11 تعديلاً على روتينك اليومي سيجعل يومك أكثر إنتاجية

نستطيع جميعاً تعزيز طاقتنا والتحكُّم في أنفسنا بطريقة أو بأخرى؛ إذ نشرَ باحثون في "جامعة نوتنغهام" (University of Nottingham) مؤخراً نتائج 83 دراسة منفصلة حول تعزيز الطاقة والتحكُّم في النفس، ووجدوا أنَّهما مرتبطان ببعضهما ارتباطاً كبيراً، وأنَّهما مَورِدان يوميان محدودان، ومن الممكن أن يتعرضا للإرهاق مثل العضلات تماماً، فربما لا ندرك ذلك دائماً، ولكن بمرور اليوم، تزاد صعوبة ممارسة التحكُّم في النفس والتركيز على عملنا، ومع استنفاد هذين الموردين، نشعر بالتعب ونجد المهام أكثر صعوبةً؛ ممَّا يقلِّل من إنتاجيتنا؛ لذا تُعَدُّ الساعات الصباحية هي الوقت الأهم في اليوم.



ولكن لا تقتصر الفكرة على مجرد قضاء ساعات الصباح في العمل؛ بل يجب القيام بالأشياء الصحيحة في الصباح، والتي ستجعل طاقتك وتحكُّمك في نفسك يدومان لأطول فترة ممكنة.

"على مدار الـ 33 عاماً الماضية، كنتُ أنظر لنفسي في المرآة كل صباح وأتساءل: إذا كان اليوم هو آخر يوم في حياتي، هل سأفعل ما أود فعله اليوم؟ وإذا كانت الإجابة بالنفي لأيام عدَّة متتالية، أُدرك أنَّ ثمَّة شيء ما يتطلَّب التغيير" - "ستيف جوبز" (Steve Jobs)

نُقدِّم لك في هذا المقال 11 نصيحةً فعَّالة تمكِّنك من كسر العادات السيئة في الصباح وتعزيز طاقتك وتحكُّمك في نفسك إلى أقصى حد على مدار اليوم، فضلاً عن التحلِّي بالإيجابية:

1. ابدأ بممارسة التمرينات الرياضية:

لقد وجد الباحثون في "جامعة بريستول" (University of Bristol) أنَّ الأشخاص الذين يمارسون الرياضة في أثناء يوم العمل يمتلكون طاقةً أكبر ونظرةً أكثر إيجابيةً؛ واللذان يُعدَّان عنصرين في غاية الأهمية لإنجاز الأعمال؛ إذ يفرز تحريك جسمك لمدة لا تزيد عن 10 دقائق "حمض الغاما-أمينوبيوتيريك" (GABA)، وهو ناقل عصبي يُشعِر جسدك بالهدوء ويساعدك على التحكُّم في دوافعك، كما يضمن لك ممارسة الرياضة في الصباح الباكر أن تجد وقتاً كافياً لذلك، كما أنَّها تُحسِّن من مستويات طاقتك وتحكُّمك في نفسك طوال اليوم.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات بسيطة تساعدك على ممارسة الرياضة يومياً

2. اشرب القليل من ماء الليمون:

يؤدي شرب ماء الليمون بمجرد الاستيقاظ إلى رفع مستويات طاقتك الجسدية والنفسية؛ إذ يمنحك ماء الليمون طاقةً ثابتةً تدوم طوال اليوم من خلال تحسين امتصاص العناصر الغذائية في معدتك؛ لذا يجب أن تشربه على معدة فارغة لضمان امتصاصه الكامل، ويجب عليك أيضاً الانتظار من 15 إلى 30 دقيقة بعد شربه قبل تناول الطعام.

بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الليمون على العديد من العناصر الغذائية، مثل: البوتاسيوم وفيتامين سي ومضادات التأكسد، ولكن لا تشرب العصير دون ماء؛ لأنَّه قد يضرُّ بأسنانك.

3. لا تستخدِم الهاتف قبل وقت الإفطار:

عندما تبدأ يومك بتصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي والنظر في رسائل البريد الإلكتروني، فإنَّك تفقد التركيز على نفسك وتُركِّز على رغبات واحتياجات الآخرين؛ لذا من الأفضل أن تنتهز هذه الأوقات الثمينة الأولى من اليوم للقيام بشيء يبعث على الاسترخاء ويضفي طابعاً هادئاً وإيجابياً على يومك، مثل: ممارسة الرياضة أو التأمل أو حتى مشاهدة الطيور من النافذة.

4. تناوَل فطوراً صحيَّاً:

يُعَدُّ تناول الفطور هامَّاً للغاية؛ إذ يكون الأشخاص الذين يتناولون وجبة الإفطار أقل عُرضةً للإصابة بالسمنة، وتكون مستويات السكر في الدم لديهم أكثر استقراراً، ويشعرون بقدر أقل من الجوع على مدار اليوم؛ لذا عندما تتناول فطوراً صحياً، تتعزَّز إنتاجيتك وطاقتك، وتتحسَّن ذاكرتك قصيرة الأمد، وتستطيع التركيز بصورة أكبر ولفترات أطول.

5. حدِّد أهدافاً لليوم:

تُظهِر الأبحاث أنَّ وجود أهداف ملموسة يعزِّز الثقة ومشاعر السيطرة؛ لأنَّ وضع أهداف مُحدَّدة لليوم يضع كل شيء موضع التنفيذ؛ لذا ضَع عدداً قليلاً من الأهداف القابلة للتحقيق والتي يمكِن تقسيمها بسهولة إلى خطوات، وحاوِل أن تتجنَّب الأهداف الغامضة مثل: "أريد أن أنهي كتابة مقالتي"؛ لأنَّها قد تأتي بنتائج عكسية نظراً لعدم تحديد كيفية تحقيق الهدف؛ لذا أعِد صياغة الهدف بطريقة أكثر فاعليةً مثل: "سأنهي كتابة مقالتي على ثلاث مراحل، وسوف أقضي ساعةً في كل مرحلة"؛ وبالتالي، تكون وضعتَ هدفاً وطريقةً لتحقيقه.

إقرأ أيضاً: تحديد الأهداف طريقك للنجاح

يُعَدُّ بدء صباحك بدايةً جيدة في المنزل أمراً هامَّاً، ولكن إذا لم تتمكَّن من الاحتفاظ بهذه الإيجابية بمجرد وصولك إلى المكتب، فسرعان ما ستفقد هذا الزخم؛ لذا نُقدِّم لك بعض النصائح التي تساعدك على تحقيق الإنتاجية بمجرد وصولك إلى المكتب:

6. نظِّف مساحة عملك:

قد يكون تنظيف مكتبك عند بدء العمل أمراً صعباً، ولكنَّه يعزِّز قدرتك على التركيز؛ إذ وجدَت دراسةٌ أجرتها "جامعة برينستون" (Princeton University) أنَّ الأشخاص الذين عملوا في مساحة عمل نظيفة فاق أداؤهم أولئك الذين عملوا في مكان فوضوي؛ إذ تُشتِّت الفوضى انتباهك عن عملك. في الواقع، لا يختلف تأثير الفوضى عن التأثير السلبي لتعدُّد المهام.

7. ابدأ بالمهام الصعبة:

يقول "مارك توين" (Mark Twain): "كُلْ ضفدعاً حياً في الصباح، ولن يحدث أسوأ من ذلك لبقية اليوم".

يُعَدُّ بدء يومك بإنجاز المهام الصعبة أفضل طريقة لمقاومة التسويف، ويعرف الأشخاص الأكثر إنتاجيةً ذلك جيداً؛ بعبارة أخرى، ابدأ صباحك بعمل شيء يتطلب مستوىً عالٍ من التركيز، وسوف تنجزه في وقت قصير، وحاوِل أن تفعل ذلك قبل أن تتحقق من بريدك الإلكتروني؛ إذ يُعَدُّ البريد الإلكتروني عامل تشتيت كبير يدفعك إلى التسويف وإهدار طاقتك الذهنية الثمينة.

8. نظِّم قائمة مهامك وراقِب تقدُّمك:

تُعَدُّ كتابة قوائم المهام مفيدةً كي لا تنسى أيَّاً من أهدافك، ولكنَّها قد تكون مضلِّلة أحياناً، على سبيل المثال: إذا كنتَ ملتزماً بقضاء ثلاث ساعات في الاجتماعات وثماني ساعات في العمل، فمن المحتمل ألَّا تتمكن من إنجاز كل شيء؛ لذا لا يجب أن تتضمَّن قائمة المهام المعتادة ثماني ساعات من العمل؛ بل تتضمَّن فقط عشر مهام - على سبيل المثال - ينبغي القيام بها، فعندما تُخصِّص فتراتٍ زمنية محددة لكل مهمة على قائمة مهامك، تنجزها بفاعلية أكبر؛ لأنَّها تدفعك إلى تجنُّب التسويف أو تعدُّد المهام من أجل إكمال كل شيء في الوقت المُحدَّد، فضلاً عن أنَّها تتيح لك تحديد أولويات يومك.

لن يصبح تحديد الأهداف في الصباح أمراً مجدياً إذا لم تتَّبع قائمة مهامك؛ لذا قِس تقدُّمك، وإذا أدركتَ أنَّك متأخر عن الجدول الزمني أو لا تؤدي أفضل أداء، فينبغي تعديل أهدافك لتتمكن من تنفيذها بنظام خلال يومك.

9. جدوِل الاجتماعات الصباحية:

تُعَدُّ الاجتماعات أكبر مضيعة للوقت، وقد تُدمِّر صباحك وتمنعك من الإنتاجية، ويَعرف الأشخاص الذين يستثمرون أوقاتهم الصباحية بفاعلية أنَّ الاجتماع قد يطول للغاية إذا سمحوا بذلك؛ لذا يخبرون الجميع في البداية أنَّهم سيلتزمون بالجدول الزمني المحدَّد؛ إذ يضع هذا حدَّاً يحفز الجميع على أن يكونوا أكثر تركيزاً وفاعلية؛ لذا حافِظ على اجتماعاتك الصباحية في موعدها، وسيمضي يومك بأكمله على المسار الصحيح.

10. لا تعتمد على تُعدِّد المهام:

قد تكون طاقتك عاليةً في الصباح؛ ممَّا يتهيأ لك أنَّك قادر على القيام بأمرين أو ثلاثة في وقتٍ واحد، ولكن سيُوتِّر ذلك يومك بأكمله؛ إذ أكَّدَت الأبحاث التي أُجرِيَت في "جامعة ستانفورد" (Stanford University) أنَّ تعدُّد المهام يؤدي إلى إنتاجية أقل من القيام بشيء واحد في وقت مُحدَّد؛ حيث وجدَ الباحثون أنَّ الأشخاص الذين يتلقُّون الكثير من المعلومات، لا يمكِنهم الانتباه أو تذكُّر المعلومات أو التبديل من وظيفة إلى أخرى، على عكس أولئك الذين يكملون مهمةً واحدة في وقتٍ محدَّد.

قد يعتقد بعض الأشخاص أنَّهم موهوبون في تعدُّد المهام، ولكن عندما قارنَ الباحثون في "جامعة ستانفورد" مجموعات من الأشخاص بناءً على ميلهم إلى تعدُّد المهام واعتقادهم بأنَّها تساعد في تحسين أدائهم، وجدوا أنَّ أولئك الذين يقومون بمهام متعددة كثيراً، ويشعرون أنَّها تعزز أداءهم، كان أداؤهم أسوأ من أولئك الذين يحبون القيام بشيء واحد في وقت محدَّد؛ لأنَّهم واجهوا مشكلاتٍ أكبر في تنظيم أفكارهم وفلترة المعلومات غير الهامَّة، وكانوا أبطأ في الانتقال من مهمة إلى أخرى.

بناءً على ذلك، يقلِّل تعدُّد المهام من كفاءتك وأدائك؛ إذ يستطيع عقلك التركيز فقط على مهمَّة واحدة حتى تُنجَز، بينما عندما تحاول القيام بأمرين في آنٍ واحد، يفتقر عقلك إلى القدرة على أداء كلا المهمتين بنجاح.

11. ارفض بوضوح:

إذا كان هناك التزام ما سيُوتِّر صباحك، فارفض القيام به، وتجنَّب عبارات مثل: "لا أعتقد أنَّني أستطيع فعل ذلك" أو "لستُ متأكداً"؛ إذ يعني رفض التزام جديد احترامك لالتزاماتك الحالية، ويمنحك الفرصة للوفاء بها بنجاح، فلقد أظهرَت الأبحاث التي أُجرِيَت في "جامعة كاليفورنيا" (University of California) في "سان فرانسيسكو" (San Francisco) أنَّه كلَّما وجدتَ صعوبةً في رفض ما لا تريد، زادت احتمالية تعرُّضك للتوتر والإرهاق وحتى الاكتئاب؛ لذا تعلمَّ أن ترفض بوضوح، وسوف يتحسَّن مزاجك وترتفع إنتاجيتك.

في الختام:

قد يجعل الروتين الصباحي الجيِّد يومك أكثر إنتاجيةً؛ لذا ينبغي أن تهتم به، وتُدرك أنَّ الساعات الصباحية ثمينةً ويجب استثمارها استثماراً جيداً.

 

المصدر




مقالات مرتبطة