يتمنّى معظم الناس في بداية العام تغيير عاداتٍ يمارسونها، فيسعون إمَّا إلَّى الإقلاع عن التدخين، وإمَّا إلى ممارسة التمارين الرياضية، وإمَّا إلى الحفاظ على التنظيم.
يحتاج تحقيق الأُمنيات إلى التخطيط الاستراتيجي أكثر ممَّا يحتاج إلى قوّة الإرادة:
يُعتقَد بأنَّ سبب الإخفاق في تحقيق معظم أُمنيات العام الجديد هو التعامل بطريقةٍ غير صحيحة مع تلك الأُمنيات، ومع كون أغلب تلك الأُمنيات -مثلما ذَكَرْنا- رغباتٍ في تغيير عاداتٍ قديمةٍ سيئة، يحاول معظم الناس الاعتماد على قوّة الإرادة عوضاً عن التخطيط الاستراتيجي لاستبدال عاداتٍ جديدةٍ بالعادات القديمة السيئة. وفي حين يمكنك من خلال قوّة الإرادة أن تُمضي أسبوعاً أو أسبوعين في رحلة تحقيق أهداف العام الجديد إلَّا أنَّ إكمال هذه الرحلة بقوّة الإرادة وحدها أمرٌ غير ممكن.
بيد أنَّ اتّباع الاستراتيجية المناسبة يمكن أن يُكلِّل رحلة التخلّي عن العادات السيئة بالنجاح، وإذ لا يوجد استراتيجيةٌ مثاليّةٌ يضمن اتّباعها تحقيق أهداف العام الجديد والتخلّص من العادات السيئة تُساعدك بعض النصائح في وضع أهداف العام الجديد والالتزام بتحقيقها:
1- إيجاد قوة مُحفِّزة:
القوّة المحفّزة هي عملٌ مُعيَّنٌ تقوم به كُلَّما لاحظْتَ إشارةً مُعيَّنة. يُركّز هذا العمل انتباهك على ممارسة العادات الجديدة عوضاً عن الرجوع إلى العادات القديمة السيئة، إذ يُعَدٌّ قدح الإصبع الوسطى بالإبهام عند الإحساس برغبةٍ في التدخين، أو القفز من السرير عندما تَرِنُّ ساعة المنبه، أو مخاطبة النفس بعبارة "قم بذلك الآن" عند التقاعس، جميعها أفعال تُكْسِب المرء قوةً تدفعه إلى تغيير عاداته السيئة. تدرَّب على ممارسة مثل هذه التصرُّفات المُحفِّزة حتى تمارسها بشكلٍ تلقائي وتتخلص من عاداتك القديمة السيئة.
2- إشباع الرغبات:
تُمارَس معظم العادات لإشباع رغبةٍ من نوعٍ ما، حتى لو كانت الآثار الجانبية لإشباع تلك الرغبة سلبيةً. قد تشاهد التلفاز مثلاً لتروِّح عن نفسك حتى لو كان لديك أعمال أخرى يجب أن تقوم بها، وقد تتناول الوجبات السريعة لتشعر بالشبع حتى لو لم تكن تلك الوجبات صحيّةً. فكِّر في الأشياء التي تتخلّى عنها عند تغيير العادات السيئة وابذل جهداً لاستبدال هذه الرغبات المفقودة.
3- تدوين الخطط:
الخطة التي تفكر فيها بعقلك ولا تكتبها على الورق ليست خطةً أبداً. احتفظ بملفٍ يمكنك أن تحفظ فيه الأوراق التي تكتب عليها الخطط التي تسعى من خلالها إلى الإقلاع عن العادات السيئة. الكتابة لا تُعزّز الالتزام بتطبيق الخطة وحسب بل تريك بوضوحٍ الشيء الذي تريد تغييره تحديداً.
4- الالتزام شهراً كاملاً:
جرّب أن تلتزم بخطة التغيير ثلاثين يوماً على الأقل، لأنَّ عدم النجاح في الالتزام بالخطة ثلاثين يومياً متتالياً يزيد احتمال عودتك إلى اتباع العادات القديمة. اكتساب العادات الجديد لا يحتاج إلَّا إلى الالتزام بها 3-4 أسابيع فقط.
5- الاحتفاظ بدفتر مُذكَّرات:
افتح ملف "وورد" جديد وواظب على كتابة بضع جمل فيه عن التقدم الذي تحرزه كل يوم، إذ تَبَيَّنَ أنَّ هذه الطريقة تذكِّر الإنسان بالعهود التي قطعها على نفسه وتساعده في تركيز الاهتمام على التغيير الذي ينوي بلوغه.
6- التحفيز الإيجابي:
إذا كافأت نفسك على اتباع سلوكٍ ما ستزداد تعلقاً بهذا السلوك وإذا عاقبت نفسك على اتباع سلوكٍ ما ستَقِلُّ رغبتك في اتباعه. آلية التقويم الذاتي هذه موجودة لدى جميع الكائنات التي تمتلك جهازاً عصبيَّاً بِدْءَاً من أدق الكائنات البحرية ووصولاً إلى البشر. إذا كان الإحساس الذي شعرت به عند ممارسة العادة الجديدة أسوأ من الذي كنت تُشعر به عند ممارسة العادات القديمة فلن تستمر في اتباع العادة الجديدة.
7- الاستمتاع بالتغيير:
إحدى الطرق لجعل وَقْع عملية وضع خطط العام الجديد وتطبيقها إيجابيَّاً في نفسك أن تضع العادات الجديدة التي تودّ اكتسابها في قالبٍ أكثر مَرَحاً. الذهاب إلى النادي الرياضي لا يُعَدُّ على سبيل المثال الطريقة الوحيدة لممارسة الرياضة إن كنت تكره الذهاب إلى النوادي الرياضية، والجبنة المصنوعة من حليب الصويا ليست الخيار الوحيد للأشخاص النباتيين، ابحث عن طرقٍ لجعل العادات الجديدة أكثر إمتاعاً.
شاهد بالفيديو: 50 نصيحة مفيدة ستغيّر حياتك مع بداية العام الجديد
8- التفكير بعيد المدى:
القيمة الغذائية التي يمنحك إياها النظام الغذائي الذي يتألف من الجريب فروت والماء فقط لن تُمكِّنك من البقاء على قيد الحياة العُمر كلّه. غيِّر نظامك الغذائي، أو عملك، أو تمارينك، أو روتين حياتك بطريقةٍ يمكن معها لهذه التغييرات أن تبقى سنواتٍ، إذ لا بُدَّ في النهاية من أن تتخلّى عن الحميات الغذائية القاسية وأن تتوقف عن العمل 18 ساعةً في اليوم.
9- سلسلة الثلاثين يوم:
تُكتَسَب العادات حينما تُمارس مدة 30 يوماً متتالياً، أمَّا إذا قُطِعَت سلسلة الـ 30 يوم في اليوم الخامس، أو الثالث عشر، أو السابع، أو السابع والعشرين يجب عليك أن تبدأ السلسلة من جديد. يمنعك البدء في هذه السلسة من جديد من الانصياع لفكرة "كسر السلسلة بحجة أنَّك ستستأنفها في الأيام القادمة".
10- الأولوية للسلوك ثمَّ للنتائج:
لا تدع النظر إلى الميزان (إن كنت بديناً) أو إلى حسابك المصرفي (إن كنت فقيراً) يثبِّطان عزيمتك حينما تحاول تغيير عادةٍ سيّئة، فالتغيير الحقيقي يبدأ قبل أن تظهر أيَّة نتائج. المبالغة في تركيز الاهتمام على خسارة الوزن، أو قضاء وقتٍ أقلّ في العمل، أو جني المال يشتت الجهود المبذولة لاكتساب عاداتٍ جديدة.
11- تركيز الاهتمام على اكتساب عادة واحدة فقط:
لا تحاول إنجاز عدّة تغييرات في الوقت نفسه، فالنجاح في تغيير عادةٍ سيّئةٍ واحدةٍ أنفع من محاولة القيام بعدّة تغييرات في الوقت نفسه ومن ثمّ الاستسلام بعدة شهر.
12- التعلم من الأخطاء:
تُعَدُّ هذه النصيحة بديهيّةً للغاية، لكن من المفاجئ كَمُّ الناس الذين حينما يخفقون في تغيير عادةٍ سيّئةٍ يعودون إلى اتباع الطريقة نفسها في تغيير هذه العادة. حدد أسباب الإخفاق ولا تسارع إلى إرجاع سببه إلى ضعف قوة الإرادة.
13- المواظبة:
تُعزّز ممارسة العادات بالطريقة نفسها، وفي الوقت نفسه، وفي الظروف نفسها كلّ يومٍ مدة شهرٍ القدرة على اكتساب تلك العادات أكثر ممَّا تعززها محاولة اكتساب تلك العادات خلال أسبوع. كن ثابتاً وسيصبح بإمكانك مع مرور الوقت قضاء وقت أقل في تعزيز هذه العادة.
14- إنشاء قائمة تتضمن العادات التي ترغب في اكتسابها:
ضع قائمةً تتضمن جميع التغييرات التي ترغب في إنجازها، واختر كلّ شهرٍ تغييراً واحداً وركِّز اهتمامك عليه حتى تنجزه. يمكن بهذه الطريقة أن تعيد التركيز إلى مشاعر الحماسة التي تُحِس بها حتى لا تُحمِّل نفسك أكثر ممَّا تُطيق ولا أقل مما تستطيع أن تحْمِل.
أضف تعليقاً