ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "مارك كرنوف" (Marc Chernoff) يشاركنا فيه بعض الأفكار المتعلقة بمحبة الإنسان لذاته.
شاركنا أحد الحضور في الجلسة التي أجريتها هذا الصباح هذه الكلمات، وأعطى إذن مشاركتها مع الآخرين من دون ذكر اسمه.
يتمثل أكبر صراعات الحياة في قبول وتقبُّل ومحبة المرء لنفسه بكل ما فيه من نقائص، وصدقه إزاء حقيقته وكينونته ومشاعره وحاجاته، وتوقفه عن إهانة نفسه جرَّاء نواقصه وإشادته بكينونته وما هو عليه، كما نجد هذا الصراع في تقبُّل الإنسان لفكرة معارضة أحبَّائه له في بعض خطوات حياته.
على الإنسان أن يتعلم صحبة نفسه حتى لا يصبح ألد أعدائها، تعجبنا فكرة محبة الآخرين لنا؛ لكنَّنا ننسى أن نحب أنفسنا.
لا تكمن أسمى مهامنا في اكتشاف حب ذواتنا؛ وإنَّما في معالجة الأسباب التي حالت بيننا وبين هذه المحبة وتجاوزها، ومعرفة وتقبُّل ذواتنا على حقيقتها بكل ما فيها من إنسانية وعيوب وعدد مرات الرفض الذي تعرَّضَت له؛ ممَّا يساعدنا على التواصل مع أحبَّائنا بتعاطف وعمق واهتمام أكبر.
إليك فيما يأتي 16 طريقة لتحب نفسك مجدداً:
1. التفكير بالجوانب التي تحبها في نفسك:
من الهام أن تدرك روعتك وتنظر إلى نفسك بلطف؛ لأنَّ نظرتك لذاتك تنعكس في رؤيتك للعالم من حولك، وغالباً ما تعكس خيبة أملنا في الآخرين شعور الخيبة تجاه أنفسنا، ويدلُّ قبولنا لهم على قبول أنفسنا، كما تعكس قدرتنا على رؤية إمكانات الآخرين قدرتنا على رؤيتها في أنفسنا، وصبرنا معهم يعكس صبرنا تجاه أنفسنا؛ أي عليك أن تظهر لنفسك بعض الحب بدايةً وقبل كل شيء.
2. تقبُّل الحياة كما هي:
هذه الخطوة شاقة؛ لكنَّها تستحق العناء، وتقوم على فكرة التخلي عن المثالية والمضي في رحلة تبنِّي ذاتك الحقيقية، وتكمن روعة هذه الرحلة بالعودة إلى شعور السلام والتصالح مع نفسك الذي ينتج من إعادة تدريب العقل على معاملة الحياة كما هي وليس كما تريدها أن تكون.
3. تقليل التركيز على نيل استحسان الآخرين:
لا يتحتم عليك أن ترسم حياتك على خطأ الآخرين؛ بل لك مطلق الحرية في العيش على نحو مختلف؛ لأنَّ الحياة قصيرة ووقتك ثمين وأعمالك هامة، ومن ثمَّ عليك اتخاذ قرارك بالعيش وفق ما تراه مناسباً بصرف النظر عن موافقة أو استنكار الآخرين؛ لأنَّ اليوم الذي يذهب من حياتك لن يعود؛ فاجعله مثمراً.
4. الابتعاد عن الأشخاص المُحبِطين:
إنَّ الوحدة خيرٌ من خوض علاقة مؤذية؛ لذا عليك أن تدرك قيمتك وتقابل عدم الاهتمام بمثله؛ لأنَّك تخسر نفسك بتسليمها لمن لا يحترمك، ويجدر بأصدقائك أن يكونوا مصدر الإلهام والحافز والاحترام في حياتك؛ أي يجب أن يكون محيطك الاجتماعي داعماً، وتذكر دائماً أنَّ نوعية علاقاتك وجودتها أهم من عددها.
5. مسامحة ذاتك القديمة:
عندما تقابل الجوانب المظلمة والخفية في أعماق نفسك وتعمل على معالجتها وتجاوزها بالغفران، فإنَّك ستكون مستعدَّاً لمعاملة جوانب شخصيتك المكبوتة في اللاوعي، وإدراك مواطن الخير والعطاء والجمال في ذاتك.
يعتمد الأمرُ تقبُّلَ فكرة أنَّ الناس الصالحين مثلك معرضون لاقتراف الأخطاء في خيارات حياتهم، وهذا لا يعني أنَّك إنسان سيئ؛ بل أنَّك إنسان وهذه طبيعة البشر؛ لذا عليك تجاوز الماضي ومسامحة نفسك على خياراتك وقراراتك والتركيز على أفعالك المستقبلية بدءاً من هذه اللحظة.
شاهد بالفيديو: 9 طرق لممارسة التحدث الإيجابي إلى الذات من أجل تحقيق النجاح
6. إجراء التغييرات التي تحتاج إليها:
ليس عليك تكرار الأفعال التي كانت سبباً في سعادتك بالماضي والاحتفاظ بها للأبد، وإنَّ رغبتك بإحداث تغييرات في حياتك الحالية تعتمد القيام بأمور جديدة لم تفعلها من قبل؛ لذا عليك التخلي عن الممارسات التي تستنزفك واعتماد أفكار ونشاطات جديدة تساعدك على تحقيق أهدافك وتبعث الرضى في ذاتك.
7. تقبُّل الأخطاء التي لمَّا تقترفها بعد:
لا بد من الإخفاق في بعض مراحل حياتك قبل تحقيق النجاح؛ لذلك لا يجب أن يدفعك خوفك من اتخاذ قرارات خاطئة إلى الاستسلام والعزوف عن اتخاذ أيِّ قرار.
8. الاعتداد بنفسك والامتنان لما لديك الآن:
قد لا يستطيع الإنسان دوماً تحقيق جميع رغباته وأهدافه، ولكن عليك أن تتعلم تقدير ما بحوزتك؛ فهو ليس متاحاً للجميع ولن يتسنَّى لمعظم الناس تحقيق الإنجازات التي أحرزتها في حياتك، ومن هذا المنطلق عليك استثمار مشاعر الألم والإحباط والانزعاج في تحفيزك بدلاً من إزعاجك وتثبيطك؛ فأنت مسؤول عن الطريقة التي تنظر فيها للحياة.
9. القيام بالأشياء التي تجعلك سعيداً يومياً:
ثمَّة اختلاف كبير بين التعب الذي لا طائل منه، والتعب المجزي، فإنَّ الحياة قصيرة جدَّاً وعلى الإنسان أن يستثمرها في اهتماماته وأنشطته المفضلة، وإنَّ المداومة على اتخاذ قرارات تسهم في تقدمك، وممارسة نشاطاتك المفضلة التي تعود عليك بالنفع تضمن لك حياة طيِّبة.
يتعلق الأمر بإدراك الإنسان أنَّ الرعاية الذاتية ليست أنانية؛ لأنَّ فاقد الشيء لا يعطيه؛ لذا عليك أن تختبر الحياة وفق شروطك الخاصة قبل أن تصبح قادراً على العطاء وبث الروح المعنوية في الآخرين.
10. استكشاف الأفكار والفرص الجديدة:
لا يجب أن يدفعنا جهلنا بنتيجة أفعالنا إلى الامتناع عن السعي، وإنَّ هذه الضبابية ستقودنا عندما نتخذ خطوات فعلية إلى الفرصة التي نصبو إليها.
11. الاستماع إلى الحدس الداخلي والصدق مع الذات في جميع الأمور:
لا يمكننا التحدث بصدق عن نمط حياة لا نعيشه فعلاً، لا يحتاج أحد للحكايات الخيالية الباهرة؛ بل إنَّنا نحتاج المزيد من القصص الحقيقية؛ لذا يجدر بك الاستماع إلى صوتك الداخلي؛ لأنَّ الثقة تنبع من إدراك الفرد أنَّ ما يفعله هو الشيء الصحيح والمناسب له.
12. الإيمان في قدراتك:
كل شيء ممكن في الحياة، ويكمن السر في تحديد رغباتك والسعي إلى تحقيقها بوصفها جزءاً من كينونتك، ثمَّ الإيمان بحقك في الحصول عليها.
13. التركيز على كتابة قصتك بدلاً من قراءة قصص الآخرين ومراقبتها والاستماع إليها:
يميل الناس عادةً إلى استعراض الأجزاء المميزة في حياتهم خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بدلاً من الاعتراف بواقعهم الحقيقي؛ لذلك على المرء التوقف عن مقارنة حياته مع الآخرين.
14. أن تكون حاضراً في جميع تفاصيل ولحظات حياتك:
أن يكون المرء حاضراً في كل فرصة سانحة هو أثمن ما يملك بالنسبة إليه ولأحبَّائه؛ لأنَّ الحياة ليست اللحظات الممتدة بين الولادة والممات؛ بل إنَّها تكمن بين اللحظة الراهنة واللحظة التالية؛ إذ يستطيع المرء التحكم بالمشتتات من حوله وعليه أن يفتح عينيه على الحاضر؛ حتَّى لا يخسر فرصة التلذذ بلحظات حياته.
شاهد بالفيديو: 12 حقيقة عن حب الذات يجب على الجميع أن يتذكرها
15. الاسترخاء والتخفيف من الجدية تجاه جميع الأمور:
يعود البؤس الذاتي إلى شعور الشفقة تجاه النفس الذي يرجع بدوره إلى الإفراط في أخذ الحياة على محمل الجد، وإنَّ معاملة جميع التفاصيل بما فيها ذاتك بجدية كبيرة، سيسبب لك الخوف والقلق عند اتخاذ أي خطوة جديدة.
يتميز الناس الذين يتمتعون بحس الفكاهة بقدرتهم على إدراك معنى الحياة، ويتجلى النضج في قدرة المرء على الضحك والسخرية من نفسه ومن ظروفه.
16. بذل مجهود لتكون لطيفاً ومُحبَّاً للآخرين:
يبدو الأشخاص الذين يحبون أنفسهم غاية في اللطف والكرم والاهتمام بالنسبة إلى الآخرين، كما أنَّهم يعبرون عن ثقتهم بأنفسهم من خلال تواضعهم وغفرانهم واندماجهم؛ لذلك عليك أن تسعى إلى فهم الآخرين قبل أن تحكم عليهم، وأن تكون ممتنَّاً للفظِّين وصعبي المراس؛ لتذكيرك بالسلوك الذي يجب عليك تجنبه.
في الختام:
جميع الناس والأحداث مؤقتة وعابرة في حياتنا، في حين أنَّ حبك الحقيقي لذاتك سيبقى معك للأبد عند تعزيزه وتنميته؛ لذا أضف هذه الأشياء إلى قائمة مهامك اليومية:
- قضاء بعض الوقت في القيام بالنشاطات التي تساعدك على تعزيز محبتك لذاتك.
- قضاء بعض الوقت في التفكير في الأمور التي تساعدك على تعزيز محبتك لذاتك.
- قضاء بعض الوقت مع الأشخاص الذين يعززون محبتك لذاتك.
أضف تعليقاً