يقول الفيلسوف الأمريكي "هارولد ثورمان" (Harold Thurman): "لا تسأل نفسك ما الذي يحتاج إليه العالم، اسأل نفسك ما الذي يجعلك مفعماً بالحياة، وافعله؛ لأنَّ ما يحتاج إليه العالم هو أشخاص مفعمون بالحياة".
عندما نشعر بالحماسة تجاه حياتنا فإنَّنا نتطلع إلى تحقيق شيء ما، وإيجاد المعنى في تجاربنا، وعندما نفكِّر فيما يتطلبه الأمر حتى نشعر بالحماسة تجاه حياتنا تراودنا فكرة مفادها أنَّنا أشخاص عاديون؛ بمعنى أنَّنا نقنع أنفسنا بأنَّنا لسنا على درجة كافية من الكفاءة، أو أنَّنا لا نمتلك المهارات أو الموارد لنشعر بالحيوية، ولكن إنَّ كل ما نحتاج إليه هو أن نقبل أنفسنا كما نحن.
قد يكون إجراء أي تغيير، حتى التغيير نحو الأفضل شاقاً بعض الشيء، كما أنَّه قد يكون أمراً غير مؤكَّد ومحفوفاً بالمخاطر، ويمكن أن يشعر المرء بالغرابة، وأنَّه ليس على سجيته في البداية، على الرغم من أنَّه من الطبيعي جداً أن يستغرق الأمر شهراً من الممارسة اليومية قبل أن يصبح السلوك الجديد عادة، ولكن عندما لا نحصل على النتائج فوراً فإنَّنا نبدأ بالشك في جدوى الجهود التي نبذلها، الأمر الذي يمكن أن يغرينا للعودة إلى سلوكنا القديم، ولكن اطمئن؛ فلست مضطراً إلى قلب حياتك رأساً على عقب كي تجعل حياتك حيوية؛ إذ لا يتطلب الشعور بالحيوية إنجازات هائلة، أو تغييرات جذرية في الحياة، كما لا يتطلب الشعور بالحماسة في حياتك أن تعيش مغامرة مثيرة، أو أن تمتلك الشهرة، أو الثروة.
يمكننا جميعاً أن نشعر بالحماسة لعيش حياتنا من خلال إجراء بعض التعديلات في موقفنا الذهني، أو عاداتنا؛ إذ غالباً ما ترافق هذه التغييرات الصغيرة شيئاً جيداً؛ وهو أنَّ التغيير الإيجابي يولِّد مزيداً من التغيير الإيجابي.
إليك فيما يأتي 10 نصائح لتغيير حياتك:
1. حارِب التفكير السلبي بالتفكير الإيجابي:
يحدث التفكير السلبي دون وعي منا في بعض الأحيان؛ بمعنى أنَّ الأفكار السلبية قد تتسلل إلينا؛ ومن ثمَّ سرعان ما تصبح نمط تفكيرنا العام والتلقائي، فيكون تأثير الأفكار السلبية بطيئاً؛ لكنَّه يُضعِف بلا شكٍّ شغفنا وحماستنا للحياة؛ لذا واجه السلبية التي تنبُع منك ومن الآخرين من خلال الاستجابة بإيجابية ودفء وتفاؤل، وبدلاً من النميمة حوِّل الحسد إلى تغيير إيجابي، وتخلَّص من جملتين أو عبارتين سلبيتين اعتدت استخدامهما خلال شهر، وابحث عن الدرس الذي يمكن أن تعلِّمك إياه الأوضاع العصيبة، وعد هذه الأوضاع فرصة تعلِّمك الصبر، والمثابرة، وذكَّر نفسك بالجوانب الإيجابية في الوضع السلبي.
2. مارِس اللطف:
مارس الأفعال اللطيفة يومياً، كن لطيفاً مع نفسك، واكتب لنفسك رسائل تحفيزية، وحاول أن تتطوع أو تتبرع لصالح جمعية خيرية، ساعد شخصاً محتاجاً؛ إذ يمكن للتصرفات اللطيفة حتى البسيطة منها؛ مثل فتح الباب لأحدهم أن تجعلك تشعر بالإيجابية لبقية يومك.
شاهد بالفديو: 6 حقائق قاسيّة ولكنّها واقعيّة عن الحياة
3. خصِّص وقتاً للتعلُّم:
اعمل في كل أسبوع من أجل تعلُّم شيء جديد، وصقل مواهبك، حاول أن تقرأ فصلاً من كتاب ما يومياً، أو حتى تعلُّم كلمة جديدة يومياً، أو ممارسة مهاراتك في الرياضيات، أو ببساطة اختيار موضوع ترغب بالتعلُّم عنه أكثر، أياً يكن ما تفعله؛ افعله بحب كبير؛ لأنَّ استثمار الوقت في شيء تهتم به للغاية هو استثمار رائع في نفسك، كما تؤدي النشاطات الهادفة إلى الشعور بالشغف، وبأنَّ لحياتنا مغزى، وتتيح لنا الفرصة للتعرُّف إلى أشخاص يشبهوننا، كما أنَّ التعلُّم وإيجاد المغزى هو العلاج للاحتراق الوظيفي.
4. اصنع ذكريات جديدة واسترجع ذكريات قديمة:
الوقت يمر على أية حال، ولكن عندما نعيش حياةً أكثر حيويةً فإنَّنا نكون أكثر انتباهاً إلى حقيقة التغيُّر المستمر في الحياة، ونولي أهميةً للذكريات التي نعيشها، فافعل لمرة واحدة في الأسبوع تقريباً شيئاً يستحق أن تتذكره.
الحنين هو ذلك الشعور الحلو والمر في آنٍ معاً الذي يجعلنا نقدِّر المعنى، والعلاقات في حياتنا؛ لذا حاول أن تدوِّن ذكرياتك في دفتر يوميات، وحدد تاريخاً في تقويمك لاسترجاعها، والتقط بعض الصور يومياً لشيء تجده ملهماً، أو محفزاً، أو ظريفاً، أو جديراً بالملاحظة، وخصص ألبوم صور لهذه الذكريات، واسترجعها بالنظر إليها في نهاية الشهر، مارس نشاطات جديدة بانتظام مع العائلة والأصدقاء.
5. احتفل:
ثمَّة كثير من الأشياء في الحياة تستحق أن نحتفي بها، ومع ذلك فإنَّنا لا نخصص لذلك الوقت في جداولنا الزمنية المزدحمة، وعندما نقرر أن نحتفي بشيء ما فمن الممكن أن نرتبك بسبب التوقعات؛ لذلك احرص على الاحتفاء دورياً، واجعله مناسبة هادفة وممتعة، واحتفِ بالمناسبات السنوية، حتى المناسبات الصغيرة منها، وركِّز على ما تعنيه هذه المناسبات بالنسبة إليك، وتخلَّ عن الأشياء غير الضرورية، واحتفِ حتى بالمناسبات العادية، واجعلها مناسبات كبيرة أو صغيرة كما يحلو لك.
6. استكشف:
كثيراً ما تكون الأشياء الرائعة على مقربة منا؛ لكنَّنا غافلون عنها؛ لذا تمتع بالفضول لاستكشاف الأماكن في المنطقة التي تعيش فيها، واسمح لنفسك بأن تكون متحمساً تجاه الأشياء الموجودة في مدينتك التي كنت لا تعيرها اهتماماً في السابق.
7. تجنَّب التأجيل:
قد يكون من المغري أن تؤجل مشاريعك وأعمالك إلى وقت لاحق، ولكن لا يطول الأمر حتى نكتشف أنَّ هذا الوقت اللاحق الذي ننتظره لا يأتي أبداً؛ فعندما نؤجِّل العمل على تحقيق أهدافنا الهامة فإنَّنا نصبح أشخاصاً منفعلين لا فاعلين، ومن الممكن أن نشعر بالارتباك عندما تقترب المواعيد النهائية، ويزداد التوتر، كما من الممكن أن نشعر بالهزيمة عندما نُخفق في تحقيق التقدُّم الذي كنا نسعى إليه.
لكي تسترجع شغفك تجاه هذه الأهداف الشخصية التي كنت تؤجلها أو تخشى البدء بالعمل عليها، اختر هدفاً واحداً والتزم العمل على تحقيقه من خلال أشياء بسيطة يومياً؛ جزِّئ المهام الكبيرة، وحدد المخاوف التي من المُحتمل أن تعوقك، وذكِّر نفسك بأهمية هدفك، وفكِّر في التغيير الذي ستحققه عندما تصل إلى هدفك، كما يمكن للخطوة الأولى أحياناً نحو الهدف أن تزيد من تفانينا في تحقيقه.
8. اهتم بمظهرك:
مثلما تؤثِّر مشاعرنا في مظهرنا فإنَّ مظهرنا يؤثَّر في مشاعرنا أيضاً؛ لذا ارتدِ لمرة واحدة في الأسبوع تقريباً شيئاً أكثر إشراقاً وروعةً ممَّا ترتديه عادةً، ليست الفكرة في أن تصبح مهووساً بالأزياء، أو تركِّز فقط على مظهرك؛ وإنَّما فقط أن تجرِّب شيئاً مختلفاً قليلاً وتلاحظ الاختلاف في مشاعرك.
9. واجه مخاوفك:
تعوقنا مخاوفنا، وتمنعنا من رؤية الفرص، ومن عيش التجارب؛ لذا تغلَّب على حالة الخوف من خلال القيام يومياً بشيء يساعدك على السيطرة على الخوف؛ فلست مضطراً لأن تتغلب على جميع مخاوفك دفعةً واحدة، ويُعَدُّ اتخاذ خطوات بسيطة يومياً في هذا الصدد إجراءً أكثر استقراراً؛ لذا تخلَّص من الأفكار والسلوكات التي تجعلك أسيراً للخوف.
10. خصِّص وقتاً لنفسك:
على الرغم من أنَّ الانشغال يمكن أن يتحول إلى إدمان، إلا أنَّه شيء مختلف عن الشعور بالحيوية؛ إذ لا يتطلب عيش حياة أكثر حيوية غالباً أكثر من تخصيص مزيد من الوقت لنفسك خلال اليوم؛ لذا قلل من الوقت الذي تقضيه أمام الشاشات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بمقدار 30 دقيقة، وخصص أوقاتاً خلال اليوم للضحك، والإلهام، والتأمل، وكذلك خصص وقتاً للعمل على تطبيق هذه النصائح، والتزم هذا الوقت من خلال تدوينه في جدول أعمالك أو ضبط منبه يذكِّرك بموعده.
في الختام:
الغاية من هذه النصائح هي إيصال فكرة مفادها أنَّه يمكن من خلال إجراءات بسيطة أن تستعيد شعورك بالحماسة تجاه حياتك؛ لذلك إذا كانت لديك أية أفكار أخرى فلا تتردد في تطبيقها؛ لأنَّها ستجعلك بلا شك تستعيد شغفك تجاه الحياة.
أضف تعليقاً