير أو التوتر، فإن كنتَ تفكر في تغيير مهنتك، فخصِّص بعض الوقت لمراجعة أفكارك وتحليلها من جميع النواحي، وكيف تشعر بهذا التغيير؟ وما هي النتائج المحتملة التي تخيفك؟ وأيٌّ منها يحمِّسك؟

5. رفض المشتتات:

لا يمكن أن تحدث السكينة الذهنية وأنت جالس على الأريكة تشاهد الأفلام، فالسكينة هي حالة داخلية من الوجود، لكنَّ الأمر يستغرق وقتاً لتتمكن من الحفاظ على السكينة الداخلية في ظل وجود عوامل تشتيت خارجية.

6. مقارنة نصائح الآخرين بقناعاتك:

من المحتمل أنَّك تواصلتَ مع زملائك وعائلتك وأصدقائك الذين تثق بهم للمساعدة على اتخاذ قراراتك، وعلى الرغم من حسن النية، إلا أنَّ معظم النصائح التي يقدِّمها لك الآخرون من المحتمل أن تكون متضاربةً، وتمثِّل وجهات نظر الطرف الآخر الذي عاش تجربةً مختلفة عنك تماماً، لذلك ثق بحدسك من خلال منح ذهنك الوقت الكافي لتحليل قراراتك بعمق.

إقرأ أيضاً: لم لا يتخلى عقلك عن الضغوطات البسيطة؟

7. التفكير دون الإحساس بالعجز:

إن كنتَ ممن يفرطون في التفكير، فلا تخلط التفكير والتحليل المدروس بالعمل؛ بل يجب اتخاذ القرار، وحتى تجنُّب القرار هو قرار أيضاً، فإذا كنتَ تشعر بعدم القدرة على العمل، فحدِّد مدةً للتوقف عن العمل.

السكينة الروحية:

حتى لا يُخلَط بينها وبين أي مفاهيم دينية أخرى، فالسكينة الروحية مرتبطة بالعقل والجسد والعالم، وهي نظرة صادقة ومتأنية على طريقة تكوين ماضينا وحلِّ المشكلات والعيوب الشخصية التي تمنعنا من النمو وأن نصبح أفضل.

8. اتباع مبادئ أخلاقية صارمة:

من المؤكد أنَّ تجاربنا الماضية تساعد على تكويننا، لكنَّها غير قادرة على تحديد هويتنا، وإذا نشأتَ وسط حالة من الفوضى أو الخداع أو الغضب أو التخلي، فاقضِ بعض الوقت في التحقق من معتقداتك، واسأل عمَّا إذا كانت صحيحةً مع القِيم التي ترغب في التمسك بها.

على سبيل المثال: قد يواجه شخصٌ مارس سابقاً سلوكاً عدوانياً وسلبياً صعوبةً في معرفة أنَّها ضارة؛ لذا خصِّص الوقت الكافي لتثقيف نفسك بشأن التواصل الصحي والمباشر للتخلص من العادات القديمة وبناء عادات جديدة.

9. تجنُّب الحسد والغيرة والرغبات المؤذية:

بالإضافة إلى كونها عديمة الفائدة، إلا أنَّه يمكن لمشاعر الحسد والغيرة أن تدمر قدرتنا على التركيز في الأمور الهامة فعلاً، فإذا كنتَ تركز على حياة شخص آخر، فمَن سيركز على حياتك؟

10. التصالح مع تجارب الطفولة المؤلمة:

كل شخص لديه ما يكفيه من المشكلات والأعباء، تلك هي الطبيعة البشرية، فعندما نستسلم لتجارب الطفولة المؤلمة، سنجعل من أنفسنا ضحايا، فأنت تمتلك القدرة على التعمق في معرفة سبب تلك التجارب والشفاء منها، وقد لا تتمكن من القيام بذلك بمفردك، وقد يستغرق الأمر سنوات من العمل الدؤوب مع شخص احترافي، ولكنَّ الشخص الذي تسعى إلى أن تكون عليه سيكون في وضع مختلف تماماً.

11. ممارسة الامتنان والتقدير:

بغض النظر عن وضع حياتك، يوجد دائماً أمر ما أنت ممتن له، فاستيقِظ صباحاً ودوِّن الأمور التي تشعر بالامتنان تجاهها، وكن دقيقاً وفكِّر في الأمور الصغيرة مثل القهوة الساخنة وحيوانك الأليف وغيرها.

شاهد بالفديو: 5 فوائد مثبتة للشعور بالامتنان

12. بناء العلاقات:

من المرجح أن يكون لديك عدد كبير من الأصدقاء وشبكة علاقات اجتماعية متشعبة، ولكن متى كانت آخر مرة عملتَ فيها على تعميق علاقاتك؟ اذهب مع أحد أصدقائك إلى المقهى، أو انضم إلى نادٍ للكتاب، أو اطرح بعض الأسئلة العميقة مثل "كيف هي وظيفتك؟" أو "ما هو جديدك؟".

13. القدرة على الإيمان والسيطرة:

يتعلق الأمر بالتخلي عن السيطرة على الأمور التي لا تمتلك سيطرة عليها، ولا يمكنك التحكم بها كوظيفتك أو علاقاتك، فليس عليك أن تحدد طبيعة حياتك، وعندما تتقبَّل هذه الحقيقة، يمكنك تنفُّس الصعداء والتركيز على استجابتك للعالم من حولك، وهو ما يمكنك التحكم به.

14. عدم السعي إلى تحقيق المزيد:

نحن نعيش ضمن مجتمع يهتم بثقافة الحصول على المزيد؛ حيث تزيد وسائل التواصل الاجتماعي وعوامل المقارنة هذا الشعور، فعندما تميل إلى ملء فجوة عدم الاكتفاء بما تملكه، ذكِّر نفسك أنَّ السعادة والرضا هما أمران ينبعان من داخلك، وعندما تنوي شراء غرضٍ ما، انتظِر أسبوعاً وقرر فيما إذا كنتَ بحاجة إليه فعلاً.

السكينة الجسدية:

يمكن أن يؤدي التوتر والشعور بالإرهاق إلى إحداث فوضى في أجسادنا، ويمكن أن يسبب التوتر المستمر مشكلاتٍ صحية في القلب والأوعية الدموية، إضافةً إلى الجهاز العصبي، ومن خلال العثور على السكينة الجسدية، نسمح لأنفسنا أن نعيش بحُريَّة، لهذا السبب ابدأ بما يلي:

15. تجاوز قيودك الجسدية:

إذا لم يكن جسدك مرناً، فقد تبدو اليوغا أمراً صعباً، لذلك تحدَّ نفسك، وتعلَّم اتِّخاذ وضعيات مرونتك، وتمرَّن يومياً، واشعر بالمشاعر السيئة التي تترافق مع القيام بأمر جديد.

16. البحث عن هوايات تناسبك وتجدِّد طاقتك:

لا يتعلق الأمر بالبحث عن أمور تتباهى بها على منصات التواصل الاجتماعي فحسب، وإنَّما ابحث عن هوايات تساعدك على الشعور بالنشاط والطاقة والراحة.

17. تطوير روتين منضبط وموثوق:

يؤكد معظم الأشخاص الأكثر نجاحاً في العالم أنَّ الروتين اليومي هو أحد أكبر الأمور المساهمة في نجاحهم، فصمِّم روتيناً يناسبك، وخصِّص الوقت الكافي للتفكير ووضع خطة تنجح معك في جميع الأوقات والبيئات التي تكون فيها في أفضل حالاتك.

18. قضاء بعض الوقت في ممارسة الرياضة في الهواء الطلق:

حرك جسمك يومياً، وافعل ذلك في الهواء الطلق، فهو مجاني وسهل ويسمح لك بالابتعاد عن الفوضى وإعادة التواصل مع العالم من حولك.

19. البحث عن العزلة ووجهات النظر:

تتيح لك 20 دقيقةً من العزلة اليومية استعادة نشاطك وتركيزك، فعندما يكون صباحك مليئاً بالاجتماعات، يمكن لذلك أن يؤثر فيك ويرهقك؛ لذا تمنحك العزلة الوقت والمساحة اللازمَين لترتيب تلك الأفكار وتحديد الأولويات بالنسبة إليك.

20. الجلوس وعدم القيام بشيء:

لا تتعلق السكينة براحة الجسد، على الرغم من أنَّ عدم فعل أي شيء يمكن أن يمنحك الكثير من الفوائد، إلا أنَّها رسالةٌ تُذكِّر عقلك وروحك بأن يسترخيا فقط، وسيكون هذا الأمر صعباً، فقد تعلَّمنا التحرك والقيام بمهام متعددة، لذلك جرِّب الجلوس وعدم القيام بشيء لمدة خمس دقائق في اليوم وانظر كيف ستشعر بعد أسبوع.

21. الحصول على قسط كافٍ من النوم والتوقف عن إدمان العمل:

لا يوجد عدد محدد من ساعات النوم التي تناسب الجميع، ولكن عموماً، يجب أن تحصل على سبع ساعات على الأقل كل ليلة، ويجب أن تعطي الأولوية لهذا الأمر قبل كل شيء، فإذا لم تكن مرتاحاً، فلن تتمكن من مواجهة التحديات التي ترافق سعيك إلى النمو والتطور.

إقرأ أيضاً: إدمان العمل: أعراضه، وأسبابه، وكيفية التعامل معه

22. الإيمان بقضايا كبرى:

نحن نحتاج جميعاً إلى تذكيرات بأنَّنا لسنا مركز الكون، وقد يكون ذلك من خلال القيام بأمور مختلفة، على سبيل المثال: تطوَّع مرةً في الشهر بطريقة تجعل جسمك يتحرك وتتيح لك التفاعل مع الآخرين.

المصدر




مقالات مرتبطة