لدينا جميعاً نقاط قوة ونقاط ضعف فيما يخص تعلم أشياء جديدة، ويكون جميعنا بطيئين عند تعلم أمور معينة؛ فقد تكون متعلماً بطيئاً عندما يتعلق الأمر بتعلم لغات جديدة أو أي شيء تكنولوجي؛ لكن لا يعني هذا أنَّك متعلم بطيء في كل شيء، بل يعني أنَّ عليك العمل على تطوير نفسك في بعض المجالات.
لحسن حظنا جميعاً أنَّه توجد العديد من الطرائق التي تُسرِّع عملية التعلم، وتنطبق هذه الطرائق حتى على الأمور التي عادة ما نجد معاناة في تعلمها؛ لذا إليك فيما يأتي 12 نصيحة لمساعدة المتعلمين البطيئين لتسريع عملية تعلمهم:
1. استرخِ وحافظ على هدوئك:
إنَّه لمن الصعب أن تتعلم أي شيء عندما تكون متوتراً جداً أو مستاءً من شيء ما؛ لذا فالاسترخاء والحفاظ على الهدوء أمران حاسمان لتسريع عملية التعلم.
اتَّضح في إحدى الدراسات أنَّ للإجهاد تأثيراً سلبياً على كلٍّ من مهمات التذكر والإدراك؛ ويعني هذا أنَّ علينا أن نبذل جهداً أكبر للتخلص من التوتر وتهدئة أنفسنا إذا كنا نحاول تحويل أنفسنا من متعلمين بطيئين إلى متعلمين سريعين.
إذاً، ما هي أنواع الأنشطة التي يمكنها مساعدتنا في تقليل التوتر والحفاظ على الهدوء؟
يمكن لتمرينات التنفس مساعدتنا على تقليل التوتر، كما يمكن لإبطاء تنفسنا وتعميقه مساعدتنا على تقليل التوتر وزيادة الشعور بالهدوء، كما يمكن لتأمل اليقظة الذهنية أن يساعدنا أيضاً على التفكير أكثر فيما نتعلمه، وأقلَّ فيما يجهدنا؛ وقد تساعدنا ملاحظة ما يوجد في البيئة المحيطة والاستماع إلى الأصوات التي تحدث حولنا أيضاً، حيث يمكِّننا هذا من الانتقال من حالة القلق والإفراط في التفكير إلى الحالة التي يمكننا التركيز فيها أكثر على المَهمَّة المطروحة.
2. تخلَّص من مصادر الإلهاء:
إنَّه لمن الصعب للغاية التعلم بصورة فعالة عندما تكون محاطاً بعوامل الإلهاء، إذ يمكن للضجة الغريبة وازدياد أعباء التكنولوجيا أن يقفا في طريقنا لتعلم شيء جديد. لذا، ضع هاتفك جانباً، وأوقف الإشعارات للتغلب على مصادر التشتيت هذه، وابحث أيضاً عن مكان لا يوجد فيه راديو أو تلفزيون يشوشان على أي شيء تحاول تعلمه.
3. تناول طعاماً صحياً:
توجد صلة مباشرة بين التغذية السليمة ونتائج التعلم، حيث يمكن أن يتسبب عوز العناصر الغذائية في شعورك بضبابية في التفكير، ويسبب انخفاض أدائك التعليمي؛ وهو ما يسبب إبطاء عملية التعلم.
يمكنك تجاوز ذلك من خلال تناول نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالكثير من الفواكه والخضروات الطازجة؛ كما ترتبط الأحماض الدهنية بعملية التذكر وتعزيز عمل الدماغ؛ لذا احرص على تناول السمك والمكسرات أو تناول المكملات الغذائية الحاوية على أوميغا 3.
4. خذ قسطاً كافياً من النوم:
إنَّ الحصول على ما يكفي من النوم طريقة صحية أخرى لتعزيز عملية تعلمك؛ ففي أثناء النوم، تفرز أدمغتنا التجارب التي مررنا بها في النهار، فتتلاشى بعض وصلات المشابك العصبية، بينما تقوى أخرى؛ ويعني هذا أنَّ عقلك يحتاج إلى النوم لتعزيز الذكريات، ويتوجب عليك النوم كي تتعلم على نحو جيد.
نم لسبع ساعات على الأقل كل ليلة، لكي تستيقظ منتعشاً وجاهزاً للتعلم؛ كما يمكنك أيضاً أن تجرب مراجعة المعلومات التي تحاول تعلمها قبل النوم، ويمكنك بهذا استخدام وقت نومك لنقلها إلى الذاكرة طويلة الأمد؛ كما يساعدك روتين النوم الثابت في عملية التعلم، إذ يحتاج جسمك إلى العمل وفق إيقاعات ثابتة في الساعة البيولوجية كي ينام بعمق ويتنشط خلال النهار.
5. اعمل على نقاط قوتك:
لدينا جميعاً نقاط قوة ونقاط ضعف، فمثلاً: قد تكون سيئاً في اللغات الأجنبية، بينما ترتاح أكثر بكثير في القراءة أو الكتابة؛ لذا أجرِ تقييماً ذاتياً، وفكر في الأشياء التي تتعلمها بسرعة والأشياء التي تتحول في أثناء تعلمها إلى متعلم بطيء، ثم استثمر هذا التقييم الذاتي من خلال العمل على نقاط قوتك.
عندما تجد صعوبة في تعلم أي لغة، تحدَّ نفسك، واقرأ كتب أطفال أو اكتب قصصاً بسيطة باللغة التي تتعلمها إذا كنت تستمتع بهذه الأنشطة أو ترتاح أكثر عند القيام بها؛ حيث سيساعدك هذا على تعلم الأشياء التي تعاني في أثناء تعلمها؛ ذلك لأنَّك تعمل على تعزيز نقاط قوتك بدلاً من إرغام نفسك على مراجعة القواعد أو حفظ البطاقات التعليمية الخاصة باللغة فحسب.
6. مارسها لتجعل منها مثالية:
حيلة أخرى لتسريع التعلم البطيء، وهي تكرار ما تحاول تعلمه، إذ لن تنجح لمجرد مراجعة ملاحظاتك لمرة واحدة.
يوجد ما يُسمَّى بالتكرار على فترات متباعدة، ويساعد هذا على جعل عملية التعلم أكثر فاعلية، ويمكن استخدامه كثيراً عندما تدرس مادة صعبة؛ فمثلاً: إذا كنت تحاول تعلُّم لغة جديدة، فاختبر نفسك ببعض البطاقات التعليمية للمفردات، وكرر جميع البطاقات التي تخطئ فيها في وقت أقرب من تلك التي تصيب فيها، ولا تتوقف في هذه الأثناء عن إضافة البطاقات التعليمية الجديدة.
تساعدك طريقة التكرار المتباعد المثبتة على تخزين معلومات جديدة وذكريات طويلة الأمد؛ ممَّا يعني أنَّها تصبح مهارة طبيعية.
من المؤكد أنَّ بعض الأشخاص يمتلكون ذاكرة صورية استثنائية؛ ولكن بالنسبة إلى بقيتنا، فقد يحتاجون إلى تكرار المعلومات الجديدة لتعلمها.
7. استخدم وسائل استذكار:
تساعد وسائل الاستذكار في تسريع عملية التعلم من خلال جعل تشفير الذاكرة أسهل، حيث تحدث عملية الاستذكار من خلال ربط المعلومة بموقف أو صورة أو محادثة أو كلمة؛ ومن الأمثلة على ذلك: الكتب التصويرية، واستخدام كلمات بسيطة للدلالة على معلومة ما، كاستخدام كلمة "يرملون" للدلالة على حروف الإدغام في علم التجويد.
8. جرب كل أساليب التعلم:
بدأت أساليب التعلم تكتسب شعبية واسعة في التسعينات من القرن الماضي، ولم يثبت علمياً منذ ذاك الوقت أنَّ أسلوب التعلُّم المفضل لشخص ما يحسِّن نتائج التعلم، سواء كان هذا الأسلوب سمعياً أم بصرياً أم حسياً حركياً أم أسلوب قراءة- كتابة؛ ومع ذلك، فيمكن أن تساعدك معرفة النمط الذي تفضله على التعلم بطريقة أسرع.
يفضل بعض الأشخاص رؤية الأشياء مكتوبة؛ لذلك عندما يريدون زيادة احتمال تذكرهم لاسم شخص ما، يكتبونه بأنفسهم، أو يطلبون من الشخص كتابته؛ ذلك لأنَّ سماع تهجئته يربكهم أكثر.
ابحث عن أسلوب التعلم الذي تفضله، واستخدمه لما فيه مصلحتك؛ ولتسريع عملية التعلم حقاً، امزج ووفِّق بين أساليب التعلم، وحاول أيضاً التوفيق بين أسلوب التعلم وما تحاول تعلمه.
مثلاً: إذا كنت تحاول تعلم أغنية جديدة، فقد ترغب في سماعها أولاً؛ وإذا كنت تحاول معرفة بعض الإحصاءات الجديدة، فقد يكون من المفيد رؤيتها مرسومة.
9. فكر وعدِّل:
قد لا يكون التوقف للتفكير منطقياً عندما نتحدث عن تسريع عملية التعلم، لكنَّ التفكير والوعي الذاتي قد يسرعان التعلم على الأمد الطويل.
قد يساعد الاحتفاظ بدفتر يوميات لمراجعة ما تعلمته سابقاً في تعزيز عملية التعلم، وقد يكون هو الدعم الذي تحتاجه لتتحول من متعلم بطيء إلى متعلم سريع.
10. تعرَّف على العوائق التي تمنع تعلمك:
إنَّه لمن الهام أيضاً معرفة ما يعيقك عندما تحاول تعلم أشياء جديدة، إذ يميل بعض الأشخاص إلى أن يكونوا منغلقين ودفاعيين بدلاً من الانفتاح على تعلم أشياء جديدة إذا كانوا يشعرون بالحرج؛ لذلك، فمن الهام معرفة ما يجعلك منغلقاً حتى تتمكن من التعافي والمضي قدماً في عملية التعلم.
يقدِّم لنا المسرح الارتجالي الكثير لنتعلمه حول كيفية إنشاء بيئات تعزز عملية الإبداع والتعلم؛ حيث يمكننا إنشاء بيئات أكثر تلاؤماً مع عملية التعلم الأسرع عن طريق مواكبة أفكار الناس وعدم الحكم على بعضنا بعضاً.
11. لا تخشَ ارتكاب الأخطاء:
يتطلب التعلم منَّا ارتكاب الأخطاء؛ فإذا كنا متوترين بشأن كوننا على صواب أو مثاليين، فلن نتقبل المخاطر الضرورية لتعلم أشياء جديدة؛ كما من الهام أن تكون قادراً على التحدث بصراحة عن الأخطاء عند حدوثها، وذلك للتعلم منها بدلاً من السماح لها بالتسبب بالخجل والحرج.
12. كن فضولياً ومرحاً:
أخيراً، وللتحول من متعلم بطيء إلى متعلم سريع، فمن الضروري أن تكون فضولياً بشأن كل ما تتعلمه.
فقد تبيَّن في إحدى الدراسات أنَّ للفضول الإيجابي فوائد تعود على عملية التعلم والإنجاز المهني، ويمكن تعزيز الفضول عن طريق اللعب؛ فقد طُوِّر عدد كبير من التمرينات الذهنية لمساعدة الناس كي يصبحوا أكثر فضولاً وإدراكاً للبيئة، ولتسهيل تواصل الأشخاص وتكوين علاقات مع الآخرين.
يكمن المفتاح في تحويل التركيز؛ فحين نلعب، نكون أكثر قدرة على تحويل تركيزنا من أفكار داخلية إلى تركيز خارجي على الأشخاص والأشياء من حولنا، ويساعد هذا في عدم الإفراط في التفكير والتشتت، ويساعد الناس على التركيز على اللحظة الحالية والمَهمَّة المطروحة، وهي عناصر هامة في عملية التعلم الفعال.
فكرة أخيرة:
لا تضغط على نفسك إذا كنت تعتقد أنَّك متعلم بطيء، واعلم أنَّ لجميعنا نقاط قوة وضعف؛ كما يجب أن تجد الراحة أيضاً في حقيقة وجود اثنتي عشر طريقة عملية يمكنك من خلالها البدء بتسريع عملية تعلمك اليوم.
شاهد: تسريع عملية التعلم
أضف تعليقاً